المدير العام شو دونيو

المؤتمر الإقليمي غير الرسمي لأمريكا الشمالية – الجلسة العامة

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

22/10/2020

المؤتمر الإقليمي غير الرسمي لأمريكا الشمالية – الجلسة العامة

كلمة السيد شو دونيو، المدير العالم لمنظمة الأغذية والزراعة

22 أكتوبر/تشرين الأول 2020

النسخة المعدة للإلقاء

 

أصحاب المعالي،

السادة المندوبون الكرام،

حضرات السيدات والسادة،

1-            يسرني بالغ السرور أن أنضم إليكم اليوم في المؤتمر غير الرسمي لأمريكا الشمالية. وقد بدأنا هذا الصباح بالاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة حيث شدّدتُ على اعتزازنا العميق بجذورنا المتأصلة في أمريكا الشمالية.

2-            وحتى في خضمّ الحرب والفوضى، كان لدى الرئيس Franklin D. Roosevelt القيادة والرؤية العالميتان اللتان سمحتا له بالتنبؤ بالحاجة إلى وجود منظمة عالمية دائمة تُعنى بالتصدي للجوع والمجاعة والأمراض المتوطنة في أنحاء كثيرة من العالم. وقد أفضى المؤتمر الذي عقد في هوت سبرينغز بولاية فيرجينيا إلى إنشاء منظمة الأغذية والزراعة التي تكرّس وجودها رسميًا في 16 أكتوبر/تشرين الأول 1945، وذلك عندما عُقد مؤتمرها الأول في شاتو فرونتوناك في كيبيك، وكان المؤتمر برئاسة سعادة السيد Lester B. Pearson الذي أصبح فيما بعد رئيسًا للوزراء في كندا، وشغل منصب نائب الرئيس السيد P.W. Tsou من الصين.

3-            وعلى مدى العقود السبعة والنصف الماضية، توطدت أكثر علاقة المنظمة بكلا هذين البلدين العظيمين. وتلقينا على الدوام الكثير من الدعم والتوصيات من كندا والولايات المتحدة الأمريكية، وإننا نتطلع إلى توطيد هذه العلاقة بشكل أكبر.

4-            واليوم، سأنتهز الفرصة لكي أسلّط الضوء على بعض المجالات المواضيعية الهامة بالنسبة إلى أمريكا الشمالية والمنظمة. وأنا على دراية بأنكم قد حضرتم جلسة إحاطة امتدت على يومين قبل انعقاد هذا المؤتمر مع زملائي هنا في روما، وناقشتم فيها العديد من مجالات الاهتمام والشواغل. وأنا سعيد بحدوث ذلك، وأرحّب بمثل هذه المبادرات في المستقبل.

5-            والمواضيع التي سأتطرق إليها بإيجاز هي (ألف) جائحة كوفيد-19 واستجابة المنظمة لها؛ (باء) ومبادرة "العمل يدًا بيد"؛ (جيم) وحالات الطوارئ؛ (دال) والابتكار؛ (هاء) والمنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية؛ (واو) والحوكمة والإصلاح الهيكلي.

 

واسمحوا لي أن أبدأ بالمسألة السائدة اليوم، ألا وهي كوفيد-19

ألف- جائحة كوفيد-19 واستجابة المنظمة لها

6-            من ناحية أخف وطأةً، حرمتني جائحة كوفيد-19 من فرصة زيارة مدينة كيبيك الجميلة والالتقاء بكم جميعًا شخصيًا من أجل الاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة وعقد مناقشات شخصية معكم.

7-            ولكن هذا الأسف لا يلبس أن يتلاشى أمام الأسف الأعمق لفقدان الأرواح، ودمار سبل العيش التي كُسبت بعرق الجبين، والمعاناة التي فرضتها هذه الجائحة على العالم.

8-            ونحن نعلم أن مئات الملايين من الناس كانوا يعانون بالفعل من الجوع وسوء التغذية قبل أن ينتشر الفيروس. وقد تفاقمت الأمور مع الركود الاقتصادي الذي بدأ على الصعيد العالمي، إذ يُحتمل أن يعاني ما يقارب 130 مليون شخص من الجوع المزمن بحلول نهاية عام 2020.

9-            وتشير البحوث التي أجرتها المنظمة إلى أن تدابير السيطرة على تفشي الفيروس قد عطّلت سلاسل الإمدادات الغذائية العالمية، ودمرت سبل العيش، وأحدثت أوجه نقص في اليد العاملة، وأثّرت على إمدادات المدخلات الزراعية، وأغلقت مرافق التجهيز، وأعاقت الحصول على الأغذية على وجه الخصوص، ويعود السبب في النتيجة الأخيرة في الغالب إلى الركود الاقتصادي وفقدان الوظائف.

10-         واستجابت المنظمة بسرعة لهذه التحديات وطبّقت مجموعة من الأدوات من أجل دعم التحليلات السياساتية وتقييم أثر كوفيد-19 على الأغذية والزراعة وسلاسل القيمة وأسعار الأغذية والأمن الغذائي في جميع أنحاء العالم.

11-         وما زلنا ملتزمين بتقديم أحدث البيانات والمشورة على مستوى السياسات إلى الأعضاء في منظمتنا، وبتقليل آثار كوفيد-19 على الأمن الغذائي والتغذية إلى أدنى حد ممكن.

12-         واتخذنا خطوات عديدة، اسمحوا لي أن أسلط الضوء على بعض منها:

13-         وضعنا برنامجًا شاملًا ومتكاملًا للاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها، وقد أُعد هذا البرنامج من أجل التصدي بشكل استباقي ومستدام للآثار الاجتماعية والاقتصادية التي تخلفها الجائحة.

14-         ومن خلال التحليلات المعمّقة والمشاورات المستمرة مع مكاتبنا الميدانية، وكذلك المناقشات الثنائية مع الشركاء في الموارد، حددنا سبعة مجالات عمل رئيسية ضرورية لكفالة تقديم دعم سريع ومستمر إلى المجتمعات الأكثر ضعفًا، وهذه المجالات هي:

  • الخطة العالمية للاستجابة الإنسانية التي تعالج آثار كوفيد-19 وتحافظ على سبل العيش في سياقات الأزمات الغذائية
  •  إتاحة البيانات من أجل صنع القرارات التي تضمن جودة البيانات والتحليلات من أجل تقديم الدعم السياساتي الفعال للنظم الغذائية والقضاء التام على الجوع
  •  الإدماج الاقتصادي والحماية الاجتماعية للحدّ من الفقر اللذان يضمنان استجابات لكوفيد-19 تخدم مصالح الفقراء من أجل تحقيق التعافي الاقتصادي الشامل بعد الجائحة
  •  التجارة ومواصفات سلامة الأغذية التي تسهّل وتسرّع التجارة في الأغذية والزراعة خلال جائحة كوفيد-19 وما بعدها
  •  تعزيز قدرة أصحاب الحيازات الصغيرة على الصمود من أجل تحقيق التعافي الذي يحمي الفئات الأكثر ضعفًا ويعزز التعافي الاقتصادي ويحسن القدرات في مجال إدارة المخاطر
  •  الوقاية من الجائحة التالية الحيوانية المصدر، التي تقوي نهج الصحة الواحدة وتوسع نطاقه من أجل الحيلولة دون وقوع الجوائح حيوانية المصدر
  •  تحوّل النظم الغذائية الذي يقوم بالبناء من أجل تحقيق التحول خلال مرحلتي الاستجابة والتعافي

15-         وعلى وجه التحديد، يستفيد برنامج المنظمة للاستجابة من جائحة كوفيد-19 والتعافي منها من قدرة المنظمة على الجمع من أجل قيادة الجهود الدولية عن طريق نهج مرن متعدد الأطراف يدعم الشراكات المصممة وفقًا للاحتياجات، ويتيح المواءمة بين الجهات المانحة وأولئك الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة. ويوفر البرنامج للشركاء فرصًا فريدة لإبراز قيمهم وزيادة أثرهم وتحقيق الأهداف الإنمائية والإنسانية.

