المدير العام شو دونيو

استعراض لمنظمة الأغذية والزراعة: زيادة البروز والشفافية

تلقيح دوار الشمس في دفيئة كجزء من أحد المشاريع الحرجية لمنظمة الأغذية والزراعة لتحسين البيئات الحضرية. © FAO/Rosetta Messori

على مدار الأربعين شهرًا الماضية، حققت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) مزيدًا من البروز وسمعة أفضل على المستوى الدولي في خضم تحديات عالمية كبرى مثل جائحة كوفيد-19، والحرب في أوكرانيا، وغيرها من النزاعات التي طال أمدها، وحالات الانكماش الاقتصادي، وأزمة المناخ المتفاقمة.

وقد أسندت المنظمة الأولوية لإتاحة خبراتها، بما في ذلك المنتجات المعرفية والأدوات والتوصيات المتعلقة بالسياسات، مثل مؤشر أسعار الأغذية والمذكرات الإعلامية ومقترحات السياسات، التي كان الطلب عليها مرتفعًا، ليس فقط من قبل الأعضاء بل كذلك من جانب أمانة الأمم المتحدة في نيويورك والوكالات المتخصصة الأخرى.

وأحد الأمثلة الإضافية على الدعم العالمي الذي تقدمه المنظمة هو برنامج المنظمة للاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها الذي يمكّن الجهات المانحة من الاستفادة من قدرة المنظمة على الحشد، وإتاحة بيانات آنية، ونظم للإنذار المبكر، وخبرة فنية، من أجل تقديم المساعدة المباشرة في المكان والزمان اللذين تشتد فيهما الحاجة.

وخلال هذا العام وحده، شارك المدير العام السيد شو دونيو في ما يقارب 60 حدثًا رفيع المستوى للأمم المتحدة في نيويورك، بما في ذلك في مجلس الأمن، وفي عمليات الدول الأعضاء، مع القيام في الوقت عينه بإتاحة نتائج هذه الاجتماعات للجميع على صفحة إلكترونية مخصّصة، وفي ذلك دلالة على أن الشفافية هي ركن أساسي في المنظمة.

ومن خلال تقديم معارف المنظمة وحلولها لدعم خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة، شاركت المنظمة أيضًا بشكل مركزي في المنتديات الدولية مثل مجموعة العشرين ومجموعة السبع، وقامت برصد التطورات في الأسواق الزراعية والغذائية العالمية وقيّمت آثارها على الأمن الغذائي وأسدت المشورة بشأن السياسات.

وتقديرًا لدور المنظمة المحوري في تحويل النظم الزراعية والغذائية، طلب الأمين العام للأمم المتحدة من المنظمة استضافة مركز تنسيق متابعة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية، بالنيابة عن منظومة الأمم المتحدة، الذي يعمل الآن بشكل كامل ويجري تنفيذ عملياته على المستوى القطري. وإضافة إلى ذلك، تشارك المنظمة في قيادة مسار العمل الغذائي في إطار فريق الاستجابة للأزمات العالمية الذي أنشأه الأمين العام.

ويقول رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة السيد Máximo Torero Cullen "لقد أثبتت السنوات الماضية بما لا يدع مجالًا للشك وجود تقدير واعتراف متزايدين لدى الأعضاء وغيرهم من الجهات بدور المنظمة وأهميتها في مواجهة التحديات الحالية".

©FAO/Pier Paolo Cito © FAO/Giuseppe Carotenuto

بائعة أسماك في سوق باغتنغ للأسماك في دابيتان سيتي، الفلبين تحصي مبيعاتها الصباحية في السوق. © FAO/David Hogsholt ;
في عام 2020، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة المنصة الجغرافية المكانية الخاصة بمبادرة العمل يدًا بيد المفتوحة النفاذ التي توفر معلومات متطورة بما يشمل مؤشرات خاصة بالأمن الغذائي والإحصاءات الزراعية، لغرض القيام بتدخلات زراعية محددة الأهداف بقدر أكبر. © FAO/Giuseppe Carotenuto

 

مبادرات استراتيجية جديدة

إن زيادة البروز هي أيضًا نتيجة لزيادة العمل. وفي الأشهر الأربعين الماضية، أطلقت المنظمة بعض المبادرات الاستراتيجية المهمة. وتشكّل مبادرة العمل يدًا بيد، التي تضم 54 بلدًا مشاركًا، آلية من آليات المنظمة تجمع بين مختلف الجهات الفاعلة من أجل مساعدة البلدان الأعضاء الأقل حظوة على الحد من الجوع وتحويل النظم الزراعية والغذائية.

