حفل درجت العادة على أن تنظِّمه منظمة الأغذية والزراعة يهنَّأ فيه 44 موظفًا من موظفيها على خدمتهم الطويلة

روما "كونوا كالنمر، تحلّوا بالجرأة والشجاعة والقوة!" هكذا حثّ المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، السيد شو دونيو، موظفي المنظمة في جميع أنحاء العالم على الاستمرار في إنجاز ما هو مطلوب في ظلّ أوقات وظروف صعبة للغاية للمساهمة في إحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية لطي صفحة الفقر والجوع وسوء التغذية في المناطق الريفية في العالم.

وجاءت تصريحات المدير العام، المستوحاة من رموز العام القمري الصيني الجديد الذي يصادف هذا العام عام النمر، أثناء توجّهه بالتهنئة إلى 44 موظفًا على 25 عامًا من الخدمة، حيث أشاد بهم "لولائهم وتفانيهم منذ أمد طويل في سبيل الولاية النبيلة الملقاة على عاتق المنظمة".

وتعتبر تهنئة الموظفين، الذين يكملون 25 عامًا من الخدمة المستمرة لدى المنظمة بمنحهم ميدالية، تقليدًا درجت عليه المنظمة منذ عقود. وينحدر الموظفون الحائزون على ميدالية هذا العام من 32 بلدًا مختلفًا، من أيسلندا إلى بابوا غينيا الجديدة، ويعملون في 22 مركز عمل حول العالم. وقد تخلّل هذا الحدث بث مقاطع فيديو تعرض أفكارهم وآرائهم بشأن الطريقة التي تغيروا بها وتغيرت بها المنظمة أيضًا خلال ربع القرن الماضي، إضافة إلى بعض النصائح للموظفين الجدد.

وتوجّه السيد شو دونيو أيضًا، في حدث افتراضي شهد مشاركة ما يزيد عن 800 مشارك، بالشكر إلى العديد من الزملاء الآخرين الذين خدموا المنظمة لمدة طويلة على التزامهم تجاه المنظمة، وشكر الجميع على الفعالية والكفاءة التي تحلّوا بها في خدمة المنظمة، بشكل فردي وجماعي، خاصة خلال العامين المنصرمين، حيث تمكّنت المنظمة من التكيف مع الكثير من العراقيل ذات الصلة بتفشي الجائحة لمتابعة النهوض بولايتها.

التطلّع إلى المستقبل

قال السيد شو دونيو "لقد تمكّنـا، في عالم دائم التطور، من بناء منظمة جديدة للأغذية والزراعة"، مشيرًا إلى مجموعة من الإصلاحات التي نفذت منذ توليه مهام منصبه في منتصف عام 2019. وقد تضمنت هذه الإصلاحات كسر التقوقعات العمودية، وتبسيط العمليات الإدارية، وإعادة تنظيم المسؤوليات التراتبية، وتعزيز المكاتب المحلية، وغير ذلك من المبادرات الهادفة إلى جعل المنظمة منظمة رقمية بالكامل تتمتع بنظم وطرق تفكير حديثة.

وأشار إلى الخطة المرنة المتعلقة بالموظفين الموجودين في روما والذين تم تلقيح 95 في المائة منهم بشكل كامل، للعودة إلى العمل من المكتب بصورة تدريجية ابتداءً من 1 مارس/آذار، وأوضح أن الظروف تختلف باختلاف أقاليم العالم، وحث موظفي المنظمة في كل مكان على الاعتناء بصحتهم والانتباه إلى القواعد المحلية. وقال إن متحورات فيروس كورونا، مثل أوميكرون، تستمر في الانتشار. وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على أن أزمة كوفيد-19 لم تنته بعد، وعلى أنه من المهم بالنسبة إلى الجميع احترام قواعد وتدابير السلامة.

وقال المدير العام "لا يمكننا إنجاز ما هو مطلوب إلّا إذا كنا مفعمين بالصحة واللياقة البدنية والقوة"، مشيرًا إلى أن عام 2022 سيكون عامًا حافلًا بالأعمال، في ظلّ مجموعة من المؤتمرات الإقليمية للمنظمة الجارية على قدم وساق، وينبغي التعامل معه من خلال "بذل جهود استثنائية تؤدي إلى تحقيق نتائج استثنائية".

وقال إن هذه المؤتمرات، التي تليها اجتماعات لأجهزة رئاسية أخرى، تشكّل منتديات مهمة للإصغاء وتبادل الأفكار من أجل القيام، جنبًا إلى جنب مع الأعضاء، بتحديد القضايا السياساتية والفنية المستجدة، وإيجاد الحلول، وإسداء المشورة العملية بشأن الإجراءات المناسبة التي ينغي اتخاذها.

كما عرض المدير العام الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، واصفًا إياه بأنه الخريطة لتوجيه الجهود الرامية إلى ضمان "إحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية في العالم لجعلها أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود، من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب".