المدير العام شو دونيو

الدورة الثامنة والستون بعد المائة للمجلس - البيان الافتتاحي

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

29/11/2021

الدورة الثامنة والستون بعد المائة للمجلس

البيان الافتتاحي

الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

النسخة المعدّة للإلقاء

29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021

 

السيد Hans Hoogeveen، الرئيس المستقل للمجلس،

حضرات المندوبين الموقّرين،

حضرات السيدات والسادة، صباح الخير من روما!

1-                يسرّني أن أتوجّه إليكم اليوم بمناسبة افتتاح هذه الدورة الثامنة والستين للمجلس التي تنعقد بصورة مختلطة للمرة الأولى.

2-                ما زلنا نبدي تفاؤلًا حذرًا إزاء التقدم الجاري نحو "وضع طبيعي جديد".

3-                فقد طرحت الأشهر الثمانية والعشرون الماضية تحديات عديدة أمامنا، إنما من جهة أخرى، وفّرت لنا العديد من الفرص الجديدة التي شكّلت منحنى هامًا للتعلّم بالنسبة إلينا.

4-                سوف أُطلعكم اليوم على التطورات الكبرى والإنجازات الرئيسية التي تحقّقت منذ انعقاد الدورة الأخيرة للمجلس.

5-                وكيف ستساهم في تحويل النظم الزراعية والغذائية وستضمن حدوث تغييرٍ إيجابي، وابتكاراتٍ وتحسينات في طريقة عملنا.

6-                ولطالما عملتُ، منذ أن تولّيت منصبي في أغسطس/آب 2019، بشكل مطّرد لتحويل رؤيتي بشأن المنظمة إلى إجراءات ملموسة، رغم التحديات غير المنظورة التي واجهناها.

7-                ولطالما حوّلتُ أقوالي إلى أفعال! 

8-                في ما يخصّ التحديات غير المنظورة:

9-                من خلال حملة تلقيح فعالة، تمّ تلقيح أغلبية موظفي المنظمة ومن يعولونهم في إيطاليا (أكثر من 90 في المائة منهم في المقرّ الرئيسي).

10-            وقد سمح ذلك بزيادة حضورهم في المكتب بصورة تدريجية، مع اعتماد الإجراءات التقييدية الضرورية، بهدف إعادة إحياء مكان العمل بصورة ديناميكية وتفاعلية، وهو في صميم الإبداع والابتكار.

11-            ولم يتجاوز الحضور في المكتب حتى الآن نسبة 30 في المائة، لكنني واثق من أن الزملاء سوف يزيدون من حضورهم الشخصي في العمل، على أساس طوعي، فيما يواصلون أيضًا العمل عن بُعد في إطار المنظمة الرقمية.

12-            وفي مطلع السنة المقبلة، في حال سمحت الأوضاع بذلك، نعتزم وقف العمل بهذا النهج الخاص المتعلق بالحضور الطوعي المعتمد حتى الآن، والطلب من موظفي المنظمة العودة إلى مقرّ عملهم ثلاثة أيام في الأسبوع.

13-            وسوف يُمنح المدراء ورؤساء الوحدات الإمكانيات لإدارة هذه العودة، وضمان التناوب الضروري في ظلّ حضور بنسبة 50 في المائة كحدّ أقصى، كما سيخضعون للمساءلة في هذا الصدد.

14-            وهذا يتماشى مع الواقع العالمي، في النطاقات الخاصة والعامة على السواء، وفي الأمم المتحدة: وهي عودةٌ إلى العمل سوف تترافق مع أساليب عمل مختلطة.

15-            وتبقى دومًا صحة موظفينا وسلامتهم ورفاهيتهم أساسية، وسوف يجري تعديل خططنا تماشيًا مع تطوّر الأوضاع.

16-            وفي سياق التطوّرات الجديدة، أعادت شعبة الاتصالات الداخلية في المنظمة التركيز على ربط الموظفين مجددًا بمكان عملهم المادي من خلال حملات انخراط الموظفين والمنصات الرقمية الداخلية.

17-            وقد تمكّنا مؤخرًا من إعادة إتاحة وصول أعضاء المنظمة إلى مباني المنظمة بمزيد من المرونة في إطار البروتوكولات المطلوبة. 

18-            وفي حين تخضع الاجتماعات بالحضور الشخصي لإجراءات صارمة، وبينما تبقى الأولوية لعقد الاجتماعات بصورة مختلطة أو افتراضية، جرى تحديد الطابق الأرضي "كمنطقة للتنقل الحرّ"، فيما تُخصّص قاعات الاجتماعات في المبنى A لاجتماعات الأعضاء.

19-            وبدءًا من ديسمبر/كانون الأول 2021، سوف يُسمح بعقد اجتماعات المجموعات الإقليمية بالحضور الشخصي مرّةً واحدة في الشهر، تماشيًا مع الإجراءات المرعية والمتصلة بالدخول إلى مباني المنظمة، مع الالتزام الكامل بالحد الأقصى من الأشخاص المسموح تواجدهم داخل القاعات.

20-            كما أننا سنواصل مواءمة إجراءاتنا مع إجراءات السلامة التي تتخذها الحكومة الإيطالية والتوصيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ومع توجيهات الفريق القطري للأمم المتحدة في إطار النهج المشترك لمنظومة الأمم المتحدة.

21-            وسوف يواصل فريق إدارة الأزمات حرصه على أن تكون خطط العودة "محددة بحسب المواقع" بالاستناد إلى واجب المنظمة تقديم الرعاية للموظفين ومن يعولونهم في جميع المواقع. 

22-            وتتواصل جهود التحصين، حيث بدأت مرحلة إعطاء الجرعة الثالثة في إيطاليا، في حين أن الإعداد جارٍ على المستوى العالمي للجولة الثانية من برنامج التلقيح ضدّ كوفيد-19 على نطاق منظومة الأمم المتحدة في المكاتب الميدانية، من أجل ضمان حصول موظفي المنظمة ومن يعولونهم على اللقاحات بأكبر قدر ممكن.

