المدير العام شو دونيو

الدورة السادسة والثلاثون للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى - الاجتماع الوزاري - ملاحظات ختامية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

08/02/2022

الدورة السادسة والثلاثون للمؤتمر الإقليمي لمنظمة الأغذية والزراعة للشرق الأدنى - الاجتماع الوزاري

ملاحظات ختامية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة

(النسخة المعدة للإلقاء)

8 فبراير/شباط 2022

 

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

1-             أود أن أتوجه إليكم جميعًا بأخلص التهاني، سواء أكنتم في بغداد تشاركون في المؤتمر حضوريًا أو بشكل افتراضي.

2-             إن هذه الدورة السادسة والثلاثين للمؤتمر الإقليمي دورة تاريخية، تكلّل انعقادها بنجاح في بغداد.

3-             وأدرك أنها دورة هامة لأنها تعتبر، بعد مرور 12 عامًا، أول دورة للمؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى تعقد في الإقليم. كما أدرك أن هذا المؤتمر الإقليمي يعد أهم مؤتمر دولي للتنمية ينظم في بغداد بعد 25 عامًا، على الأقل على مستوى الأمم المتحدة.

4-             وإن ما بذلتموه من جهود وقدمتموه من مساهمات سيكتب بحروف من ذهب في صفحات تاريخ إقليم الشرق الأدنى. وبطبيعة الحال، سيكتب أيضًا في صفحات تاريخ العراق الذي يتمتع بحضارة عريقة.وقد آن الأوان لتنشيط إقليمكم وبلدكم، والتمتع بحياة جديدة ملؤها السلام والرخاء، والاستدامة أيضًا.

5-             وينبغي للنظم الزراعية والغذائية، بل ويجب عليها، أن تؤدي دورًا حاسم الأهمية في إعادة تنشيط إقليمكم. فبناءً على الإحصاءات التاريخية، يمكن لجميع البلدان أو الأعضاء الانتعاش اقتصاديًا بما يتراوح بين 0003 و0005 دولار أمريكي للفرد الواحد من خلال إحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية، وهو ما سيكون مهمًا بالنسبة إليكم للحفاظ على بيئة مستدامة وعلى التنوع البيولوجي، وكذلك لخلق فرص العمل اللائق الذي يتسم بكثافة اليد العاملة. فهذه هي القيمة المضافة للزراعة الحديثة والمكثفة.

6-             وبطبيعة الحال، فإن بعض البلدان الأعضاء هي بلدان مرتفعة أو متوسطة الدخل من حيث الناتج المحلي الإجمالي. ومع ذلك، انظروا إلى جميع المناطق الريفية في إقليمكم، فهي ليست جيدة كما نتوقع من حيث الناتج المحلي الإجمالي.

7-             ولا يخفى عليكم أنني ابن مزارعين، وأنظر دائمًا إلى انعدام المساواة القائم بين المناطق الحضرية والمناطق الريفية، وبين الرجال والنساء، وبين الأغنياء والفقراء. فهذه هي الأنواع الثلاثة الحقيقية لانعدام المساواة.

8-             ولذلك، يجب علينا معالجة هذه القضايا بشكل شامل، جنبًا إلى جنب مع جميع الشركاء الرئيسيين المعنيين، ليس فقط مع وزارات الزراعة والأغذية والشؤون الريفية، وإنما أيضًا مع الوزراء المعنيين بتصميم التنمية والبيئة والعلوم والتعليم والاستثمار. فهذه واجبات تقع على عاتقهم أيضًا.

9-             وينبغي لوزارات الزراعة والأغذية والشؤون الريفية السعي إلى الاضطلاع بدور رائد لتسوية المشاكل عن طريق دعوة الشركاء الرئيسيين المعنيين إلى العمل يدًا بيد، لأننا مجرد وزارة تأخذ بزمام القيادة لمعالجة هذه القضايا لمساعدة المزارعين، ومساعدة المستهلكين، ومساعدة المناطق الريفية، خاصة لتحقيق التنمية الريفية. وبغض النظر عمّا إذا كان ذلك في الدول المتقدمة أو النامية، أو الدول الجزرية الصغيرة النامية، أو البلدان الأقل نموًا.

10-           وهذا واقع سياسي دولي، ولكننا متماثلون أو متشابهون، فنحن جميعًا ننحدر من المناطق الريفية. وعلينا مد يد العون للمزارعين من خلال سياساتنا التي توفر مقومات التمكين، والاستثمار المسؤول، والابتكار والعلوم، وتكنولوجيا المعلومات - والآن نتحدث عن التكنولوجيا الرقمية والبيانات الضخمة.

11-           وما يثلج صدري أنكم تمكنتم من التوصل إلى إجماع سياسي لأنكم وزراء رئيسيون تعملون مع منظمة الأغذية والزراعة، وفاعلون رئيسيون لمساعدة المزارعين على الصعيد القطري، وهو ما أقدره أيما تقدير. وإني أكِّن لكم أيضًا مشاعر وأحاسيس شخصية عميقة.

12-           وبفضل توليكم مقاليد الأمور والتزامكم السياسي وخطط عملكم، يمكن إحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية.

13-      وإذا لم تتولوا زمام القيادة والمبادرة كخطوة أولى، فلن يتحرك أي شريك رئيسي آخر إلى خط المقدمة.
وعلى هذا النحو أفهم الدور الرئيسي الذي يقع على عاتقكم.

14-           وقد اختتم المؤتمر الإقليمي للشرق الأدنى وشمال أفريقيا بنجاح أعماله في الإقليم بعد سنوات عديدة لأسباب يعلمها الجميع. وأشجعكم بقوة على تنظيم مؤتمر إقليمي متسق كل سنتين، وعلى الحوار، والنقاش، بل وحتى الخلاف. فالخلاف في الكلمات أفضل بكثير من القتال بالأسلحة.

15-           وأرجوكم، أيها الإخوة وأيتها الأخوات، أن تستمدّوا جذوركم من الحضارة القديمة، للتحديث والنقاش والجدال في ما بينكم لإيجاد حلّ وسط ووضع خطط عمل ملموسة معًا.

16-           فالعولمة لا تزال تتطور بشكل كبير بفضل التكنولوجيات الرقمية، والابتكار الجديد، والتضامن الجديد.

17-           فنعمل يدًا بيد. ولئن كنت موجود هنا في روما، فقلبي دائمًا معكم، مع الأشخاص الذين لا حول لهم ولا قوة في المناطق التي تعاني من الجفاف، في الصحراء وعيونهم المفعمة بالأمل تترقب مساعدتنا لهم.

18-           وإن منظمة الأغذية والزراعة هي منظمتكم، فهي مِلكٌ لكم، وتتولون إدارتها، وينبغي تسخيرها تحقيقًا لأغراضكم.وإلّا فما جدوى إنشائها قبل 80 عامًا تقريبًا في هوت سبرينغز بولاية فرجينيا، كأول منظمة مهنية تابعة للأمم المتحدة.

19-           وإن المهمة الملقاة على عاتقننا لم تنجز بعد، لذا دعونا نعمل يدًا بيد ونساهم معًا من أجل المستضعفين أولًا، ومن أجل الأقاليم التي هي بحاجة إلينا، ومن أجل الأعضاء الذين هم في أمس الحاجة إلينا.

20-           وشكرًا على دعمكم لي، وعلى دعمكم للمنظمة، ودعم شعوبكم والمزارعين والمستهلكين في بلدانكم. شكرًا لكم!