الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية

 

نحو الوفاء بإلتزمات مؤتمر القمة العالمي للأغذية

ما بعد الري: الاستخدامات المتعددة للمياه في مجال تحسين الوجبات الغذائية ومستويات الدخل

غالبا ما يكون الماء في المناطق الريفية من العالم النامي، العنصر الغذائط الرئيسي في الجهود المبذولة للحد من الجوع. وأبرزت المشروعات وكذلك البحوث في عدد من البلدان مدى الأهمية التي تنطوي عليها المياه في تحسين انتاج الأغذية و رفع مستويات الدخل والوضع التغذوي في الريف.

والري، حيثما يكون ممكنا، هو الخيار الأفضل لزيادة الإنتاج الزراعي ( أنظر صفحة 13). ففي أفريقيا، حيث لا تزيد نسبة الأراضى المحصولية المروية عن 4 في المائة فقط، أبرزت مشرعات الري على نطاق صغير وتجميع مياه الأمطار توافر امكانيات كبرى لزيادة حجم الغلة وتخفيف الآثار الناجمة عن عدم انتظام هطول الأمطار (أنظر الرسم البياني).

ولا شك فط أن الإنتاج المحصولي هو المصدر الوحيد لإنتاج الاعذية وتوليد الدخل اعتمادا على توافر المياهـ والعديد من الأسر الفقيرة تمارس صناعات منزلية تعتبر المياه عنصرا أساسيا فيها. ويكتشف عدد متزايد من المزارعين، ولاسيما فط اسيا، أن بإمكانهم زيادة غلة الارز في حقولهم واضافة مصدر جديد للبروتين وللدخل من خلال استخدام المياه في تلك الحقول لتربية الأسماك.

 

 

مزايا مشروعات الري صغيرة النطاق وإدارة المياه

خلصت دراسة حديثة أجرتها منظمة الأغذية والزراعة لثلاثة مشاريع في أفريقيا الى أن إنشاء شبكات للري على نطاق صغيرة يؤدي إلى تحسين غلة المحاصيل فحسب، دائما يؤدي مباشرة إلى تحقيق مكاسب فى التغذية والصحة.

ففى مالي، يستخدم المزارعون المياه المتدفقة من سد صغير في زيادة إنتاج الاعذية وفي زراعة محاصيل جديدة بما في ذلك الخضر الغنية بالمغذيات الدقيقة. وفي بوركينا فاسو، تستثمر الأسر جزءا من دخزءا الزراعى المتزايد في مجال العناية بالصحة. فقد زاد عدد الزيارات الى المستوصفات المحلية بنسبة 50 في المائة. وفي تنزانيا، تتجه النسوة اللواتي لم يعد يتحتم عليهن العمل ساعات طويلة لجلب المياه الى استخدام وقتهن في انتاج محاصيل منزلية للسوق، بما يؤدي الى تحسين دخولهن والوجبات الغذائية التي يحصلن عليها.

وبفضل الري، يزداد إنتاج الأغذية في هذه البلدان الثلاثة، وترتفع مستويات الدخل الى ما يكفي لتجهيز وجبة إضافية كل يوم، حتى في "موسم الجوع " الذي يسبق الحصاد، حيث اعتاد العديد من الأسر سابقا على تناول الطعام مرة واحدة في اليومكما أصبح بإمكان المزارعين استخدام مجموعة من تقنيات إدارة المياه تتسم بالبساطة ويمكنهم شراؤها من اجل زيادة غلة المحاصيل وتخفيف اثار الجفاف (أنظر الخريطة). وتنطوي عمليات تجميع مياه الأمطار على جمع أية كمية من المطر الهاطل لاستخدامها حينما وحيثما تشتد الحاجة إليها. ومن بين تقنيات هذه العملية جمع المياه المتدفقة من أي مستجمع كبير وتوجيهها نحو الحقول المحصولية. وأظهرت دراسات في عدة بلدان أفريقية أن مياه الأمطار المجمعة من أي منطقة قد تضاعف الإنتاج في مناطق أخرى ذا مساحة مقارنة بما يتراوح بين ثلاث أو أربع مرات .

