المدير العام شو دونيو

الاجتماع المشترك غير الرسمي السابع لمجلس منظمة الأغذية والزراعة والمجلس التنفيذي للصندوق الدولي للتنمية الزراعية والمجلس التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي (تستضيفه منظمة الأغذية والزراعة) البيان الافتتاحي

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

21/06/2024

أصحاب السعادة،

حضرات السيدات والسادة،

الزميلات والزملاء الأعزاء،

يشكل هذا الاجتماع دومًا منصة ممتازة للحوار الجماعي مع أعضائنا.

وتستضيف منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) اجتماع هذا العام كذلك، وأتوجه بالشكر إلى السيد Hans Hoogeveen، الرئيس المستقل لمجلس المنظمة، على جهوده.

كما أرحّب بالزميلين العزيزين، السيد Alvaro Lario، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية والسيدة Cindy McCain، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي.

وأودّ أن أتوجه بالشكر إلى ضيفتنا الخاصة السيدة Amina Mohammed، نائب الأمين العام للأمم المتحدة التي ستشارك في جلسةٍ بعد ظهر اليوم.

لقد شهدنا تحديات متزايدة في مجال الأمن الغذائي منذ اجتماعنا غير الرسمي السابق في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022.

وسنطّلع على أحدث التقديرات العالمية للجوع وانعدام الأمن الغذائي في تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2024 في يوليو/تموز.

ويكتسي العمل المنسق أهمية أكبر من أي وقت مضى من أجل الاستجابة للأزمات والتصدي للتحديات والبحث عن حلول.

ويواصل أعضاؤنا التأكيد على الدور الحاسم الذي تضطلع به الأمم المتحدة، ولا سيما وكالاتنا الثلاث التي توجد مقارها في روما، في تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية.

وهم يدركون أهمية مذكرة التفاهم الثلاثية التي وقعتُها مع المديرَين الآخرين في جنوب السودان في أغسطس/آب 2023، خلال بعثتنا المشتركة، لإعادة تأكيد التزامنا المشترك في بلد يواجه أزمة عميقة تتطلب تركيزنا المشترك، وحيث يمكننا أن نرى الآثار المتعلقة بكيفية تكامل ولاياتنا مع بعضها البعض.

وترتكز مذكرة التفاهم التي وقّعناها على إصلاحات منظومة الأمم المتحدة الإنمائية وتشمل مجموعة واسعة من الأنشطة، من الاستجابة لحالات الطوارئ والصدمات إلى الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام. وتدعم اتباع نهج شامل للنظم الزراعية والغذائية، وهو أمر بالغ الأهمية لمواجهة تحديات التنمية المعقدة.

السادة الأعضاء الكرام،

من المهم أن نقرّ بالنجاحات التي حققناها في عملنا معًا. وأود أن أسلّط الضوء على مثالين مهمين فقط:

أوّلًا، مركز الأمم المتحدة لتنسيق النظم الغذائية الذي يضطلع بدور حاسم في مواءمة الإجراءات على المستوى القطري لمواجهة التحديات العالمية. وقد أدى تعاوننا في عملية تقييم حصيلة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +2 في يوليو/تموز من العام الماضي، إلى الإعداد المشترك لما عدده 33 جلسة، مما يدل على اتباع نهج منسق نحو تحقيق الأهداف الجماعية. 

وثانيًا، البرنامج المتكامل للنظم الغذائية التابع للمؤتمر الثامن لتجديد موارد مرفق البيئة العالمية، وهو مبادرة بقيمة 260 مليون دولار أمريكي تقودها المنظمة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية بشكل مشترك ومخصصة لدعم 32 بلدًا من أجل تحويل نظمها الزراعية والغذائية لكي تكون أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة.

ويتطلب تزايد حجم انعدام الأمن الغذائي العالمي وشدّته مضاعفة جهودنا المشتركة وتوسيع نطاقها من أجل تحقيق استجابة تتسم بالكفاءة والفعالية والاتساق.