16-         ويتطلب كل ذلك موارد مالية كافية وفي الوقت المناسب. وتطلب المنظمة تأمين 1.3 مليارات دولار أمريكي في شكل استثمارات أولية من أجل توفير استجابة عالمية مرنة ومنسّقة. وهذا ضروري من أجل ضمان الأغذية المغذية للجميع، خلال الجائحة وبعدها. وفي اعتقادي أنّ الحكومات والجهات المانحة من القطاع الخاص وجميع شركائنا سيكونون على قدر المسؤولية وسيضمنون الأموال اللازمة لهذه الجهود البالغة الأهمية.

الشراكة هي النقطة المناسبة للانتقال بسلاسة إلى المجال المواضيعي الثاني، ألا وهو مبادرة "العمل يدًا بيد"

باء- مبادرة "العمل يدًا بيد"

17-         لقد مضى على تأسيس مبادرة "العمل يدًا بيد" أقل من عام واحد ولكنها أظهرت في هذه الفترة الزمنية القصيرة قدرة استثنائية لتكون بمثابة منصة إطلاق مثالية لجهود التنمية. وهي مبادرة طموحة، ويحدوني الأمل في أن نشهد جميعًا نتائجها الملموسة خلال السنوات القادمة.

18-         وقد أطلقتُ مبادرة "العمل يدًا بيد" بهدف القضاء على الفقر والجوع في البلدان التي تفتقر إلى الموارد والقدرات للقيام بذلك بمفردها، أو تلك التي تضررت بشدة من الصراعات أو الأزمات أو تغير المناخ.

19-         وهي مبادرة قائمة على الأدلة، والبلدان هي من تملكها وتقودها، وتتسق مع المبادئ المنصوص عليها في أهداف التنمية المستدامة وتطلعات خطة عام 2030.

20-         وتُسند مهمتها الأولوية للتدابير التي ترمي إلى القضاء على الفقر (الهدف 1 من أهداف التنمية المستدامة) والقضاء على الجوع ووضع حد لجميع أشكال سوء التغذية (الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة) من خلال تسريع التحول الزراعي والتنمية الريفية المستدامة.

21-         وقد انضم حتى الآن إلى المبادرة 27 بلدًا بوصفها بلدانًا مستفيدة، وأشارت عدة بلدان أخرى إلى أنها تتوقع الانضمام إلى المبادرة في القريب العاجل.

22-         ومن خلال المشاورات التي أجريتها مع الحكومات، أتوقع أن نصل إلى نحو خمسين بلدًا قبل نهاية العام.

23-         واسمحوا لي أن أعرض عليكم بعض العناصر الأساسية للمبادرة.

  • في المقام الأول، نستخدم تحليلات متقدمة وإطار عمل لنظم الإنتاج الزراعي والغذائي موجه نحو السوق من أجل التمييز بين المناطق وتحديد المواطن التي توجد فيها إمكانية عالية للتنمية المستدامة في ما يخص إنتاج المواد الزراعية والغذائية وخدمات سلسلة القيمة.
  • وفي المقام الثاني، نتشاور مع مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة من أجل تقييم ما هو مطلوب لتحقيق هذه الإمكانات والبحث عن شركاء يمكنهم توفير الوسائل اللازمة للتنفيذ.

24-         وتُتوج هاتان الخطوتان بخطة استثمار شاملة – وهي خارطة طريق للتحول من أجل إطلاق العنان لإمكانات البلد وتوفير اتفاق للشركاء من أجل العمل معًا.

25-         ويكمن العامل الأساسي في الجمع بين الشركاء العالميين، من القطاعين العام والخاص على السواء، الذين تتوفر لديهم الوسائل والقدرات ويمكنهم الالتزام بتحقيق الخطة.

