الصفحة السابقةالمحتوياتالصفحة التالية


الباب الخامس: برامج مبسطة للإنتخاب الوراثى لتحسين معدل النمو

                   وصفات كمية أخرى

                   الإنتخاب الفردى

                             الإنتخاب لمعدل النمو

                             الإنتخاب لمعدل النمو وصفة أخرى

                   إنتخاب للعائلة

                             الإنتخاب ضمن العائلة

                             الإنتخاب بين العائلات

                   السجلات

                   الخلاصة

 


 

الباب الخامس

برامج مبسطة للإنتخاب الوراثى

لتحسين معدل النمو وصفات كمية أخرى

على الرغم من أنه يمكن تصميم برامج الإنتخاب الوراثى لتحسين كل الصفات الإنتاجية، إلا أن أكثر هذه الصفات أهمية هى معدل النمو. ذلك لأن تحسين معدل النمو سوف يقلل من الوقت الذى يلزم للوصول بالأسماك إلى الحجم التسويقى، والذى يمكن المزارع من إنتاج حصاد أكبر خلال فترة زمنية محددة، والذى يعنى بالتالى زيادة ربحيته. وبالإضافة إلى زيادة الإنتاج، فإن كفاءة الإنتاج سوف تتحسن أيضا مما يؤدى إلى زيادة إنتاج الغذاء وكذا زيادة دخل المزارع. وكمنحة إضافية، فإن زيادة معدل النمو يمكن عن طريقها تحسين صفات إنتاجية أخرى من خلال الإنتخاب غير المباشر كما أشارت بعض الدراسات إلى أن الأسماك سريعة النمو هى أيضا الأكفأ فى تحويل الغذاء علاوة على أنها تبدو اكثر مقاومة للأمراض.

يمكن إستخدام الإنتخاب فى تحسين صفات كمية أخرى إذا كان تحسينها يؤدى إلى تحسين كفاءة الإنتاج أو زيادة الربحية. فى معظم الحالات، وعلى الرغم من أهمية مثل هذه الصفات فهى لا ترقى إلى أهمية معدل النمو. يحتاج الأمر من الحين والاخر إلى برنامج تربية خلاف الإنتخاب لتحقيق أهداف ذات أهمية خاصة. فعلى سبيل المثال، يعتبر السيطرة على تكاثر البلطى فى أحواض التربية أهم الأهداف التى يسعى المزارع إلى تحقيقها والذى يمكن تحقيقها من خلال التهجين النوعى و/ أو تحويل الجنس. كما يعد إنتاج أسماك عقيمة من مبروك الحشائش فى الولايات المتحدة الأمريكية من الأهداف الهامة والذى يتم من خلال تغيير المجموعات الكروموسومية.

إن الهدف من هذا الباب هو توضيح برامج إنتخاب وراثى بسيطة، قليلة التكلفة نسبيا والذى يمكن للمزارع تنفيذها على مزرعته فى أحواض بمساحة حوالى 2 هكتار، مع تقديم الأمثلة لأنواع البيانات التى يجب الحصول عليها، وكذا السجلات التى يجب إستخدامها فى تسجيل هذه البيانات. لن يناقش هذا الباب برامج الإنتخاب الوراثى التى تستخدم الإنتخاب المتعاقب، دليل الإنتخاب، أو تلك التى تجمع بين الإنتخاب مع التهجين، التربية الداخلية أو بعض مراحل التقنيات الحيوية والتى منها تغيير المجموعات الكروموسومية.

عند وصف برامج الإنتخاب البسيطة هذه، سوف يتم تقديم المعلومات الخاصة بعدد الأحواض التى يتطلبها تربية الأسماك الجارى تقييمها. لن يشمل هذا العدد ما يلزم لتخزين أو تفريخ الأمهات. وعلاوة على ذلك، فإن هذا الباب لن يناقش الإمكانيات الإضافية المطلوبة والتى منها تانكات التخزين، مبانى التفريخ، مناضد العد وغيرها.

إن الهدف الرئيسى لبرامج الإنتخاب الوراثى التى يوضحها هذا الباب هو تحسين معدل النمو من خلال الإنتخاب للطول. وكما تم وصفه فى الباب الرابع، فإنه يمكن تحسين النمو من خلال الإنتخاب للطول أو الوزن ولأن قياس أطوال مئات الأسماك بالدقة الواجبة يعتبر أسهل كثيرا من وزنها، ولأن معظم المزارعين أيضا ليس لديهم موازين دقيقة، فإن الإنتخاب للطول هو الذي يجب الأخذ به بواسطة معظم المزارعين.

وسوف يتم أيضا تقديم أمثلة لبرامج الإنتخاب الوراثى المصممة لتحسين صفتان. وفى هذه الأمثلة سوف يظل تحسين معدل النمو هو الهدف الرئيسى ويضاف إليه صفة ثانية.

صممت برامج الإنتخاب الوراثى التى توضحت فى هذا الباب بحيث يقوم بتنفيذها المزارع الذى يقوم بإستنباط اسماك محسنة وراثيا لمزرعته. وإذا ما أراد المزارع تبنى برنامج تربية يمكنه من بيع الإصباعيات المحسنة وراثيا دعما للإستزراع السمكى محليا أو إقليميا. فإن حجم وتكاليف نماذج هذه البرامج الموضحة فى هذا الباب لابد وأن تزداد. فمن ناحية، لا بد من إنشاء أعداد أكبر من الأحواض وتكوين المزيد من مجموعات الأسماك، وإستنباط المزيد من الأمهات المنتخبة فى الحقيقة، إذا كان هذا هو هدف المزارع، فإنه فى أغلب الظن سوف يحول كامل مزرعته لهذا النشاط وسوف لا يتمكن مستقبلا من إنتاج أسماك للغذاء.

أحد الأمور التى يجب على المزارع مراعاتها إذا ما قام بتنفيذ برنامج إنتخاب وراثى هو أن يقرر عدد الأمهات المنتخبة التى يلزم الإحتفاظ بها. فإذا ما كان العدد قليلا جدا، فإن المزارع لن يمكنه إنتاج أعداد كافية من الأسماك المنتخبة للإستزراع. وإذا حدث ذلك، فسوف يضطر المزارع لتفريخ أسماك غير منتخبة الأمر الذى يجهض معظم جهده.

