المدير العام شو دونيو

المؤتمر العالمي الثامن بشأن الزراعة المحافظة على الموارد

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

21/06/2021

المؤتمر العالمي الثامن بشأن الزراعة المحافظة على الموارد

كلمة ترحيبية يلقيها
الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

النسخة المعدّة للإلقاء

21 يونيو/حزيران 2021

 

حضرات السادة المشاركين والضيوف الكرام،

حضرات السيدات والسادة،

الزميلات والزملاء الكرام، الصديقات والأصدقاء الأعزاء،

 

1-    اسمحوا لي بداية أن أتوجه بالشكر إلى الاتحاد الأوروبي للزراعة المحافظة على الموارد وإلى الاتحاد السويسري لعدم الحراثة على الفرصة التي أعطيت لي لمخاطبة هذا المؤتمر.

2-    إنّ منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة) هي الوكالة المتخصصة التابعة للأمم المتحدة التي تقود الجهود الدولية من أجل دحر الجوع وسوء التغذية.

3-    ويتمثل التحدي الرئيسي في تلبية الطلب المتزايد على الأغذية بموازاة تخفيف الضغط على الموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية.

4-    وتعيق حاليًا أنماط الاستهلاك الراهنة والنظم الزراعية والغذائية الموجودة الجهود المبذولة في سبيل تحقيق ذلك.

5-    فنحن نشهد مستويات عالية بشكل مقلق من الفواقد والهدر الغذائي وتلوث الهواء وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري وخسارة التنوع البيولوجي وما ينجم عن ذلك من حالات عدم مساواة.

6-    لذا نحن بحاجة ماسة إلى القيام بالأمور على نحو مختلف والعمل بصورة شاملة لتحويل نظمنا الزراعية والغذائية.

7-    كما يجدر بنا التحلي بروح الابتكار واستنباط حلول جديدة وإيجاد سبل أذكى لإنتاج المزيد باستخدام قدر أقلّ من الموارد، واضعين نصب عينينا أنه ما من غذاء صحي من دون بيئة سليمة.

8-    ومن هذا المنطلق، يركز الإطار الاستراتيجي للمنظمة الذي أقرّه المؤتمر الوزاري الأسبوع الفائت على التحول إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود واستدامة من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل من دون ترك أي أحد خلف الركب.

9-    وتشكل هذه "الفضائل الأربع" مبدأ توجيهيًا ونموذجًا مبتكرًا للأعمال حول كيفية تقديم المنظمة للدعم من أجل تحقيق خطة عام 2030.

10-    وتعكس الفضائل الأربع أيضًا الترابط القائم بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للنظم الزراعية والغذائية.

11-    ويحتّم علينا إنتاج المزيد بقدر أقلّ من الموارد التحلي بروح الابتكار الفعلي والدراية البيئية.

12-    وتساند المنظمة الأعضاء من أجل تحقيق هذا التوازن الحرج تبعًا للظروف والأولويات المحلية.

13-    ويشمل هذا الزراعة المحافظة على الموارد من خلال تكاملها مع ممارسات زراعية جيدة أخرى للوقاية من تآكل التربة وتشجيع التنوع البيولوجي والتفاعلات البيولوجية والإدارة الكفؤة للموارد الطبيعية.

14-    وتشمل مبادئ الزراعة المحافظة على الموارد الكفيلة بالحد من وطأة تغير المناخ ما يلي:

  • استخدام الممارسات غير القائمة على الحراثة لاحتباس قدر أكبر من الكربون في التربة؛
  • واستخدام كمية أقلّ من المواد الكيميائية الاصطناعية؛
  • وزيادة استخدام الأدوات والآليات الحديثة المناسبة بما في ذلك اعتماد أحدث التكنولوجيات الزراعية الرقمية والفائقة الدقّة.

15-    وتشمل الممارسات المتكيّفة على تغير المناخ ما يلي:

  • استخدام بذور عالية الجودة وزراعة أنواع من المحاصيل الفائقة والملائمة لكل من البيئات؛
  • وإدارة التربة والمياه والمغذيات والآفات من خلال المحافظة على مخلفات المحاصيل وتربية محاصيل الغلاف؛
  • وتنويع نظم زراعة المحاصيل؛
  • وتطبيق استراتيجيات متكاملة لإدارة الآفات.

16-    وتشجّع المنظمة خلق فرص للعمل اللائق داخل المزرعة وخارجها إضافة إلى الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية.

17-    وهي تسعى لذلك إلى تيسير التخطيط المحسن بين المناطق الحضرية.

18-    ونحن ندرك تمامًا الحاجة إلى الانخراط بشكل أوثق مع القطاع الخاص للاستفادة من الابتكارات والتقدم على صعيد التكنولوجيا.

19-    كما أننا نقرّ بالشراكة التكميلية بين القطاع الخاص المزدهر والإطار التنظيمي العام.

20-    ونؤيّد كذلك السياسات والاستراتيجيات الكفيلة بخلق بيئات مشجّعة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.

21-    وقد عكست استراتيجيتنا الجديدة لإشراك القطاع الخاص هذا النهج الحديث.

22-    وتقرّ المنظمة أيضًا بالحاجة إلى تطبيقات رقمية وإلى تشجيع التكنولوجيات.

23-    إذ بالإمكان مثلاً الاسترشاد بنظم البيانات المتطورة لاتخاذ القرارات على صعيد إدارة نظم زراعة المحاصيل تماشيًا مع الظروف المناخية الراهنة.

24-    وتؤدي مبادرة المنظمة الرئيسية للعمل يدًا بيد إلى تسريع وتيرة التحول الزراعي والتنمية الريفية المستدامة من أجل اسئتصال الفقر (الهدف 1 من أهداف التنمية المستدامة) ووضع حد للجوع ولجميع أشكال سوء التغذية (الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة).

25-    وبذلك، تساهم هذه المبادرة المستندة إلى الأدلّة التي تقودها البلدان وتعود ملكيتها لها في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة.

26-    وتسند المبادرة الأولوية للبلدان التي تكون فيها القدرات الوطنية والدعم الدولي الأضعف أو حيث التحديات التشغيلية، بما في ذلك الأزمات الطبيعية أو التي هي من صنع الإنسان، هي الأكبر.

27-    وتستخدم مجموعة من المقاييس لدعم التدخلات الزراعية مدعومة بمنصة جغرافية مكانية لتجميع البيانات الضخمة.

حضرات الزميلات والزملاء الكرام،

28-    في الختام، أود أن أؤكد على أنّ العمل الجماعي من جانب الجميع والأدوات المتاحة كافة هو أمر أساسي إذا ما أردنا تحويل نظمنا الزراعية والغذائية.

29-    وإنّ المنظمة ملتزمة بالعمل مع أصحاب المصلحة كافة لتقديم حلول هادفة ومؤثّرة للمزارعين.

30-    فلنعمل سوية بغية إحداث التحويل المنشود في النظم الزراعية والغذائية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

31-    أتمنى لكم جميعًا مؤتمرًا ناجحًا يفضي إلى مجموعة من الحلول المتوازنة.

32-    وشكرًا جزيلاً على حسن إصغائكم.