المدير العام شو دونيو

عملية الاستشراف الإقليمي التي تنفّذها المنظمة تُعدّ أمرًا حيويًا لمعالجة نقاط الضعف في النظم الزراعية والغذائية في أوروبا وآسيا الوسطى

16/05/2024

روما - حثّ السيد شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، اليوم أعضاء المنظمة في أوروبا وآسيا الوسطى على مناقشة الاستراتيجيات وخيارات السياسات الخاصة بتحويل النظم الزراعية والغذائية لكي يتمكّنوا من تحويلها إلى عملية استشرافية إقليمية للإقليم.

وشدد السيد شو دونيو خلال حدث جانبي على هامش الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي لأوروبا، على أهمية عمليات الاستشراف الاستراتيجي كنهج أساسي لفهم إمكانات السيناريوهات المستقبلية المختلفة بشكل أفضل.

وقال المدير العام في ملاحظاته الافتتاحية التي ألقاها أمام صانعي القرار والشركاء "من المهم أن ندرك أن أي تقدم ملموس يأتي من اعتماد الابتكار، ليس فقط الابتكار العلمي والتكنولوجي، بل الابتكار الاجتماعي والنفسي والثقافي أيضًا. ونحن في المنظمة نوفّر الوسائل للبلدان التي نعمل لخدمتها لكي تعتمد هذا الابتكار. ولكنّ الأمر متروك لكم أنتم لكي تستفيدوا حقًا من عملنا. ونحن هنا لخدمتكم، ومن خلالكم، لخدمة العالم".

وعلى النحو المتوقع في تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2023، قد لا يزال هناك 600 مليون شخص يعانون من الجوع في عام 2030، ويعاني اليوم 150 مليون شخص من الجوع أكثر مما كان الحال عليه في عام 2015 عندما بدأت الرحلة نحو تنفيذ خطة عام 2030. وفي مثل هذا السياق، يُعدّ إجراء تحقيق متعمّق للخيارات المستقبلية المختلفة أمرًا بالغ الأهمية من أجل تمكيننا من مواجهة التحديات العالمية المتزايدة.

وتعتقد المنظمة أن عمليات الاستشراف الاستراتيجي تسمح للمنظمة وأعضائها باعتماد نهج طويل الأجل تجاه المشاكل والتحديات والحلول، وتشجّع بالتالي الإجراءات المتوقعة من أجل ضمان استدامة النظم الزراعية والغذائية وقدرتها على الصمود.

وقد تم تنظيم الحدث الجانبي لليوم بعنوان "دوافع الاستشراف والمحفزات المتعلقة بإقليم أوروبا وآسيا الوسطى" كمحاكاة للسياسات الاستراتيجية حيث تناول المشاركون كلًّا من التحديات القصيرة والطويلة الأجل التي تواجهها الحكومات في الإقليم حاليًا. وخلال عملية المحاكاة، استعرض المشاركون سلسلة من الأحداث والإجراءات وردود الأفعال، واتخذوا القرارات بناءً على استراتيجياتهم الداخلية وسلوكيات المشاركين الآخرين.

وتستفيد عملية الاستشراف الإقليمي الجاري تنفيذها في أوروبا وآسيا الوسطى من تقرير المنظمة بشأن "مستقبل الأغذية والزراعة - دوافع التحوّل ومحرّكاته" الذي حدّد عددًا من الأولويات الإقليمية والإقليمية الفرعية التي تمثل القوى الدافعة للنظم الزراعية والغذائية وتستحق إجراء المزيد من التحليلات بشأنها.

وتشمل هذه الأولويات ما يلي:

  • النمو الاقتصادي والتحوّل الهيكلي وتوقعات الاقتصاد الكلّي؛
  • وأوجه التكافل المتبادل عبر البلدان؛
  • وعدم الاستقرار الجغرافي والسياسي والنزاعات المتزايدة؛
  • والابتكار والعلوم، والاستثمارات العامة في النظم الزراعية والغذائية؛
  • وأنماط الاستهلاك والتغذية؛
  • وتغيّر المناخ.

وتلتزم المنظمة بمواصلة تعزيز عمليات الاستشراف الاستراتيجي لدعم جميع الأعضاء لتحقيق "الأفضليات الأربع" - أي إنتاج أفضل وبيئة أفضل وتغذية أفضل وحياة أفضل للجميع. وفي هذا الصدد، تقوم المنظمة بجمع البيانات والمعلومات والتفاصيل الموثوقة من جميع أنحاء العالم من خلال عمليات الاستشراف الاستراتيجي على نطاق المنظمة على المستويين العالمي والإقليمي.

دور المنظمة

تنفّذ المنظمة بشكل فاعل أنشطة استشرافية عبر مستويات متعدّدة - على مستوى المنظمة وعلى المستويات الإقليمية والإقليمية الفرعية والوطنية - من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية. وتسترشد هذه الأنشطة بالمنهجيات المبيّنة في التقرير الرئيسي الأخير للمنظمة بعنوان "مستقبل الأغذية والزراعة - دوافع التحوّل ومحرّكاته". ويجري ضِمن هذا الإطار الشامل تنفيذ عمليات الاستشراف الإقليمي في الأقاليم الخمسة كافة.

وتوفّر هذه العمليات تقييمًا مفصّلًا للتفاعلات الديناميكية بين النظم الزراعية والغذائية، والنظم الاجتماعية والاقتصادية، والنظم البيئية داخل كل إقليم. وتستكشف القوى الدافعة الرئيسية للنظم الزراعية والغذائية، وتكشف عن "الإشارات الضعيفة" التي قد تشير إلى مستقبل محتمل، وتضع سيناريوهات سردية لمستقبل بديل بناءً على هذه الإشارات. وإضافة إلى ذلك، تحدّد العمليات التحديات الإقليمية الطويلة الأمد، وتشير إلى "محفزات التحوّل" التي لديها إمكانات كبيرة لإحداث ثورة في النظم الزراعية والغذائية، وتعرض الخيارات والسياسات الاستراتيجية للاستفادة من هذه المحفزات الرئيسية من أجل إحداث تغيير جوهري.

ويساعد هذا النهج في صياغة استراتيجيات متينة تهدف إلى تحسين الإنتاج والبيئة والتغذية، وتحقيق حياة أفضل للجميع في نهاية المطاف. ومن خلال عمليات الاستشراف الاستراتيجي العالمية والإقليمية، تجمع المنظمة البيانات والمعلومات من جميع أنحاء العالم، وتستخدمها، ممّا يؤكّد التزامها بتعزيز الأمن الغذائي والقدرة على الصمود في مختلف البلدان.