كما إن هناك مشكلة أخرى إذا ما احتفظ المزارع بأعداد قليلة جدا، وهو إحتمال تزايد معدل التربية الداخلية بما يصاحبها من تدهور إذا ما وصلت معدلاتها إلى مستويات عالية. وإذا حدث ذلك، فإن معظم التحسين الناتج عن الإنتخاب الوراثى سوف يستخدم ببساطة لمعادلة التدهور الناتج عن التربية الداخلية. يجب على المزارع أن يقوم بتبويض على الأقل 25 ذكر و 25 أنثى فى كل جيل لتقليل التدهور الناتج عن التربية الداخلية. وننوه إلى أنه لا يجب أن يؤخذ هذا العدد كقضية مسلم بها، وإن كان بالإمكان إستخداما كقاعدة عامة. ويعنى هذا أن على المزارع الإحتفاظ ب 100- 200 من الأمهات المنتخبة على الأقل. والسبب فى احتفاظ المزارع بهذا العدد من الأمهات هو أن البعض منها سوف يموت قبل الوصول إلى مرحلة النضج الجنسى والتفريخ، كما أن معدل التبويض نادرا ما يصل إلى100 ه/ه . تنطبق هذه الإرشادات أيضا على عشائر الأسماك المقارنة.

وهناك عامل آخر يحدد عدد الأمهات التى يجب على المزارع أن يحتفظ بها وهو حجم نشاطه من حيث عدد الإصباعيات التى يحتاجها الإستزراع فى الأحواض. فإذا ما إحتفظ المزارع بعدد قليل جدا من الأمهات المنتخبة، فإنه سوف لا يتمكن من تخزين أحواض النمو كما أن الإحتفاظ بأعداد كافية من الأمهات المنتخبة ربما يمثل مشكلة للمزارع الكبيرة، ولكنها نادرا ما تمثل مشكلة فى المزارع متوسطة الحجم (2 هكتار) خاصة إذا ما إحتفظ المزارع ب100- 200 أم منتخبة على الأفل.

إن برامج الإنتخاب الوراثى التى تم التعرض لها فى الباب الحالى هى خلاصة موجزة تم تقديمها لتوضيح أن بإمكان المزارع تنفيذ البرامج البسيطة نسبيا، وغير المكلفة، وإذا ما تم التنفيذ كما ينبغى، فإنه يمكن تضمين هذه البرامج فى ممارسات المزرعة اليومية. إن البرامج التى يحتويها هذا الباب ليست نهائية حيث يمكن أو حتى يجب تحويرها حتى يمكن للبرنامج أن يتواءم مع نوع الأسماك وكذا مع دخل المزارع وطبيعة مزرعته.

برامج التربية الموضحة فى هذا الباب هى لأنواع لا تختلف الصفات فيها تبعا للجنس بما يعنى إستخدام حد واحد للإنتخاب.

إذا كان النوع الذى يربيه المزارع تختلف الصفة المعنية فيه تبعا للجنس، فسوف يصبح ضروريا عمل تحوير بسيط فى البرنامج. وسوف تؤدى هذه الظاهرة إلى زيادة الجهد الذى يحتاجه الإنتخاب، حيث فى هذه الحالة، يجب تجنيس الأسماك حتى يمكن تنفيذ الإنتخاب لكل جنس على حدة. وسوف يحدد العمر الذى يحدث عنده هذا التباين ما إذا كان بالإمكان إستخدام حد إنتخاب واحد، أو أنه مطلوب وضع حد مستقل للذكور وآخر للإناث. فى بعض الأنواع تحدث هذه الظاهرة والأسماك صغيرة مما يتطلب وضع حد للإنتخاب فى كلتا مرحلتيه للإصباعيات ولأسماك الإستزراع. أما إذا كان هذا التباين لا يظهر سوى بعد مرحلة الإصباعيات، فإنه يمكن إستخدام حد واحد للإنتخاب فى مرحلة الإصباعيات، بينما سوف يكون مطلوبا وضع حد آخر عند حصاد أسماك الغذاء. إذا ما وجد هذا الإختلاف بعد العمر الذى يتم حصاد الأسماك التسويقية عنده، فإن حدا واحدا للإنتخاب يمكن إستخدامه خلال كلا من مرحلتى الإنتخاب.

إن برامج الإنتخاب الوراثى الموضحة فى هذا الباب لا تصف إنشاء وإستخدام عشائر المقارنة لتقييم نتانج الإنتخاب. فقد سبق وصف ذلك فى الباب الرابع.

الإنتخاب الفردى

طالما كان ذلك ممكنا، فإن الإنتخاب الفردى هو البرنامج الذى يجب إستخدامه لتحسين معدل النمو ذلك نظرا لسهولة تنفيذه وقلة كلفته مقارنة بإنتخاب العائلة حيث يمكن تنفيذه فى حوض واحد أو حوضين كما أن القياس يشمل أعدادا أقل من الأسماك.

الإنتخاب لمعدل النمو

يعتبر معدل النمو أكثر الصفات الإنتاجية أهمية. وتوضح البرامج التالية كيفية إستخدام الإنتخاب الفردى لتحسين هذه الصفة فقط. وعند تنفيذ الإنتخاب الفردى، وإذا تمكن المزارع من تحقيق تزامن فى التبويض، فإن الإنتخاب سوف يكون سهلا نسبيا. أما إذا كان نوع الأسماك يضع البيض دونما تزامن، فإنه يجب التأكد من أن تباين الحجم الناتج عن فرق العمر لا يجب أن تحجب أو تحتوى فروق الحجم ذات الأساس الوراثى. إذا تعذر تطوير برنامج الإنتخاب الوراثى لكى يتعامل مع سلوك التبويض غير المتزامن فسوف يكون من المستحيل التعرف على السمكة المتفوقة وراثيا عن تلك المتفوقة بيئيا (الأكبر عمرا).

التبويض المتزامن Synchronous spawning : إذا استطاع المزارع تحقيق تزامن فى التبويض وتمكن من إنتاج 25 عائلة على الأقل فى يوم واحد (أو خلال 48 ساعة على الأكثر)، فإنه يمكنه تنفيذ برنامج إنتخاب وراثى بسيط وغير مكلف وذلك فى حوض أو حوضين ذلك علاوة على الحاجة إلى حوض إضافى للأمهات المنتخبة بمجرد إنتخابها.

حتى يتم البدأ ببرنامج الإنتخاب الوراثى، يجب أن يتم تبويض الأسماك بإستخدام تقنيات التفريخ العادية. وكلما كان الأمر ممكنا، تجمع كميات البيض ثم تحضن. وإذا كان البيض من النوع الذى تتولى الإناث تحضينه فى الحوض، فإنه لا بد من المراقبة الجيدة حتى يمكن تجميع الزريعة بمجرد فقسها أو بدؤها للسباحة بعيدا عن كل أنثى.