ومن الممكن الاستفادة بكفاءة أكبر من مياه الامطار المحدودة وإتباع أشكال بديلة في حراثة الترب، كأن يجري الاكتفاء بتقليب التربة الموازية لخطوط غرس المحاصيل أو الحراثة العميقة لتفتيت الطبقة للجافة من سطح التربة. وكشفت الدراسات عن أن تجميع مياه الأمطار وإتباع الاشكال البديلة في الحراثة قد يؤديا إلى زيادة مستويات الغلة بما يتراوح بين ضعفين إلى ثلاثة أضعاف المحصول مقارنة بأساليب الزراعة التقليدية للأراضي الجافة. (أينظر الرسم البياني).ويتيح تجميع مياه الامطار مزايا أخرـى فبالإضافة للتوفير المزيد من المياه لري المحاصيل، يساعد في تجديد المياه الجوفية والتقليل من  تعرية التربة.

 

 

تخصيص المياه للأنشطة الإنتاجية المنزلية

أبرزت دراسات حديثة أهمية المياه للعديد من الأنشطة الأخرى الحيوية لضمان سبل معيشة الأسر المعرضة في المناطق الريفية.

ففي منطقة "بوشبوكريدج " بجنوب أفريقيا، على سبيل المثال، وجد الباحثون أن العديد من الأسر يعتمد على مدى توافر إمدادات المياه المحلية لانجاز طائفة متنوعة من الائشطة الصناعية والزراعية على نطاق صغير، بما في ذلك عمليات التخمير والبناء ورعاية المعز والأبقار وزراعة الحدائق المنزلية والبساتين (أنظر الرسم البياني). وأكدت المسوح التي أجريت أن هذه الأنشطة أخذت تكتسي أهمية خاصة بالنسبة إلى أفقر وأكثر أعضاء المجتمعات المحلية عرضة، بما في ذلك العديد من  ربات الأسر.

وحيث تسعى البلدان نحو إجراء إصلاحات بهدف تخصيص المياه لمختلف أصحاب الشأن استنادا الى تقدير الحد الأدنى من احتياجاتهم، يصبح من الضروري، في هذه الحالة، زيادة الوعي بالدور الرئيسي الذي يلعبه توافر المياه المحلية في ضمان سبل معيشة الأسر الريفية الفقيرة.

 

 تربيةالأسماك في حقول الأرز يحسن مستوى الوجبة الغذائية والدخل

يؤدي استزراع السمك في حقول الأرزإلى تحسين غلة المحصول، ويوفر فى ذات الوقت مصدرا للبروتين ودخلا إضافيا. وأظهر المزارعون في العديد من البلدان الآسيوية أن بإمكان هكتار واحد من حقول الأرز انتاج ما يتراوح بين 50 و300 كيلوغرام من السمك سنويا. وتستهلك أسر المزارعين في العادة معظم إنتاج السمك المربى في حقولهم، وبإمكانهم بالطبع بيع جزء من فائض الإنتاج لاستكمال دخولهم.

كما ثبت أن وجود الأسماك في حقول الأرزيزيد من إبنتاجها بنسبة قد تصل إلى 15 فى المائة. فالأسماك تأكل الأعشاب وتلتهم الحشرات والحلزونيات، ومن ثم تعيد المغذيات إلى التربة. وتساهم الأسمااك، فى عملية الإدارة المتكاملة للحشرات بما يؤدي إلى خفض التكاليف الاقتصادية والبيئية لمبيدات الحشرات. وأظهرت دراسات أجريت في إندونيسيا إمكانية تخفيض متوسط عدد مرات رش المبيدات في حقول الأرزمن 4.5 إلى 0,5 فى السنة في حالة اعتماد أساليب الإدارة المتكاملة للحشرات، وهذا يؤدي بدرجة كبيرة إلى خفض كل من التكاليف ومستوى السميك الكيماوية ومن ثم إمكانية استزراع الاسماك.

 

 

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية