المدير العام شو دونيو

حفل تسليم مهام رئاسة المجموعة الإقليمية لأفريقيا

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

23/01/2024

أصحاب السعادة،

حضرات السيدات والسادة،

الإخوة والأخوات الأعزاء،

إنّه لمن دواعي سروري دائمًا أن أشارك في اجتماعات المجموعة الإقليمية لأفريقيا، لأن لأفريقيا، كما لا يخفى عليكم، مكانةً خاصةً في قلبي وتشكّل محورًا مهمًا لعمل لدى منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة).

ويُعدّ حدث اليوم مهمًا لأنه سيشهد تسليم مهام رئاسة مجموعة الممثلين الدائمين الإقليمية لأفريقيا لدى المنظمة ووكالات الأمم المتحدة الأخرى التي توجد مقارها في روما.

وأوّد، أوّلًا، أن أتوجّه بالشكر إلى جميع أعضاء المجموعة على التعاون الكبير مع كل واحد منكم، فرادى وجماعات.

ثانيًا، أتوجّه بالشكر أيضًا إلى الرئيسة المنتهية ولايتها، سعادة السيدة Nosipho Jezile، سفيرة جنوب أفريقيا، على التعاون المثمر خلال العام الماضي.

ثالثًا، أهنئ الرئيسة الجيدة، سعادة السيدة Fatimata Cheiffou، سفيرة النيجر؛ وأتطلّع إلى مواصلة هذا التعاون الاستراتيجي مع سعادتها.

إنهما سيدتان استثنائيتان قادت إحداهما المجموعة الإقليمية لأفريقيا وستستمر الأخرى في تولي زمام قيادتها بقدر كبير من الخبرة والتفاني والشغف.

الصديقات والأصدقاء الأعزاء،

لا تزال مساهمة المجموعة الإقليمية لأفريقيا في حوكمة المنظمة أساسية.

وعلى وجه الخصوص، أودّ أن أشيد بالمشاركة البناءة للمجموعة الإقليمية لأفريقيا وتوجيهاتها التي أدت إلى الموافقة على الزيادة التاريخية في مستوى الميزانية، وبرنامج العمل والميزانية للفترة 2024-2025.

وقد اضطلعت المجموعة الإقليمية لأفريقيا أيضًا بدور مهم في إطار الأعمال التحضيرية للدورة الثالثة والثلاثين القادمة للمؤتمر الوزاري الإقليمي لأفريقيا التي سيستضيفها المغرب.

وسيحدّد المؤتمر الإقليمي الأولويات الإقليمية في ما يتعلق بمعالجة السياق المتطوّر والتحديات والثغرات في القارة وضمان دمجها في برنامج عمل المنظمة.

ففي أفريقيا سيكون للتحوّل المستدام للنظم الزراعية والغذائية أكبر أثر، ليس فقط بالنسبة إلى القارة، وإنما أيضًا بالنسبة إلى جميع أنحاء العالم.

وإن أفريقيا، بفضل سكانها الشباب وما تنعم به من موارد طبيعية غنية وتنوّع البيولوجي، تتمتع بإمكانات هائلة.

وتستورد أفريقيا سنويًا قرابة 40 إلى 50 مليار دولار أمريكي من الأغذية.

ومن الممكن أن يؤدي تسخير قوة سوق الأغذية المحلية الكبيرة هذه إلى تحفيز زيادة الإنتاج والتحوّل الريفي.

ومن الممكن أن يؤدي التنفيذ الناجح للاتفاق المؤسس لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية إلى زيادة تتراوح بين 20 و30 في المائة في التجارة الأقاليمية في المنتجات الزراعية بحلول عام 2040.

 وبالنظر إلى هذه الإمكانات غير المستغلة إلى حدٍّ كبيرٍ والوعد الكبير بتحويل النظم الزراعية والغذائية، من الأهمية بمكان العمل بشكل وثيق مع أفريقيا، والاتحاد الأفريقي، والجماعات الاقتصادية الإقليمية، وجميع الشركاء.

وتدعم المنظمة بقوة خطة عام 2063 وستواصل العمل بشكل وثيق مع بلدان الإقليم لتحقيق أهدافها، إلى جانب خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

ويشمل العمل المشترك المهم ما يلي:

  • تقييم عملية تنفيذ إعلان مالابو، بما في ذلك تحديد الثغرات والحاجة إلى تحديد الخطة العشرية لمرحلة ما بعد إعلان مالابو؛
  • والتغذية المدرسية باستخدام المنتجات المحلية والتكيف مع المناخ، وخاصة لمكافحة أثر موجات الجفاف؛
  • والتنفيذ الفعال لخطة عمل أفريقيا الخاصة بتغير المناخ والتعافي القادر على الصمود.

وإن جميع الأولويات الثلاث مدرجة في الإطار الاستراتيجي لمنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2022-2031.

الأخوات والإخوة الأعزاء،

نحن بحاجة إلى التفكير بشكل مبتكر، وأن نكون موجهين نحو العمل، وأن نستهدف النتائج من أجل تغيير المسارات الوطنية والعالمية وتسريعها من أجل إيجاد نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة.

وإن التحديات المعقدة التي نواجهها كمجتمع دولي تعني أنه يجب علينا أن نعمل معًا بشكل أفضل.

وستواصل المنظمة، بالتعاون مع المجموعة الإقليمية لأفريقيا، فضلًا عن المجموعات الإقليمية الأخرى، بذل كل جهد ممكن لتزويدكم بأفضل دعم فني ومهني لتحقيق الأفضليات الأربع التي تتمثل في إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، دون ترك أيّ أحد خلف الركب.

ونتطلّع، جنبًا إلى جنب مع فريق القيادة الرئيسي التابع لي، إلى العمل بشكل أوثق معكم.

وبينما أعرب عن أطيب تمنياتي للرئيسة الجديدة للمجموعة الإقليمية لأفريقيا، فإنّني على ثقة من أنها ستقود المجموعة إلى مستويات أعلى سعيًا إلى إحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية في أفريقيا - من أجل رفاه جميع الأفارقة، ورخاء الجميع في القارة، ومن أجل الكوكب.

ويمكنكم التعويل علّي وعلى جميع موظفي المنظمة لدعمكم أثناء قيامكم بواجباتكم.

وشكرًا لكم على حسن إصغائكم.