لنتناول
بادئ ذي بدء
بعض الأنباء
الطيبة. فقد
كشفت أحدث
تقديرات
المنظمة عن
نجاح عدد من
البلدان في
الحد من
الجوع على
نحو متواصل
منذ فترة
الأساس التي
حددها مؤتمر
القمة
العالمي
للأغذية وهي
1990-1992ففى
19 بلدا، انخفض
عدد الذين
يعانون
الجوع
المزمن بما
يزيد على 80
مليون نسمة
فيما بين 1990-1992 و
1999-2000. وتغطي
قائمة
البلدان
التي حققت
هذه
النجاحات
جميع
الأقاليم
النامية،
بينها بلد
واحد فى
الشرق
الأدنى
وخمسة بلدان
في آسيا
والمحيط
الهادي،
وستة بلدان
في أمريكا
اللاتينية
والبحر
الكاريبي،
وسبعة بلدان
في أفريقيا
جنوب
الصحراء
الكبرى. كما
تشمل هذه
الفائمة كلا
من البلدان
الكبيرة
الغنية
نسبيا مثل
البرازيل
والصين، حيث
كانت
مستويات نقص
الأغذية
معتدلة منذ
البداية،
والبلدان
الأصغر حيث
كان الجوع
ينتشر فيها
على نطاق
أوسع مثل
تشاد
وناميبيا
وسري لانكا
وغينيا.
وعلينا ان نتساءل لماذا حدث ذلك. داذ ا كانت التحليلات الأولية لا تسمح بوضع اي إجابة حاسمة عن هذا السؤال، فإن الدراسة الوثيقة للموضوع تحدد عددا كبيرا من العو] مل التي تتميز بها البلدان الناجحة عن البلدان التي تعاني الإخفاقات.
وهذه
النتائج
متسقة مع
التحليلات
السابقة
التي ساعدت
في رسم خطة
عمل مؤتمر
القمة
العالمي
للأغذية،
وكذلك
مبادرة
محاربة
الجوع التي
وضعتها
المنظمة عند
انعقاد
مؤتمر القمة
العالمي
للأغذية: خمس
سنوات بعد
الانعفاد.
وتبرز هذه
النتائج
أهمية عدد
قليل من
العوامل
الأساسية
الكفيلة
بتحسين
الأمن
الغذائى- أي
النمو
الاقتصادي
السريع "
وتنمية
القطاعات
الزراعية
بمعدلات
أفضل من
متوسطاتها.
وإنشاء
شبكات فعالة
للأمان
الاجتماعي
لضمان حصول
أولئك الذين
لا يمكنهم
إنتاج
أوشراء
كميات كافية
من الأغذية
لإطعام
أنفسهم.
لكن
المشكلة،
أولا وأخيرا،
لا تتعلق
بنقص
الأغذية قدر
تعلقها
بالافتقار
إلى الإرادة
السياسية.
فالغالبية
العظمى من
الجوعى في
العالم
يعيشون في
المناطق
الريفية من
العالم
النامي،
بعيدا عن
أدوات
السلطة
السياسية،
وبما يتجاوز
نطاق رؤية
وسائط
الإعلام
والجمهور في
البلدان
المتقدمة.
وباستثناء
حالات نشوب
الحرب او
وقوع كوارث
طبيعية، حيث
يتركز
الاهتمام
والتعاطف مع
الضحايا
لفترة قصيرة،
قلما يتناول
الحديث هذه
القضايا،
وأقل من ذ لك
تبذل جهود
لوضع نهاية
لمعاناة "قارة
الجوع" التي
تضمليون
نسمة، أي ما
يتجاوزسكان
أمريكا
اللاتينية
أو أفريقيا
جنوب
الصحراء
الكبرى.
وغالبا، ما
أضيفت مسألة
استئصال
الجوع إلى
قوائم
متطلبات
أهداف
التنمية.
وجميعهذه الأهداف
مترابطة من
خلال حلقة
محتومة من
الفقر
والإقصاء
الاجتماعي.
