المدير العام شو دونيو

مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي لأفريقيا: المدير العام يسلّط الضوء على الإمكانات الزراعية في الإقليم ويدعو إلى اتخاذ تدابير مستدامة في قطاع الثروة الحيوانية

19/04/2024

الرباط - في سياق الدورة الثالثة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة لأفريقيا (المنظمة) التي عُقدت هذا الأسبوع في المغرب، دعا السيد شو دونيو، المدير العام للمنظمة إلى توطيد أواصر التعاون وتعزيز الاستثمارات من أجل زيادة كفاءة قطاع الثروة الحيوانية وشموله وقدرته على الصمود واستدامته في أفريقيا.

وفي حدث خاص نظمته مفوضية الاتحاد الأفريقي بهدف توفير حيّز لتبادل المعارف في سبيل التنفيذ الفعّال لاستراتيجية تنمية الثروة الحيوانية في أفريقيا، شدّد السيد شو دونيو على أهمية الاستراتيجية، مشيدًا بها باعتبارها أداة تحول رئيسية لتوجيه الإجراءات المبتكرة وتحقيق التنمية المستدامة لهذا القطاع على النحو الموضح في رؤية المنظمة لتحويل قطاع الثروة الحيوانية على نحو مستدام.

وشدّد على الدور الحاسم الذي تؤديه الثروة الحيوانية في أفريقيا، ليس بالنسبة إلى الأمن الغذائي والتغذية فحسب، وإنّما أيضًا بالنسبة إلى سبل العيش والنمو الشامل واستحداث فرص العمل للشباب والنساء والحد من الفقر وتحقيق الاستدامة البيئية.

وأوضح السيد شو دونيو أنه في حين أنّ 60 إلى 80 في المائة من الأسر الريفية في معظم البلدان الأفريقية تعتمد على الثروة الحيوانية لأغراض مختلفة، فإن استهلاك الأغذية الحيوانية المصدر في أفريقيا لا يزال منخفضًا نسبيًا، ولكنه أشار إلى أنه من المتوقع أن يزداد بحلول عام 2050. وأفاد بأنّ هذه الزيادة ستكون مدفوعة بعوامل مثل النموّ السكاني والتنمية الاقتصادية والتوسّع الحضري والتغيرات في الأنماط الغذائية.

وفي ما يتعلق بالتحديات المقبلة، شدّد المدير العام على أهمية تنفيذ الحلول التي من شأنها تعزيز نظم الثروة الحيوانية المنخفضة الانبعاثات والقادرة على الصمود أمام المناخ، فضلًا عن بذل الجهود لمكافحة الأمراض المستوطنة والعابرة للحدود، بما في ذلك التهديدات المرتبطة بالأمراض الحيوانية المصدر والجوائح. وشدّد على ضرورة اتباع نهج الصحة الواحدة المتعدد القطاعات لإدارة النظم الزراعية والغذائية بفعالية ومنع الجوائح في المستقبل، مستندًا إلى البحوث التي تشير إلى النسبة الكبيرة من مسببات الأمراض البشرية الناشئة الحيوانية المصدر.

وسلّط السيد شو دونيو أيضًا الضوء على أهم الإنجازات المحققة على مستوى التعاون مع الاتحاد الأفريقي وسائر الشركاء، على غرار برنامج استئصال الطاعون البقري من العالم في عام 2011 والجهود الجارية للقضاء على طاعون المجترات الصغيرة بحلول عام 2030. ودعا إلى الحفاظ على الزخم وعلى الالتزام بهذه المساعي على مستوى السياسات.

وأكّد المدير العام من جديد استعداد المنظمة دعم البلدان الأعضاء في مكافحة الأمراض الحيوانية وتنمية قطاع الثروة الحيوانية بشكل مستدام، بما في ذلك المبادرات الرامية إلى تعزيز صناعات الأعلاف وسلاسل القيمة.

حماية الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقلّ البلدان نموًا والبلدان النامية غير الساحلية في أفريقيا

شدّد السيد شو دونيو في خطاب ألقاه السيد Maximo Torero، كبير الخبراء الاقتصاديين في المنظمة نيابة عنه خلال مائدة مستديرة وزارية ركّزت على الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقلّ البلدان نموًا والبلدان النامية غير الساحلية في أفريقيا التي تمثل جزءًا كبيرًا من القارة، على أنّ تحويل النظم الزراعية والغذائية في هذه الدول يمثل على السواء تحديًا وأملًا لمستقبل الإقليم.

وأوضحت رسالة المدير العام العقبات العديدة الماثلة أمام النظم الزراعية والغذائية في أفريقيا، بما في ذلك التأثيرات المناخية، والوصول المحدود إلى الموارد، وأوجه عدم المساواة. ولكنّه أشار إلى أنّ القارة تشهد حاليًا في جميع أنحائها موجةً من الابتكار وريادة الأعمال والتعاون التي تنهض بتحويل النظم الزراعية والغذائية من الصفر.

وتم تسليط الضوء على مبادرات المنظمة الداعِمة لهذا التحوّل، بما في ذلك مكتب المنظمة الخاص بالدول الجزرية الصغيرة النامية والبلدان الأقلّ نموّا والبلدان النامية غير الساحلية، ومبادرة المنظمة للعمل يدًا بيد الناشطة حاليًا في 33 من هذه الدول ومنتدى الاستثمار العالمي السنوي التابع لها؛ ومبادرة 000 1 قرية رقمية؛ ومبادرة منتج واحد، بلد واحد ذو أولوية؛ وخارطة طريق التحول الأزرق؛ وخارطة الطريق العالمية التي تم إطلاقها مؤخرًا لتحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة من دون تجاوز عتبة 1.5 درجات مئوية؛ وغير ذلك من مبادرات أخرى.

ورحّب السيد شو دونيو في رسالته أيضًا بالدعوة الوزارية الأخيرة لإنشاء شبكة الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقلّ البلدان نموًا والبلدان النامية غير الساحلية، بدعم فني من المنظمة، لتكون بمثابة آلية لتشارك التجارب، وبناء القدرة بشكل جماعي على الصمود في وجه تأثيرات أزمة المناخ وانعدام الأمن الغذائي وتحقيق الأمن الغذائي وضمان الاستثمارات اللازمة للنهوض بتحويل النظم الزراعية والغذائية.