وكلما كان ممكنا، يجب توحيد حجم العائلات قبل تخزين الأسماك حتى لا تتمكن عائلة ما من إمالة نتائج الإنتخاب. بالإضافة، فإن ذلك يساعد على الحد من التربية الداخلية. ولهذا السبب، فإن العائلات يجب فصلها حتى يمكن مساواتها. ذلك بالإضافة إلى أن عزل العائلات لحين تخزينها سوف يتيح الفرصة لملاحظة أى حالات نفوق كامل لعائلة أو أكثر وتسجيلها.

وإذا كان من المعتاد تربية الأسماك فى نظام ثنائى المرحلة تخزن فيه الزريعة فى المرحلة الأولى حتى حجم الإصباعيات يتبعه تخزين الإصباعيات حتى الحجم التسويقى فى مرحلته الثانية. ففى هذا النظام، يمكن إجراء الإنتخاب عند حصاد الإصباعيات ثم عند حصاد الأسماك التسويقية. وفى هذه الحالة، فإن الإنتخاب سوف يحتاج إلى حوضين. أما إذا كان الإنتاج هو نظام أحادى المرحلة (لا توجد مرحلة إصباعيات وتربى الزريعة مباشرة إلى الحجم التسويقى)، فإن الإنتخاب سوف يتم عند حصاد الأسماك لتسويق، وسوف يتطلب تنفيذ الإنتخاب حوض واحد.

وإذا ما كانت الأسماك تربى بأسلوب ثنائى المرحلة، يتم تخزين الزريعة فى حوض واحد حيث يتم إنتاج الإصباعيات بإستخدام تقنيات الإنتاج العادية. وقبل الحصاد مباشرة، يتم قياس عينة عشوائية قوامها 100- 200 إصباعية وذلك لأقرب ملليمتر وذلك حتى يمكن تحديد قيمة الصفة الظاهرية والتى تقابل حد الإنتخاب المئوى المرغوب كما يوضحه الشكل رقم 20. وعند حصاد الإصباعيات، لا بد من الإحتفاط بأفضل 35- 50 ه/ه تخزن فى حوض إنتاج الأسماك التسويقية. أما الإصباعيات التى تستبعد يتم إما تربيتها للتسويق أو تباع. وفى حالة ما لو تم تربيتها للتسويق، فإن أيا منها لايجب الإحتفاظ به او تفريخه.

يتم تربية الإصباعيات المنتخبة بإستخدام تقنيات الإدارة العادية. وقبل الحصاد، يتم قياس عينة عشوا ئ ية قوامها 100- 200 سمكة وذلك لأقرب ملليمتر وذلك لتحديد قيمة الصفة الظاهرية التى تتفق مع الحد المئوى المرغوب للإنتخاب. وعند الحصاد، يجب الإحتفاظ بأفضل 10- 20 ه/ه من الأسماك، وهذه الأسماك سوف تصبح الأمهات المنتخبة فى حين تؤكل الأسماك المستبعدة أو تباع.

وإذا كانت الأسماك تربى فى مرحلة أحادية، لا بد من الحصول على عينة عشوائية قوامها 100- 200 سمكة وذلك لإنتاج الجيل الأول لأمهات المقارنة وذلك عند حصاد الأسماك. ويجب تكوين عشائر الجيل الأول المقارن من الأمهات قبل الإنتخاب. أما إذا تم تربية الأسماك فى أسلوب ثنائى المرحلة، وإذا تم تنفيذ الإنتخاب عند حصاد كلا من الإصباعيات وأسماك الغذاء، فإن الجيل الأول لأمهات المقارنة يجب الإحتفاظ به عند نهاية مرحلة الإصباعيات. اما إذا تم الإحتفاظ بالجيل الأول لأمهات المقارنة قبل المرحلة الثانية للإنتخاب مباشرة فى الإنتخاب ثنائى المرحلة، فإن هذه الأسماك لن تكون عشائر حقيقية للمقارنة، حيث أن هناك جزء من الإنتخاب لا بد وأن يكون قد تم قبل تكوينها.

وإذا ما تم تربية الأسماك فى نظام أحادى المرحلة، يجب أن يتم تخزين الزريعة فى حوض مستقل، وأن يتم إنتاج الأسماك بإستخدام تقنيات إنتاج عادية. كما يتم تنفيذ الإنتخاب أثناء الحصاد كما سبق شرحه.

إن برامج الإنتخاب الوراثى البسيطة أوضحتها الأشكال أرقام 29 و30. يوضح الشكل رقم 29 الإجراءات التى يجب إستخدامها عند تنفيذ الإنتخاب مرتين، الأولى عند حصاد الإصباعيات والأخرى عند حصاد الأسماك التسويقية. كما يوضح الشكل رقم 30 الإجراءات التى سوف تستخدم عندما يتم الإنتخاب مرة واحدة عند حصاد أسماك الغذاء.

سبق التعبير عن الحد المئوى للإنتخاب كمدى، وليست قيما محددة (35- 50 ه/ه للإصباعيات، و 10- 20 ه/ه لأسماك الغذاء). هذا لأن حد الإنتخاب المطلق ليس بهذه الدرجة من الأهمية. إن شدة الإنتخاب التى يتم إستخدامها هى قرارات فردية ويمكن للمزارع أن يزيد من معدل التحسين إذا ما إستخدم حد أعلى للإنتخاب المئوى (يحتفظ بنسبة أقل). ولكن لا بد من تحقيق التوازن بين معدل المكاسب الناتجة عن الإنتخاب مع المشاكل المتعلقة بالتربية الداخلية وكذا مع القدرة على إنتاج أسماك بأعداد كافية فى الجيل القادم. إن معظم برامج الإنتخاب الوراثى التى يتم تنفيذها على المزارع متوسطة المساحة سوف تواجه مشاكل قليلة وسوف يمكنها تحقيق النتائج المرجوة إذا تم إستخدام قيمة حد الإنتخاب فى هذه الحدود المشار إليها.