26-         وأنا أؤمن إيمانًا راسخًا بأنه بالمضي قدمًا ستوفر شراكة مستدامة مع القطاع الخاص العديد من المنافع المتبادلة، بما يتجاوز مجرد الحصول على الأموال.

27-         وستشكل الشراكات التحويلية الأساس القوي الذي ستنمو عليه مبادرة "العمل يدًا بيد". وأنا على ثقة من أن هذا النهج سيحقق منافع وفيرة جدًا وسيضمن للجهات المانحة استخدامًا ناجعًا لأموالها.

وبهذا أصل إلى المجال المواضيعي الثالث الذي أود أن أتناوله، وهو العمل الذي تقوم به المنظمة في ما يخص التهديدات المستجدة وحالات الطوارئ.

جيم- المنظمة والتهديدات المستجدة

28-         لعلكم تذكرون بلا شك أن تحديث سبتمبر/أيلول للتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية أفاد بأن أكثر من 100 مليون شخص في 27 بلدًا يعيشون في أزمة أو في أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو ما يشير إلى تدهور عام في العديد من البلدان منذ مطلع العام.

29-         وقد زادت الجائحة من أوجه الضعف في المجتمعات الأكثر عرضة للخطر أمام الصدمات الحالية والمستجدة، بما في ذلك النزاعات والصدمات المناخية والمخاطر الطبيعية.

30-         وسيصدر بعد فترة وجيزة من الآن التقرير الثاني المشترك بين المنظمة وبرنامج الأغذية العالمي عن البؤر الساخنة للجوع، الذي يسلط الضوء تحديدًا على التدهور الشديد في حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد في عدد من البلدان، بما في ذلك بوركينا فاسو وشمال شرق نيجيريا وجنوب السودان واليمن.

31-         واسمحوا لي أن أذكركم بأن ما يصل إلى 80 في المائة من الأشخاص الذين يعيشون في هذه السياقات يعتمدون على الزراعة لتأمين سبل عيشهم.

32-         وفي عام 2019، وصلت المنظمة إلى أكثر من 35 مليون شخص في إطار برنامجها للطوارئ والقدرة على الصمود - وأود أن أنوّه بالولايات المتحدة الأمريكية بوصفها أحد أكبر المساهمين في هذه الجهود.

33-         ويؤدي دعم الزراعة في حالات الطوارئ في سياقات الأزمات إلى زيادة إنتاج الأغذية بشكل سريع، وكفالة حصول الناس على الأغذية، ويرسي الأسس للقدرة على الصمود وتحقيق المزيد من الاستقرار.

34-         واسمحوا لي هنا أن أعترف بالدور التحفيزي الذي تؤديه كندا في تمويل جهود المشتركة للقدرة على الصمود للوكالات التي توجد مقارها في روما والتي جمعت شركاء آخرين في المجلس وساعدت في تمهيد الطريق لتفعيل الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية، التي تشارك فيها بشكل متزايد كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية.

35-         وتتمثل إحدى الطرق الفعالة للتصدي لارتفاع مستويات الجوع الحاد في اتخاذ إجراءات عاجلة وواسعة النطاق من أجل حماية سبل العيش والحفاظ على إنتاج الناس للأغذية بغية الحيلولة دون وقوع أزمة.

36-         ويمكن للإجراءات الاستباقية المدعومة بنظم إنذار مبكر فعالة وعمليات تقييم مخاطر الكوارث أن تنقذ الملايين من الأرواح وسبل العيش أثناء الأزمات.

37-         وبهذا، يشكل "الإنذار المبكر والإجراءات المبكرة" مبدأ توجيهيًا بالنسبة إلى إدارتي في المنظمة من أجل التصدي للمخاطر التي من المحتمل أن تواجهها النظم الزراعية والغذائية العالمية، حتى قبل التفشي الأخير للجراد ولجائحة كوفيد-19.