23-            وأُعيد التأكيد على مشاركة المنظمة في مبادرة الإجلاء الطبي عند اللزوم في حالة كوفيد-19 (COVID-19 MEDEVAC) وخط الدفاع الأوّل في المكاتب الميدانية لعام 2022.

24-            وفي ما يخصّ تحويل الأقوال إلى أفعال وبيئة عملنا: 

25-            لقد أحرزنا في عام 2021 وحتى تاريخه تقدّمًا ملحوظًا باتجاه تهيئة بيئة عمل أفضل في المنظمة.

26-            وأصغينا إلى احتياجات الموظفين لجهة تقديم مزيد من الدعم لهم في تطوّرهم المهني، وإلى آرائهم بشأن التوظيف الشفاف، وطرق عمل جديدة وتعزيز الاتصالات الداخلية وسبل المشاركة.

27-            ولدينا برنامج توجيه جديد لدعم الموظفين من النساء والشباب بصورة خاصة.

28-            كما اعتمدنا ممارسات جديدة لمكافأة الموظفين وتقديرهم، من خلال الحفل السنوي لتكريم الموظفين.

29-            والأهم أننا أحرزنا تقدمًا كبيرًا على صعيد تهيئة مكان عمل أكثر مراعاةً للاعتبارات الأخلاقية.

30-            وتبقى مسألة الوقاية من جميع أشكال التحرّش، والتحرّش الجنسي، والتمييز، والاستغلال الجنسي وسوء استغلال السلطة ومكافحتها مسألةً ذات أولوية.

31-            وقد أُنشئت حديثًا لجنة المنظمة المعنية بالسلوك في مكان العمل والحماية من الاستغلال والانتهاك الجنسيين.

32-            وأُعيد التأكيد، مع فريق القيادة الرئيسي، على التزامنا التام إزاء سياسة المنظمة بعدم التسامح إطلاقًا مع جميع أشكال سوء السلوك، كما أننا ملتزمون ضمان جوّ من الاحترام في المنظمة تجاه الضحايا، والناجين، والمشتكين والمبلّغين عن المخالفات، إضافة إلى عدم التسامح مع الإحجام عن العمل.

33-            وتسعى المنظمة جاهدةً إلى إحداث تغييرٍ في الثقافة نحو بيئة عمل تتمحور حول الإنسان، وتتّسم بالشفافية، والمساءلة، والديناميكية، والالتزام بالمشاركة ومراعية للاعتبارات الأخلاقية.

34-            وسعيًا إلى تحقيق هذا الهدف الطموح، صدرت وثائق توجيهية عدة خلال العام الماضي، من قبيل المدونة الجديدة للسلوك الأخلاقي وخارطة طريق المنظمة بشأن الجهات التي يمكن أن يتوجه إليها الموظفون عند الحاجة.

35-            ووُضعت أيضًا الخطوط التوجيهية الجديدة لعمليات التحقيق.

36-            ونواصل كذلك رفع مستوى الوعي لدى جهات الاتصال في الميدان وبناء قدراتها لضمان الامتثال على نطاق المنظمة.

37-            وفي ما يخصّ مجمع السلع والخدمات في المنظمة، المغلق منذ سبتمبر/أيلول 2017، أودّ أن أبلغ البلدان الأعضاء أنه في يناير/كانون الثاني 2020، أُبرم اتفاق بين المنظمة وحكومة إيطاليا حول نموذج الأعمال الجديد لمجمع السلع والخدمات.

38-            وقد جرت مفاوضات خلال الأشهر الماضية مع السلطات الإيطالية حول طرق تنفيذ الاتفاق، ومن المقرر أن يفتح مجمع السلع والخدمات الجديد بنموذج أعماله الجديد أبوابه قريبًا.

39-            ويشكّل تعدّد اللغات ميزةً أساسية في المنظمة وهو مترسّخ بقوة في نصوصها الأساسية، الأمر الذي يتيح المشاركة الفعالة لجميع الأعضاء في عمل المنظمة وحوكمتها.

40-            ومن أجل تعزيز الجهود التي تضمن تعدّد اللغات في المنظمة، قمتُ بتعيين مدير شعبة خدمات الأجهزة الرئاسية منسقًا لتعدّد اللغات في المنظمة، وهو سيكون مسؤولًا عن وضع وتنفيذ إطار السياسة الاستراتيجية ذات الصلة في المنظمة.

 

الزميلات والزملاء الأعزّاء،

41-            في ما يخصّ تحويل الأقوال إلى أفعال وتحويل إدارتنا بما يتلاءم مع الغرض:

42-            إثر تنفيذ الإصلاحات الهيكلية في المقر الرئيسي التي أقرّها المجلس، باشرت المكاتب الإقليمية والإقليمية الفرعية تحوّلها.

43-            وترمي هذه التحسينات إلى بناء منظمة واحدة، تعزّز الإجراءات المتّسقة وتكسر التقوقعات.

44-            وتمثل المكاتب الإقليمية نقطة تلاقي بين الإجراءات المتخذة على الصعيدين العالمي والقطري.

45-            وهي بحاجة إلى استخدام موقعها الفريد هذا على النحو الأمثل، مع العمل في الوقت عينه على ضمان الكفاءة الأساسية للمنظمة داخل الأقاليم وفي ما بينها والتعاون بين القارات لتحقيق خطة عام 2030. 

46-            وسوف تعتمد إعادة تنظيم المكاتب الإقليمية الفرعية على تفرّع الوظائف وأوجه التكامل بين الأقاليم والأقاليم الفرعية.

47-            كما سيتم التوفيق بين تفويض المسؤوليات وتحليل القدرات.

48-            فنحن نسعى إلى تعزيز قدرات المكاتب الإقليمية والإقليمية الفرعية والقطرية لكي تساهم على نحوٍ أفضل في إنجاز الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031،

49-            لجعل النظم الزراعية والغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرةً على الصمود واستدامة،

50-            من أجل إنتاج أفضل، وبيئة أفضل، وتغذية أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب. 

51-            وقد أنشأتُ أيضًا اللجنة الداخلية للمشاركة والشراكات على مستوى القيادة الرئيسية، للحرص على تلافي أي مخاطر على سمعة المنظمة أو أي مخاطر مالية أو لتقليصها إلى أدنى حد ممكن من خلال إدارة ملائمة للمخاطر.

