المدير العام شو دونيو

الدورة الثانية والسبعون بعد المائة لمجلس المنظمة البيان الافتتاحي

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

24/04/2023

الدورة الثانية والسبعون بعد المائة لمجلس المنظمة

البيان الافتتاحي

للدكتور شو دونيو، المدير العام للمنظمة

24 أبريل/نيسان 2023

 

السيد الرئيس المستقل للمجلس،

أعضاء المجلس الكرام،

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

زملائي وأصدقائي الأعزاء،

 

1-         يسرّني أن أخاطبكم بمناسبة افتتاح هذه الدورة الثانية والسبعين بعد المائة لمجلس المنظمة، وهي الدورة الحادية عشرة للمجلس التي أحضرها منذ استلامي مهام منصبي كمدير عام للمنظمة في 1 أغسطس/آب 2019.

2-         واليوم، أفتخر بالوقوف أمامكم كمدير عام لمنظمة أكثر ديناميكية ومهنية. وهي منظمة أكثر ملاءمة للغرض المنشود منها، بحيث تقدم دعمًا أفضل لأعضائها، فيما نقترب من الموعد النهائي لتنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

3-         وقد واصلنا المضي قدمًا على طريقنا باتجاه تحقيق الأفضليات الأربع - إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع، دون ترك أي أحد خلف الركب. ودأبنا على إيلاء مزيد من التركيز والاهتمام لمن تخلّف عن الركب، وللفئات السكانية الأكثر ضعفًا، بما في ذلك المزارعون الريفيون والنساء والشباب والسكان الأصليون.

4-         وقد قطعنا حتى الآن ثلث المسافة التي تفصلنا عن نهاية عام 2023 - عام التميّز - وأنا فخورٌ بما تحقّق حتى الآن من نتائج ممتازة. ولكن التحدي الماثل أمامنا في عام 2023 هو مواصلة العمل من أجل بلوغ هدفنا الجماعي الطويل الأجل المتمثل في تحويل النظم الزراعية والغذائية في العالم لتصبح أكثر كفاءةً وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة، مع التصدي في الوقت ذاته على نحو فعال للشدائد المتعددة التي تؤثر علينا عالميًا.

5-         وما زالت المنظمة تتصدّر الجهود العالمية للاستجابة لأزمة الأمن الغذائي. ففي الأشهر الماضية، تراجعت أسعار الأغذية والأسمدة على المستوى العالمي وفي مارس/آذار 2023، انخفض مؤشر المنظمة لأسعار الأغذية بنسبة 20.5 في المائة عن مستواه قبل عام، ما يعكس بصورة عامة تحسّن الكميات المتوفرة على المستوى العالمي.

6-         ولكن في الوقت الذي تراجعت فيه الأسعار في الأسواق العالمية، ما زال تضخّم أسعار الأغذية يشكل مصدر قلق جدي في العديد من البلدان، وتواصل أسعار الأغذية ارتفاعها في الأسواق المحلية، ما يعيق إمكانية الحصول على الأغذية، خاصة بالنسبة إلى الفئات السكانية الفقيرة والضعيفة.

7-         واستجابةً لطلب صادر عن قادة مجموعة العشرين، قامت المنظمة، مع البنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية، بإصدار تقرير في أبريل/نيسان 2023 عن تقييم الاستجابات العالمية لأزمة الأمن الغذائي. وشدّد التقرير على ضرورة وضع نهجٍ موحّد، وأوصى بتحسين عملية توفير التمويل للتنمية بهدف دعم الاستثمارات الزراعية، وتشجيع النمو الاقتصادي الشامل والمستدام في المناطق الريفية.

8-         وقد عدتُ يوم أمس من اجتماع وزراء الزراعة لمجموعة الدول السبع حيث شدّدتُ على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جماعية لتحقيق الأهداف الفورية والأطول أجلاً للأمن الغذائي العالمي، وعلى كيفية توّلي مجموعة الدول السبع دورًا قياديًا في الاستفادة من قوتها الاقتصادية والسياسية لتحسين الأمن الغذائي العالمي، وذلك من خلال القيام بما يلي:

·         أولاً: زيادة الاستثمارات في الزراعة من خلال تشجيع الممارسات الزراعية المستدامة، وزيادة الإنتاج الزراعي وتحسين المسائل اللوجستية في سلسلة الإمدادات الغذائية لضمان توافر أغذية مغذية كافية وبأسعار معقولة للجميع؛