يجب أن تكون مساحة الأحواض المستخدمة فى هذا المشروع من 0.04 – 0.4 هكتار. تتحدد مساحة الحوض تبعا لمعدلاث التخزين المتبعة فى تربية الأسماك وكذا تبعا لشدة الإنتخاب. وبمجرد أن يقرر المزارع ما هى النسبة المئوية للإنتخاب التى سوف يستخدمها، وعدد الأمهات المنتخبة التى سوف يحتفظ بها، فإنه يستطيع أن يحدد مساحة الأحواض وبالتالى ستتضح النسبة المئوية من مزرعته التى سوف يخصصها لبرنامج التربية. يوضح الجدول رقم 14 الخطوات التى تتبع لتحديد حجم الحوض. وكافة الأرقام الواردة بالجدول المشار إليه تصلح فقط مع الإفتراضات المعطاة فى نفس ا لجد ول.

شكل رقم 29. رسم توضيحى لبرنامج انتخابى وراثى بسيط وغير مكلف يستهدف تحسين معدل النمو من خلال الانتخاب عند عمرين (الاصباعيات والحجم التسويقى) للأسماك. يمكن تنفيذ برنامج التربية هذا فى حوضين. الأسماك التى استبعدت عند مرحلة الاصباعيات يمكن بيعها أو تربيتها للتسويق. والأسماك التى تستبعد فى مرحلة الحصاد يمكن استهلاكها، بيعها كأسماك تسويقية، أو يمكن الاحتفاظ بالبعض منها واستخدامها ك أ مهات لانتاج أسماك الانتاج (أسماك تربى وتباع كغذاء)، ذلك إذا لم تستطع الأسماك المنتخبة إنتاج أعداد من النسل تكفى كلا من برنامج الإنتخاب الوراثى واحتياجات أحواض الإنتاج.

شكل رقم 30. رسم توضيحى لأفل برنامج إنتخاب وراثى تكلفة والذى يمكن أن يصمم لتحسين معدل النمو. برنامج التربية هذا، يتم فيه تخزين الزريعة فى حوض، ولا يتم فيه حصاد للأسماك حتى وصولها للأحجام التسويقية، يتم تنفيذ الإنتخاب عند تصفية الحوض وحصاد اسماكه. يمكن تنفيذ برنامج التربية فى حوض واحد. يوضح الشكل رقم 29 كيفية التصرف فى مصير الأسماك المستبعدة.

إذا توفرت الأحواض بالمساحات المناسبة، فإن المزارع لا يجب أن يدمر هذه الأحواض لكى ينشئ أحواض جديدة خصيصا لتنفيذ برنامج التحسين الوراثى. والمزارع الذى يستخدم ما هو متاح لديه من احواض لا بد وأن يعدل معدلات التخزين و/ أو حدود الإنتخاب لتحقيق النتائج المرجوة. ويمكن الحصول على هذه المعلومات إسترشادا بالمعادلة الواردة فى الجدول رقم 14.

 

يمكن إستخدام المعلومات الواردة فى الجدول رقم 14 أيضا فى تحديد كم عدد الأسماك التى نحتاجها من كل عائلة. فمثلا، إذا أراد المزارع تخزين 8892 زريعة من 25 عائلة أنتجها، فإنه سوف يحتاج 355.7 زريعة من كل عائلة (8892/25). ومنطقيا ولتصحيح الرقم، فإن المطلوب هو 356 زريعة لكل عائلة. ولأن الرقم قد تم تصحيحه، فإن المزارع سوف يقوم بتخزين 8900 زريعة. وإذا ما حافظ المزارع على معدل تخزين 200 ألف زريعة/ هكتار، فإن حوض الإصباعيات سوف يتغير فقط بحوالى 0.001 هكتار ليستوعب الزريعة الثمانى الإضافية، ولهذا فليس هناك حاجة لحوض أكبر (تم تصحيح مساحة الحوض لأقرب جزء للألف). إن تقريب حجم العائلة سوف يعنى أن الإستبعاد المبدئى سوف ينتج عنه 2 إصباعية منتخبة إضافية. وسوف يكون لذلك أقل تأثير على معدل التخزين فى حوض الإستزراع للتسويق، كما لن يكون هناك إحتياج لحوض أكبر للأسماك التسويقية. وإذا لم يرغب المزارع فى تعديل معدل التخزين قيد أنملة عن المعدل الذى خططه، فإنه يمكن إستبعاد 2 إصباعية منتخبة عشوائيا بمجرد إتمام تكوين العشيرة.

 

يجب تخزين الأمهات التى تم الإحتفاظ بها فى حوض الأمهات المنتخبة. ولا يجب تخزين أية أسماك أخرى معها. وعند بلوغ هذه الأسماك للنضج الجنسى، يتم تفريخها لإنتاج الجيل الأول F1 المنتخب. ولا يجب قبل موسم التفريخ إجراء أى إنتخاب سواء كان للصفات الثانوية للنضج الجنسى، أو أية صفات أخرى. والهدف الوحيد لبرنامج الإنتخاب الوراثى هو تحسين معدل النمو من خلال الإنتخاب للطول، كما أن الأمهات المنتخبة قد تم إنتخابها لمعدل النمو ويجب أن يستمر الإنتخاب لهذه الصفة فقط دون محاولة إنتخابها لأى غرض آخر. كما يجب السماح للأمهات المنتخبة بالتزاوج فيما بينها وذلك بأسلوب عشوائى. وفى حالة التزاوج فى حظائر pens أو إذا تم التجريد يدويا stripping ، فإن ه ذا التزاوج لا بد وأن يتم عشوائيا.

 

وإذا إمتلك المزارع العدد الكافى من الأمهات المنتخبة، فإنه يمكنه أن يستخدم هذه الأسماك لإنتاج كلا من الجيل الأول. F1 المنتخب وكذا الأسماك الإنتاجية (الأسماك التى يخزنها المزارع ويربيها للتسويق فى أحواضه الإنتاجية). وإذا كانت الأمهات المنتخبة ل ا يمكنها إنتاج أعداد كافية من النسل للغرضين، فإن زريعتها يجب إستخدامها أولا لإنتاج الجيل الأول المنتخب، أما الأسماك الزائدة فإنه يمكن تربيتها للتسويق. وإذا لم تستطع الأمهات المنتخبة إنتاج أعداد من الإصباعيات كافية لكلا الغرضين، فإن المزارع يجب أن يستخدم أمهات أخرى (المستبعد من حصاد الإنتخاب) لإنتاج زريعة تستخدم لأحواض الإنتاج.

جدول رقم 14. إجراءات يمكن إتخاذها لتحديد حجم الأحواض التى يحتاجها برنامج الإنتخاب الوراثى.