52-            كما أنّ المشاورات غير الرسمية بشأن برنامج التعاون التقني جارية وتوفّر فرصةً لإجراء مناقشات مجدية تؤدي إلى قرارات مستنيرة حول أنصبة الأقاليم من برنامج التعاون التقني.

53-            ونحن ملتزمون بأن يكون هذا البرنامج أكثر تحفيزًا وتركيزًا على الأثر، بحيث يقدّم الدعم للأولويات والاحتياجات الوطنية على أفضل وجه، ويتماشى تمامًا مع خطة عام 2030.

54-            وتبقى الأولوية للدول الجزرية الصغيرة النامية، والبلدان الأقل نموًا والبلدان النامية غير الساحلية، على وجه الخصوص لجهة تعزيز قدراتها على التكيف من خلال برنامج التعاون التقني. 

 

الزميلات والزملاء الأعزاء،

55-            في ما يخصّ تحويل الأقوال إلى أفعال وتنفيذ الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031:

56-            لقد أثارت جائحة كوفيد-19 مخاوف بشأن هشاشة نظمنا الزراعية والغذائية.

57-            وبيّنت كيف يمكن أن تحدث فجأةً صدمة ذات أبعاد عالمية، وتنتشر بسرعة وتعرّض الأمن الغذائي وحالة التغذية وسبل عيش مليارات الأشخاص إلى الخطر.

58-            وفي حين تواصل أداء معظم النظم الزراعية والغذائية، تأثرت مداخيل العديد من الأشخاص، الأمر الذي حدّ بشدة من إمكانية حصولهم على الأغذية.  

59-            ففي عام 2020 وحده، ازداد عدد ناقصي التغذية بمقدار 161 مليون شخص مقارنةً بعام 2019.

60-            إنما لم تكن هذه المشكلة الوحيدة التي أثارتها جائحة كوفيد-19، بل ازدادت حدّة الدوافع القائمة، مثل النزاعات وغيرها من حالات الطوارئ الإنسانية، وأزمة المناخ وحالات التباطؤ والانكماش الاقتصادي التي فاقمتها جائحة
كوفيد-19.

61-            ونتيجةً لذلك، ازداد عدد الأشخاص الذين يعانون انعدامًا حادًا في أمنهم الغذائي على نحو أكبر في عام 2021.

62-            فالجوع الحادّ - وهو مؤشر نستخدمه لقياس الأزمات المتفرقة والمفاجئة التي يمكن أن تحدّ من وصول الناس إلى الغذاء على المدى القصير لدرجة تعرّض حياتهم وسبل عيشهم للخطر - ينتشر ويتفاقم رغم زيادة الميزانيات المخصصة للمساعدات الإنسانية.

63-            ويواجه اليوم 45 مليون شخص في 43 بلدًا مستوياتٍ طارئة من انعدام الأمن الغذائي الحاد - حيث أنهم باتوا على حافة المجاعة.

64-            وتتصدّى منظمة الأغذية والزراعة بشكل كامل لأزمة الجوع العالمية والمتنامية هذه من خلال برنامجها ذات الأولوية بشأن حالات الطوارئ الزراعية والغذائية، وفي الوقت ذاته من خلال أنشطة المنظمة كافة التي ترمي إلى تحويل نظمنا الزراعية والغذائية.

65-            في ما يخصّ الزراعة وحالات الطوارئ:

66-            نقوم بمضافرة جهودنا الجماعية على أعلى المستويات، بما في ذلك من خلال فريق عمل الأمين العام الرفيع المستوى المعني بمنع المجاعة.

67-            وفي إطار هذه المبادرة، عملت منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي ضمن شراكة معًا من أجل توطيد جهود الدعوة وحشد الموارد، فوجّه الطرفان نداءً مشتركًا لجمع 6.6 مليارات دولار أمريكي لاتخاذ تدابير طارئة تجمع بين المساعدة الغذائية الحرجة والمساعدات الطارئة لحماية سبل العيش.

68-            غير أن مستوى التمويل لحماية سبل العيش من خلال الاستجابة الإنسانية كان متدنيًا جدًا.

69-            بالفعل، يحظى القطاع الزراعي بأقل من 10 في المائة من المساعدات الإنسانية المخصصة، رغم اعتماد أكثر من ثلثي الأشخاص المتضرّرين من الأزمات على الزراعة.

70-            فالمساعدات الغذائية الطارئة هامة جدًا وتنقذ الأرواح، إنما نحن بحاجة إلى إسناد أولوية متساوية للاستثمارات التي تستهدف الإنتاج المحلي للأغذية الزراعية، وإلى تحسين قدرة النظم الزراعية والغذائية على الصمود في البلدان الضعيفة.

71-            كما أننا بحاجة إلى استجابة جماعية تجمع بين الجهات الفاعلة المعنية بالعمل الإنساني والتنمية والسلام، لنتمكن من التصدّي للأسباب الجذرية للجوع.

72-            وفي حين تعالج المساعدات الطارئة المستويات المتنامية من الجوع، بينما يُقدّم الدعم للتنمية على عدة مستويات وفي مراحل متعاقبة لمعالجة العوامل الكامنة وراء ذلك. 

73-            ويوفّر قطاع الإنتاج الزراعي والغذائي مدخلًا مثاليًا لنُهُج الترابط خاصة وأنّ القطاع قادر على الصمود في سياقات النزاعات،

74-            ويمكنه أن يتعافى بسرعة فور عودة الاستقرار، وحالما توضع السياسات والاستثمارات الملائمة.

75-            ومع الإقرار بالأهمية الحاسمة التي تكتسيها الترابطات، كانت منظمة الأغذية والزراعة الوكالة الأولى في الأمم المتحدة التي أجرت تقييمًا لعملها في هذا المجال، من خلال تقييم مساهمة المنظمة في الترابط القائم بين العمل الإنساني والتنمية والسلام: 2014-2020، والذي أُنجز خلال الربع الثاني من عام 2021.

76-            وشكّل التقييم عنصرًا رئيسيًا في وضع الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031.