·         ثانيًا: توفير المساعدة المالية للبلدان النامية التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، بهدف تحسين إنتاجيتها الزراعية ونظمها لإدارة الأغذية؛

·         ثالثًا: تشجيع البحث والتطوير في مجال التكنولوجيات المبتكرة لتعزيز قدرة المزارعين على الصمود في وجه المخاطر المناخية وعلى التكيّف معها؛

·         رابعًا: التصدي لتغير المناخ من خلال خفض بصمتها الكربونية، والتخفيف من آثار أزمة المناخ التي تؤثر سلبًا على الأمن الغذائي؛

·        خامسًا: توفير المساعدة الغذائية الطارئة، بالتنسيق مع المنظمات الدولية ذات الصلة، خلال الأزمات الغذائية الناجمة عن الأزمات والكوارث الطبيعية. 

9-         كما أن الدوافع الهيكلية - مثل التوسّع الحضري - تؤدي إلى صعوبات جديدة بالنسبة إلى النظم الزراعية والغذائية، وسيكون هذا موضع تركيز تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2023 الذي هو قيد الإعداد، وسيقوم بتحليل الروابط القائمة بين التوسع الحضري والنظم الزراعية والغذائية. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يعيش 7 من أصل 10 أشخاص في المدن، ولهذا السبب، فإن مبادرة المدن الخضراء التي أخذت بزمامها المنظمة - والتي دخلت الآن عامها الثاني من التنفيذ - ترمي إلى دعم التحوّل الحضري والاقتصاد الأخضر، لضمان الأمن الغذائي من خلال وضع نماذج أعمال جديدة.

10-      وإن عمل المنظمة في مجال القدرة على الصمود جارٍ على قدم وساق، ويواصل نموّه وابتكاره فيما تبقى توقعات حصول انعدام حادٍ في الأمن الغذائي في عام 2023 مصدر قلق. وتستمر المنظمة في تحليل الوضع السائد ورصده في بلدان عالية الهشاشة. فعلى سبيل المثال، أُجريت على المستوى الوطني عملية لجمع البيانات حول المؤسسات الزراعية والأسر المعيشية الريفية في ديسمبر/كانون الأول 2022 لفهم آثار الحرب على قطاع الزراعة في أوكرانيا بشكل أفضل، والمساعدة في تصميم برنامج مخصص وقائم على الأدلة لبناء القدرة على الصمود.

11-      ومنذ بداية عام 2023، واصلت المنظمة توسيع نطاق عملها المعياري والتشغيلي بشأن الإجراءات الاستباقية، بما في ذلك من خلال وضع وتنفيذ برنامج استراتيجي مدته ثلاث سنوات للفترة 2023-2025.

12-      واستمرت المنظمة، منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، في إحراز تقدّم مطرد في مسارين رئيسيين اثنين للرقمنة تعتمدهما، وهما التحوّل الرقمي لتحقيق الأثر - لتعزيز التدخلات الرقمية المستهدفة في مجال الزراعة في الحقول - ومكان العمل الرقمي لضمان تهيئة بيئة رقمية فعالة من حيث التكلفة، ومستدامة وآمنة تدعم تحقيق الولاية المنوطة بالمنظمة.

13-      وعلاوةً على ذلك، ففي الربع الأول من عام 2023، واصلت حافظة خدمات التكنولوجيا الرقمية للمنظمة العمل مع البلدان بشأن تعزيز الدعم الاستشاري للخدمات الإرشادية من أجل مساعدة المزارعين.

14-      وتعد الدول الجزرية الصغيرة النامية من بين البلدان الأكثر تضرّرًا من آثار أزمة المناخ. وبفضل البرنامج الشامل المشترك بين المنظمة والصين للتعاون بين بلدان الجنوب، تمكنا من تنفيذ أكثر من 25 مشروعًا، وستُستخدم المساهمة الجديدة البالغة 5 مليون دولار أمريكي، والتي تمّ تلقيها في بداية عام 2023، لمساعدة الدول الجزرية الصغيرة النامية في تسريع وتيرة التحوّل وبناء سبل عيش مستدامة وقادرة على الصمود.

15-      وإن المنظمة ملتزمة بتنفيذ برنامج عمل الدوحة لصالح أقل البلدان نموًا، بما في ذلك من خلال مساهمتنا الناشطة في خارطة الطريق، على النحو المحدد في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نموًا الذي حضرته في الدوحة في أوائل مارس/آذار من هذا العام.

