المدير العام شو دونيو

المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة حدث رفيع المستوى لمنظمة الأغذية والزراعة "تمويل النظم الزراعية والغذائية المستدامة والشاملة والوقاية من الأزمات الغذائية والتخفيف من وطأتها" بيان

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

10/07/2023

المنتدى السياسي الرفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة

حدث رفيع المستوى لمنظمة الأغذية والزراعة

"تمويل النظم الزراعية والغذائية المستدامة والشاملة
والوقاية من الأزمات الغذائية والتخفيف من وطأتها"

بيان

الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

10 يوليو/تموز 2023

 

أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة،

صباح الخير أو مساء الخير.

 

1-             وأهلًا بكم جميعًا. إنه لشرف عظيم لي أن أكون معكم هنا في أول زيارة رسمية أقوم بها بعد إعادة انتخابي. وأشكركم جميعًا على دعمكم. والآن، فلنعمل سويًّا! وسأعمد إلى تسريع وتيرة العمل وتعزيزه لتحقيق المزيد – بمزيد من الفعالية والكفاءة.

 

2-             لقد شهدنا، في السنوات الثلاث الأخيرة، عدة صدمات متداخلة في كثير من الأحيان هزّت النظم الزراعية والغذائية العالمية وكان من بينها جائحة كوفيد-19، والأحوال المناخية القصوى، والنزاعات، وبالطبع الحرب في أوكرانيا.

 

3-             وقد أحدثت هذه السلسلة من الصدمات المتواصلة وغير المتوقعة اختلالات غير مسبوقة طالت سلسلة الإمدادات تبعها انخفاض القوة الشرائية في البلدان النامية والمتقدمة على السواء، ولا سيما القوة الشرائية للفقراء.

 

4-             وذلك لأن ارتفاع أسعار الأغذية والوقود والأسمدة قد أدّى إلى زيادة كلفة الإنتاج الزراعي.

 

5-             وترتّبت عن هذه الأزمات المتتالية نتائج وخيمة.

 

6-             وفي 12 يوليو/تموز، سنصدر مع الوكالات الشريكة تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2023 الذي سيطلعنا على عدد الأشخاص الذين عانوا من الجوع وانعدام الأمن الغذائي المزمن في عام 2022.

 

7-             وقد أدّى ارتفاع الأسعار إلى رفع فاتورة الواردت الغذائية العالمية إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث يقدر أنها تجاوزت 1.94 ترليون دولار أمريكي، الأمر الذي أجهد ميزان المدفوعات وزاد عبء الديون، ولا سيما في البلدان المستوردة الصافية للأغذية.

 

8-             وثمة حاجة إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية من خلال وضع سياسات فعالة وتخصيص استثمارات محددة أهداف وتعزيز المؤسسات.

 

9-             ذلك أنها تؤدي دورًا أساسيًا في تهيئة الظروف المناسبة لتحويل الاقتصادات والمجتمعات بطريقة شاملة ومستدامة، وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.

 

10-          وتساهم النظم الزراعية والغذائية في ثلث الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وتصل هذه النسبة إلى 50 في المائة أو أكثر في العديد من البلدان المنخفضة الدخل. وقد عقدتُ بعد ظهر اليوم مناقشة طويلة ومكثفة مع وكيل الأمين العام للبلدان الأقلّ نموًا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية ورأينا أنه إن لم نعمل مع مجموعة البلدان هذه، فلن نتمكّن من القول إننا أنجزنا مهمتنا في مجال أهداف التنمية المستدامة مهما استغرق الأمر من سنوات. فهذه مسؤوليتنا المشتركة، ومهمتنا المشتركة. وعلينا أن نعمل معًا على تحقيقها.

 

11-          ويعيش 80 في المائة من فقراء العالم في المناطق الريفية، وتتوقف سبل عيش الغالبية العظمى منهم بشكل مباشر أو غير مباشر على النظم الزراعية والغذائية.

 

12-          وتمثل النظم الزراعية والغذائية ما يترواح بين 40 و60 في المائة من إجمالي العمالة في آسيا وأفريقيا على التوالي.

 

13-          ولن يكون من الممكن بناء مستقبل اقتصادي مستدام من دون زيادة كفاءة هذه النظم وشمولها وقدرتها على الصمود واستدامتها.