77-            وأقرّت قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية بأن نهج الترابط بالغ الأهمية للمساهمة في تحويل النظم الزراعية والغذائية لتكون أكثر كفاءةً وشمولًا وقدرةً على الصمود.

78-            وقام الاجتماع نصف السنوي للمدراء التابع للجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات والذي حضرته في أكتوبر/تشرين الأول، بتحديد الترابط بين العمل الإنساني والتنمية الداعم للسلام، باعتباره أولويةً استراتيجية في فترة السنتين المقبلة.

79-            وفي أفغانستان، تشير التقديرات إلى أنّ 4 من أصل 5 من الأفغان البالغ عددهم 22.8 مليون نسمة، والذين من المتوقع أن يعانوا انعدامًا حادًا في أمنهم الغذائي خلال الأشهر الستة المقبلة، يعيشون في المناطق الريفية.

80-            وقدّمت المنظمة المساعدة حتى الآن إلى 1.4 ملايين من الأفغان الضعفاء في عام 2021 في 30 مقاطعة، في حين أن حملة الشتاء الجارية لتوفير القمح تطال 1.3 ملايين شخص إضافي.

81-            وفي إثيوبيا، ما زالت الأوضاع قاتمة، خاصة بسبب غياب المعلومات بشأن حالة الأمن الغذائي في المناطق التي تشهد حالات طوارئ.

82-            وتشير التقديرات إلى أنّ حوالي 400 000 شخص تقريبًا يعانون حاليًا ظروفًا شبيهة بالمجاعة، إضافة إلى 4 ملايين شخص آخرين يحتاجون إلى مساعداتٍ غذائية طارئة ومساعدات في سبل عيشهم.

83-            كما أن العجز في الوصول إلى المساعدة والنقص الكبير في التمويل يقيّدان بشكل حاد قدراتنا في الوصول إلى المعوزين.

84-            وتلوح في الأفق ظروف ٌمشابهة للجفاف في بعض مناطق الصومال ومن المتوقع أن تتدهور الأوضاع خلال الأشهر الستة المقبلة.

85-            وما زالت جمهورية الكونغو الديموقراطية تواجه الأزمة الغذائية الأكبر في العالم بالأرقام المطلقة، حيث من المتوقع أن يكون 27 مليون شخص في المرحلتين 3 و4 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي حتى نهاية العام. 

86-            أمّا في اليمن، فأكثر من نصف السكان هم في المرحلة 3 من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والمراحل الأسوأ. وقد وفّرت المنظمة المساعدة الضرورية الطارئة لضمان أن يتمكن أكثر من 1.1 مليون شخص من تلبية احتياجاتهم الغذائية حتى تاريخه في عام 2021، إنما هذا جزءٌ صغير فحسب من المعوزين.

87-            وفي جنوب السودان، حيث من المتوقع أن يواجه 60 في المائة من السكان المراحل 3 وما فوق من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، واصلت المنظمة تنفيذ استجابة إنسانية كبيرة،

88-            عبر توفير حزم أساسية لسبل العيش قبل موسم الزراعة الأساسي، بما يضمن إمدادات مطّردة بالأغذية المغذية لحوالي 3.3 ملايين شخص.

89-            وثمة حاجة ملحة للتصدّي للأزمة المتفاقمة في الجمهورية العربية السورية، حيث أن الظروف المشابهة للجفاف وغياب المدخلات (الأسمدة والوقود للريّ) يؤثر على توفّر الأغذية ويفاقم انعدام الأمن الغذائي.

90-            وفي ظلّ وجود أنظمةٍ زراعية وغذائية قادرة على الصمود، تبقى مكافحة الجراد الصحراوي في صدارة جدول الأعمال.

91-            وإثر عمليات ناجحة في القرن الأفريقي واليمن، وتوطيد الجهود لجهة توسيع نطاقها في باكستان وجمهورية إيران الإسلامية، باتت العمليات تركّز بصورة أساسية الآن على إثيوبيا والصومال واليمن.

92-            ونظرًا إلى احتمال أن تتواصل الطفرة في مطلع عام 2022، من الضروري بمكان أن تبقى الآليات الجماعية للمراقبة والاستجابة قائمة على حالها. 

93-            وتواصل المنظمة رصد الأوضاع عن كثب من خلال خدمة المعلومات بشأن الجراد الصحراوي التي تمّ دمجها مع أكثر من عشرة أنواع جديدة من التكنولوجيا لتحسين الرصد والاستجابة.

94-            كذلك، تواصل دودة الحشد الخريفية انتشارها وقد أفيد عن وجودها في أكثر من 75 بلدًا، وكان آخر التقارير عنها من جزر سليمان.

95-            وقُدّرت الخسارة في الغلات بسبب دودة الحشد الخريفية في أفريقيا بحدود 9.4 مليارات دولار أمريكي في السنة، وهي الخسارة الأعلى بين سائر الخسائر الناجمة عن الأنواع الغريبة الغازية في القارة الأفريقية.

96-            ومن خلال خطة العمل العالمية لمكافحة دودة الحشد الخريفية، تركّز المنظمة على تعزيز القدرات في مجال الكشف والاستجابة المبكرة، ووضع واعتماد حزم متكاملة لإدارة الآفات.

97-            دعوني أكون واضحًا في هذا السياق:

98-            تكتسي الزراعة أهميةً بالغة، ولا يسعها الانتظار ريثما تتم معالجة أولويات أخرى في المقام الأول.

99-            ولا بدّ أن تمثّل حماية سبل كسب العيش في المناطق الريفية عنصرًا أساسيًا في الاستجابة الإنسانية الفورية لحالات الطوارئ. 

100-        في ما يخصّ مجالات الأولوية البرامجية لإعادة البناء على نحو أفضل:

101-        لقد عملت المنظمة بشكل مكثّف على وضع برنامج الاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها، من أجل الوصول إلى جزء أكبر من السكان الريفيين وإعادة إطلاق عجلة الأنشطة الاقتصادية.

102-        ويركّز البرنامج الآن على إعادة البناء على نحو أفضل وأقوى لتحويل النظم الزراعية والغذائية بالاستناد إلى الفضائل الأربع كافة التي وضعناها.