وكان أيضًا التحول الحقيقي نحو الرقمنة محرّكًا رئيسيًا لبرامج المنظمة الرئيسية الأخرى مثل مبادرة 000 1 قرية رقمية التي تقودها البلدان والتي تمكّن صغار المزارعين من استخدام التكنولوجيات من أجل تحسين سُبل العيش والرفاهية الفردية والتماسك الاجتماعي، من خلال تكييف الابتكار الرقمي بما يلائم احتياجاتهم. وتواصل المنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية تعزيز الرقمنة من خلال توفير منتدى شامل لأصحاب المصلحة المتعددين من أجل تعزيز الحوار.

وتعدّ مبادرة المدن الخضراء خطوة مهمة إلى الأمام في إحداث نهضة في البلديات من أجل بناء مدن أكثر استدامة تتمتع بقدر أكبر من الأمن الغذائي. وتم إطلاق مبادرة المنظمة هذه في عام 2020 خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، في خضم جائحة كوفيد-19، وهي تسعى إلى تعزيز قدرة المدن على الصمود أمام الصدمات والضغوط مثل تغير المناخ والتوسع الحضري وقضايا الصحة العامة. وتشارك حتى الآن في المبادرة 80 مدينة بهدف الوصول إلى 000 1 مدينة بحلول عام 2030.

وتساهم كل هذه المبادرات في الرؤية الشاملة للمنظمة، أي الأفضليات الأربع - إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل. ومع مبادرة "بلد واحد منتج واحد ذو أولوية"، التي تم إطلاقها مؤخرًا على مستوى العالم، يحتل الإنتاج الأفضل الصدارة، ممّا يضمن أن يضفي الابتكار الاستدامة على الإنتاج الزراعي. وقد بادر ثمانون بلدًا إلى الترويج لخمسين منتجًا زراعيًا خاصًا.

كما أن استقطاب قدر أكبر من المشاركة من مجموعة متنوعة من الهيئات المكونة هو القوة الدافعة وراء العدد المتزايد من المنتديات التي استضافتها منظمة الأغذية والزراعة، بما في ذلك منتدى الأغذية العالمي (WFF)، وهو شبكة عالمية مستقلة يتولّى الشباب قيادتها وتمكّنهم في كل مكان من رسم معالم النظم الزراعية والغذائية بفعالية من أجل مستقبل أفضل للجميع على صعيد الأغذية.

وفي هذا العام، تحت عنوان "أنماط غذائية صحية من أجل كوكب صحي"، قامت ثلاثة منتديات مترابطة، سلّطت الضوء على التعاون بين الأجيال في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، بتقدم حلول جريئة وقابلة للتنفيذ من أجل تحفيز تحويل النظم الزراعية والغذائية. وتشمل هذه المنتديات كلاً من منتدى الشباب العالمي، ومنتدى المنظمة للعلوم والابتكار، ومنتدى المنظمة للاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد، التي تجسّد الركائز الثلاث لمنتدى الأغذية العالمي – أي الشباب، والاستثمار، والعلوم والابتكار.

© FAO/Victor Sokolowicz

المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة السيد شو دونيو خلال حفل اختتام منتدى الأغذية العالمي لعام 2022. © FAO/Victor Sokolowicz

 

قدر أكبر من الشفافية

إن الشفافية تولد البروز والعمل. وكما ذكر المدير العام السيد شو دونيو في تعليقاته مؤخرًا، "تعتبر الشفافية جوهر الشمول، والشمول هو أساس التعاون والشراكات". وقد شكّلت هذه المفاهيم الأساس لعمل المنظمة بشأن إطلاق مبادرات جديدة، والنهوض بمكانة المنظمة على الصعيد الدولي في السنوات الثلاث الماضية.

ومع ذلك، فإن هذه هي البداية فحسب. ومع نضوج هذه المبادرات واستثمار المنظمة وشركائها بشكل أكبر في تسخير الإنتاج الزراعي والغذائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، سوف يترسّخ دور المنظمة بلا شكّ في صميم هذه القضايا. ويمكن للمنظمة وأعضائها وجميع الأفراد المساعدة معًا في تعزيز إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أحد خلف الركب.