الاستثمار في "القوى الخارقة" للدُّخن لزيادة مساهمته في الأمن الغذائي العالمي

روما - دعا المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، السيد شو دونيو، اليوم إلى ضخ استثمارات للاستفادة من إمكانات الدُّخن، وهو بديل للحبوب الأساسية يتسم بقيمة تغذوية عالية ومستوى عالٍ من القدرة على الصمود، ويمكن أن يضطلع بدور حاسم في ضمان تحقيق الأمن الغذائي العالمي.

وقد جاءت ملاحظات السيد شو دونيو خلال الحفل الختامي للسنة الدولية للدُّخن 2023 الذي عُقد في المقر الرئيسي للمنظمة في روما.

وتجدر الإشارة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد أعلنت سنة 2023 السنة الدولية للدُّخن كوسيلة للتوعية بمنافعه التغذوية والصحية، وبإمكانية زراعته في ظروف مناخية غير ملائمة ومتغيّرة.

وقال السيد شو دونيو "لقد ساعدتنا هذه السنة الدولية على إعادة اكتشاف الأسباب الكثيرة التي تستدعي وجود هذه المحاصيل في حقولنا، وفي أسواقنا، وعلى موائد طعامنا".

ويشمل الدُّخن مجموعة متنوعة من الحبوب، بما فيها الدُخن الأفريقي )اللؤلؤي( والدُخن الشائع (بروسو) ودُخْن العصافير (ذيل الثعلب) والدُخن العنقودي والدُخن الصغير ودُخن كودو والدُخن البنّي اللون والدُخن الإصبعي والدُخن الغيني فضلًا عن الفونيو والذرة الرفيعة والتيف. وهذه الحبوب هي من النباتات الأولى التي تمت زراعتها وتظلُّ من المحاصيل الأساسية التقليدية بالنسبة إلى الملايين من الأشخاص في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب وشرق آسيا، بما في ذلك الشعوب الأصلية.

ويمكن زراعة الدُّخن لأغراض تجارية في الكثير من البلدان التي تعتمد حاليًّا على الواردات من القمح وغيره من الحبوب، ما يتيح بديلًا غنيًّا بالمغذيات لهذه الحبوب الأساسية.

فحبوب الدُّخن غنية بالمعادن والفيتامينات ومضادات الأكسدة والبروتينات الصحية، وهي خالية من الغلوتين. ومن بين ما يُعرف بالقوى الخارقة لحبوب الدُّخن قدرتها الاستثنائية على تحمّل الجفاف والحرارة وتدني خصوبة التربة، مما يجعلها أكثر قدرة على الصمود في وجه الضغوط المناخية والضغوط على الموارد الطبيعية.

وعلاوةً على ذلك، تساهم زراعتها، لأنها محاصيل منخفضة المدخلات، في الممارسات الزراعية المستدامة، والحفاظ على الموارد المائية، والحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة.

وقال السيد شو دونيو خلال الحفل الختامي، "نحن، في منظمة الأغذية والزراعة، ندعو بقوة إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية لتصبح أكثر كفاءة وشمولية وقدرة على الصمود، وندعم بشدة الأعضاء في ذلك. وهذا يشمل إطلاق الإمكانات غير المستغلة لمحاصيل مثل الدُّخن".

الاستثمارات اللازمة

أدّى الطلب العالمي المتزايد على الخيارات الغذائية المغذية والمستدامة إلى خلق فرص اقتصادية لمنتجي الدُّخن والقائمين على تجهيزه والمتجرين به.

ومع ذلك، لا يزال ينبغي عمل المزيد للاستفادة من هذه الإمكانات.

فمثلًا، وكما جاء على لسان السيد شو دونيو، ثمة حاجة إلى استثمارات في البحث والتطوير في سلاسل قيمة الدُّخن- بدءًا من تربية أصناف عالية الجودة، مرورًا بزراعتها زراعة مستدامة، وانتهاءً بتجهيزها وتسويقها على مدار العام- فضلًا عن الاستثمارات المصمّمة لصون تنوّع الدُّخن.

وناشد المدير العام الشركاء تعزيز دعهم لإنتاج الدُّخن على نحو مستدام، وتطوير أسواق نشطة، والحفاظ على الزخم من خلال مواصلة الترويج لتراثهم النفيس.

سنة من الأنشطة

قامت منظمة الأغذية والزراعة، بصفتها وكالة الأمم المتحدة التي تولت زمام قيادة الاحتفاء بالسنة الدولية للدُّخن 2023، بتنظيم مجموعة من الأنشطة المصمّمة لتشجيع إنتاج الدُّخن واستهلاكه.

وشملت هذه الأنشطة تحدي الطهاة العالمي، الذي شارك فيه 250 طاهٍ ووصفاتهم القائمة على الدُّخن بنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي. وعُرضت وصفات مختارة من الوصفات التي شاركت في التحدي، مثل تورتيا الدُّخن بحشوة الفطر، وريزوتو دُخن كودو مع رقائق الدُخن العنقودي، في كتاب يُقدِّم أيضًا نصائح مفيدة بشأن إعداد الدُخن وطهيه.

ونشرت المنظمة أيضًا وثيقة معلومات أساسية عن الدُخن وتحدياته وفرصه الراهنة بعنوان
"Unleashing the Potential of Millets" (إطلاق إمكانات الدُخن). وإن هذه الوثيقة، التي تم إعدادها لإلهام واضعي السياسات والمزارعين والمجتمع المدني وقادة الرأي ووكلاء البحث والتطوير وعامة الناس لإعادة النظر في دور الدُّخن في الأنماط الغذائية المتنوعة والصحية، تتضمن ملخصًا للوضع الحالي للدُّخن في جميع أنحاء العالم.

ووفقًا لأمانة السنة الدولية للدُخن، فقد نُظِّم أكثر من 100 حدث بشأن الدُخن في 35 بلدًا احتفاءً بالسنة الدولية للدُّخن 2023.