 

14-          ونحن نعقد آمالًا كبيرة على نظمنا الزراعية والغذائية:

  • فعليها أن تلبي الطلب المتزايد على الأغذية في الوقت الذي تقلّل فيه الضغط على الموارد الطبيعية؛
  • كما أنه ينبغي أن تحدّ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري؛
  • وأن تتمتع بقدرة أكبر على الصمود في وجه آثار تغيّر المناخ؛
  • ويجب عليها أيضًا أن توفر العمالة اللائقة.

 

15-          وإنه لمن الصعب تحقيق هذه التطلّعات في ظلّ ضعف النظم المالية ومحدودية هامش التصرف في المجال المالي.

 

16-          وفي الوقت الراهن، تستخدم نظمنا الزراعية والغذائية 60 في المائة من النظم الإيكولوجية العالمية، فيما تتسبب الزراعة في حوالي ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية المنشأ وتساهم في فقدان التنوع البيولوجي.

 

17-          وتُعد تعبئة الموارد وزيادة الاستثمارات لإحداث التحوّل اللازم، استراتيجية فعالة لتحقيق الأمور التالية:

  • التخفيف من وطأة الفقر،
  • ومكافحة الجوع،
  • وتعزيز الإنتاجية،
  • والتصدي لانعدام المساواة بين الجنسين،
  • والتكيّف مع تغيّر المناخ والتخفيف من آثاره،
  • وتسريع وتيرة التحوّل الهيكلي.

 

18-          وهناك أدلة تشير إلى أن إصلاح الطريقة التي نخصّص بها الموارد أمر مهم بقدر أهمية زيادة هذه الموارد.

 

19-          وينبغي للحكومات أن تعيد النظر في الطريقة التي يمكن أن تخصص من خلالها ميزانياتها العامة القائمة لجعلها أكثر فعالية من حيث الكلفة وأكثر كفاءة في خفض كلفة الأغذية المغذية وزيادة توافر الأنماط الغذائية الصحية والقدرة على الوصول إليها والقدرة على تحمل كلفتها.

 

20-          ويجب على الناس أن ينظروا إلى الأمن الغذائي من ثلاثة جوانب، هي: توافر الأغذية، والوصول إليها، والقدرة على شرائها. وتواجه البلدان الأعضاء كافةً، من أغناها إلى أفقرها، مجموعة مختلفة من التحديات المرتبطة بهذه العناصر الثلاثة.

 

21-          وتعتبر إعادة توجيه الدعم الزراعي أمرًا أساسيًا للحفاظ على السلع والخدمات العامة ولضمان تغذية أفضل.

 

22-          وسيؤدي التصدي للتحديات المرتبطة بإزالة مخاطر التمويل الأخضر إلى إتاحة مصدر التمويل هذا للبلدان المنخفضة الدخل وصغار المنتجين.

 

23-          ويشكِّل بناء قدرة الصمود النظم الزراعية والغذائية واستدامتها، وجهين لعملة واحدة.

 

24-          ومازال أمامنا طريق طويل لنقطعه في أوقات الأزمات وحالات الطوارئ قبل أن نعيد موازنة تمويل عمليات المساعدة الإنسانية وحالات الطوارئ وقبل أن نطبق إطارًا قائمًا على الترابط بشكل فعال.

 

25-          وسيكون من الضروري توفير التمويل الإنمائي الدولي للبلدان ذات الميزانيات العامة المنخفضة.

 

26-          وسيكون ذلك مهمًا لتسهيل تعزيز الدعم للخدمات العامة من أجل سدّ فجوة الإنتاجية بشكل فعال في مجال إنتاج الأغذية المغذية.

 

27-          ولدعم البلدان في تحمّل ارتفاع تكاليف الواردات الغذائية وتحسين الحصول على الأغذية، اقترحت منظمة الأغذية والزراعة إنشاء مرفق عالمي لتمويل الواردات الغذائية يقوم بتغطية 62 من البلدان التي يبلغ العدد الإجمالي لسكانها 1.78 مليار نسمة، وقام صندوق النقد الدولي بتبني هذا المرفق في ما بعد كجزء من نافذة مواجهة الصدمات الغذائية التابعة له.

 

28-          وإن منظمة الأغذية والزراعة ملتزمة بدعم الأعضاء فيها لاستكشاف النُهج والاستراتيجيات المبتكرة التي تحقق التكامل بين التخفيف من وطأة الأزمات الغذائية والوقاية منها وتحويل النظم الزراعية والغذائية،

 

29-          من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع - من دون ترك أي أحد خلف الركب.

 

30-          فلنعمل على بلورة فهم مشترك يقوم على: التعلّم معًا، والعمل معًا، والمساهمة معًا.

 

31-          وشكرًا على حسن إصغائكم.