نحو أنماط غذائية صحية للجميع

2 يونيو/حزيران 2020، روما - تعمل حاليًا منظمة الأغذية والزراعة على تحديث رؤيتها بشأن التغذية واستراتيجيتها الخاصة بها وجرى اليوم عرض عملها الأولي ومناقشته مع ممثلي الأعضاء في المنظمة. 

وفي ما يتعلق بالتغذية، تسعى المنظمة إلى بناء عالم يحصل فيه الجميع على أنماط غذائية صحية بفضل نظم غذائية مستدامة تحمي صحة الإنسان ورفاهه وتكون قادرة على الصمود في وجه الصدمات.

وأبرز السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، في ملاحظاته الافتتاحية الحاجة إلى توطيد الشراكات والابتكار وتحسين البيانات باعتبارها مكونات أساسية لترجمة رؤيته على أرض الواقع.

وأعطى السيد شو كمثال يجمع هذه العناصر كافة معًا منصة إلكترونية جديدة للأغذية خاصة بالمنظمة والتحالف العالمي لتحسين التغذية وتحالف جون هوبكنز. وهذه المنصة - الأولى من نوعها - التي أطلقت بالأمس تعكس الصورة الكاملة لأكثر من 230 نظامًا غذائيًا في مختلف البلدان والأقاليم ويمكن الاسترشاد بها لأفضل الإجراءات من أجل تحسين أثر النظم الغذائية المحسنة على الأنماط الغذائية والتغذية.

وأشار السيد شو إلى أنّ التغذية كانت في صدارة عمل المنظمة منذ البدء وباتت أكثر وضوحًا وحاسمة الأهمية في يومنا هذا أكثر من أي وقت مضى.

وتفاقمت بدورها التحديات المتصلة بتوفير أغذية مغذية للجميع حيث عانت بلدان عديدة من أشكال متعددة من سوء التغذية - ألا وهي نقص التغذية والوزن الزائد والسمنة والنقص في المغذيات الدقيقة - في الوقت عينه.

وقد بات من الواضح الآن، في ظلّ جائحة كوفيد-19، أنّه من الضروري تعزيز نظمنا الغذائية إذا ما أردنا إتاحة الأغذية المغذية والمأمونة والميسورة الكلفة للجميع.

ومن هذا المنطلق، شدد المدير العام للمنظمة على أنّ استراتيجية المنظمة الخاصة بالتغذية "يجب أن تكون شجاعة وأن تؤدي إلى إحداث تحوّل وأن تتسم بالابتكار والشمولية وأن تكون قابلة للتطبيق."

وأردف السيد شو قائلًا "إننا نجدد التزامنا الراسخ بإقامة شراكات مع المجموعات مثل حركة توسيع نطاق التغذية وفريق الخبراء العالمي المعني بالزراعة ونظم الأغذية من أجل التغذية."

واستعرضت بدورها السيدة Anna Lartey، مديرة شعبة التغذية في المنظمة، الأنشطة التي شملتها مسودة استراتيجية المنظمة الخاصة بالتغذية بما في ذلك: بلورة رؤية مشتركة على مستوى الأمم المتحدة بشأن التغذية؛ وإعداد مراجع وتوجيهات وأدوات للتدريب تراعي السياقات المحلية؛ وإجراء تحليلات للمقايضات في النظام الغذائي؛ ومواصلة العمل على جمع البيانات عن الأنماط الغذائية وتشاطرها.

ونبّهت السيدة Lartey كذلك إلى ضرورة تكييف الإجراءات بما يلبي احتياجات البلدان حيث أنّه ما من حلّ واحد يناسب الجميع، مضيفة أنه من الضروري في الوقت الراهن التحلي بفكر وأساليب جديدة لمواجهة التحديات الناشئة خلال جائحة كوفيد-19.

وسلَّطت السيدة Greta Verburg، مساعدة أمين عام الأمم المتحدة ومنسقة حركة توسيع نطاق التغذية الضوء على أهمية التغذية الجيدة والأنماط الغذائية الصحية من أجل تنفيذ أهداف التنمية المستدامة كافة.

واعتبرت السيدة Verburg أنه ما من مخرج من الفقر من دون صحة جيدة وما من تنمية من دون تغذية جيدة ودعت الجميع إلى مساندة المنظمة في عملها وفي سعيها إلى عقد مشاورات للحصول على تعقيبات ومساهمات الأعضاء والشركاء بشأن الاستراتيجية الخاصة بالتغذية - على أن يتم إقرارها ووضعها بصيغتها النهائية في شهر مارس/آذار 2021.

وشدد السيد Máximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين في منظمة الأغذية والزراعة على أهمية الأنماط الغذائية الصحية. 

وقال السيد Torero "إنّ الأنماط الغذائية الصحية أساسية للتغذية الجيدة. فمن غير الممكن النظر إلى الأغذية من حيث سعراتها الحرارية فحسب. بل لا بد لنا من الإقرار بأنّ الأنماط الغذائية الصحية ضرورية لتأمين جميع الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها الأطفال لنموهم وتطورهم العقلي وتحصيلهم العلمي والبالغون لإنتاجيتهم. وهذه نقطة حاسمة الأهمية لا بد من وضعها نصب عينينا في مواجهتنا لهذه الأزمة الصحية غير المسبوقة نتيجة كوفيد-19."