المدير العام شو دونيو

الندوة التوجيهية للممثلين الدائمين ونوابهم والممثلين الدائمين المناوبين الجدد في منظمة الأغذية والزراعة لعام 2023

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

19/01/2023

الندوة التوجيهية للممثلين الدائمين ونوابهم والممثلين الدائمين المناوبين الجدد
في منظمة الأغذية والزراعة لعام 2023

ملاحظات الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

19 يناير/كانون الثاني 2023

 

أصحاب المعالي والسعادة،
الزميلات والزملاء الأعزّاء،

أهلًا بكم في منظمة الأغذية والزراعة! دعوني أتمنّى لكم بدايةً سنة 2023 سعيدة ومفعمة بالصحة والرخاء. وسنحتفل غدًا أيضًا بالسنة القمرية الصينية الجديدة – وهي سنة الأرنب.

يسرّني اليوم أن يشارك إلى جانبي نائبا المدير العام السيد Laurent Thomas والسيدة Beth Bechdol. أمّا السيدة Maria Helena Semedo، نائب المدير العام، فتشارك حاليًا في المنتدى العالمي للأغذية والزراعة لعام 2023 في برلين إلى جانب السيد Maximo Torero، رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة؛ فيما السيدة أسمهان الوافي، رئيسة العلماء هي أيضًا في رحلة عمل في مهمة رسمية. وإلى جانبي أيضًا السيدة Donata Rugarabamu، المستشارة القانونية في المنظمة والسيدة Beth Crawford، مديرة الاستراتيجية والبرنامج والميزانية. وبالطبع السيد Rakesh Muthoo، أمين عام مؤتمر ومجلس المنظمة ومدير شعبة خدمات الأجهزة الرئاسية. وأدعوكم إلى التواصل مع أيّ من الأعضاء في فريقي في مختلف أنحاء المنظمة لتقديم المساعدة أو الدعم الذي تحتاجون إليه لتأدية عملكم على نحو فعّال.

وتماشيًا مع "الوضع الطبيعي الجديد"، نجتمع اليوم بشكل مختلط. وإنّ منظمة الأغذية والزراعة الرقمية الجديدة قادرة على توفير منصّات تكنولوجية رفيعة للاجتماعات المختلطة تتيح المرونة وتحسّن الكفاءة والفعالية في أساليب عملنا- وقد باتت المنظمة اليوم رقمية بالكامل، وشفّافة بالكامل وجميع المعلومات متاحة بشكل رقمي. ويساعدنا هذا على الاتّسام بمزيد من الفعالية والكفاءة.

وهذه الندوة التوجيهية السنوية مهمة لفتح قنوات الاتصال بين الإدارة والأمانة والأعضاء في المنظمة. فالمنظمة اليوم هي أسرة كبيرة، وأنتم اليوم أفراد في هذه الأسرة- فلنعمل معًا كمنظمة واحدة. وكما سبق وقلت عند استلامي مهامي: نعيش كلنا معًا على هذا الكوكب الصغير.

إنّ عملكم هنا في روما مهمٌّ، وأنا أتطلّع إلى دعمكم لكي نحقق أهدافنا المشتركة، ألا وهي تحويل نُظمنا الزراعية والغذائية لجعلها أكثر كفاءةً وشمولًا وقدرةً على الصمود واستدامة، دعمًا لخطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة، وسعيًا إلى ضمان تحقيق الأفضليات الأربع أي إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

وأحثّكم على التركيز على الأفضليات الأربع التي وافق عليها وزراء الزراعة في بلدانكم. وتنطبق هذه الأفضليات الأربع على عمل المنظمة وعلى حياتنا الشخصية على حدٍّ سواء. وهي تسمح بتحقيق التوازن بين الرفاه المادي والطبيعي والروحي لنوعية حياة أفضل عمومًا.

الزميلات والزملاء الأعزّاء،

تشكّل النصوص الأساسية للمنظمة ودستورها ولائحتها العامة ولائحتها المالية أسس هذه المنظمة، وهي توجّه عملنا المشترك وتعاوننا. وعلينا أن ندرسها ونتمعّن بها لكي نفهم ولاية المنظمة ومسؤوليات كلّ منّا. وتوفر اللوائح الداخلية والأنظمة المعمول بها في المنظمة الإطار اللازم للتوصل إلى توافق في الآراء واتخاذ القرارات التي تساعدنا في تحقيق مهمتنا لبناء عالم أفضل من أجل الشعوب وكوكب الأرض والازدهار.