وكل واحد من
هؤلاء
الجوعى
يستحق ويطلب
دعمنا.
وعلينا أن
نكون رؤيتنا
ونتحلى
بالشجاعة
لوضع
الأولويات،
والإقرار
بأن عدم وجود
كفاية من
الأغذية
يهدد الوجود
الفعلي
للسكان،
ويقوض
قدراتهم في
مجالي
الاستفادة
من الفرص
المتاحة
للتعليم
والعمل
والمشاركة
السياسية
والمشاركة
في التنمية
الاقتصادية
والاجتماعية.
وهذا ما يعود
بنا إلى بحث
الحاجة إلى
توافر
الإرادة
السياسية.
كما يعيدنا
أيضا إلى
معظم
الأنباء
الطيبة
الواردة في
تفرير هذا
العام. وإذا
ما كنا نتحدث
عن المعوقات
التي اعترضت
الحد من وطأة
الجوع،
فعلينا أن
ننوه
بإطلاعنا
على العديد
من العلامات
المشجعة
لتنامي
الالتزامات
بالعمل على
مكافحته.
ففي
البرازيل،
تعهد الرئيس
لويس
إنياسيو
لولا
داسيلفا
باستئصال
الجوع بحلول
نهاية فترة
ولايته
المكونة من
أربع سنوات.
ودعم تعهده
هذا
بالإعلان عن
تنفيذ مشروع
شامل
استئصال
الجوع تماما
(Fome Zero)
وفي خلال السنة الماضية، طلب ما يزيد على 30 بلدا آخر من المنظمة المساعدة في تصميم برامج لمكافحة الجوع وتنفيذها. والعديد من هذه البلدان يعتمد بالكامل على موارده الخاصة، ويعمل على إنجاز أهداف مؤتمر القمة العالمي للأغذية ضمن حدودهـ وألزم بعض من هذه البلدان نفسه بتنفيذ أهداف أكثر طموحا. فحكومة سيراليون، على سبيل المثال، حددت رقما مستهدفا جريئا ينص على استئصال الجوع بحلول عام 2007. وفي أحدث مؤتمر للقمة تعهد رؤساء دول الاتحاد الأفريقي في مابوتو بموزامبيق، بالإجماع على زيادة نصيب الزراعة من الإنفاق العام بنسبة تصل إلى 10 في المائة على الأقل خلال السنوات الخمس القادمة. والأمر المشجع فى كل هذا هو حفيقة أن هذه البلدان جعلت من استئصال الجوع هدفا ذا أولوية. ولعل نهجهم في تنقيذ هذا الالتزام يدعو إلى الفخر أيضا.
وتتضمن الاستراتيجية التي طبقتها البرازيل فى مشروع "استئصال الجوع تماما" العديد من العناصر الواردة في مبادرة محاربة الجوع. ولعل الأهم من ذلك، تركيزها في مهاجمة الجوع على جبهتين تجمعان ما بين تدخلات الطوارئ لتوفير الطعام للجوعى إلى جانب مبادرات تنموية لزيادة فرص العمل والدخل وبين إنتاج الأغذية فى المجتمعات الففيرة واستطاع برنامج استئصال الجوع تكوين تحالف قطري واسع وملتزم ضد الجوع، مجذبا الدعم والمشاركة النشيطة من الإتحادات والرابطات الشعبية والمنظمات غير الحكومية والمدارس والجامعات والكنائس والشركات.
وثمة
عدد متزايد
من البلدان
السائرة فى
الطريق
القويم
معبئة
الابرادة
السياسية
والموارد
اللازمة
لإجتثاث
مشكلة الجوع
مباشرة
والان، فقد
آن الأوان
للمجتمع
الدولي لكي
يقتفي اثرها
في تنفيذ
الالتزامات
التي وضعها
مؤتمر القمة
العالمي
للأغذية.
إن
الجوع لا
ينتظر.
دكتور جاك ضيوف
المدير العام
لمنطمة الأغذية والزراعة