يمكن تنفيذ الجيل الثانى، الثالث وما بعدها بنفس الأسلوب السابق شرحه، وإذا لم تتمكن الأمهات المنتخبة من إنتاج الأسماك التى تكفى كلا من برنامج الإنتخاب الوراثى وأحواض الإنتاج، فإن المكسب الوراثى الذى تحقق فى الأسماك المنتخبة يمكن نقله إلى الإنتاج بدءا من الجيل الثانى للإنتخاب إذا ما إستخدم المزارع المستبعد من برنامج الإنتخاب كأمهات لإنتاج زريعه لأحواضه الإنتاجية. وحتى ولو كانت الأمهات قد استبعدت، فقد أتت من برنامج إنتخاب وراثى وأنها ما تزال نتاج أمهات منتخبة. وسوف يؤدى ذلك إلى تمكين المزارع من نقل المكسب الوراثى لأسماكه المستزرعة، وإن تأخر ذلك لجيل واحد. علاوة على ذلك، فإذا ما استبدل المزارع جيل ما من الأمهات المنتخبة بمن يخلفهم، فإنه يمكنه نقل الجيل السابق للامهات المنتخبة إلى عشائر أمهات الإنتاج. وهذا أيضا سوف يمكن المزارع من نقل المكسب الوراثى إلى أسماك الإنتاج. يوضح الشكل رقم 31 بعض طرق نقل المكسب الوراثى إلى أحواض الإنتاج.

إذا تم الإنتخاب فقط عند حصاد أسماك الغذاء، فإن المزارع لن يستطيع نقل التحسين الوراثى إلى أسماك الإنتاج بنفس السرعة، إلا إذا أمكن للأسماك المنتخبة إنتاج أعدادا من الزريعة تكفى كلا من برنامج التربية وكذا أحواض الإنتاج. أما إذا كانت الأمهات المنتخبة قادرة فقط على الوفاء باحتياجات برنامج التربية من الزريعة، فإن المزارع ليس أمامه سوى إستخدام الأمهات غير المنتخبة لإنتاج زريعة لأحواض الإنتاج بعد الجيل الأول من الإنتخاب. وبعد جيل الإنتخاب- الثانى، فإن المزارع يمكنه إستخدام إما الجيل الأول للأمهات المنتخبة، أو يستخدم الأسماك التى تم إستبعادها عند تكوين الجيل الثانى من الأمهات. ويعنى هذا، أن المزارع سوف يتأكد من عدم وجود تحسين وراثى فى أسماكه الإنتاجية لمدة جيل واحد، وإن كان بإمكانه بعد ذلك نقل هذا التحسين وإن تأخر ذلك لجيل واحد.

التفريخ غيرالمتزامن asynchronous : إذا لم يستطع المزارع تحقيق تزامن فى تفريخ أسماكه، فإن عليه أن يقسم أسماكه إلى مجموعات عمرية وأن ينتخب لمعدل النمو مستقلا داخل كل مجموعة. وحتى يتم البدء ببرنامج التربية هذا، فإن على المزارع أن يقوم بتفريخ الأسماك باتباع تقنيات الإدارة العادية. وكما سبق، فإنه من الأفضل إذا أمكن تجميع البيض وتحضينه. وإذا كان التحضين يتم فى فم الإناث فى الأحواض، لابد وأن يتم مراقبة الإناث جيدا، وأن يتم تجميع الزريعة من كل أنثى بمجرد فقسها أو بدؤها السباحة بعيدا عن الإناث.

يتم تقسيم البيض أو الزريعة حديثة الفقس إلى مجموعات عمرية يومية (24 ساعة)، وإن لم يكن بالإمكان تجميع عائلات كافية خلال مدة 24 ساعة، فإن الفرق الزمنى لكل مجموعة عمرية يمكن مده إلى 48 ساعة. و لا بد وأن تتكون كل مجموعة من 5 عائلات على الأقل، كما يجب أن يكون هناك 5 مجموعات عمرية على الأقل وهذه الأعداد ليست حتمية. فالمزارع ليس عليه أن يستبعد مجموعة ما لأنها مكونة من 4 عائلات فقط. وهناك فرضان أساسيان خلف خطة العمل هذه: أولها أن المجموعة يجب أن تتكون من عدة عائلات وثانيها فى انه يلزم مشاركة 50 من الآباء (25 ذكر و25 أنثى) فى إنتاج النسل الذى يلزم برنامج التربية.

وكما سبق، إذا كان هذا النوع من الأسماك عادة ما يتم إنتاجه من خلال ممارسة إنتاجية ثنائية المرحلة، فإن الإنتخاب لطول الجسم سوف يتم عند حصاد الإصباعيات وكذا عند حصاد الأسماك التسويقية. وإذا كانت ممارسة الإنتاج أحادية المرحلة دون مرحلة الإصباعيات، فإن الإنتخاب سوف يتم فقط عند حصاد الأسماك للتسويق. يتم إستخدام الإنتخاب الفردى لإنتخاب أفضل الأسماك من كل مجموعة عمرية.

 

شكل رقم 31. رسم يوضح طرق نقل المكسب الوراثى من برنامج الإنتخاب الوراثى للأسماك التى يربيها المزارع للتسويق. إذا أمكن للأسماك المنتخبة إنتاج من النسل ما يكفى لكلا المجموعتين، فإن نقل المكسب الوراثى سوف يكون فوريا، وسوف يكون متوسط المجموعتين هو نفسه (مسلك رقم 1). إذا كان الإنتخاب ثنائى المرحلة، فإن الأسماك المستبعدة من المرحلة الثانية يمكن إستخدامها كأمهات لإنتاج أسماك الإنتاج (مسلك رقم 2). وإذا ما استخدم هذا الأسلوب، فإن بعضا من المكسب الوراثى سوف ينتقل فوريا، وإن تخلف متوسط الأسماك الإنتاجية دائما عن متوسط الأسماك المنتخبة. وإذا تم الانتخاب فقط عند الحصاد، فإن الأسماك غير المنتخبة يجب إستخدامها لإنتاج الجيل الأول للأسماك التسويقية، وإما أن يستخدم فيما بعد المستبعد من برنامج التربية أو من الأمهات المنتخبة للجيل السابق (مسلك رقم 3). سوف ينقل هذا المسلك المكاسب متأخرا لجيل واحد إذا ما استخدم الجيل السابق للأمهات المنتخبة، وإذا استخدمت الاسماك المستبعدة من برنامج التربية لإنتاج اسماك الإنتاج، فإن متوسط الإنتاج سوف يكون أفضل قليلا عن متوسط الجيل السابق للأسماك المنتخبة. كل الإفتراضات حول قيمة المتوسطات تم الحصول عليها مع إفتراض عدم وجود تأثير بيئى على الصفة الظاهرية وأن مكافئ التوريث للصفة كبيرا.

