المدير العام شو دونيو

كلمة خاصة للمدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة تؤكد على أهمية المستهلكين في تحويل النظم الزراعية والغذائية

17/11/2020

17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، روما - قال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، السيد شو دونيو، اليوم في كلمة خاصة ألقاها خلال الاحتفال بالعيد الستين للمنظمة الدولية للمستهلكين، إنّ المستهلكين قد يكونون "العامل المحفّز" لدفع عملية تحويل النظم الزراعية والغذائية بفضل تأثيرهم في كيفية إنتاجنا للأغذية واستهلاكها في عالم يذهب أكثر فأكثر نحو الرقمنة.

وفى ملاحظاته، هنأ السيد شو دونيو المنظمة الدولية للمستهلكين، التي هي عبارة عن اتحاد عالمي لجماعات المستهلكين، ودعا إلى مواصلة تعزيز أواصر التعاون بينها وبين منظمة الأغذية والزراعة. كما أكد على ضرورة تشجيع الأنماط الغذائية الصحية وتثقيف المستهلكين لتمكينهم من اتخاذ خيارات سليمة بقدر أكبر، واحترام عمل المزارعين، والحد من المهدر من الأغذية فضلًا عن التأثير البيئي المرتبط بذلك.

وقال: "إنّ تصرفاتنا اليوم ستحدد النظم الغذائية والزراعية الآن وفي المستقبل. ونحن بحاجة إلى قوتنا الجماعية لندفع الحكومات والشركات باتجاه النظم الزراعية والغذائية."

وأضاف قائلًا: "بوسع المستهلكين إرشاد ومناصرة سياسات القطاع العام ومخصصات الميزانية التي تضمن التقدم باتجاه تحقيق هدف القضاء على الجوع وسوء التغذية، لا سيما وأننا نعيش اليوم في عالم رقمي."

ومشيرًا إلى إصدار عام 2020 لتقرير "حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم" اعتبر المدير العام أنّ تحول النظم الزراعية والغذائية هو من أهم التحديات التي يواجهها العالم اليوم. وقال إنه من غير المقبول أن يعاني مليارا شخص حول العالم من انعدام الأمن الغذائي وأن يكون هناك 3 مليارات شخص غير قادرين على تحمل كلفة نمط غذائي صحي، وأن يعاني مليارا شخص زيادة الوزن أو السمنة.

ولاحظ المدير العام أن المستهلكين يعكفون مؤخرًا على تشجيع الأنماط الغذائية الصحية، محدثين بالتالي فرقًا في أنماط الاستهلاك في إيطاليا، وأن التشريعات بشأن توسيم الأغذية قد مكّنت المستهلكين في شيلي، بينما تعمل الحكومة في موزامبيق على ضمان وجبات مدرسية صحية وربطها بالشراء المباشر للمنتجات من المزارعين.

وذكر السيد شو أيضًا أن اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والـمُهدَر من الأغذية قد أقيم للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول 2020 ودعا المنظمة الدولية للمستهلكين إلى العمل مع منظمته لمساعدة الناس في تنمية العادات الحميدة وجعل الهدر الغذائي في خبر كان.

ثم أشار المدير العام إلى قيام منظمة الأغذية والزراعة بتغيير نموذج أعمالها من خلال نهج مبتكرة مثل مبادرة العمل يدًا بيد، التي تهدف إلى تعزيز التنمية الريفية المستدامة والتحول الزراعي من خلال التوفيق بين الجهات المانحة والبلدان المتلقية فضلًا عن الشراكات مع القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني. كما أكد على أهمية البيانات الضخمة والابتكار بالنسبة إلى المستهلكين وصانعي السياسات.

وفي إشارة إلى الذكرى السنوية الستين لتأسيس المنظمة الدولية للمستهلكين، ذكر المدير العام أن الرقم ستين هو رقم مهم في الثقافة الصينية إذ يدل على النضج والإنجاز. وهنأ أعضاء المنظمة الدولية للمستهلكين على ما قدموه من مساهمات على مر السنين، متطلعًا إلى مستقبل مشرق. وقال: "معًا يمكننا تحويل عالمنا من خلال إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل، لأجل حياة أفضل".

وقد تولت Helena Leuren، المديرة العامة للمنظمة الدولية للمستهلكين تيسير هذا الحدث وشكرت المدير العام على رسالته حيث أكدت بدورها على الحاجة الملحة إلى ضمان حصول الناس على الغذاء المأمون والمغذي، وضمان الاستدامة المطّردة للأنماط الغذائية.

وأشارت السيدة Rosemary Siyachitema، المديرة التنفيذية لمجلس المستهلكين في زمبابوي، إلى أن تغير المناخ وكوفيد-19 وتعزيز الأنماط الغذائية الصحية، عوامل بالغة الأهمية وخاصة خلال الفترة التي تسبق انعقاد مؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية.

كما دعت السيدة Sandra Molenaar، المسؤولة التنفيذية لرابطة المستهلكين في هولندا، إلى تغيير جوهري على صعيد توسيم الأغذية وتسويقها، لتمكين المستهلكين من اتخاذ خيارات صحية.

وقالت السيدة Anja Bolha رئيسة "شبكة قادة الجيل القادم" التابعة للمنظمة الدولية للمستهلكين إنّ الوقت قد حان لترجمة الأفكار إلى أفعال من أجل إحداث التحوّل. واختتمت كلمتها بالقول إنّ الجيل القادم مليء بالتفاؤل والثقة بالمستقبل على حد سواء.

ويقع المقر الرئيسي للمنظمة الدولية للمستهلكين في مدينة لندن وتضم عضويتها أكثر من 200 منظمة في 100 بلد. وفي عام 2017، وافقت منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة الدولية للمستهلكين على توطيد التعاون سعيًا إلى القضاء على الجوع والتوصل إلى نظم غذائية أكثر استدامة وإنصافًا.