16-      ومن الأهمية بمكان توفير حلول استثمار وتمويل أكثر وأفضل من القطاعين العام والخاص لتحويل نظمنا الزراعية والغذائية، كما أن الإصلاح الجريء الذي قام به مركز الاستثمار في المنظمة قد وسّع نطاق شراكاته وخدماته لضمان أن يكون مناسبًا للهدف المنشود منه. وفي عام 2023، يعزّز مركز الاستثمار، مع بداية العام الثاني من تنفيذ خطة التحوّل التي وضعها، تركيزه على المستوى القطري، بما في ذلك من خلال مبادرة العمل يدًا بيد التابعة للمنظمة.

17-      وأصدرت المنظمة في أبريل/نيسان 2023، في معرض سعيها إلى النهوض بالتزامها بتحقيق المساواة بين الرجال والنساء وتمكين المرأة، تقريرًا عن حالة المرأة في النظم الزراعية والغذائية، يوفّر بيانات وتحليلات جديدة عن التحديات التي تواجهها المرأة الريفية في النظم الزراعية والغذائية.

18-      وما زالت المياه تتبوأ مكانة بارزة في جدول أعمال المنظمة. وقد شاركت المنظمة بنجاح في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023الذي انعقد في نيويورك في مارس/آذار هذا العام، وقدّمت 7 التزامات لجدول أعمال المياه.

19-      كما نظّمت المنظمة بنجاح المنتدى الدولي الثاني حول ندرة المياه في الزراعة الذي استضافته كابو فردي في فبراير/شباط 2023، وشدّدت دعوة برايا إلى العمل على ضرورة تعزيز الإجراءات التعاونية بشأن ندرة المياه في الزراعة.

20-      وفي إطار متابعة حوار روما بشأن المياه الذي انعقد في أكتوبر/كانون الأول 2022، تقوم المنظمة بدعم الأعضاء، بناءً على طلبهم، في تصميم خرائط طريق وطنية تُعنى بالمياه من خلال حوارات وعمليات تشاركية تقودها البلدان. وقد عُقدت حلقة عمل إقليمية لأفريقيا حول خرائط الطريق الوطنية في زمبابوي في فبراير/شباط من هذا العام لعرض المبادرة في الإقليم ومناقشتها، بمشاركة أكثر من 30 بلدًا أفريقيًا.

21-      وبدأت دورة الإبلاغ لتقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2025 في الربع الأول من عام 2023، وهي البيانات الرسمية الوحيدة لمنظومة الأمم المتحدة عن مؤشرات أهداف التنمية المستدامة المتصلة بالغابات على الصعيد العالمي.

22-      ومن خلال التحوّل الأزرق، ما زال عمل المنظمة في مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية يعزّز الإدارة الفعالة للموارد المائية الحيّة، وتنمية القدرات لضمان نتائج عادلة للجميع. كما يسعى إطلاق الشراكة العالمية للنهوض بتربية الأحياء المائية المستدامة في ديسمبر/كانون الأول 2022، بالتعاون مع الأكاديمية الصينية لعلوم مصايد الأسماك، إلى إطلاق العنان لمساهمة تربية الأحياء المائية في البلدان المستهدفة، من خلال بناء شراكات وتيسير نقل المعرفة والتكنولوجيا.

23-      وتستمر المنظمة أيضًا في دعم البلدان في جهودها الهادفة إلى مكافحة الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم. وفي شهر مارس/آذار من هذا العام، أُجريت سلسلة أولى من حلقات العمل الإقليمية ركّزت على الخطوط التوجيهية الطوعية الجديدة للمسافنة الصادرة عن المنظمة.

24-      وفي ما يخصّ عمل المنظمة في مجال تحويل الثروة الحيوانية وصحة الحيوان، أنجزت المنظمة التقييم العالمي الأول بشأن "مساهمة الأغذية ذات المصدر الحيواني البري في الأنماط الغذائية الصحية من أجل تحسين النتائج التغذوية والصحية"، الذي سيصدر في أبريل/نيسان 2023.

25-      وفي فبراير/شباط 2023،تمّ اختيار المنظمة، إقرارًا بسمعتها في تنفيذ نهج صحة واحدة، ككيانٍ مشرف على تنفيذ صندوق مكافحة الجوائح، وشاركت المنظمة في تقديم 63 نداءً للإعراب عن الاهتمام من جانب بلدان المؤهلة والكيانات الإقليمية.

