المدير العام شو دونيو

الطاقة المستدامة أمر حيوي لتحرير الأشخاص من براثن الفقر والجوع، بحسب ما أعلنه المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة خلال اجتماع الأمم المتحدة المعني بالطاقة

11/01/2022

روما – قال اليوم السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، خلال اجتماع للأمم المتحدة معني بالطاقة إنه يتعيّن على وكالات الأمم المتحدة وشركائها العمل معًا بشكل أوثق لجعل الإنتاج الزراعي والغذائي أكثر استدامة وكفاءة في استخدام الطاقة.

ويؤدي الاستثمار في حلول الطاقة النظيفة والميسورة الكلفة والمستدامة دورًا حاسمًا في القضاء على الفقر والجوع. كما يمكنه أن يحفّز الابتكار، وأن يولّد ملايين الوظائف الخضراء، وأن يساعد على تهيئة مستقبل عادل ومنصف ويتسم بانبعاثات صفرية صافية ولا يُترك فيه أي أحد خلف الركب. وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يفتقرون إلى الكهرباء والبالغ عددهم 759 مليون شخص، والذين يفتقرون إلى مرافق الطبخ النظيفة والبالغ عددهم 2.6 مليارات شخص، فإن الوصول إلى حلول الطاقة النظيفة يمكنه أن يحسّن الخدمات الحيوية مثل الرعاية الصحية والتعليم.

ودعا اجتماع الأمم المتحدة المعني بالطاقة الذي عقد على مستوى الرؤساء اليوم بصورة افتراضية بسبب جائحة
كوفيد-19 العالمية، المشاركين إلى مناقشة سبل المضي قدمًا، بما في ذلك في ما يتعلّق بخطة عمل الأمم المتحدة المقترحة بشأن الطاقة حتى عام 2025. وتتوخى خطة العمل هذه تحقيق أهداف طموحة، مثل ضمان وصول 500 مليون شخص إضافي إلى الكهرباء، ووصول مليار (1) شخص إضافي إلى حلول نظيفة للطبخ، ومضاعفة قدرة مصادر الطاقة المتجددة الحديثة في جميع أنحاء العالم.

وقال السيد شو دونيو: "لا يمكن الفصل بين الأغذية والطاقة، وبين المياه والطاقة". وإذ أشار المدير العام إلى أن الإنتاج الزراعي والغذائي مسؤول عن 70 في المائة من سحب المياه في العالم، دعا إلى تحسين إمكانية الوصول إلى الطاقة المستدامة، "لا سيما للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة".

ويعدّ اجتماع الأمم المتحدة المعني بالطاقة الوسيلة الأساسية التي تملكها الأمم المتحدة لتوطيد التعاون على نطاق المنظومة في ما يتعلّق بالقضايا ذات الصلة بالطاقة، حيث أنه يجمع القادة من حول العالم كلٌّ في مجال اختصاصه.

وألقى الكلمات الترحيبية كل من مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، السيد Achim Steiner، والممثِّلة الخاصة للأمين العام المعنية بالطاقة المستدامة للجميع والرئيسة المشاركة لاجتماع الأمم المتحدة المعني بالطاقة، السيدة Damilola Ogunbiyi، ووكيل الأمين العام للشؤون الاقتصادية والاجتماعية، السيد Liu Zhenmin.

زخم جديد

تستهلك نظمنا الزراعية والغذائية حوالي 30 في المائة من الطاقة في العالم، لذلك تؤدي استدامتها دورًا حاسمًا في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بما في ذلك الهدف 7 منها المتعلّق بضمان حصول الجميع بكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة.

ولقد حظي الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة بزخم جديد من جانب الحوار الرفيع المستوى حول الطاقة الذي عُقد في سبتمبر/أيلول، ومن الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ التي عقدت مؤخرًا في غلاسكو.

ودعا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة في كلمته المشاركين إلى الاستفادة من إنجازات الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في الفترة الممتدة حتى الدورة السابعة والعشرين التي ستركّز بقدر أكبر على الترابط بين المياه والطاقة والأغذية.

وقال: "يتسم التعاون الاستراتيجي بين وكالات الأمم المتحدة والشركاء الرئيسيين الآخرين، بما في ذلك القطاع الخاص ومن خلال التعاون في ما بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي، بأهمية حاسمة لتقوية الروابط بين قطاعات الطاقة والأغذية والمياه".

وتؤدي الطاقة بالفعل دورًا رئيسيًا في برامج منظمة الأغذية والزراعة، بما في ذلك مبادرتي العمل يدًا بيد والمدن الخضراء. وفي السنة الماضية، تم تعزيز عمل المنظمة في مجال الطاقة من خلال التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة، ما أفضى إلى إطلاق تقرير مشترك بين الطرفين (الطاقة المتجددة من أجل النظم الزراعية والغذائية - نحو أهداف التنمية المستدامة واتفاق باريس) خلال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف.

وإذ تتطلّع المنظمة إلى المستقبل، ستواصل سعيها إلى توسيع نطاق عملها في مجال الترابط بين المياه والطاقة والأغذية. ولقد قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعوة المنظمة إلى دعم برنامجه للشبكات الصغيرة في أفريقيا، فيما اتصل الصندوق الدولي للتنمية الزراعية بها في ما يتعلّق ببرنامجه الخاص بالطاقة. إضافة إلى ذلك، تجري المنظمة مناقشات مع مؤسسة Rockefeller للمساهمة في مكوّن النظم الزراعية والغذائية من التحالف العالمي للطاقة من أجل الناس وكوكب الأرض. وستشارك المنظمة أيضًا في مبادرات رئيسية أخرى تم إطلاقها خلال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف وتتضمن مكوّنًا خاصًا بالطاقة، مثل التعهّد العالمي بشأن الميثان، وبرنامج التكيّف العالمي، ومهمة الابتكار الزراعي للمناخ.