103-        وتشمل هذه الجهود استخدام البيانات والتكنولوجيات الرقمية، والتكنولوجيا، والابتكار، وجميع العناصر المكمّلة الضرورية (الحوكمة والمؤسسات ورأس المال البشري) لمساعدة المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة (المزارعين الأسريين) ونظمنا الزراعية والغذائية - وهذه هي تحديدًا العوامل المسرّعة في الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031.

104-        دعوني أركّز على العلوم والابتكار، وتغيّر المناخ، والأطر القانونية وتوسيع نطاق العمل.

 

الزميلات والزملاء الأعزّاء،

105-        لطالما شكّلت العلوم والابتكار (التكنولوجيا) مكوّنًا رئيسيًا في رؤيتي الخاصة بالمنظمة - فهما عاملان من بين العوامل المسرّعة التي تكثّف عملنا في كل من الفضائل الأربع وفي جميع مجالات الأولوية البرامجية.

106-        نحن بحاجة إلى العلوم والابتكار لتحقيق أهدافنا المشتركة المتمثلة في تحويل النظم الزراعية والغذائية من أجل إطعام الشعوب ورعاية كوكب الأرض والنهوض بسبل كسب العيش المنصفة وبناء نظم إيكولوجية قادرة على الصمود.

107-        وتمثل بالفعل العلوم والابتكارات حجر الزاوية في الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، وهي ذات أهمية مشتركة بين القطاعات في برنامج عمل المنظمة.

108-        كما أن الاستراتيجية المواضيعية الجديدة للمنظمة بشأن العلوم والابتكار سوف توفّر إطارًا لتعزيز قدرات المنظمة من أجل دعم الأعضاء لتسخير العلوم والابتكار،

109-        ولضمان انتقال المنظمة إلى نموذج عمل أكثر تطلعًا إلى المستقبل من شأنه أن يدعم عمليات تحويل النظم الزراعية والغذائية بفعالية على أرض الواقع.

110-        وفي ما يتعلّق بتغيّر المناخ، وضمن سياق ولاية المنظمة، وبيئة أفضل، أحرز الاجتماع السادس والعشرون لمؤتمر الأطراف تقدمًا هامًا في مجالات الغابات والزراعة واستخدام الأراضي.

111-        وتمّ اعتماد عمل كورونيفيا المشترك بشأن الزراعة، وهو عملية تحظى بدعم مباشر من المنظمة وتمهّد الطريق للارتقاء بالإجراءات على أرض الواقع، على وجه الخصوص تلك المتصلة بالتربة والمغذيّات والثروة الحيوانية.

112-        كما يتّسم التعهّد الخاص بالميثان بالأهمية بالنسبة إلى القطاعات الزراعية والغذائية المسؤولة عن 40 في المائة تقريبًا من الانبعاثات العالمية للميثان.

113-        ويعكس إعلان القادة في غلاسغو بشأن الغابات واستخدام الأراضي الالتزام الجماعي من جانب 141 بلدًا، بما يغطي 90 في المائة من الغابات على كوكب الأرض، لوقف خسارة الغابات وتدهور الأراضي وعكسهما بحلول عام 2030.

114-        وثمة حاجة إلى تعزيز الاتساق في العمل من أجل المناخ والتنوع البيولوجي في جميع القطاعات الزراعية.

115-        وقد وفّرت الدورة السادسة والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي فرصًا فريدة للارتقاء بالتكامل المتبادل بين المناخ والتنوّع البيولوجي في جميع القطاعات الزراعية.

116-        وسوف تساعد الاستراتيجية المواضيعية الجديدة للمنظمة بشأن تغير المناخ في توسيع نطاق العمل من أجل المناخ في جميع النظم الزراعية والغذائية، من خلال دعم الأعضاء للوفاء على نحو أفضل بالتزاماتهم بشأن تغيّر المناخ.

117-        وخلال المشاورتين غير الرسميتين اللتين تمّ عقدهما في سبتمبر/أيلول ونوفمبر/تشرين الثاني، أعاد الأعضاء التأكيد على الضرورة الملحّة للعمل، وأكّدوا التزاماتهم في عملية وضع الاستراتيجية.

118-        وتحتاج الاستراتيجية المواضيعية الجديدة للمنظمة بشأن تغيّر المناخ إلى حلولٍ تغيّر قواعد اللعبة، ومبتكرة وحكيمة تستند إلى العلوم والشراكات لتحويل نظمنا الزراعية والغذائية بحيث تكون أكثر استدامة.

119-        ونظرًا إلى إلحاح العمل من أجل المناخ، من الأهمية بمكان أن تتخطّى هذه الاستراتيجية نطاق العمل كالمعتاد إذا ما أردنا بلوغ الأهداف المتصلة بالمناخ الواردة في اتفاق باريس، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

120-        وفي عام 2021، أعطت مبادرة المدن الخضراء الأولوية لإقليم أفريقيا.

121-        وقد تمّ إطلاق برنامج العمل الإقليمي للمدن الخضراء في أفريقيا في يونيو/حزيران، حيث وقّعت 6 مدن أفريقية على خطابات النوايا.

122-        وسوف يتسع نطاق أنشطة مبادرة المدن الخضراء لتشمل أقاليم وبلدانًا أخرى بدءًا من عام 2022، بالاستناد إلى التعبير عن النوايا والمشاورات التي عُقدت هذا العام.

123-        كما أن مبادرة المدن الخضراء ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمبادرات أخرى للمنظمة، بما في ذلك مبادرة العمل يدًا بيد - التي باتت تضمّ الآن 45 بلدًا طلبت الدعم لوضع برامجها الوطنية.

124-        والعمل جارٍ على بلورة الاستراتيجيتين المواضيعيتين بالتوازي لضمان تكاملهما.

125-        وسوف تشكل العلوم التي أسندت إليها الأولوية والحلول المبتكرة والعمليات الشاملة، الأدوات الرئيسية لتنفيذ الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031 خلال السنوات العشر المقبلة.

