المدير العام شو دونيو

"تحويل النُظم الزراعية والغذائية يتوقف على المساواة بين الجنسين" - السيد شو دونيو يصدر تقرير منظمة الأغذية والزراعة الهام عن وضع المرأة في النُظم الزراعية والغذائية

13/04/2023

روما- أصدر السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، خلال حدث رفيع المستوى نُظِّم في المقرّ الرئيسي للمنظمة يوم الخميس، تقرير المنظمة الجديد عن "وضع المرأة في النُظم الزراعية والغذائية".

ويقدّم هذا التقرير صورة شاملة عن وضع المرأة العاملة ليس في الزراعة فحسب وإنّما أيضًا على امتداد النُظم الزراعية والغذائية. ويعرض أيضًا الكثير من البيانات والدروس المستفادة عن القضايا الجنسانية في هذا القطاع، مع التركيز بوجه خاص على طرق مشاركة المرأة في الفرص الاجتماعية والاقتصادية الناشئة واستفادتها منها.

وحذّر السيد شو دونيو قائلًا "لقد كان التقدّم في سدّ الفجوة بين الجنسين في النُظم الزراعية والغذائية خلال السنوات العشرين الماضية بطيئًا ومتفاوتًا. وفي الكثير من المجالات، ما زالت الفجوات بين الجنسين تراوح مكانها أو تتفاقم".

وأكد على أنّ تحويل طريقة عمل المرأة في النُظم الزراعية والغذائية، وخاصة من خلال الحد من الفجوات بين الجنسين في الأجور والإنتاجية، سيكون له تأثير إيجابي على الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي والأنماط الغذائية وتغذية الأطفال، ومن شأنه أن يساهم في الاقتصاد العالمي.

وشدّد قائلًا "ترى المنظمة أنّه يمكن لسدّ هذه الفجوات أن يؤدي إلى زيادة لمرة واحدة بمقدار حوالي تريليون دولار أمريكي، أي بنسبة 1 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتقليص عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي بنحو 45 مليون شخص".

وأضاف السيد شو دونيو أنّ المنظمة، من خلال نشر هذا التقرير، تؤكد من جديد التزامها بتعزيز عملنا في مجال تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة.

وقال"إنّ تحويل النُظم الزراعية والغذائية لجعلها أكثر كفاءةً وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة يتوقف على تمكين جميع النساء، وعلى المساواة بين الجنسين"، وحثّ الأعضاء على العمل معًا لتحقيق هذه الأهداف.

وكانت سعادة السيدة Josefa Sacko، مفوضة الاتحاد الأفريقي للزراعة والتنمية الريفية والاقتصاد الأزرق والبيئة المستدامة، ومعالي السيدة Laura Suazo، وزيرة الزراعة والثروة الحيوانية في هندوراس، المتحدثتين الرئيسيتين خلال حفل إصدار التقرير.

وشدّدت السيدة Sacko على أنّ المرأة الأفريقية تواجه، في النُظم الزراعية والغذائية، عوائق كبيرة مقارنةً بالرجل بسبب القوانين والسياسات والأعراف والبرامج المنفذة. ففي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مثلًا، تعمل نسبة 60 في المائة من النساء العاملات في هذا القطاع، ولكنّهنّ لا يتمتعن بفرص متساوية في الحصول على الأصول والموارد الضرورية للنُظم الزراعية والغذائية، كالأراضي وخدمات المدخلات والتمويل والتكنولوجيا الرقمية.

وقالت إنّ الاتحاد الأفريقي، سعيًا منه إلى معالجة هذه المسألة، يعمل حاليًا على وضع سياسة لتمكين المرأة في الزراعة، بدعم من الأمم المتحدة. وأعربت كذلك عن استعداد الاتحاد الأفريقي للعمل مع جهات أخرى من أجل تنفيذ التوصيات المنبثقة عن التقرير وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

وبالمثل، أكدت معالي السيدة Suazo أنّ المرأة لا تمثّل نصف المشكلة في العالم فحسب، بل إنّها تشكّل أيضًا نصف الحلّ. ولتحقيق مساواة حقيقية بين الجنسين، دعت إلى زيادة فرص حصول النساء والفتيات على التدريب والتعليم، بصورة رسمية وغير رسمية على السواء.

وشدّدت معالي الوزيرة أيضًا على الحاجة إلى مشاركة المرأة على المستوى السياسي وانخراطها في مجال السياسات، ولا سيما في أمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى وأفريقيا وآسيا، مسلّطةً الضوء على مدى أهمية ضمان أن تكون السياسات مراعية للمساواة بين الجنسين وشاملة في هذه الأقاليم لبناء مجتمع أكثر إنصافًا وعدالةً.

وخلال هذا الحدث، سلّطت المنظمة الضوء على أهمية النتائج التي خلُص إليها التقرير بالنسبة إلى واضعي السياسات ومتّخذي القرارات والجهات الفاعلة في مجال التنمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية. وتشارك مختلف أصحاب المصلحة في هذه القطاعات رؤى تنبثق عمّا يقومون به من أعمال في مجالي المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في النُظم الزراعية والغذائية باعتبارها عنصرًا رئيسيًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.