المدير العام شو دونيو

الشراكة مع القطاع الخاص للاستفادة من إمكانات قطاع الألبان

24/09/2020

24 سبتمبر/أيلول 2020، روما - من المتوقع لإنتاج الحليب على مستوى العالم أن ينمو بنسبة تتراوح بين 35 و45 في المائة بين عامي 2012 و2050، الأمر الذي يوفّر فرصًا كبيرة، لا تقتصر على تحقيق المكاسب في مجال الأمن الغذائي وتحسين التغذية البشرية وحسب، وإنما "توفير فرص العمل للملايين من النساء والشباب في الريف" كذلك، بحسب ما شدّد عليه المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة السيد شو دونيو اليوم في الكلمة الرئيسية ألقاها أمام الاجتماع الرابع عشر للمنتدى العالمي للألبان (GDP).

وبغية الاستفادة من إمكانات قطاع الألبان تحقيقًا للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، اعتبر السيد شو دونيو أنه "ينبغي تحسين إنتاجية صغار منتجي الألبان ودخلهم. كما يتعيّن علينا تعزيز الإنتاج المستدام والقادر على الصمود، والتجهيز على نطاق صغير، وأسواق للأغذية تعمل على النحو الصحيح".

وأكد المدير العام أن هذه الأهداف لا تتحقق إلّا من خلال شراكة قوية مع القطاع الخاص، وهو من المساعي التي تتصدر أولويات المنظمة. مضيفًا: "ليست المسألة مسألة مطالبة القطاع الخاص بتمويل منظمة الأغذية والزراعة. فنحن حريصون على تعزيز علاقتنا مع القطاع الخاص وتعميقها، من خلال التعاون المفيد المتبادل على مستوى البلدان لندعم الأعضاء لدينا بشكل أفضل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

وشدّد السيد شو دونيو أيضًا على أنه يمكن لأعضاء المنظمة والقطاع الخاص على حدٍّ سواءٍ الاستفادة، من خلال إقامة تعاون متين. فمن ناحية، تستطيع البلدان أن تعتمد على الخبرة والدراية التكنولوجية والنهج الابتكاري للقطاع الخاص. ومن ناحية أخرى، يمكن للقطاع الخاص أن يعتمد على المنظمة كمصدر للخبرة الفنية في مجال صحة الحيوان ومسائل السياسة البيئية فضلًا عن الأدلة العلمية، إلى جانب قدرة المنظمات على دعوة عضوياتها الموسّعة إلى الاجتماع.

وتقدم قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في المنظمة (فاوستات) بيانات وطنية وإقليمية وعالمية تتتبّع معدلات كثافة انبعاثات غازات الدفيئة في إنتاج الحليب. كما انضمت المنظمة مؤخرًا إلى المنتدى العالمي للألبان لتحليل الاتجاهات في هذا القطاع منذ عام 2005.

وأبلغ المدير العام المنتدى العالمي للألبان أن المنظمة في صدد وضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية جديدة للقطاع الخاص "من شأنها أن توسع نطاق المشاركة ليشمل طائفة أوسع من الجهات الفاعلة في القطاع الخاص، من حيث الموقع الجغرافي والمجالات المواضيعية، مع التركيز بشكل خاص على الشراكة من أجل الابتكار والاستفادة من الاستثمارات في البلدان النامية".

وفي هذا السياق، لاحظ أن مبادرة العمل يدًا بيد ومنصة البيانات الجغرافية المكانية التابعة لها التي أطلقت مؤخرًا، تقدمان نموذج أعمال جديد للشراكات، إلى جانب معلومات محدّثة تتيح تحقيق قفزة حقيقية على صعيد التحليل وصنع القرار.

منظمة الأغذية والزراعة وقطاع الألبان

تعمل المنظمة على جبهات عدة عبر التركيز على عدة تخصصات لأجل تحقيق تنمية زراعية مستدامة، بما في ذلك تنمية قطاع الألبان. ويشمل هذا النشاط الأمراض العابرة للحدود مثل مرض الحمى القلاعية، والأمراض المعدية الناشئة مثل كوفيد-19، والتأثيرات الضارة لتغير المناخ والأسعار المتغيرة عند بوابة المزرعة وتعطيل حركة النقل، والتبريد والتجهيز، ومقاومة مضادات الميكروبات.

وفي الكلمة الرئيسية التي ألقاها السيد شو دونيو، وهي الأولى من نوعها التي يلقيها مدير عام منظمة الأغذية والزراعة أمام المنتدى، أشار إلى أنه بوصفه نائب حاكم محافظة "نينغشيا هو" الذاتية الحكم في الصين، قد أشرف على عملية توسيع كبيرة لقطاع الألبان المحلي حيث لاحظ أهمية القيود المفروضة على الموارد الطبيعية وكذلك الفرص المتاحة للاستراتيجيات الشاملة مثل إدماج نفايات مزارع الألبان، كالسماد الطبيعي، في المدخلات العضوية لمزارعي الخضار.

وباعتبار المنظمة وكالة "راعية" تابعة لمنظومة الأمم المتحدة لـ 21 مؤشرًا من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة، ووكالة "مساهمةً" في خمسة مؤشرات أخرى، فهي تعمل مع الاتحاد الدولي لمنتجات الألبان والمنتدى العالمي للألبان من أجل تحديد أهداف التنمية المستدامة ومؤشرات أهداف التنمية المستدامة التي سيركز عليها قطاع الألبان، وكيف سيراقب القطاع التقدم ويرفع التقارير بشأنه.

ويضم المنتدى العالمي للألبان تسعين عضوًا في 35 بلدًا، وإن العديد من أعضائه تعاونيات للمزارعين. وتمثل عضويته حوالي 30 في المائة من الإنتاج العالمي للحليب، ويتألف مجلسه الإداري من تسعة رؤساء تنفيذيين لشركات رائدة في مجال الألبان على المستوى العالمي. وقد عقد الاجتماع السنوي للمنتدى بالوسائل الافتراضية هذا العام، برئاسة مديره التنفيذي Donald Moore.

والمنتدى عضو فاعل في تكتل القطاع العام والخاص في إطار جدول الأعمال العالمي بشأن الثروة الحيوانية المستدامة وهو منتدى رائد مدعوم أيضًا من قبل المنظمة لحفز إجراءات أصحاب المصلحة المتعددين بغية تحسين استخدام الموارد الطبيعية من قبل قطاع الثروة الحيوانية، مع ضمان مساهمته في الأمن الغذائي وسبل المعيشة.  

ويركّز المنتدى بقوة على المسارات المؤدية إلى عمليات إنتاج الألبان المنخفضة الكربون، والتي من المرجح أن تتفاوت تبعًا للسياقات الإقليمية، كما أطلق مشاريع رائدة في تنزانيا لتحسين تغذية المزارعين والمجهّزين المحليين وسبل عيشهم. وبالتعاون مع المنظمة ومع جدول الأعمال العالمي بشأن الثورة الحيوانية المستدامة، نشر المنتدى مؤخرًا بحثًا بشأن تأثير تنمية قطاع الألبان في الحد من الفقر وتأثير الألبان في الحد من الجوع على الصعيد العالمي وتغيّر المناخ والقطاع العالمي للمواشي الحلوب.