126-        وسوف يتّسم القطاع الخاص بأهمية حيوية أيضًا لاتخاذ إجراءات متسقة وملموسة.

127-        ومنذ إقرار الدورة الخامسة والستين بعد المائة للمجلس لاستراتيجية انخراط القطاع الخاص، مضينا قدمًا باتجاه تنفيذها.

128-        ويُقدّم مشروع اختصاصات المجموعة الاستشارية غير الرسمية للقطاع الخاص وإطار العناية الواجبة لتقييم المخاطر وإدارتها، اللذين سيتم إدراجهما كملحقين بالاستراتيجية، إلى المجلس للنظر فيهما.

129-        وتماشيًا مع هذه الاستراتيجية، أطلقنا بوّابة CONNECT التي توفّر الشفافية التامة بشأن انخراطنا مع القطاع الخاص لمصلحة أعضائنا وتحويل النظم الزراعية والغذائية. 

 

الزميلات والزملاء الأعزاء،

130-        تركّز مبادرة التنمية الخضراء للمنتجات الزراعية الخاصة: "بلدٌ واحد، منتجٌ واحد ذو أولوية" على الأولويات القطرية والإقليمية للأعضاء، وترمي إلى تعزيز سلاسل القيمة كاملةً لمنتجات متخصصة مختارة.

131-        وسوف تؤدي دورًا في تغيير قواعد اللعبة من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية عبر تعزيز القدرة الوطنية على التنافس.

132-        وفي ما يخصّ الأطر القانونية:

133-        تكتسي الأطر القانونية السليمة أهميةً حيوية بالنسبة إلى النظم الزراعية والغذائية المستدامة، وهي أساسية للسماح بالعمل من أجل تحقيق التنمية المستدامة وحياة أفضل للجميع.

134-        ويتم تقديم المساعدة التشريعية الفنية للأعضاء من خلال برامج التعاون المعياري والفني لضمان التعبير عن أهدافهم السياساتية الوطنية، واستراتيجياتهم والتزاماتهم الدولية بلغةٍ ملزمة في القوانين.

135-        وبهدف التشديد على الدور الهام للتشريعات في تحقيق الفضائل الأربع ومقاصد أهداف التنمية المستدامة، تعتمد المنظمة نهجًا استباقيًا ومبتكرًا من خلال إطلاق برامج المساعدة التشريعية الفنية لصالح الأعضاء،

136-        لتوفير المساعدة القانونية المركّزة في الوقت المناسب من أجل التصدّي للتحديات الرئيسية لجهة تنفيذ القوانين، والامتثال لها وإنفاذها، ولجعل النظم الزراعية والغذائية أكثر كفاءةً، وشمولًا، وقدرةً على الصمود.

137-        وبناءً على طلب الأعضاء، انخرطنا في أنشطة التوعية في عام 2021 لتزويد الأعضاء بالمعلومات المتعلقة بالمجموعة الكاملة من الخدمات ووسائل الدعم المتوفرة.

138-        وقد انعقد الاجتماع الأخير في مايو/أيار من هذه العام، وسوف يبقى الأعضاء على اطّلاع على آخر التطوّرات.

الزميلات والزملاء الأعزاء،

139-        يجب أن نوسّع نطاق الاستثمارات وأن نسرّع وتيرة العمل على المستوى القطري.

140-        وتواصل مبادرة العمل يدًا بيد اكتساب مزيد من الزخم بوصفها آليةً تجمع بين مختلف الجهات الفاعلة من أجل مساعدة الفئات الأشد حرمانًا، والقضاء على الفقر ووضع حدّ للجوع وسوء التغذية والحدّ من أوجه عدم المساواة داخل الدول وفي ما بينها. 

141-        وقد تمّ قبول 45 بلدًا عضوًا كمشاركين رسميين، فيما يستفيد عدد آخر منهل من المنهجيات والمنصّات وأوجه الدعم، التي تمّ تطويرها في إطار هذه المبادرة.

142-        وتضمّن إعلان ماتيرا لمجموعة العشرين الإشارة إلى التحالف من أجل الغذاء باعتباره آلية تنسيق مرنة لتوفير القيادة السياسية في مجال الأمن الغذائي.

143-        كذلك، أحرز التحالف من أجل الغذاء تقدمًا هامًا وهو ينتقل الآن إلى مرحلة التنفيذ الملموس على أرض الواقع.

144-        وإني أُجدّد دعوتي إلى الأعضاء كافة، انطلاقًا من مشاركتي في الدعوة الموجهة من مجموعة العشرين إلى العمل لتحقيق الأمن الغذائي، للانضمام إلى التحالف من أجل الغذاء والمشاريع المتصلة به.

145-        ويوفّر إعلان روما لقادة مجموعة العشرين مسارًا واضحًا للغاية يضع الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في صميم المناقشات.

146-        ويلقي الضوء على نهج الصحة الواحدة، وتمكين النساء والشباب، وتكييف النظم الزراعية والغذائية مع تغيّر المناخ والاستثمارات التحفيزية.

147-        كما ولّد المؤتمر السابق لقمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية والقمة نفسها زخمًا كبيرًا للمضي قدمًا باتجاه تحويل النظم الزراعية والغذائية، وقد حان الوقت الآن لتسريع وتيرة العمل على المستوى القطري.

148-        ففي الأسبوع الماضي، اتفق نائب الأمين العام للأمم المتحدة مع الوكالات المعنية في الأمم المتحدة (منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومكتب التنسيق الإنمائي للأمم المتحدة) على أن تستضيف منظمة الأغذية والزراعة مركز تنسيق إجراءات متابعة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية ضمن مكتب المنظمة المعني بأهداف التنمية المستدامة، وذلك بقيادتي بالنيابة عن منظومة الأمم المتحدة اعتبارًا من شهر يناير/كانون الثاني 2022.

149-        وسوف يضم فريق الإشراف على مركز التنسيق مدراء منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومكتب التنسيق الإنمائي للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

150-        وتمّ الاتفاق مع نائب الأمين العام على أن تكون رئاسة فريق الإشراف للأمم المتحدة على أساس التناوب.