26-      وتعكف المنظمة حاليًا على وضع اللمسات الأخيرة على خطة عمل الاستراتيجية المواضيعية الجديدة للمنظمة الخاصة بتغير المناخ، مع مراعاة الإسهامات الواردة من الأعضاء. كما أن اعتماد الاجتماع الخامس عشر لمؤتمر الأطراف لإطار كونمينغ-مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي في ديسمبر/كانون الأول 2022 أساسي لتنفيذ استراتيجية منظمة الأغذية والزراعة لتعميم التنوع البيولوجي عبر مختلف القطاعات الزراعية، سيما أن نصف المقاصد يتصل بالقطاعات الزراعية والغذائية.

27-      وأصدرت المنظمة، في 30 يناير/كانون الثاني 2023، الإطار المحدّث للإدارة البيئية والاجتماعية الذي سيضمن أن مشاريع المنظمة "لا تتسبب في أي ضرر" وتدعم تحوّل النظم الزراعية والغذائية، من خلال التقيّد بأعلى المعايير الدولية لإدارة المخاطر.

28-       وأطلق المركز المشترك بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، في أواخر عام 2022، مشروعه الأول في علم الأحياء الفلكي المصمّم لفهم آثار الإشعاع الكوني والجاذبية الصغرى في الفضاء الخارجي، وإن البذور التي أُرسلت إلى الفضاء الخارجي باتت الآن في مختبرات المركز المشترك لإجراء بحوث معمّقة.

29-      وأُطلقت أيضًا مبادراتٌ عديدة منذ بداية العام للشروع في تنفيذ خطة العمل الخاصة باستراتيجية المنظمة للعلوم والابتكار.

30-      كما أطلقت المنظمة مؤخرًا صندوق الابتكار المدعوم من حاضنة، وهو برنامج رائد لتعزيز ثقافة الابتكار والتعلّم المستمرين. وفي مارس/آذار من هذا العام، قدّمت المنظمة التمويل لثمانية اقتراحات للابتكار في إطار هذه المبادرة.

31-      وأضحى منتدى العلوم والابتكار يشكّل الآن جزءًا لا يتجزأ من منتدى الأغذية العالمي، وسيركّز موضوع هذا العام على العمل المناخي.

32-       والاستعدادات جارية لعقد منتدى الأغذية العالمي لعام 2023، حيث يوفّر الشباب ما يلزم من إلهام وديناميكية للحفاظ على مستوى الزخم، عبر العمل بشكل جماعي لتغيير حجم المنتدى فيصبح حدثًا عالميًا حول المسائل المتصلة بالأغذية والنظم الزراعية والغذائية، مع تركيزٍ قوي على الشباب، وشراكة القطاع الخاص والاستثمار، والعلوم والابتكار.

33-      وقد شهد العام الماضي تقدمًا كبيرًا في إشراك المنظمة للقطاع الخاص. وفيما نستفيد من الدروس المستخلصة ونرتب التوجهات الجديدة حسب الأولوية، سيكون عام 2023 عام إشراك موسّع وتحوّلي للقطاع الخاص. فالعمل عبر القطاعات لإيجاد الحلول أضحى أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

34-      وبهدف دعم تنفيذ استراتيجية المنظمة لإشراك القطاع الخاص، تم تشكيل مجموعة استشارية غير رسمية معنية بالقطاع الخاص للعمل كمنتدى استشاري وتشاوري لتحفيز عمل المنظمة. وانعقد الاجتماع الأول للمجموعة الاستشارية في يناير/كانون الثاني 2023، بحضور عدد مختار من الممثلين الدائمين، و25 عضوًا من المجموعة الاستشارية، بما في ذلك ممثلون عن منظمات المزارعين، والمؤسسات المتناهية الصغر، والصغيرة والمتوسطة الحجم، والشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات والتجمعات الصناعية. ونتوقع عقد اجتماعين في العام، ومناقشة كيفية توسيع الشراكات الاستراتيجية التي تقيمها المنظمة مع القطاع الخاص وتعميقها، وتحسين نطاق التواصل والإشراك بأثرٍ أكبر لدعم تحويل مستدام النظم الزراعية والغذائية.

35-      وما زلنا نشهد تقدمًا في حشد المساهمات الطوعية. ففي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023، حشدت المنظمة ما مجموعه 407 مليون دولار أمريكي في شكل مساهمات طوعية، ما يمثل زيادة بنسبة 30 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وفي فترة السنتين 2024-2025، نتوقع توفير موارد من خارج الميزانية تصل إلى 3 مليار دولار أمريكي تقريبًا.

36-      وإثر حدث إطلاق المشاريع القطرية لتنفيذ مبادرة "بلد واحد، منتج واحد"، عُقد الاجتماع الأول للمجموعة التنظيمية الإقليمية لأفريقيا في 8 مارس/آذار، تمّ خلاله المصادقة على اختصاصات المجموعة. وأطلق الاجتماع أيضًا مشروع مبادرة "بلد واحد، منتج واحد" في ملاوي لتطوير سلسلة قيمة الموز؛ وفي أوزبكستان، انعقدت حلقة عمل استهلالية لإطلاق مشروع "بلد واحد، منتج واحد" الذي ركّز على الكرز الحلو.

37-      وهذا العام هو العام الثالث الذي نقدم خلاله تقريرًا سنويًا شاملًا عن الموارد البشرية لأجهزتنا الرئاسية، من خلال دورة لجنة المالية، بشأن التقدم المحرز في التطوّرات المتعلقة بالموارد البشرية مع تحقيق نتائج ملحوظة في جميع المجالات. كما بدأ العمل بترتيبات العمل المرنة المحدّثة في مارس/آذار من هذا العام، لإيجاد توازن بين المرونة والتواجد في المكاتب، ودعم تهيئة بيئة شاملة، ومعالجة احتياجات موظفينا والعمل الجماعي في المكتب.

38-      ونواصل العمل أيضًا بشكل وثيق مع لجنتي شؤون المرأة وشؤون الشباب التابعتين للمنظمة كجزء من عملنا الشامل مع الموظفين لتوجيه تغيير الثقافة والإصلاح. وهذا يشمل عقد مشاورات واجتماعات شهرية مع جهازي تمثيل الموظفين حول مجموعة واسعة من المسائل الهامة بالنسبة إلى الموظفين.

39-      وقد أحرزت المنظمة تقدمًا في مجال تنفيذ توصيات المراجعة التي لم تُنفّذ بعد، وستواصل بذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على الزخم من أجل تحقيق معدل إغلاق مرتفع بحلول نهاية العام. وفي ما يخص المراجعة الداخلية، ظل مكتب المفتش العام يتعاون بشكل ناشط مع الإدارة لتنفيذ الإجراءات المفتوحة المتفق عليها.

40-      ويعرض التقرير السنوي لمكتب الشؤون الأخلاقية لعام 2022، الذي تمّ تقاسمه مع لجنة المالية في مارس/آذار من هذا العام، الإنجازات العديدة التي تحققت خلال العام الماضي، بما في ذلك إدارة مخاطر التضاربات الشخصية في المصالح. وعلاوةً على ذلك، عُقد عدد ٌمن الدورات التدريبية حول برنامج الإفصاح السنوي خلال الأشهر الماضية لرفع مستوى الوعي، والمساعدة في زيادة الامتثال، والاستمرار في توجيه ثقافة الشفافية والمساءلة في المنظمة.

41-      وتعمل المنظمة بشكل كامل مع الأعضاء لتعزيز الأطر التنظيمية لنظمها الزراعية والغذائية، وخاصة حول دور التشريع في ترسيخ السياسات وتنفيذ الالتزامات الدولية على المستوى الوطني. وخلال الأشهر الماضية، وضعت المنظمة برنامجًا شاملاً مخصصًا لدعم الأعضاء في تنمية القدرات من أجل ضمان الامتثال للقوانين الوطنية الخاصة بالنظم الزراعة والغذائية.

42-      ويتسم السياق العالمي الذي تمّ في ظله إعداد برنامج العمل والميزانية للمنظمة للفترة 2024-2025 بأهمية حاسمة. ولا يمكن التقليل من أهمية الأغذية والزراعة نظرًا إلى الوضع العالمي الحالي، ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

43-      ونحن نواجه أزمات جارية ومعقدة ومتداخلة، ما زالت تؤثر جميعها على الأمن الغذائي العالمي، وخاصة في البلدان الأشد فقراً وفي صفوف الفئات السكانية الضعيفة. وفي هذا السياق، أصبح من الملحّ تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية لتنفيذ خطة عام 2030. وتستخدم المنظمة بشكل فعال دورها الفريد كمنظمة عالمية للمعرفة، وموقعها المتميّز كوكالة متخصصة للأمم المتحدة، لتوجيه استجابة عالمية يمكنها انتهاز الفرص العديدة المتاحة لإحداث التحوّل اللازم، وللتأثير على هذه الاستجابة.

44-      كما يوفّر الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031 خارطة طريق متينة ومرنة للمساعدة في ضمان تمكّن المنظمة من المساهمة على نحو فعال في تنفيذ خطة عام 2030. وفي إطار الأهداف المشتركة للأفضليات الأربع، تضمن مجالات الأولوية البرامجية العشرون قدرتنا على الاستفادة من وفرة الخبرات الفنية المتعددة التخصصات التي تكتنزها المنظمة لمواجهة التحديات القائمة منذ فترة طويلة والاستجابة للأولويات الناشئة.

45-      وفي الفترة 2022-2023، ارتقت المنظمة إلى مستوى التحدي من خلال تسخير النطاق الكامل للإطار الاستراتيجي، وأيضًا من خلال دورها القيادي في الحوكمة العالمية لتحقيق الأمن الغذائي والتغذية. وفي فترة السنتين 2024-2025، تقف المنظمة على أهبة الاستعداد لمواصلة تعزيز استجابتها للأزمة الغذائية وغيرها من التحديات العالمية العديدة والمتداخلة.

46-      وستؤدي الاستراتيجيات المواضيعية التي تمّت الموافقة عليها مؤخرًا إلى تمكين المنظمة من زيادة الأثر في مجالات العمل المشتركة والحرجة هذه في فترة السنتين 2024-2025 وما بعدها.

47-      وبفضل مبادرة العمل يدًا بيد مثلاً، تقدّم المنظمة نماذج وعمليات تحليل جغرافية مكانية متطورة لتسريع وتيرة عملية تحويل النُظم الزراعية والغذائية المستندة إلى السوق بهدف زيادة المداخيل وتحسين الرفاه وتعزيز قدرة السكان الفقراء والضعفاء على الصمود، ويشارك اليوم في هذه المبادرة 61 بلدًا.

48-      وسنواصل العمل كمنظمة واحدة لتحسين رأس المال البشري والمالي وضمان وجود شبكة مكاتب قطرية حديثة وفعّالة. ونحن لدينا العناصر التي تمكّننا من الاستجابة على نحو كفؤ وفعال ومتسق للتحديات العالمية، تمشيًا مع الولاية المنوطة بالمنظمة.

49-      ولكننا لا نستطيع القيام بذلك بمفردنا، يجب أن نقوم به معًا.

50-      وقد وصلت حالة تمويل البرنامج العادي الحالي للمنظمة إلى "نقطة تحوّل" حرجة. ومن الأهمية بمكان أن تكون مواردنا الأساسية محمية من أي خسارة أخرى بعد 12 عامًا من ميزانية اسمية ثابتة.

51-       وبالنسبة إلى الفترة 2024-2025، أعرض عليكم ميزانية ذات اعتمادات صافية تنطوي على زيادة في التكاليف من أجل الحفاظ على تكافؤ القوة الشرائية مع الفترة 2022-2023. وقد واجهت المنظمة حتى الآن 6 فترات مالية متتالية من الميزانية الإسمية الثابتة في الاشتراكات العادية المقرّرة، الأمر الذي تسبّب في تراجع بنسبة 7 في المائة في القوة الشرائية للمنظمة خلال السنوات الاثنتي عشرة الأخيرة.

52-      وبناءً على طلب الأعضاء، قمنا بإعداد عددٍ من السيناريوهات لخفض الميزانية - في إطار جميع سيناريوهات الخفض، وقد تتقلّص القدرات الفنية للمنظمة. وحتى فيما نواصل السعي إلى تحديد وفورات في الكفاءة، فإن أي خفض إضافي قد يؤدي إلى خفض مقابل في قدرة المنظمة على الإنجاز وتلبية الطلبات المتنامية.

53-      غير أنني مقتنع بأنه معًا، ومن خلال التزامات متبادلة وجماعية، وشراكات متينة، سنتمكّن من تحقيق طموحنا المشترك لضمان مستقبل مزدهر ومنصف للجميع، دون ترك أي أحد خلف الركب.

54-      فلنواصل العمل معًا في كفاحنا الأوّل ضد الجوع والفقر اللذين يعتبران العدوين الحقيقيين الماثلين أمامنا.
وستشكّل الموافقة التوافقية على مستوى الميزانية المقترحة إشارةً قوية بأننا فعلًا منظمة واحدة.

55-      وشكرًا على حسن أصغائكم.