منظور سوء التغذية

يشمل منظور سوء التغذية النطاق الكامل للمشكلات التي يمكن

أن تحدث عندما تكون المتحصلات من الطاقة الغذائية و/أو المغذيات غير كافية أو زائدة عن الحد أو ببساطة غير متوازنة.

وتوجد عند أحد طرفي منظور سوء التغذية الناجم عن نقص الطاقة مشكلة نقص الأغذية ونقص التغذية، وتوصف عادة بتعبير المغذيات الكبيرة. وتستخدم تغييرات انخفاض إمدادات الطاقة الغذائية، والهزال وتوقف النمو ونقص الوزن وانخفاض الرقم الدليلي لكتلة الجسم لتحديد المشكلة. ويتسبب هذا النقص في الطاقة في تعريض ضحاياه للمرض والموت المبكر. كما يفضي بهم إلى الكسل وعدم القدرة على التركيز.

وتوجد عن الطرف الأخر للمنظور مشكلة الإفراط في الأغذية مما يؤدى إلى زيادة الوزن والبدانة. ويعتبر ارتفاع الرقم الدليلي لكتلة الجسم مؤشرا على المشكلة وتتزايد الآن البدانة، التي هي ظاهرة معروفة في البلدان المتقدمة، بين سكان المدن الجدد في العالم النامي. ولم يسند اهتمام كاف لهذه المسألة في البلدان النامية نتيجة للمشكلات الأكثر طغيانا على الطرف الآخر من المنظور. غير أن عواقب البدانة، التي تقلل من الإنتاجية وتزيد مخاطر أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم ومرض السكري وبعض أنواع السرطان، قد تكون في نفس خطورة  انعكاسات انخفاض الوزن.

وتبين الأرقام الواردة على هذه الصفحات منظور الطاقة وما يرتبط به من مظاهر مادية بين البالغين فضلا عن أحدث المعلومات عن نقص التغذية بين الأطفال. وترد دراسة الحالة التغذوية للنساء البالغات (ص 07-08).

والنظام الغذائي الذي يتسم بعدم التوازن في المغذيات الكبيرة، وهي العناصر الغذائية التي تزود بالطاقة، سبب أيضا للقلق حتى عندما تكون المتحصلات الكلية من الطاقة كافية. غير أن النطاق الصحي للمتحصلات من المغذيات الكبيرة محسوبة كنسبة من الطاقة الكلية، قد يكون نطاقا عريضا: 55-75 في المائة من الكربوهيدرات، و15-35 في المائة من الدهون، و10-15 في المائة من البروتين.

غير أن "سوء التغذية الناجم عن نقص المغذيات الدقيقة" يسيطر على منظور المتحصلات من الطاقة. فالمغذيات الدقيقة- وهي المعادن، والفيتامينات- ضرورية للنمو السليم، والتطور والعمل. ويشيع النقص في هذه المغذيات بصورة خاصة بين النساء اللاتي في عمر الإنجاب، والأطفال من يعاني من اضطراب نظم المناعة مثل المصابين بالايدز. ويصيب نقص المغذيات الدقيقة عموما الأشخاص الذين يعانون من انخفاض المتحصلات من الطاقة، إلا أن أولئك الذين يستهلكون  كميات كبيرة من الطاقة قد يكونوا أيضا من الضحايا لهذا النقص. وفيما يلي بعض أنواع النقص الشائعة في المغذيات الدقيقة.

• فقر الدم الناجم عن نقص الحديد يؤثر في نحو 1.5 مليار نسمة معظمهم من النساء والأطفال.
• الاضطرابات الناجمة عن نقص اليود تصيب نحو 740 مليون نسمة في مختلف أنحاء العالم
• فقد البصر الناجم عن نقص فيتامين أ يصيب نحو 2.8 مليون طفل دون الخامسة. وثمة أكثر من 200 مليون نسمة يعتبرون ممن يعانون من نقص فيتامين أ.
• نقص الكالسيوم لدى الحوامل والمرضعات يمكن أن يؤثر في نمو أطفالهن، ويبدو في شكل وهن العظام في مرحلة لاحقة.
• النقص الشديد في فيتامين ج، الاسكارفى، يعتبر في معظمه مشكلة تصيب السكان المحرومين بشدة واللاجئين.

وقد وضعت احتياجات نوعية لمعظم من يعانون من نقص المغذيات الدقيقة. وفي معظم الأحيان، يمكن علاج أنواع النقص بتناول وجبات غذائية متوازنة. فالتنوع هو المفتاح إلى العلاج.