ويشكّل تعدّد اللغات سِمة تتميّز بها المنظمة وهو مترسّخ بقوة في نصوصها الأساسية ويتيح المشاركة الفعّالة لجميع الأعضاء في حوكمة المنظمة. ولقد جعلت من هذا أولوية منذ أن تولّيت منصبي ووضعت في هذا الصدد إطارًا استراتيجيًا في مجال السياسات صادق عليه الأعضاء خلال العام الماضي.

وخلال ندوة اليوم، سيقدّم لكم فريق القيادة الرئيسي لمحةً شاملة عن مجالات الأولوية الرئيسية بالنسبة إلى عملنا في المنظمة ورؤيتنا.

وأنا فخور بأن أرحّب بكم اليوم في منظمة الأغذية والزراعة بحلّتها الجديدة - منظمة جديدة ومتجددة وديناميكية، تفي بالغرض المنشود منها لدعم الأعضاء من أجل بناء مستقبل أفضل. منظمة واحدة جديدة تجمع بين كل الخبرات المهنية والعلمية للمنظمة من جميع أنحاء العالم، وتستجيب بفعالية وكفاءة وبصورة متّسقة للتحديات التي نواجهها معًا.

وبعد عام الكفاءة في 2020، وعام الفعالية في 2021، وعام الأمور الاستثنائية في 2022، أُعلن عام 2023 عام التميّز! والتميّز هو سِمة التفوّق في كل ما نقوم به، وهذا هو التحدي الشخصي الذي أُطلِقه لجميع موظفي المنظمة، وإليكم أنتم أيضًا كأعضاء. نحن بحاجة إلى ممثلين دائمين متميّزين لقيادتنا في عملنا بشكل ممتاز من أجل تحقيق نتائج ممتازة! فلنعمل معًا من أجل تحقيق التميّز في جميع مهامنا.

وقد واجهنا، منذ أن تولّيت مهامي قبل 41 شهرًا من الآن تقريبًا، الكثير من التحديات بدءًا من جائحة كوفيد-19. وكانت ردة فعل الفريق المعني بإدارة الأزمات في المنظمة فورية وسريعة، فعمل كآلية مرنة وفعّالة لاتخاذ قرارات جماعية على وجه السرعة. وكان نائب المدير العام السيد Thomas رئيس هذا الفريق وقاده بفعالية خلال هذه الأوقات الصعبة. وقد أظهرت المنظمة خلال هذه الفترة قدرتها الاستثنائية على الاستجابة للأزمات وعلى مواصلة العمل وتنفيذ ولايتها رغم الصعوبات العديدة التي واجهتها.

أمّا على المستوى العالمي، فاستمرت المنظمة في توفير معلومات تحليلية رائدة مبنيّة على العلوم وقائمة على الأدلّة. ورغم التدابير الصارمة المتخذة لاحتواء جائحة كوفيد-19، استضفنا بنجاح المؤتمر السابق لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية في أواخر شهر يوليو/تموز 2021 هنا في المقر الرئيسي للمنظمة، بدعم قوي من حكومة إيطاليا التي سعت إلى ضمان سلامة جميع المشاركين.

ولا تزال المنظمة في طليعة الجهود العالمية المبذولة من أجل التصدي لتحديات الأمن الغذائي العالمي، وذلك انطلاقًا من دورها القيادي ومواطن قوتها باعتبارها وكالة الأمم المتحدة المتخصصة في الأغذية والزراعة. وتعمل المنظمة، في حالات الطوارئ، على إنقاذ الأرواح، والحفاظ على سبل العيش، وإرساء أسس القدرة على الصمود من خلال تنفيذ تدخلات طارئة في أكثر من 70 بلدًا.

وخلال الأشهر الأربعين الماضية، كثّفت المنظمة جهودها لاحتواء انتشار الآفات النباتية والتخفيف من العواقب الوخيمة الناجمة عن أزمة الجراد الصحراوي. وبفضل خطة العمل العالمية لمكافحة دودة الحشد الخريفية، تراجعت الخسائر في المحاصيل بنسبة تراوحت بين 5 و10 في المائة وانخفض أيضًا خطر الانتشار والعدوى بقدر أكبر.

وزادت المنظمة كذلك بشكل كبير تعبئتها للمساهمات الطوعية لتبلغ 1.6 مليارات دولار أمريكي في عام 2022، ما يظهر ثقة الشركاء في التنمية في قدرة المنظمة على تنفيذ برامج إنمائية عالية الجودة وواسعة النطاق تتطلب خبرة فنية متخصصة. وقادت السيدة Bechdol، نائب المدير العام هذه الجهود بنجاح.

