المدير العام شو دونيو

المدير العام يسلّط الضوء، في خطاب أمام منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات، على الإمكانات التحويلية للرقمنة ويدعو إلى معالجة الفجوة الرقمية

14/03/2023

روما- دعا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، السيد شو دونيو، اليوم أصحاب المصلحة حول العالم إلى المساعدة في ردم الفجوة الرقمية حتى لا يتخلّف أي أحد عن الركب - وخاصة النساء والشباب والمجتمعات الريفية والشرائح الضعيفة – وكوسيلة من أجل إعادة العالم إلى المسار الصحيح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقال السيد شو دونيو، في خطاب ألقاه أمام منتدى القمة العالمية لمجتمع المعلومات، وهو حدث سنوي تشارك فيه وكالات الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة المتعددين على المستوى العالمي، ويهدف إلى الارتقاء بالتنمية المستدامة، "تؤدي الرقمنة والاستخدام الفعال للبيانات في الزراعة والذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في دعم وضع السياسات القائمة على الأدلة والتخطيط لها وتنفيذها، من أجل تحسين الكفاءة والإنتاجية، وكذلك للحد من الآثار السلبية على البيئة".

ومع أنه قد يكون لهذه التكنولوجيات "تأثير تحويلي من خلال توفير فرص للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والمجتمعات الريفية"، فلا تزال لدينا "فجوة رقمية كبيرة"، بحسب ما قال السيد شو دونيو.

فحتى تاريخه، تتوفر لدى 47 في المائة فقط من الدول النامية ولدى 19 في المائة من أقل البلدان نموًا فرص الوصول إلى الإنترنت، مع وجود عوائق أمام اعتماد الرقمنة بسبب نقص الكهرباء في المناطق الريفية، وعدم الإلمام بالقراءة والكتابة وقلة المهارات الرقمية والافتقار إلى المحتوى المناسب.

ويعدّ الترويج لبرنامج العمل الرقمي العالمي مهمًا بشكل خاص في زمن تؤثر فيه الصدمات المتعددة، الناجمة عن الجائحة والركود الاقتصادي وأزمة المناخ والصراعات والحرب في أوكرانيا، تأثيرًا قويًا على نظمنا الزراعية والغذائية.

وقال السيد شو دونيو إن "الفجوات التي يجب ردمها لا تزال واسعة للغاية، وهي تتطلب بشكل عاجل اتخاذ إجراءات جريئة وجماعية. وفي هذا السياق الصعب، من الضروري الاستفادة من إمكانات الاتصال العالمي، مع تعزيز الوصول إلى المعلومات والبيانات والذكاء الاصطناعي كعوامل مسرّعة رئيسية وداعمة للزراعة الرقمية".

مساهمات منظمة الأغذية والزراعة

تركز المنظمة بقوة على التكنولوجيا والابتكار والبيانات باعتبارها عوامل مسرّعة شاملة رئيسية لتحقيق الأثر على نطاق واسع، كما هو موضح في الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031.

أما الهدف الشامل فهو تسريع وتيرة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال تعزيز:

-      الوصول الأفضل وفي والوقت المناسب إلى المعلومات المفيدة في الوقت الحقيقي؛ 

-      والتعاون المستمر مع المزارعين وأصحاب المصلحة في النظم الزراعية والغذائية لتحقيق أقصى استفادة لهم من التكنولوجيات الجديدة؛ 

-      وتحسين الوصول إلى الأسواق والائتمان والتأمين من خلال تطبيق التكنولوجيات الرقمية؛

-      والوصول إلى حلول زراعية ذكية مناخًيا ومُمكّنة رقميًا؛

-      وتعزيز رقمنة التدخلات في حالات الطوارئ وآليات الحماية الاجتماعية.

وتروِّج المنظمة لجدول أعمال خاص بالسياسات والاستثمارات من القطاعين العام والخاص من أجل تعميم المنافع الرقمية وإزالة الحواجز التي تحول دون تبني الإنترنت، وخاصة بالنسبة إلى النساء والشباب والمجتمعات الريفية والسكان الضعفاء، من خلال مبادرات تحسّن يسر الكلفة وقدرات المستخدمين والبنية التحتية للاستفادة من إمكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، على حد قول السيد شو دونيو.

وتشمل مبادرات المنظمة في هذا المجال، على سبيل الذكر لا الحصر، مبادرة العمل يدًا بيد ومنصتها الجغرافية المكانية، فضلًا عن مبادرة 000 1 قرية رقمية التي تهدف إلى تحويل القرى حول العالم إلى مراكز رقمية لدعم تسريع وتيرة التحوّل الريفي وتقليص الفجوة الرقمية.

وختامًا، تدأب المنظمة بنشاط كذلك على دعم الجهود الرامية إلى الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.

وقال المدير العام "تلتزم المنظمة التزامًا راسخًا بتعزيز الشراكات على نطاق منظومة الأمم المتحدة وخارجها وهي تشارك بنشاط في مسار التكنولوجيا الرقمية لأصحاب المصلحة المتعددين، من خلال تقديم خبرتها الفنية لأجل المساعدة في رسم معالم مستقبل رقمي مفتوح وحر وآمن للجميع."

وأضاف قائلًا "دعونا نواصل العمل معًا بطريقة كفوءة وفعالة ومتماسكة لتمكين القدرات الرقمية من أجل تسريع وتيرة تنفيذ خطة 2030، وتحقيق الهدف المشترك لأهداف التنمية المستدامة المتمثل في الأفضليات الأربع، أي: إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب".