المدير العام شو دونيو

الدورة الرابعة والسبعون بعد المائة لمجلس منظمة الأغذية والزراعة ملاحظات ختامية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

08/12/2023

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

 

ستُسجّل الدورة الرابعة والسبعون بعد المائة لمجلس منظمة الأغذية والزراعة في تاريخ المنظمة بوصفها دورة استثنائية.

 

فهذا الأسبوع لم يكن سهلًا، ولكن بناءً على دستور المنظمة ونصوصها الأساسية (2017)، وبطبيعة الحال بموجب الولاية المنوطة بنا، كانت الغلبة للإرادة الجماعية للمضي قدمًا في العمل الهام الذي تضطلع به هذه المنظمة.

 

ومع أننا نواجه أحيانًا تفسيرات متباينة وخلافات، فنحن دائمًا قادرون على التوصّل إلى حلّ وسط وتوافق في الآراء، متّحدين تحت ولاية المنظمة للوفاء بالمهمة النبيلة الموكلة إلينا والمتمثلة في القضاء على الجوع والفقر.

 

ولقد سررت لاتفاقنا هذا الأسبوع على الأهمية الأساسية لتمكين الشباب والنساء، وذلك من خلال إنشاء مكتب المنظمة المعني بشؤون الشباب والمرأة بشكل رسمي، من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية بصورة فعالة وتحقيق التنمية الريفية.

 

هنيئًا لكم جميعًا! فأنتم من صنعتم التاريخ معي، ومعًا جميعًا!

 

[يكمل بالصينية]

 

العالم ملكٌ للجميع، ولكنّ المستقبل في أيدي الشباب. فالأجيال الشابة مفعمة بالطاقة والأمل، وهي دائمًا حريصة على تحويل الأمور إلى الأفضل. فأن تكون شابًا ليس مسألة عُمرٍ فحسب، وإنّما يعني أيضًا الرفاه الجسدي والعقلية الإيجابية. ولكي نبقى شبابًا، علينا جميعًا التعلّم مدى الحياة، ومواصلة العمل، والسعي إلى إحداث تأثير إيجابي على العالم حولنا.

 

وفي عام 1762، أي قبل 260 عامًا، أصبح Jean-Jacques Rousseau الفيلسوف الرائد في مجال الدعوة إلى المساواة بين الجنسين من منظور تاريخي. فقد عرض عمله الشهير، بعنوان "العقد الاجتماعي" (Du Contrat Social)، فكرة المساواة في الحقـوق بين المرأة والرجل. ومنذ سبعين عامًا، أكّد أوّل دستور لجمهورية الصين الشعبية المساواة بين المرأة والرجل، في الاقتصاد والمجتمع والثقافة والأسرة. وإنّ عبارة "النساء يحملن نصف السماء"، التي تسلّم بالدور المحوري للنساء، تشدّد على مساهماتهنّ التي لا غنى عنها في إحلال السلام وازدهار الأسر والمجتمعات المحلية والعالم بأسره.

 

[يواصل بالإنكليزية]

 

ونحن بحاجة إلى أن تفكّر النساء بشكل مبتكر، وإلى أن يكون عملهنّ موجّهًا نحو الإجراءات وتحقيق النتائج من أجل تغيير المسارات الوطنية والعالمية وتسريعها بهدف التوصّل إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة.

 

فهن عناصر تغيير حقيقية من أجل تحقيق الأفضليات الأربع، ومحفزّات شاملة لتنفيذ الإطار الاستراتيجي للمنظمة على مدى العقد المقبل، وما بعده.

 

وستضمن التعديلات على برنامج العمل والميزانية للفترة 2024-2025 التي صادقتم عليها أن يكون عمل المنظمة على مدى السنتين المقبلتين هادِفًا ومستندًا إلى الأولويات ومصمّمًا لتلبية احتياجات الأعضاء.

 

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

 

إنّ التحديات المعقّدة التي نواجهها كمجتمع دولي تقتضي منا العمل معًا، وهذا ليس بخيار. فبصفتنا وكالة الأمم المتحدة المتخصصة المكلّفة بالأغذية والزراعة، يجب علينا ضمان أن تركّز استراتيجياتنا وخطط عملنا ومبادراتنا وأولوياتنا على الولاية المنوطة بنا.

 

وعلينا بذل كل الجهود الممكنة لتجهيز المنظمة بشكل كامل لتتمكّن من تزويد الأعضاء بأفضل أشكال الدعم الفني والمهني، من أجل مساعدتهم على تنفيذ خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

 

فلنواصل العمل بطريقة مفتوحة وشفافة وشاملة، من أجل حوكمة وعملية صنع قرار فعّالتين، واتخاذ إجراءات ملموسة على المستوى القطري. ومن خلال العمل كمنظمة واحدة للأغذية والزراعة وكجزءٍ من أسرة الأمم المتحدة الواحدة.

 

وقد أكّد الأطراف في الدورة الثامنة والعشرين الجارية لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ أنّه ينبغي للأغذية والزراعة أن تتصدّر جدول الأعمال الدولي لأنّ عمليات تحويل النظم الزراعية والغذائية هي الحلول لمواجهة تغير المناخ. فالنظم الزراعية والغذائية التي يتم تحويلها ستضمن منافع اجتماعية واقتصادية وبيئية متعددة، إلى جانب الأمن الغذائي وتحسين سبل العيش والتنمية الريفية.

 

ويبقى السلام شرطًا أساسيًا لضمان الأمن الغذائي، وينبغي ألّا يغيب عن بالنا أن الحق في الغذاء حق أساسي من حقوق الإنسان.

 

لقد عملت، جنبًا إلى جنب مع جميع موظفينا من المقر الرئيسي إلى الميدان، بلا كللٍ على مدى السنوات الأربع الماضية من أجل تحقيق الأهداف التي وضعتها في برنامج عملي الأول. وإنّي أتطلّع إلى العمل مع جميع الشركاء لتحقيق المزيد من النتائج خلال فترة ولايتي الثانية بصفتي مديرًا عامًا للمنظمة.

 

[يكمل بالصينية]

 

ولا بدّ من أن تعتمد نهضة المنظمة وعملية تحديثها على موظفيها المتخصصين وحيوية موظفيها الشباب وتحديث الحوكمة والإدارة والثقافة التنظيمية. ومن المهمّ حشد الجهود الجماعية لجميع الأعضاء، والتحلّي بالتعاطف وتبادل الحكمة في الوقت نفسه. ومن خلال العمل معًا، علينا أن نستثمر في مستقبل البشرية، وأن نعزز التزامنا بتلبية احتياجات المزارعين والمستهلكين بشكل أفضل.

 

[يواصل بالإنكليزية]

 

ولن تكون نهضة المنظمة ممكنة إلّا إذا عقدنا العزم على التفكير معًا والعمل معًا والمساهمة معًا في التعافي وإعادة البناء والإصلاح.

 

وشكرًا جزيلًا على حسن إصغائكم.