سوف يحتاج برنامج التربية 5 - 10 احواض مساحة كل منها 0.04 هكتار. يعتمد عدد الأحواض على حجم المشروع (عدد المجموعات التى سوف يتم إنتاجها) وعما إذا كان الإنتاج ثنانى أو أحادى المرحلة. ويتم تحديد حجم الأحواض بدقة كما سبق شرحه وكما توضح فى الجدول رقم 14. وننوه أن الحجم بالضبط ليس بهذه الدرجة من الأهمية، ولكن كل الأحواض لا بد وأن تكون متساوية الحجم. يرجع السبب فى تفضيل الأحواض الصغيرة هو أن عدد كبير منها يمكن تواجدها فى مساحة صغيرة. ذلك علاوة على أن إنشاء حوض بمساحة 0.04 هكتار سوف يكون أقل تكلفة عن بناء حوض بمساحة 0.1 هكتار.

إذا كان الإنتخاب ث نائى المرحلة، فإنه يمكن إعادة تخزين الإصباعيات المنتخبة فى الأحواض التى استخدمت فى إنتاجها ذلك إذا أمكن تصفية الأحواض وإعادة ملئها فى نفس اليوم. وسوف يقلل هذا عدد الأحواض التى يحتاجها البرنامج إلى النصف. هناك شرط وحيد هو أن يتم حصاد جميع الأسماك على أن يكون لدى المزارع إمكانات لتخزين الإصباعيات المنتخبة بأمان حتى يتم إعادة تخزينها. والمزارعين ممن لا يستطيعون بناء الأحواض يمكنهم تنفيذ برنامج الإنتخاب فى هابات كبيرة (20- 40 متر مربع) يتم وضعها فى حوض واحد أو أكثر. وعلى الرغم من أن الهابات أقل تكلفة من الأحواض، فإنه يفضل إستخدام الأحواض، لأنه طالما أن الأسماك تربى فى الأحواض فإنه يتم إنتخابها على أساس تربيتها فى الأحواض، وليس على أساس نموها فى الهابات.

ولابد من أن يتم تخزين كل مجموعة فى حوض مستقل، وعلى أن تكون معدلات تخزينها واحدة، وإن لم يكن ذلك حتميا، حيث أن الإنتخاب سوف يتم مستقلا داخل كل مجموعة. وعلى الرغم أنه ليس من الضرورى تساوى معدلات التخزين فى كل الأحواض، إلا أنه ينصح بمساواة هذه المعدلات، وإلا فإن الإنتخاب قد ينتخب لجينات مختلفة نسبيا فى مختلف المجموعات.

إن أفضل الطرق لإنشاء عشائر الأسماك التى يتم تخزينها فى كل حوض هو أن يتم إختيار عدد متماثل للأسماك من كل عائلة داخل المجموعة شريطة أن يكون إختيار الأسماك من كل عائلة عشوائيا. فلا يجب إختيارها لأنها الأكبر... إلخ. وعلى ذلك، يجب فصل العائلات لحين مساواة احجامها وإذا ما تم خلط العائلات داخل المجموعات قبل إختيار العدد الأمثل اللازم لتحقيق معدلات التخزين المطلوبة، فإن العائلة الأكبر سوف تنعم بتمثيل أعلى على عكس أصغر العائلات التى سوف لا تمثل كما يجب.

عند حصاد الإصباعيات، يجب تخزين أفضل 30- 50 ه/ه من كل مجموعة (حوض) وذلك فى حوض تربية مستقل. وحتى يمكن تحديد قيمة حد إنتخاب للاصباعيات لكل مجموعة، يجب قياس عينة قوامها 100- 200 إصباعية من كل مجموعة وذلك لأقرب ملليمتر ثم يتم تحديد قيمة الصفة المظهرية المرغوبة والتى تقابل الحد المئوى للإنتخاب كما أوضحه الشكل رقم 20. كما يجب تحديد حد الإنتخاب مستقلا لكل مجموعة، ذلك لأنه يتم إدارتها مؤقتا كتحت عشيرة منفصلة خلال إجراءات الإنتخاب الذى سوف يتم مستقلا داخل كل مجموعة.

وكما كان الأمر سابقا، فإن شدة الإنتخاب ليست بهذه الخطورة، ولكنها يجب أن تكون هى نفسها لكل مجموعة. ولا يجب خلط الأسماك من أحواض الإصباعيات المختلفة (المجموعات) إبان حصادها وقياسها. وبعد الإنتخاب، يجب تخزين الإصباعيات المنتخبة من كل مجموعة فى حوض إنتاجى مستقل حيث كما لا يجب خلط الأسماك من مختلف المجموعات.

وكما كان الحال عند تخزين أحواض الإصباعيات، فإن معدلات تخزين أحواض الأسماك التسويقية يجب أن يكون هو نفسه أو على الأقل يتشابه. كما يجب رعاية الإصباعيات المنتخبة فى كل مجموعة بإستخدام تقنيات الإنتاج العادية. وقبل الحصاد مباشرة، يجب قياس عينة عشوائية قوامها 100- 200 سمكة من كل مجموعة وذلك لتحديد قيمة حد الإنتخاب لكل مجموعة. كما يجب الإحتفاظ بأعلى10 - 20 ه/ه من كل حوض (مجموعة) وذلك لتكوين عشيرة الأمهات المنتخبة. ومرة ثانية، فإن شدة الإنتخاب ليس بهذه الدرجة من الأهمية، ولكنها يجب أن تكون هى نفسها لكل مجموعة.

بمجرد أن يتم إختيار الأمهات المنتخبة من كل مجموعة، فإنه يمكن خلطها وتخزينها فى حوض أو حوضين للأمهات المنتخبة. ولا يجب أن تحتوى هذه الأحواض أية أمهات أخرى. وكما ذكر سابقا، فإن هدف الإنتخاب الرئيسى هو الحصول على 100- 200 من الأمهات المنتخبة على الأقل. ويوضح الشكل رقم 32 برنامج الإنتخاب الوراثى ثنائى المراحل.

يجب إدارة وإستخدام الأمهات لإنتاج زريعة لبرنامج التربية وكذا للأحواض الإنتاجية كما تم شرحها فى جزء سابق.