وعلى نحو ما تعهدتُ به في عام 2019 عند انتخابي، أطلقتُ خلال السنوات الثلاث والنصف الماضية سلسلة من المبادرات المتّسقة الهامة، مثل مبادرة العمل يدًا بيد. وتشكّل هذه المبادرة آلية لجمع جهات فاعلة متنوعة بهدف مساعدة الأعضاء الأقل حظوة على الحد من الفقر، والقضاء على الجوع وسوء التغذية، والتقليل من أوجه عدم المساواة داخل البلدان وفي ما بينها- ويشارك في هذه المبادرة حاليًا 59 بلدًا.

وقد وفّر منتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد الذي عُقد مؤخرًا في سياق منتدى الأغذية العالمي في عام 2022، لأوّل مرّة منبرًا للأعضاء لكي يعرضوا على الشركاء وأصحاب المصلحة فرصهم الاستثمارية التي تفوق قيمتها الإجمالية 3 مليارات دولار أمريكي وتؤثر على 6 ملايين مستفيد بصورة مباشرة و9 ملايين مستفيد بصورة غير مباشرة.

وتتسم العلوم والابتكارات، وهي الركيزة الثانية لمنتدى الأغذية العالمي، بأهمية حاسمة لإيجاد الحلول لتحديات المناخ التي نواجهها اليوم. ولهذا السبب، نطبّق بروح من التآزر الاستراتيجيتين المواضيعيتين الجديدتين اللتين وضعناهما بشأن العلوم والابتكار وبشأن تغيّر المناخ.

أما الركيزة الثالثة فهي الشباب. فالنساء والشباب هم في صدارة رؤيتي لمنظمة الأغذية والزراعة الجديدة. وعندما توليت منصبي، أنشأتُ لجنة شؤون المرأة ولجنة شؤون الشباب لإسناد الأولوية للنساء والشباب. وحتى اليوم، نحن الوكالة المتخصصة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة التي أنشأت مثل هاتين اللجنتين.

وتتضمن المبادرات الرئيسية الأخرى مبادرة المدن الخضراء، ومبادرة 1 000 قرية رقمية، ومبادرة "بلدٌ واحد، منتجٌ واحد ذو أولوية"، ضمن جملة من المبادرات العديدة الأخرى التي تهدف جميعها إلى تحسين الإنتاج الزراعي، ورقمنة الزراعة لضمان الشمولية، وضمان استدامة قطاع الأغذية والزراعة. وسيقدّم لكم زملائي معلومات أوفى عن بعض من هذه المبادرات الرئيسية.

ويتضمن الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031 عوامل مسرّعة تتعلّق بالابتكار والتكنولوجيا، ويرتكز كل مجال من مجالات الأولوية البرامجية العشرين على العلوم. وستمكننا استراتيجية المنظمة الجديدة للعلوم والابتكار من مضاعفة جهودنا للتصدي للتحديات الطارئة والمعقدة والمترابطة التي تلقي بظلالها على نظمنا الزراعية والغذائية من خلال اتباع نموذج أعمال جديد في المنظمة.

وقد أقرّ المجلس في دورته الحادية والسبعين بعد المائة الأخيرة بالأهمية الاستراتيجية للإدارة المتكاملة للموارد المائية من أجل الأمن الغذائي والقدرة على الصمود أمام تغير المناخ، وصادق على موضوع "إدارة الموارد المائية من أجل تحقيق الأفضليات الأربع" للدورة الثالثة والأربعين لمؤتمر المنظمة المزمع عقدها في يوليو/تموز من هذا العام، وهو سيكون أيضًا موضوع فترة السنتين 2024-2025.

ولتوفير الدعم الأمثل للأعضاء، تحتاج المنظمة إلى شبكة حديثة وفعالة من المكاتب اللامركزية. والعمل جارٍ على إعادة تنظيم القدرات داخل هياكل المكاتب الإقليمية والإقليمية الفرعية عقب اعتماد النموذج الجديد للمقر الرئيسي، وi, سيشمل قريبًا المكاتب القطرية.

 

الأصدقاء الأعزّاء،

خلال سنة التميّز هذه، أعوّل على دعمكم لجعل هذه السنة محطة فارقة. ولا يمكننا أن نقوم بذلك بمفردنا. فمنظمة الأغذية والزراعة منظمتكم، وعلينا أن نعمل معًا بالتزام راسخ وبشغف لتحقيق أمور عظيمة. وبابي مفتوح دومًا للإصغاء إلى اقتراحاتكم لمواصلة تحسين طريقة تفكيرنا معًا وتعلّمنا معًا ومساهمتنا معًا. وإني أتطلّع إلى العمل معكم يدًا بيد خلال السنوات المقبلة من أجل عالم أفضل يعمّه السلام.

وشكرًا جزيلًا على حسن إصغائكم.