38-         وعلى سبيل المثال، تؤدي وحدة خدمات معلومات الجراد الصحراوي التابعة للمنظمة دورًا حاسمًا في توفير الإنذار المبكر الذي يُجنّب تفشي الجراد، بما في ذلك الفورة التي حصلت في 2020 في القرن الأفريقي وخارجه.

39-         وبفضل الاستجابة السريعة والسخية لهذه التحذيرات التي قام بها شركاؤنا، بما في ذلك من كندا والولايات المتحدة على السواء، نجحت العملية التي تقودها المنظمة في حماية سبل عيش 13 مليون شخص، وتوفير ما يكفي من الحبوب لإطعام 11.4 مليون شخص لمدة عام واحد، ومنع حدوث أضرار تبلغ 512 مليون دولار، وإنقاذ أكثر من 000 685 أسرة رعوية من خسارة سبل عيشها ومن الضيق.

40-         وإن إنقاذ سبل العيش هذه يعني إنقاذ الأرواح!

ولننتقل الآن إلى الابتكار. فمنذ اليوم الأول الذي توليت فيه منصب المدير العام للمنظمة، كان الابتكار مجال التركيز الرئيسي في إدارتي.

دال- الابتكار

41-         أعتقد أن الابتكار هو القوة المحركة المركزية التي ستحوّل النظم الغذائية وستُخرج أصحاب الحيازات الصغيرة والمزارعين الأسريين من دائرة الفقر، وستساعد العالم على تحقيق الأمن الغذائي والزراعة المستدامة وأهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الهدفان 1 و2 من أهداف التنمية المستدامة. ويقع الابتكار في صُلب عملنا.

42-         وينطوي الابتكار الزراعي على حلول تكنولوجية، مثل التطبيقات والطائرات من دون طيار والأنواع الجديدة من الآلات الزراعية، بيد أنه يتجاوز التكنولوجيا الجديدة. وما يحظى بالقدر ذاته من الأهمية هو الابتكار عن طريق العمليات الاجتماعية أو التنظيمية أو المؤسسية المختلفة، مثل الأنواع الجديدة من خدمات الائتمان أو الإرشاد أو التسويق.

43-         وعلاوة على ذلك، لا بد من فهم أن الابتكار يتقاطع مع جميع أبعاد دورة الأغذية على طول سلسلة الإمداد بكاملها.

44-         وفي شهر ديسمبر/كانون الأول 2019، وافق مجلس المنظمة على اقتراحي بإنشاء مكتب جديد للابتكار من أجل المساعدة على ضمان تطبيق المنظمة للعلم والتكنولوجيا الحديثين، واعتماد نُهج مبتكرة في عملها، على الصعيدين الخارجي والداخلي.

45-         وقد قمنا مؤخرًا بتعيين أول رئيسة للعلماء لدينا وهي ستشكل جزءًا من فريق القيادة الرئيسي في المنظمة الذي يدعم الابتكارات في جميع مجالات ولايتنا؛ وهي السيدة أسمهان الوافي، العالمة الكندية المغربية المحترمة التي قضت فترات طويلة من حياتها المهنية في الوكالة الكندية لتفتيش الأغذية.

46-         وأنا متأكد من أنكم ستوافقون جميعًا على أننا بحاجة إلى قوة الابتكار من أجل إطعام عدد السكان المتزايد، ومواجهة تحديات الظروف المناخية القاسية، وتكثيف الإنتاج الزراعي بطرق مستدامة، والقيام على نحو فعال بدعم المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة وزيادة إنتاجيتهم للمساعدة في إطلاق العنان لإمكانات الأعمال التجارية الزراعية وتمكين النساء والشباب.

47-         وباختصار، نحتاج إلى الابتكار من أجل إيجاد حلول عالمية. وينبغي أن يكون الابتكار متأصلًا في داخلنا.

