الصفحة السابقة بيان المحتوياتالصفحة المقبلة

الموارد المائية في العالم

تفيد التقديرات بأن العالم يحتوب على 400 ا مليون كم 3 من الماء وتشكل المياه العذبة 5 ر 2% فقط من هذه المياه أي 35 مليون كم 3 .

 

الكميات الكبيرة من المياه العذبة الموجدة ضمن الكتل الجليدية والركام الجليدي وكذا الموجودة في أعماق الأرض ليست متاحة للاستعمال. أما المياه العذبة المتاحة للاستعمال فتاثي أساسآ من تساقط الامطار على الارض من خلال الدورة الهيدروليجية أو دورة الماء في الطبيعة (انظر الشكل)، ويعاد تدوير الماء باستمرار كنتيجة لعملية التبخر المدفوعة بالطاقة الشمسية. ويتضح من هذا أن ما تستهلكه دورة الماء في الطبيعة (الدورة الهيدرولوجية) من الطاقة في اليوم الواحد يفوق ما استهلكه الجنس البشري جميعآ عبر تاريخه الكلي.

ويبلغ المتوسط السنوي لسقوط الاطار على اليابسة حوالى 119000كم 3، يتبخر منها إلى الغلاف الجوي حوالي 0 0 740 كم 3 وتتدفق البقية وقدرها حوالي 45000 كم 3 إلى البحيرات والخزانات المائية والمجاري المائية (لاأنهار وخلافه) أو ترشح في داخل الارض لإعادة تغذية التكوينات المائية وطبقاتها الحاملة للمياه. ويمثل هذا ما يطلق عليه تقليديا "الموارد المائية" علمآ بأن هذه ال 45000 كم 3 من المياه ليست متاحة كليا للاستخدام نظرآ لأن بعضآ منها يتدفق إلى أنهار نائية أو يضيع خلال فيضانات موسمية. وتتراوح كمية المياه المتاحة اقتصاديآ لاستعمال الإنسان بين 9000 و 14000 كم 3 فقط، فإذا ما قورنت بالكمية الكلية للمياه على سطح الارض تصبح كملعقة صغيرة في حوض استحمام ممتلئ، ويقدر السحب السنوي من المياه للاستخدامات البشرية بحوالي 3600 كم 3، علمآ بأن جزءآ من المياه السطحية المتاحة يجب أن يترك للتدفق حسب مجراه الطبيعي للتأكد من عملية التخفيف للمتدفقات وللمحافظة على النظام البيئي المائي وصيانته. وتختلف كمية المياه الواجب تركها للتدفق والجريان في النهر حسب الوقت المعين من السنة أو الفصول المختلفة، بالاضافة إلى عوامل كثيرة خاصة بكل حوض من أحواض الأنهار. وبالرغم من أننا مازلنا بحاجة إلى فهم أوفى وأفضل للمتطلبات البيئية المعقدة للأنهار، فإن احتياجات التدفقات الداخلية للمجرى (تدفقات داخل المجرى) تقدر ب 2350 كم 3 سنويا، وبإضافة هذه الكمية من الماء إلى السحب السنوى للاستخدامات البشرية يكون قد تم تخصيص حجم قدره 5950 كم 3 من موارد المياه العذبة المتاحة للاستخدام بسهولة. واذا ما أخذنا في الاعتبار توقعات الزيادة السكانية والطلب على الماء، فإن البيانات والأرقام العالمية الخاصة بالمياه تعكس موقفا مائيا لا يخلو من الحرج. وبسبب التباين في توزيع كل من السكان والمياه وعدم التساوي فيهما، فإن الموقف قد أصبح حرجا في بعض البلاد والمناطق. وهناك زيادة في الجهات المختلفة من العالم التي تعاني من عدم كفاية المياه العذبة وزيادة التنافس عليها بين مختلف المستخدمين لها.

 

 

  الصفحة السابقة اعلى هذه الصفحةالصفحة المقبلة