151-        وسوف يتولّى المدير المعيّن حديثًا في المنظمة لمكتب أهداف التنمية المستدامة (من رتبة مد-2) قيادة مركز التنسيق، على أن يرفع تقاريره مباشرةً إلى المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة.

152-        علاوةً على ذلك، سوف يتم تعيين مدير من رتبة مد-1 من المكتب التنفيذي للأمين العام للأمم المتحدة، الذي سيقدّم بعض الترشيحات.

153-        أخيرًا، اتفق نائب الأمين العام والأعضاء في مجموعة الإشراف على التصميم الحالي لمركز التنسيق وحصلوا على الإذن بمباشرة العمل.

154-        وفي الختام، قطعتُ وعدًا بإخراج عملنا من الأبراج العاجية وجعله أقرب إلى الناس في الشارع.

155-        وتبيّن الأرقام المتصلة بتحسّن إبراز المنظمة أن أقوالنا تحوّلت إلى أفعال:

156-        فقد ارتفع العدد الإجمالي للزوّار على الموقع الإلكتروني للمنظمة من 16.5 ملايين شخص في عام 2019 إلى 26 مليون شخص في عام 2021.

157-         وتمّت مشاهدة 85 مليون صفحة حتى الآن على الموقع الإلكتروني للمنظمة هذا العام.

158-        كما ارتفع عدد متابعي المنظمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من 4.1 مليون متابع إلى 6.3 ملايين متابع في اليوم.

159-        وتم تبادل 80 000 خبر بلغات متعددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمنظمة هذا العام، حيث بلغ العدد 9 مليارات حساب في المجموع.

160-        وورد ذكر المنظمة 900 000 مرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

161-        وقد أعدنا المنظمة إلى موقعها الطبيعي بوصفها عضوًا محوريًا في أسرة الأمم المتحدة، بما يساهم في نجاح العديد من جهود الأمم المتحدة.

162-        ومن خلال التفاعل مع الجمعية العامة، عبر المساهمة في حوارات المنتدى السياسي الرفيعة المستوى، إلى جانب مطبوعتنا الرائدة عن حالة انعدام الأمن الغذائي في العالم والتقرير عن الفقر الريفي،

163-        ومن خلال توفير المشورة لمجلس الأمن، وتخصيص الدعم الفني، والسياسي واللوجستي الأساسي للمؤتمر السابق لقمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية وخلال القمة نفسها.

164-        وقد عنى تجديد المنظمة أيضًا إعادة تحديد موقعنا على أرفع المستويات الدولية، للحرص على أن تبقى الأغذية والزراعة في صدارة قائمة الخطة السياسية العالمية.

165-        وهناك اليوم إقرار عالمي بدور المنظمة كوسيط نزيه وكجهة مورّدة للخبرة الفنية القائمة على العلوم،

166-        من جانب قادة العالم والمنتديات الدولية، من مجموعة العشرين إلى المنتدى الاقتصادي العالمي، وأطراف أخرى.

167-        كما أن عمل المنظمة الوثيق مع الرئاسة الإيطالية لمجموعة العشرين قد أتى بنتائج تاريخية، حيث وُضعت خطة الأمن الغذائي في صدارة المفاوضات الدولية وإعلان القادة.

168-        ومن خلال إقامة الحديقة الخضراء لمجموعة العشرين، ساهمت المنظمة في الرفاه التثقيفي والبيئي للشباب والأسر والمواطنين في روما.

169-        وقد ضمن هذا الانخراط العالمي الضروري جدًا مع الشباب من خلال منتدى الأغذية العالمي الخاص بالشباب، الذي يقوده شباب المنظمة، أن تكون أصوات الشباب بصورة عامة، بما في ذلك مجتمعات الشعوب الأصلية، وصغار المزارعين والأصوات المهمّشة مسموعةً جليًا وعاليًا.

170-        وتمّ الترويج ليوم الأغذية العالمي لعام 2021 من خلال تنظيم 450 نشاطًا في حوالي 150 بلدًا بأكثر من 44 لغة، وحظي بـنحو 600 000  مشاهدة.

171-        كما أن الحملة التي أطلقناها للأبطال الصغار لليوم العالمي للأغذية والفيديو عن رقصات تيك توك، باعتبارها طريقة فعالة لإشراك الجمهور، وبخاصة الشباب، تمكّنت بفضل انتشارها الملفت من الحصول على حوالي مليوني مشاهدة في خلال ستة أسابيع.

172-        كذلك، قمنا بإضاءة الكولوسيوم الشهير مع صور أبطال الأغذية، وعرضنا الألوان الثلاثة الأخضر والأبيض والأحمر (tricolore) على مبنى مقرّنا الرئيسي.

173-        وتمامًا كما تحلّق تطلّعاتنا عاليًا في السماء، هكذا حلّق علم منظمة الأغذية والزراعة حين اصطحبه معه إلى الفضاء السيد Thomas Pesquet، سفير النوايا الحسنة للمنظمة ورائد الفضاء في وكالة الفضاء الأوروبية!

 

الزميلات والزملاء الأعزاء،

174-        في إطار تقييمي للأشهر الثمانية والعشرين منذ أن تولّيت منصبي، أودّ أن أتشاطر معكم اليوم بعض الاستنتاجات الرئيسية فيما نمضي قدمًا في تنفيذ الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031:

175-        أولًا: الاتصال شرط مسبق للشمولية!

176-        لقد أظهرت جائحة كوفيد-19 بوضوح الآن، وأكثر من أي وقت مضى، أن الاتصال شرطٌ أساسي للشمول الاجتماعي الفعال.

177-        ففي المناطق الريفية، يمكن تعزيز البنية التحتية والتكنولوجيات الرقمية لمعالجة أوجه القصور المتعددة في الأسواق، وتيسير دمج المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة في الأسواق وتحفيز النتائج المستدامة.

178-        وعلى وجه الخصوص، تتسبّب الفجوة الرقمية بين الرجال والنساء في المناطق الريفية بمساوئ عديدة للنساء الريفيات.