إنّ إحدى الطرق العديدة التي أعتزم من خلالها استخدام الابتكار هي إحداث ثورة رقمية في الزراعة العالمية. واسمحوا لي أن أتناول هذا الموضوع بقليل من التفاصيل.

هاء- المنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية.

48-         لقد كان تعزيز الزراعة الرقمية والتنمية الريفية الرقمية من بين الإجراءات الخمسة التي بنيتُ عليها حملتي الانتخابية لمنصب المدير العام للمنظمة.

49-         وسلّطتُ الضوء على وجوب تمكين المزارعين باستخدام التكنولوجيات الرقمية في كفاحهم ضد الفقر، وشدّدتُ على الحاجة إلى العمل على تقليص الفجوة الرقمية بين البلدان والمناطق وبين المدن والأرياف.

50-         وتتيح التكنولوجيات الرقمية فرصًا فريدة لتحسين إنتاج الأغذية وتجارتها، خصوصًا بالنسبة إلى المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة، ولمساعدتنا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

51-         وفي يناير/كانون الثاني 2019، دعا المنتدى العالمي للأغذية والزراعة المنظمة إلى القيام، بالتشاور مع المنظمات الدولية الأخرى، بوضع مذكرة مفاهيمية لإنشاء منصة دولية للأغذية والزراعة الرقمية.

52-         وكان هذا الاقتراح ثمرة مشاورة مفتوحة وشاملة مع ما يقارب 355 جهة من أصحاب المصلحة من أكثر من 100 منظمة ساهمت بفعالية في إعداده.

53-         ودعا البيان الصادر عن المنتدى العالمي للأغذية والزراعة بتاريخ 18 يناير/كانون الثاني 2020 الأجهزة الرئاسية في المنظمة إلى دعم عملية إنشاء منصة دولية.

54-         وصادق مجلس المنظمة على التقارير التي تعرض اقتراح استضافة المنظمة للمنصة، وطلب استعراض اختصاصاتها من قبل اللجان الفنية ولجنة البرنامج. وقد أجرت بالفعل لجنتا الزراعة والغابات هذا الاستعراض.

55-         وتهدف المنصة الدولية إلى توفير منتدى شامل متعدد أصحاب المصلحة من أجل تحديد ومناقشة المنافع والمخاطر المحتملة لرقمنة قطاعي الأغذية والزراعة. ومن خلال الحوار، ستقوم المنصة بما يلي:

(‌أ)                 تعزيز التنسيق وسد الفجوة بين المنتديات الدولية ومتعددة الأطراف التي تُعنى بالاقتصاد الرقمي، والتي تُعنى بالأغذية والزراعة، وتعزيز الوعي بالقضايا الخاصة برقمنة قطاعي الأغذية والزراعة؛

(‌ب)             ورفع توصيات سياساتية إلى الحكومات، مثل الخطوط التوجيهية الطوعية أو غير ذلك من الصكوك غير الملزمة قانونًا، بهدف دعم صنع القرارات في المستويات العليا.

56-         وسوف تستضيف المنظمة المنصة الدولية من خلال آلية تنسيق تتسم بالمرونة والبساطة والتوافق، مع الامتثال للوائح المنظمة وقواعدها وإجراءاتها في الوقت ذاته. والمشاركة في هذه الآلية طوعية وسيتم تغطية التكاليف عن طريق المساهمات الطوعية.

57-         ومع ذلك، فإن حصول المنصة على التمويل الكافي لدعم تشغليها سيحدد مدى فعاليتها في تحقيق أهدافها.

58-         وأناشدكم جميعًا أن تطمحوا إلى الأعلى من أجل تحقيق الإمكانات الحقيقية للمنصة. فالزراعة الرقمية هي المستقبل، وعلينا أن نسعى جاهدين إلى جعلها حقيقة واقعية لكل مزارع أسري حول العالم.