وأود أن أسلّط الضوء على ثلاثة مجالات رئيسية تقدم فيها المنظمة مساهمات كبيرة في إطار الجهود المتكاملة لتحقيق الأمن الغذائي على الأمدين القصير والطويل:

أوّلًا، نحن نرى نتائج ملموسة في ما يتصل بتأثير تنفيذ الإجراءات الاستباقية، وهو استثمار فعال من حيث الكلفة. وتحسبًا لظاهرة النينيو، عملت المنظمة مع شركاء في 23 بلدًا معرضًا لمخاطر عالية لحماية 1.7 ملايين شخص، وفي الممر الجاف، تمكنت الأسر من تجنب تأثيرات الجفاف التي تصل قيمتها إلى 3 دولارات أمريكية مقابل كل دولار أمريكي يتم استثماره في الإجراءات الاستباقية.

ويسرّني أننا انتهينا من إعداد استراتيجية العمل الاستباقي العالمية المشتركة مع برنامج الأغذية العالمي لضمان اتباع نهج منظّم ومنهجي واستراتيجي بقدر أكبر لتوقع الأزمات الغذائية.

وثانيًا، قمنا بتكثيف الجهود أينما توجد حاجة وشيكة إلى ذلك كما هو الحال في السودان، إذ نحرز تقدمًا كبيرًا في توسيع نطاق الجهود لتجنب حجم المجاعة الوشيكة أو الحدّ منه.

وثالثًا، واصلنا تركيزنا على الحاجة الملحة لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمات الغذائية.

الزميلات والزملاء الأعزاء،

لا يمكننا مواصلة العمل كالمعتاد، ولا العمل بمعزل عن الآخرين.

وفي حالات الطوارئ هذه، يعدّ التكامل والتعاون الوطيد بين الوكالات الثلاث وخارجها أمرًا أساسيًا وواضحًا. 

ولهذا السبب، فإننا نواصل تكثيف جهود الدعوة المشتركة استنادًا إلى أدلة قوية، مثل الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، التي باتت تضم الآن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أيضًا.

وإن تعاوننا المشترك ضروري لمواصلة الانتقال من التدخلات في الأزمات إلى التنمية الطويلة الأمد: من المعونة الإنسانية إلى المساعدات الإنمائية - وهذا هو التغيير الحقيقي في عملنا.

وتعمل المنظمة أيضًا على الاستفادة من آليات التمويل المشترك وتقوم بوضع أدوات سياساتية لتسهيل تكامل نهج النظم الزراعية والغذائية في الأطر الرئيسية لمنظومة الأمم المتحدة الإنمائية على المستويات العالمية والإقليمية والقطرية.

ونحن في المنظمة ملتزمون بمواصلة القيام بدورنا، مع التركيز بشكل متزايد على التنفيذ على المستوى القطري.

ولقد قدمنا المساعدة لأكثر من 56 مليون شخص في عام 2023، مما ساعد على توقع تأثير الصدمات وتخفيفه من خلال الإنتاج الغذائي المحلي السريع بالشراكة مع المنظمات الوطنية والمحلية لتقديم هذه المساعدة، ونحن نسعى إلى الوصول إلى 80 مليون شخص بحلول نهاية عام 2024.

وفي أغسطس/آب، ستشارك السيدة Beth Bechdol، نائب المدير العام، في رحلة ميدانية مشتركة إلى جنوب السودان مع كبار المديرين في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي، لاستعراض التقدم المحرز وتقييم تأثيرنا الجماعي في البلاد.

الصديقات والأصدقاء الأعزاء،

تعدّ الرؤية الإستراتيجية والدعم الملموس أمرين أساسيين لتعاوننا الناجح وتحقيق النتائج الجماعية.

وتواصل الوكالات الثلاث تعزيز الجهود لبناء الشراكات عبر منظومة الأمم المتحدة الأوسع نطاقًا، ومع جميع الشركاء الرئيسيين، من أجل تنفيذ برنامجنا بمزيد من الفعالية والكفاءة.

ولا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، والمنظمة ملتزمة بمواصلة الجهود المشتركة لدعم خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة، وفي إطار مسار تحقيق الأفضليات الأربع: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

وشكرًا على حسن إصغائكم.