اليوم العالمي للمياه، ٢٢ آذار

يسلّط يوم المياه العالمي لعام 2024 الضوء على الدور المحوري الذي تؤديه المياه في إرساء السلام والاستقرار والازدهار على المستوى العالمي.

والمياه على إرساء السلام أو إشعال فتيل النزاع.

فعندما تكون المياه شحيحة أو ملوثة، أو عندما يفتقر الناس إلى الفرص المتكافئة للحصول على المياه أو حين تنعدم فرص حصولهم عليها، قد تنشأ توتّرات بين المجتمعات المحلية والبلدان.

ومع تزايد آثار تغيّر المناخ والنمو السكاني، هناك حاجة ملحة، داخل البلدان وفي ما بينها، للاتحاد في سبيل حماية أثمن مواردنا والحفاظ عليها.

وتعتمد الصحة العامة والازدهار، والنظم الغذائية ونظم الطاقة، والإنتاجية الاقتصادية، والسلامة البيئية، كافة على دورة مائية حسنة الأداء وتُدار بطريقة منصفة.

ويعني هذا أن المساواة وعدم التمييز في ضمان الفرص المتكافئة للحصول على المياه والصرف الصحي يمكن أن يكون لهما تأثير إيجابي متوالٍ على جميع فئات المجتمع.

ويمكن للتعاون السلمي بشأن المياه أن يؤدّي إلى تعاون سلمي في جميع القطاعات.

المياه والزراعة: عاملان محفّزان من أجل تحقيق السلام والاستقرار الدائمين

إن الزراعة، التي تستهلك نسبة 72 في المائة من كميات المياه العذبة المسحوبة على مستوى العالم، هي أحد العناصر الرئيسية لتعزيز السلام والأمن الدائمين. وفي الواقع، تشكّل الزراعة حجر الزاوية للسلام والاستقرار، وتضمن الأمن الغذائي واستدامة سبل العيش، خاصة في صفوف الفئات السكانية الأضعف.

ومع ذلك، فإن أساس الأمن الغذائي ذاته يتعرض لتهديد مستمر بسبب النزاعات والاضطرابات.

وبما أنّنا نسعى إلى إطعام سكان العالم الذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، سوف يتعين أن يزيد الإنتاج الزراعي بنحو 50 في المائة مقارنة بعام 2012.

ويعتمد تحقيق هذا الهدف إلى حد كبير على الابتكارات في مجال إدارة المياه، بما في ذلك الري وتجميع المياه، وكذلك في الممارسات الزراعية المستدامة.

ومع وجود أكثر من 3 مليارات شخص يعيشون في مناطق تعاني من الإجهاد المائي، يعدّ تحسين كفاءة استخدام المياه الزراعية أمرًا بالغ الأهمية.

وتُعتبر الحوكمة المسؤولة لحيازة المياه أمرًا ضروريًا أيضًا من أجل ضمان حصول الجميع على المياه بشكل منصف، من دون ترك أي أحد خلف الركب. فهي تساعد في تخفيف النزاعات وتعزيز تماسك المجتمع. ويُعدّ الاعتراف بالحقوق العرفية وغير الرسمية في استخدام المياه أمرًا أساسيًا في هذا المسعى، ذلك أنّه يعزّز الإنصاف ويساعد في تخفيف التوترات بين القطاعات أو المجتمعات المحلية.

ويتمحور يوم المياه العالمي هذا العام حول العمل سويةً من أجل تحقيق التوازن بين احتياجات الجميع لضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب، وجعل المياه عاملًا محفّزًا لتحقيق عالم أكثر سلامًا وازدهارًا للجميع.