لقد تناولت حتى الآن بعض المجالات المواضيعية الهامة والمبادرات الجديدة التي طرحتها في المنظمة. ولكن لن يتسنى تحقيق أي مما ذكرته من دون وجود الحوكمة الرشيدة والشفافية في المنظمة.

واو- الحوكمة والإصلاحات التنظيمية في المنظمة

59-         إن ما يقود ترتيبات الحوكمة لدينا هي الرؤية المتمثلة في تحقيق منظمة ديناميكية وفعالة وكفؤة.

60-         وبفضل اعتماد أحدث التكنولوجيات ووجود المرونة لدى موظفي المنظمة وأعضائها على السواء، قمنا بضمان الاستمرار السلس لمناقشات الأجهزة الرئاسية ومشاوراتها من خلال الاجتماعات الافتراضية. ويمثل اجتماع اليوم مثالًا ممتازًا على مدى تكيّفنا.

61-         وقد ضمنت أساليب العمل المبتكرة هذه إمكانية إحراز تقدم في تنفيذ التعديلات اللازمة على برنامج المنظمة والترتيبات التنظيمية، والمشاورات بشأن الإطار الاستراتيجي المقبل.

62-         وأنتم جميعًا على دراية بتحديث الحوكمة الداخلية، الذي تضمن إرساء هيكل تنظيمي مرن وقابل للتكيف بما يعكس وجود نهج معياري حديث، وكسر التقوقعات، وتشجيع التعاون، والسماح لنا بالاستجابة بشكل أفضل للاحتياجات المستجدة والأولويات المتغيرة.

63-         ونحن نجني بالفعل ثمار هذه التغييرات أثناء الجائحة، حيث استطاعت المنظمة أن تتكيف بسرعة وفعالية، لا سيما عن طريق إجراء قفزة نوعية نحو تحويل المنظمة إلى منظمة رقمية.

64-         وبات هناك الآن فريق قيادة رئيسي يدعمني في جميع مجالات ولاية المنظمة، ويتألف هذا الفريق من ثلاثة نواب للمدير العام، ورئيس الخبراء الاقتصاديين، ورئيسة العلماء، ومدير الديوان.

65-         ويقدم جميع رؤساء المكاتب والمراكز والشعب تقاريرهم إلى فريق القيادة الرئيسي، وهو ما ينشئ تنظيمًا مبسّطًا ينطوي على مساءلة قوية وإطار للرقابة الداخلية يتيحان التآزر والتشاور وتبادل المعلومات بين شتى أقسام المنظمة.

66-         ومن الآن فصاعدًا، سيُقاس عملنا على أساس خمسة أهداف هي "حقيقية وملموسة وتشاركية وشفافة ومتماسكة".

الملاحظات الختامية

أصدقائي الأعزاء،

67-         يمكنني أن أستطرد في أفكاري ورؤيتي بالنسبة إلى المنظمة والزراعة في العالم، لكنني أريد أن أحترم الوقت المتبقي لدينا والمداولات الهامة التي تنتظرنا خلال اليومين المقبلين.

68-         ويكفيني القول إنني سأجرؤ دائمًا على الحلم بعالم أفضل، عالم خالٍ من الفقر والجوع، وسأتحلى دائمًا بالشجاعة للسعي إلى هذا الحلم وتحقيقه.

69-         وأنا رجل في عجلة من أمري، وهذا لأني أريد ضمان حصول جميع الأشخاص الذين يقاسون الجوع، البالغ عددهم 700 مليون جائع، على الأغذية بشكل دائم.

70-         ولا يمكنني القيام بذلك بمفردي. وبكل تواضع، أمدّ يديّ وأدعوكم جميعًا للانضمام إلينا ومساعدة المنظمة على تحقيق أهدافها.

71-         وأود أن أشكر حكومتي كندا والولايات المتحدة الأمريكية على كونهما شريكين رئيسيين للمنظمة وعلى دعمهما المستمر لها.

72-         وأتمنى لكم مداولات مثمرة!

وشكرًا على حسن إصغائكم.