زيارة ميدانية إلى بنغلاديش لرؤية التحول الزراعي على أرض الواقع

غازيبور، بنغلاديش – عقب الاختتام الناجح للدورة السادسة والثلاثين لمؤتمر المنظمة الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ في مطلع شهر مارس/آذار 2022، التي استضافتها حكومة بنغلاديش في العاصمة دكا، آن الأوان لكي يقوم المدير العام، السيد شود دونيو وفريقه بزيارة ميدانية.

لقد شهدت الزراعة في بنغلاديش تحولًا على مدار أكثر من نصف قرن منذ الاستقلال. وحقّقت البلاد عددًا من الإنجازات الزراعية الكبرى المبهرة. وتُعزى هذه المكاسب، في جزء كبير منها، إلى الدعم المتسق في مجال السياسات والاستثمار الكبير في نظم البحوث الزراعية.

وما فتئ النمو الاقتصادي في البلاد مرتفعًا باستمرار على مدار العقود القليلة الماضية، مما يُظهر قدرة رائعة على الصمود في وجه الصدمات الاقتصادية العالمية، بما في ذلك كوفيد-19. وبعد أن حققت بنغلاديش الأمن الغذائي لسكانها، الذين زاد عددهم أكثر من الضعف ولا يزال ينمو، تحوّل البلاد تركيزها بشكل متزايد نحو الأمن التغذوي والصادرات الغذائية.

وعندما وقف المدير العام على ضفة بركة أسماك كبيرة، أخرج هاتفه المحمول ليسجل المشهد بينما دخل العديد من الصيادين إلى الماء واصطادوا سمكة ضخمة تتخبط في الشباك التقليدية.

وقد نُصح السيد Muhammad Faisal Sikder، صاحب مزرعة الأسماك الذي يبلغ 38 عامًا من العمر، بفتح مطعم ليتذوق السكان المحليون سمك الشبوط الطازج. وقد عمل السيد Sikder في السابق في مزارع دواجن، لكنّه انتقل إلى استزراع الأسماك لأنها كانت أكثر إدرارًا للربح. وتبلغ أرباحه الآن حوالي 000 47 دولار أمريكي سنويًا وهو يشجع المزيد من رواد الأعمال الشباب على أن يصبحوا من مستزرعي الأسماك.

وقال المدير العام: "أشعر أنني عدت إلى دياري. لقد كنت مسرورًا جدًا لرؤية قرية تقليدية."

وقال بعد ذلك إنه يود إدراج القرية كجزء من مبادرة 000 1 قرية رقمية التي أطلقتها المنظمة. وقد عملت المنظمة مع بنغلاديش، وهي أحد الأعضاء في المنظمة، على تحديد أكثر من 50 قرية رقمية.

وكانت المحطة التالية مزرعة دواجن "نموذجية"، وهي واحدة من بين العديد من المزارع في البلاد التي تساعد على الحد من انتشار أنفلونزا الطيور، وهو مرض لا يزال يشكل تهديدًا مستمرًا بالنسبة إلى جميع مزارع الدواجن في آسيا. ويمكن أن تدمر أنفلونزا الطيور سبل عيش أصحاب الحيازات الصغيرة إذ إن تفشيه يتطلب إتلاف القطيع المصاب بكامله.

وزار المدير العام أيضًا مبادرة مجتمعية تدرّب المزارعين والأطباء البيطريين على الحد من استخدام مضادات الميكروبات، حيث أنّ استخدامها المفرط يساهم في زيادة مقاومة مضادات الميكروبات. ويدعم مركز الطوارئ لعمليات الأمراض الحيوانية العابرة للحدود التابع للمنظمة مشروعي الأمن البيولوجي ومضادات الميكروبات. وتبادل المدير العام الآراء مع مجموعة من مربيات الدواجن في المنازل من أجل تحقيق فهم أفضل لتحديات المرض التي يواجهنها وكيف يساعدن في التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات.

وكان المركزان الرائدان للعلوم الزراعية - معهد بحوث الأرزّ في بنغلاديش (BRRI) ومعهد البحوث الزراعية في بنغلاديش (BARI) - محور الزيارة خلال فترة بعد الظهر. وزار المدير العام في كلا المعهدين معارض لأكشاك متنوعة كانت تعرض ابتكارات، بما في ذلك في مجالات إدارة الآفات والري وإدارة المياه والتكنولوجيا البيولوجية.

وانضم المدير العام إلى مديري المعهدين وعدد من العلماء البارزين، وألقى كلمة مقتضبة خارج المختبر المركزي لمعهد بحوث الأرزّ. وتشكل بنغلاديش أحد أكبر منتجي الأرزّ في العالم، فهي تطعم أكثر من 170 مليون شخص.

وقال السيد شو دونيو "إن الأرزّ هو عصب الأمن الغذائي لديكم. والأرزّ ليس غذاء وحسب، بل هو حضارة".

وأثنى المدير العام على كلا المعهدين لالتزامهما بالعلوم والبحوث. وقال "العلم هو مستقبلنا". وزار أيضًا المدير العام قبل مغادرته حقول الأرزّ القريبة التي تختبر زراعة أنواع مختلفة من الأرزّ والخضروات والفاكهة.

وأثبتت الزيارات الميدانية أن بنغلاديش بلد في طريقه نحو تحويل النظم الزراعية والغذائية، ولديه طموحات عالية لتحقيق إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل لجميع سكانه، من دون ترك أي أحد خلف الركب.