المدير العام شو دونيو

رفع تحديات عصر جديد: التحوّل إلى أنماط غذائية صحية للجميع

14/12/2020

14 ديسمبر/كانون الأول 2020، روما - إذا ما أردنا معالجة الأعباء المتعددة للجوع وسوء التغذية، لا بد من تحويل التركيز إلى النظم الزراعية والغذائية التي لا تُنتج مزيدًا من الأغذية فحسب لسكان العالم الذين يزداد عددهم بسرعة، بل تتيح أيضًا إمكانية الحصول على نظم صحية ومغذية ميسورة الكلفة وأغذية للجميع. هذه كانت الرسالة الرئيسية المنبثقة عن الندوة الإلكترونية التي عقدتها منظمة الأغذية والزراعة اليوم عن "النهوض بمستويات التغذية".  

وقال السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة في ملاحظاته الافتتاحية إنّ رؤية المنظمة بالنسبة إلى التغذية تتمثل في "عالم يحصل فيه الجميع على أنماط غذائية صحية بفضل نظم زراعية وغذائية مستدامة".  

وقال السيد شو دونيو "لقد تمت معالجة مشكلة الجوع لعقود من خلال سياسات سعت إلى زيادة إنتاج الأغذية، لا سيما المحاصيل الأساسية مع التركيز بقدر أقلّ على إنتاج هذه الأغذية المغذية" مسلطًا الضوء على الحاجة أكثر فأكثر إلى زيادة الإنتاج والاستثمار بقدر أكبر في إنتاج أغذية مغذية أكثر ورسم سياسات تجعلها متاحة وميسورة الكلفة على نحو أكبر. وتحقيقًا لهذه الغاية، أشار إلى أنّ تحسين فرص الحصول على ذلك يتطلب جملة عوامل من بينها تحسين البنى التحتية.

 ومع أنّ الجوع لا يزال يطال نحو 690 مليون نسمة في العالم، فقد تبدّلت كليًا معالم سوء التغذية. فالنقص في المغذيات الدقيقة يطال نحو ملياري (2) شخص فيما معدلات الوزن الزائد والسمنة على ارتفاع بسرعة وهي تطال حاليًا أكثر من ملياري (2) شخص في العالم.

 وقالت السيدة Jessica Fanzo، من جامعة جون هوبكنز التي تحدثت خلال الندوة الإلكترونية إنّ الأعباء المتعددة لسوء التغذية هي أعباء كثيفة وعالمية فيما الأنماط الغذائية الصحية غير ميسورة بالنسبة إلى الفقراء في كل إقليم من أقاليم العالم.  وشددت على أنّ التغلب على هذه التحديات يستوجب أن يترافق التطور التكنولوجي مع تغيرات اجتماعية وثقافية وعلى مستوى السياسات من أجل تحقيق نظم غذائية مستدامة إضافة إلى العناية الجيدة بمن يؤمّنون الغذاء لنا.

 أما السيد Lawrence Haddad، من التحالف العالمي لتحسين التغذية (GAIN) والحائز على جائزة الأغذية العالمية لعام 2018، فقد أشار إلى التشريعات والسياسات وبرامج الحماية الاجتماعية والبحوث والقيادة التي "تقول كلمة حقّ للسلطة" باعتبارها أولويات رئيسية على السبيل إلى تحويل النظم الغذائية العالمية من أجل تغذية أفضل.

وقال السيد William Masters من جامعة تافت إنّ نمطًا غذائيًا صحيًا لا يزال بعيد المنال بالنسبة إلى نحو ثلاثة (3) مليارات نسمة.  وشدد على أهمية التركيز على تكاليف البيع بالتجزئة من منظار تغييرات متكاملة في النمط الغذائي.

 وذكّرت السيدة Anna Lartey، مديرة شعبة الأغذية والتغذية في منظمة الأغذية والزراعة الحضور بكيفية نجاح المنظمة خلال العقد الماضي في تعميم التغذية عبر جميع سياساتها وبرامجها خارج المنظمة وفي داخلها.

 وتوجه المدير العام بالشكر إلى السيدة Lartey على مساهماتها القيّمة في عمل المنظمة على اعتبار أنّ هذا هو الحدث الأخير في المنظمة الذي تشارك فيه قبل إحالتها إلى سنّ التقاعد.

 وقال بدوره السيد Máximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين مشيدًا بدورها البارز في الجهود العالمية في مجال التغذية: "لقد أغنت Anna الأسرة المعنية بالتغذية والمنظمة وشعبة التغذية بمزيج من المعارف العلمية والتجارب الواقعية وأهمية التغذية بجميع أبعاد عملنا".

وتعمل المنظمة حاليًا على تحديث رؤيتها واستراتيجيتها بشأن التغذية لترسيخها في مفهوم النظم الغذائية والزراعية المستدامة.

 وقد تضمنت الندوة الإلكترونية أيضًا مناقشة لفريق من الخبراء حول التغذية بمشاركة البروفيسور Rob Knight، من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو؛ والسيد Francesco Branca، مدير إدارة التغذية وسلامة الأغذية، منظمة الصحة العالمية؛ والبروفيسور Sandy Thomas، المدير التنفيذي لفريق الخبراء العالمي المعني بالزراعة والنظم الغذائية من أجل التغذية.