المدير العام شو دونيو

الكلمة الافتتاحية حدث افتراضي رفيع المستوى للشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

05/05/2021

المدير العام للمنظمة، الدكتور شو دونيو

الكلمة الافتتاحية
حدث افتراضي رفيع المستوى للشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية

إصدار التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2021

5 مايو/ أيار 2021

النسخة المعدّة للإلقاء

 

المشاركون الموقرون،

حضرات السيدات والسادة،

الأصدقاء والزملاء الأعزاء،

 

1-       لقد أضحى التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية مرجعًا بالنسبة إلى الأدلة والتحليلات المتعلقة بانعدام الأمن الغذائي الحاد وسوء التغذية في البلدان التي ينبغي فيها للمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات متضافرة.

2-       ويعد هذا التقرير تكملة للجهود العالمية المبذولة بهدف رصد انعدام الأمن الغذائي المزمن من خلال تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم.

3-       وإنّ هذا النوع من البيانات العالية الجودة والقائمة على توافق الآراء لا غنى عنه لاتخاذ قرارات سليمة للوقاية من الجوع الحاد وتحفيز إيجاد نظم زراعية وغذائية قادرة على الصمود.

4-       ويشكّل التقرير موردًا حاسم الأهمية للاسترشاد به في التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرارات لمعالجة الأزمات الغذائية بجميع أبعادها، من الاستجابات الإنسانية إلى بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل.

5-       وفي حين نعدُّ العدة لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية، فإن المعلومات الفنية السليمة المستخلصة من تقارير من هذا القبيل يجب أن تكمن في صلب الحلول التي تغير قواعد اللعبة.

6-       وقد بادرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، في أبريل/نيسان 2020 كجزء من الحملة التي تأخذ بزمام قيادتها بشأن "الأزمات الغذائية وجائحة كوفيد-19"، إلى إصدار التقرير العالمي عن الأزمات الغذائية لعام 2020.

7-       ولسوء الطالع، يؤكد إصدار عام 2021 من التقرير العالمي حدوث اتجاه متسارع لتزايد مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على عدم قدرة الناس على استهلاك ما يكفي من الأغذية جراء الأزمات والصدمات، ويقتضي تقديم مساعدة فورية لإنقاذ أرواحهم أو سبل كسب عيشه.

8-       ويفيدنا بأن أعدادًا أكبر من الناس تعاني من أشد حالات انعدام الأمن الغذائي الحاد.

9-       ويحيل الجوع المزمن، كما يشير إلى ذلك كل سنة تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، إلى عدم قدرة الناس على المدى الطويل على تلبية احتياجاتهم الغذائية والحفاظ على نمط عيش طبيعي ونشط.

10-    وفي عام 2020، أسفر انتشار الجراد الصحراوي بشكل كبير جدًا في القرن الأفريقي، إضافة إلى ما يتصل بهذه الجائحة من قيود، عن زيادة الاحتياجات الإنسانية.

11-    ولكن النزاعات والأزمات الاقتصادية والظواهر المناخية القصوى تظل، رغم هذه التحديات الجديدة، العوامل الرئيسية التي تكمن وراء انعدام الأمن الغذائي الحاد، ممّا يزج بالناس في ظروف عيش قصوى، خاصة في البلدان أو السياقات التي يتواجد فيها أكثر من عامل من هذه العوامل.

12-    ويعتبر المستوى المذهل لانعدام الأمن الغذائي الحاد الذي أماط التقرير العالمي اللثام عنه اليوم نداءً واضحًا بالنسبة إلينا جميعًا.

13-    ويجب علينا العمل يدًا بيد للحيلولة دون تفاقم هذا الوضع.

14-    وتشعر المنظمة بالفخر لكونها عضوًا نشطًا في فرقة عمل الأمين العام الرفيعة المستوى المعنية بمنع المجاعة التي تسعى إلى فعل ذلك.

15-    وهذا أمر حاسم الأهمية فعلاً.

16-    غير أنه بات من المهم في الوقت ذاته، أكثر من أي وقت مضى، العمل جنبًا إلى جنب لمعالجة الأسباب الجذريةلهذه المستويات الآخذة في الارتفاع لانعدام الأمن الغذائي الحاد.

17-    نعم، نود الحيلولة دون تفاقم حالات الجوع الحاد في عام 2021. ولكن لا يمكننا أن نجد أنفسنا مجبرين على القيام بذلك مجددًا العام القادم أو أي عام آخر. يجب وضع حد لهذه الحلقة.

18-    وهذا يستلزم إحدث تحوّل جريء في النظم الغذائية والزراعية لكي تصبح هذه الأخيرة أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود.

19-    كما يشمل استحداث نظم للإنذار المبكر مرتبطة بإجراءات استباقية لحماية سبل كسب العيش والأمن الغذائي قبل أن تلوح في الأفق صدمة أو تهديد.

20-    فعلى سبيل المثال، أشارت تقديرات المنظمة إلى أن الإجراءات الاستباقية لمكافحة التفشي السريع للجراد الصحراوي التي اتخذت العام الماضي قد حالت دون حدوث فواقد من الأغذية قيمتها قرابة 1.2 مليار دولار أمريكي، ودون أن يعاني حوالي 24 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي.

21-    ومن شأن التصدي لتبعات الجراد الصحراوي بعد الأزمة أن ينطوي على تكاليف أكثر بكثير من حيث فقدان سبل كسب العيش والموارد المالية.

22-    ولذلك، فإن التركيز بدرجة أكبر على الوقاية أمر لا غنه.

23-    وهذا يقتضي توافر الإرادة السياسية، وكذلك اتخاذ إجراءات عاجلة ومحسّنة ومتّسقة من جانب الجهات الفاعلة كافةً، مع ما يرتبط بذلك من استثمارات في إيجاد حلول شاملة وطويلة الأجل.

24-    ودعمًا لهذه الجهود المبذولة على الصعيد العالمي، تسهم مبادرة العمل يدًا بيد التي أخذت بزمامها المنظمةوالمنصة الجغرافية المكانية المرتبط بها إسهاما كبيرًا في الانتقال من حالة الطوارئ وتعزيز القدرة على الصمود من خلال الجمع بين أدوات الإنذار المبكر والإجراءات ذات الصلة.

25-    وهي تقوم بتسخير القوة الرقمية لإحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية للقضاء على الجوع والحد من الفقر وبناء مستقبل أفضل للبشرية جمعاء.

 

حضرات السيدات والسادة،

26-    إن التوقعات بالنسبة إلى عام 2021 وما بعده لا تبشر بالخير.

27-    فقد أماطت الجائحة اللثام عن مدى هشاشة نظمنا الغذائية والزراعية.

28-    وهذا سلّط الضوء على الحاجة إلى إيجاد نظم أكثر إنصافًا واستدامة وقدرة على الصمود لتزويد 10 مليارات شخص بما يلزم من أغذية مغذية باستمرار بحلول عام 2050.

29-    ويدلّ التقرير العالمي على الحاجة الملحة للعمل يدًا بيد بغية إحداث تحوّل جذري في النظم الغذائية والزراعية على المستويات كافةً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

30-    وتلتزم المنظمة بالعمل جنبًا إلى جنب مع الحكومات والسكان المتضررين وأصحاب المصلحة على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية لمعالجة الأزمات الغذائية بجميع أبعادها.

31-    ويبرز المجتمع العالمي أنه بوسعنا إحراز تقدم في التصدي لهذا التهديد في حال بادرنا إلى العمل يدًا بيد.

 

أصدقائي الأعزاء،

32-    بات بإمكان البشرية الآن قيادة مروحية مسيرة من دون طيار بل وحتى تقسيم الجزيئات لتوليد الأكسجين على كوكب المريخ البعيد.

33-    إلّا أن 155 مليون شخص من أسرتنا البشرية يتجرعون، هنا على وجه الأرض، مراراة الجوع الحاد، وحياتهم وسبل كسب عيشهم أضحت معرضة للخطر لافتقارهم إلى الأغذية الأساسية.

34-    وهذا التباين يبعث على الصدمة ويعتبر أمرًا غير مقبول!

35-    ولكن بوسعنا عكس اتجاه تزايد مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد وإحداث تحوّل في نظمنا الغذائية والزراعية.

36-    فمستقبل أكثر إشراقًا، لا يتخلّف فيه أي أحد عن الركب، ينتظرنا جميعًا.

37-    لنُشمِّر إذًا عن سواعدنا ونرفع هذا التحدي – يدًا بيد!

38-    وشكرًا على حسن إصغائكم.