إذا تولى عالم فى محطة بحوث تنفيذ برنامج الإنتخاب الوراثى، فإن العناصر الرئيسية لخطته التجريبية سوف يتم توجيهها إلى توحيد جميع عناصر الإدارة لكل المجموعات. ولكن لا يجب على المزارع ان يقلقه هذا الأمر. سوف يكون الأمر رائعا إذا ما أمكن إدارة جميع المجموعات بنفس الأسلوب خلال جميع مراحل الإنتخاب. ولكن لأن كل مجموعة تم تخزينها فى حوض مستقل يتم داخلها الإنتخاب مستقلا، فإن اختلافات الإدارة البسيطة فيما بين المجموعات سوف لا تؤثر على الإنتخاب فمثلا، إذا تم تخزين أحد أحواض أسماك الغذاء ب 5000 إصباعية/ هكتار بينما خزنت أحواض أ خ رى بمعدل 4000 إصباعية/ هكتار، فإن معدلات التخزين المختلفة ربما تؤثر فى متوسط معدل النمو للمجموعات، ولكن لأن الإنتخاب سوف يتم مستقلا فى كل حوض (مجموعة)، فإنه ربما لن يؤثر ذلك فى عملية الإنتخاب.

ومع ذلك، فإنه من المحتمل أن تؤثر الإختلافات الكبيرة فى الإدارة فيما بين الأحواض على حصاد الأحواض. فعلى سبيل المثال إذا تم تخزين أحد أحواض أسماك الغذاء ب 15000 إصباعية للهكتار مع إستخدام روث مواشى كمصدر وحيد للتغذية فى حين خزنت الأحواض الأخرى بمعدل 4000 إصباعية للهكتار مع إستخدام رجيع الكون فى الغذاء، فإن الإنتخاب قد ينتهى بإنتخاب جينات مختلفة فى المجموعات مختلفة الإدارة.

الإنتخاب لمعدل النمو وصفة اخرى

إن برامج التربية التى تم توضيحها يمكن أن تتسع لتشمل صفة أخرى. فإذا ما أراد المزارع تحسين صفات اخرى بخلاف معدل النمو، فإنه يمكنه وبسهولة إضافة صفات مثل التكوين البدنى و/ او إمكانية الحصاد. يجب أن يستخدم المزارع الإنتخاب المستقل أو الإنتخاب المستقل المطور حتى يمكن تحسين صفتان فى نفس الوقت. ويجب على أخصائى الإستزراع السمكى فى مراكز إنتاج الإصباعيات إستخدام الإنتخاب المستقل أيضا، إلا انه يمكنهم أيضا إستخدام دليل الإنتخاب إذا ملكوا المهارة والخبرة وتوفرت لهم العمالة لتنفيذ هذا البرنامج.

عند إستخدام الإنتخاب المستقل، يحتاج المزارع أن يقرر شدة الإنتخاب بوجه عام وذلك حتى يمكنه حساب النسبة المئوية للإنتخاب لكل صفة. وقد سبق شرح هذا الإجراء فى الباب الرابع. على المزارع أن يحاول الإحتفاظ ب 10-20 ه/ه من العشيرة عند الإنتخاب فى مرحلة أسماك الغذاء كما يجب تحديد قيمة الصفة الظاهرية التى تقابل نسب الإنتخاب المئوية المطلوبة كما سبق شرحها وتوضيحها فى الشكل رقم 20.

ويعتبر التكوين البدنى أحد الصفات الهامة، وبتحسين تلك الصفة يمكن أن يزيد الإنتاج حيث أن الأسماك ذات العمق الأكبر والجسم الأسمك سوف تحمل الأكثر من العضلات حول هيكلها، والذى يعنى وزنا اكثر لكل سنتيمتر من طول السمكة مقارنة بالأسماك الإنسيابية المعتادة.

شكل رقم 32. رسم توضيحى لبرنامج إنتخاب وراثى يستخدم فيه الإنتخاب الفردى لتحسين معدل النمو عندما يعجز المزارع عن تحقيق تزامن فى التبويض. يقسم برنامج الإنتخاب العشيرة إلى مجموعات عمرية، ويتم تنفيذ الإنتخاب مستقلا داخل كل مجموعة. فى البرنامج الموضح فى هذا الشكل، هناك 5 مجموعات (من A وحتى E )، كما أن هناك 5 عائلات داخل كل مجموعة. يمكن إلغاء الخطوة الأولى إن لم تكن هناك مرحلة الإصباعيات، ويمكن تنفيذ برنامج التحسين الوراثى فى 5 أحواض. إذا أمكن زيادة عدد العائلات داخل كل مجموعة، فإن عددا أقل من المجموعات سوف يكون مطلوبا، والذى يقلل بالتالى من عدد الأحواض اللازمة. أما بالنسبة لمصير الأسماك المستبعدة فقد سبق توضيحها فى الشكل رقم 29.

إن الإنتخاب للوزن ربما يؤدى إلى تحسين بنيان الجسم وإن لم يكن هناك ضمان لتحقيق ذلك إن الإنتخاب للوزن يعنى ببساطة تحس ي ن متوسط الوزن، وقد تكون الأسماك الأثقل وزنا هى نفسها الأسماك الأطول، أو تلك التى تمتلك الرأس الأكبر، وهكذا. وقد ظل تحسين بنيان الجسم هدفا مستمرا لمعظم برامج تربية الماشية، الخنازير، الأغنام والدواجن، ذلك لأن التركيب الجسمى الأفضل يعنى المزيد من إنتاج اللحم.

إن إحدى طرق تحسين التكوين الجسمى هو الإنتخاب لكلا من طول الجسم وعمقه عند الحافة الداخلية للزعنفة الظهرية (عند العظمة الأولى للزعنفة الظهرية). ولما كان الهدف الرئيسى لبرامج التربية كما تم تناولها فى هذا الباب هو الإنتخاب للطول كوسيلة لزيادة معدل النمو، وكل ما على المزارع عمله، هو إضافة الإنتخاب لعمق الجسم مضيفا بذلك صفة ظاهرية ثانية لبرنامج الإنتخاب، ألا وهى بنيان الجسم.

وكأسلوب بديل، يمكن تحسين بنيان الجسم من خلال الإنتخاب للعلاقة بين طول الجسم وعمقه. وقد تم إستخدام هذا الأسلوب بنجاح مع الكارب العادى. وعلى الرغم من أنه أمكن تحسين بنيان الجسم، إلا أن متوسط الوزن لم يتحسن. ذلك لأن الأسماك قد تم إنتخابها فقط بناء على التناسب بين كلا من طول الجسم وعمقه. ولهذا السبب، فقد أتيح للأسماك الصغيرة أن تنتخب لكى تكون أمهات طالما تفوقت بعمق أجسامها. ولهذا، ولكى يتحقق التحسين لكلا الصفتين (معدل النمو وتكوين الجسم)، فإنه يلزم الإنتخاب لكلتا الصفتين.