179-        وبصفتي مدير عام المنظمة، لقد عملت من دون كللٍ أو ملل خلال الأيام الـ 851 الماضية على تعزيز التكنولوجيات الرقمية من أجل بناء منظمة ديناميكية وشفّافة، والترويج للتحوّل الريفي على أرض الواقع.

180-        ثانيًا: يجب أن تصبح الزراعة رقمية!

181-        يمثل الابتكار وتطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أولويةً للتحديث الزراعي.

182-        وحلّ "التحوّل إلى الرقمنة" هو حلٌّ ذكي للزراعة والتنمية الريفية في المستقبل.

183-        والمنظمة ملتزمة بالتحوّل الزراعي الرقمي واستخدام الابتكار للقضاء على الجوع وتحسين جودة الحياة.

184-        ثالثًا: يجب أن نحدّ من الفاقد والمهدر من الأغذية!

185-        إن الكميات الكبيرة بشكل غير مقبول من الفاقد والمهدر من الأغذية يمكن أن تؤمّن الغذاء لما يقارب 1.26 مليار شخص كل عام، وتخلّف بصماتٍ ضخمة على البيئة.

186-        كما أن الفاقد والمهدر من الأغذية يستنفد مواردنا الشحيحة ويساهم في أزمة المناخ من خلال انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

187-        إضافةً إلى ذلك، يؤكد الفاقد والمهدر من الأغذية على سوء أداء النظم الزراعية والغذائية حيث عانى منه ملايين الأشخاص من حول العالم بصورة مباشرة خلال جائحة كوفيد-19.

188-        ويمكن للابتكارات في نماذج الأعمال، والترتيبات المؤسساتية، والحلول التكنولوجية والرقمية أن تساهم جميعها في الحدّ من الفاقد والمهدر من الأغذية.

189-        رابعًا: منع الجوائح في المستقبل هو مسؤولية جماعية ومتّسقة!

190-        المبادئ الخمسة التي اعتمدتها المنظمات الثلاثة المعنية بنهج الصحة الواحدة أساسية لتعزيز الإدارة والاستثمار المستدام من أجل التأهب للجائحة والاستجابة لها:

  • الطابع العالمي
  • والشرعية
  • والشمولية
  • والاتساق
  • والمساءلة

191-        خامسًا: يجب وضع صغار المزارعين والمزارعين الأسريين، والنساء، والشباب والشعوب الأصلية في صميم عملية تحويل النظم الزراعية والغذائية!

192-        فالعديد من المبتكرين والمزارعين والمشاركين من حول العالم هم من النساء والشباب.

193-        ويتّسم النساء والشباب بأهمية رئيسية لمواصلة هذا التحوّل الثقافي، حيث تساعد المساواة بين الجنسين والشمولية في تهيئة عالمٍ أفضل لنا جميعًا.

194-        كذلك، يعدّ السكان الأصليون من المساهمين المهمّين - ولا يجب تركهم أبدًا خلف الركب، بل ينبغي الاعتراف بحقوقهم وحمايتها.

195-        أمّا المجتمعات المحلية وصغار المنتجين والمزارعون الأسريون فهم القيّمون على التنوّع البيولوجي ومساهمون رئيسيون في الحفاظ على نظامٍ إيكولوجي صحي.

196-        سادسًا: نحن بحاجة ماسة إلى تصحيح مسار الدعم الزراعي!

197-        يشكل النمو في القطاع الزراعي العامل الأهم للحدّ بفعالية من الفقر والجوع في البلدان المتوسطة والمنخفضة الدخل.

198-        ومن الحيوي أن نستجيب بشكل جماعي إلى ضرورة توفير مزيد من الاستثمارات في الزراعة و في البحوث والتطوير، وفي استراتيجيات التنمية الوطنية، وفي المبادرات الثنائية والمتعددة الأطراف على السواء.

199-        ومن المطلوب تعبئة موارد ملحوظة للقضاء على الجوع المستشري، إنما يمكن إدارة الكلفة التي تمثل 8 في المائة من حجم الأسواق الغذائية.

200-        سابعًا: الائتلافات والشراكات أساسية!

201-        يجب أن نعمل معًا بفعالية وكفاءة وبطريقة متسقة.

202-        كما يجب ان نفكّر معًا، وأن نتعلّم معًا، وأن نعمل معًا ونساهم معًا في تحقيق ولاية المنظمة من أجل بناء عالم خالٍ من الجوع.

203-        ومن شأن الائتلافات والشراكات أن تأتي بحلول تغيّر قواعد اللعبة من أجل التصدّي للمجموعة المعقدة من التحديات في النظم الزراعية والغذائية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

204-        ثامنًا: يجب أن نتوخّى الابتكار والفعالية!

205-        ففي عالمٍ تعرّض لجائحة ولانكماش اجتماعي واقتصادي غير مسبوق، لا نعمل بالسرعة الكافية أو على نحو شامل أو مبتكر بما فيه الكفاية للوفاء بالتزاماتنا.

206-        ويجب أن ننتج المزيد بموارد أقلّ - أي بموارد طبيعية أقلّ وبانبعاثات أقلّ.

207-        ولقد أعلنتُ عام 2020 عام الكفاءة.

208-        وكان عام 2021 عام الفعالية.

209-        وسيكون عام 2022 عام الإنجازات الاستثنائية.

210-        تاسعًا: نحن بحاجة إلى نهج شامل من أجل الشعوب وكوكب الأرض والازدهار!

211-        ونحن في منظمة الأغذية والزراعة عازمون على مواصلة العمل مع جميع الأعضاء والشركاء وأصحاب المصلحة - يدًا بيد - للقضاء على الفقر والجوع بجميع أشكالهما وأبعادهما.

212-        وذلك بهدف حماية كوكب الأرض من التدهور، وتحسين الإنتاج والاستهلاك، والحفاظ على الموارد الطبيعية ضمن إطار الفضائل الأربع،

213-        لضمان أن يتمكن الإنسان، والنباتات، والحيوانات وجميع الكائنات الدقيقة من الازدهار والتعايش بتناغمٍ مع الطبيعة،

214-        من أجل أجيال الحاضر والمستقبل!

215-        أتمنى لأعمال المجلس النجاح.

216-        وشكرًا على حسن إصغائكم.