وإذا تم الإنتخاب عند نهاية كل من مرحلتى الإصباعيات أو الإنتاج التسويقى، فإن مرحلة الإنتخاب الأولى (مرحلة الإصباعيات) يمكن أن تكون للطول فقط، كما سبق توضيح ذلك. وكما هو متوقع، فإن معدل التحسن فى تكوين الجسم (العمق) سوف تتم بمعدل أبطأ من معدل النمو (الطول) إذا ما تم الإنتخاب لعمق الجسم على الأحجام التسويقية فقط. ولكنه فى حالة ما إذا تم تنفيذ إنتخاب مستقل مرتين، فإن الأمر قد ينتهى بإنتخاب المزارع لعدد قليل من الأمهات.

إذا تمت تربية الأسماك فى الأحواض وحصادها بإستخدام الشباك، فإن سهولة الحصاد تعتبر صفة أخرى قد يرغب المزارع فى تحسينها. وأى ممن استخدم الشباك فى حصاد أسماكه ليعلم جيدا مهارة الأسماك وخبرتها فى تفادى الشباك والهروب منها. إن معظم المزارعين لا يضعون فى إعتبارهم تكاليف الحصاد عند إعدادهم لميزانية الإنتاج، ذلك على الرغم من أن تكاليف الحصاد هذه يمكن أن تكون معنوية لما قد تحتاجه من عمالة أو معدات وقد تتعرض الأسماك صعبة الحصاد للإجهاد بل وللموت نتيجة تكرار محاولات الحصاد. وأخيرا، فإن ما لا يتم حصاده من أسماك يظل بمنأى عن التسويق و الإستهلاك.

وإذا ما أراد المزارع إنتاج أسماك يسهل حصادها، فإنه يمكنه إضافة هذه الصفة لبرنامج الإنتخاب الوراثى الذى ينفذه، وينتخب لكلا من معدل النمو (الطول) وسهولة الحصاد من خلال إستخدام الإنتخاب المستقل. وفى هذه الحالة، فإن على المزارع القيام بتعريف صفة إمكانية الحصاد ويحددها مثل "الأسماك المصادة من أول محاولة للصيد بالشباك ". وإذا تم اتباع هذا الأسلوب، فإن الإنتخاب المستقل يصبح إجراءا ثنائى المرحلة، يتم فى مرحلتها الأولى الإحتفاظ فقط بالأسماك التى تم حصادها فى محاولة الحصاد الأولى على أن يستبعد كل ما عدا ذلك من أسماك. ويتم فى المرحلة الثانية الإنتخاب للطول وذلك فى مجموعة الأسماك التى تم الإحتفاظ بها (التى تم حصادها).

وقد ينتهى الحال بأن يكون نتاج محاولة الحصاد الأولى أقل من أن يتم فيها الإنتخاب لمعدل النمو بالكفاءة والفاعلية المطلوبة. وفى هذه الحالة، فإن الهدف يجب أن يتطور حتى يمكن الإحتفاظ بالأسماك التى يتم حصادها خلال محاولتى الحصاد الأولى والثانية.

ولا يتوقف ضرر ظاهرة تفادى الأسماك للشباك على إرتفاع تكاليف الإنتاج بل يتعدى ذلك إلى إنتاجها لأسماك بطيئة النمو، إذا لم يستطع المزارع تنفيذ الإنتخاب لمعدل النمو على الوجه الأكمل. وإذا اتبع المزارع أسلوب الإستزراع متعدد المجموعات، فإن الإنتخاب لمعدل النمو يمكن تنفيذه فقط خلال أول حصاد بعد ملء الحوض.

بعد ذلك، فإن إمتزاج الحجم والعمر لا يمكن فصله، خاصة إذا ما خزنت إصباعيات بدلا من الأسماك المصادة، أو كان بمقدور الأسماك التكاثر فى الحوض.

إذا اختار المزارع أن ينتخب لمعدل النمو وكذا لصفة مظهرية ثانية، فإن معدل النمو سوف يتحسن بمعدل أبطأ عما لو كانت هى الصفة الوحيدة محور الإنتخاب. يستطيع المزارع أن ينتخب لمعدل النمو، سهولة الحصاد، وعمق الجسم (أو أية صفات ظاهرية أخرى يود تحسينها) وذلك بإستخدام الإنتخاب المستقل، إلا أن معدلات التحسين لجميع الصفات الثلاث سوف يكون قليلا.

إنتخاب العائلة  Family selection

بوجه عام، يستخدم إنتخاب العائلة إذا ما كان مكافئ التوريث قليلا، كما يستخدم فى الحالات التى تتواجد فيها تباينات بيئية خارج السيطرة لدرجة يمكنها حجب التباين الوراثى وبالتالى تجعل من الإنتخاب الفردى أسلوبا غير ذى جدوى

يستخدم عادة الإنتخاب ضمن العائلة within-family عندما يكون هناك تباينا بيئيا كبيرا له تأثيره الكبير على التباين المظهرى على مستوى العائلة. ومن أهم هذه العوامل توقيتات التفريخ وكذا عمر وحجم الأمهات.

كما يستخدم الإنتخاب بين العائلات between-family عندما يكون معظم التباين المظهرى راجعا إلى مصادر التباينات البيئية، والتى تصبح محسوسة على مستوى الفرد بصورة أكبر من مستوى العائلة. وإذا كان هذا هو الحال، فإن قيمة الفرد المظهرية لا تعكس بدقة قيمته الوراثية، وبالتالى، فإن الإنتخاب الفردى سوف لا يكون فعالا ولا بد من إستخدام الإنتخاب بين العائلات فى هذه الحالة وبمقارنة متوسط العائلات، فإن بإمكان المزارع معادلة معظم المكون البيئى للتباين المظهرى، ويمكن إستخدام متوسط العائلة فى تثمين القيمة الوراثية لكل سمكة مفردة فى كل عائلة.

ويستخدم الإنتخاب بين العائلات كذلك إذا وجب قتل الأسماك قبل قياس قيمتها الظاهرية فعلى سبيل المثال، يستخدم الإنتخاب بين العائلات عادة لتحسين صفات التصافى، حيث يلزم ذبح الحيوانات لكى يمكن قياس هذه الصفة.

الصفحة السابقةاعلى هذه الصفحةالصفحة التالية