المدير العام شو دونيو

مجلس النواب الإيطالي - لجنة الشؤون الخارجية ولجنة الزراعة - مداخلة الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

21/10/2020

مجلس النواب الإيطالي 
لجنة الشؤون الخارجية ولجنة الزراعة
مداخلة الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

النسخة المعدّة للإلقاء

 

الأربعاء، 21 أكتوبر/تشرين الأول 2020

سعادة رئيس لجنة الشؤون الخارجية، سعادة رئيس لجنة الزراعة، 

سعادة السادة النواب الكرام،

حضرات السيدات والسادة،

    1-         أتوجه بداية بالشكر إلى كل من لجنة الشؤون الخارجية ولجنة الزراعة على دعوتهما الكريمة للانضمام إليكم في جلسة اليوم. 

    2-         ولقد احتفلنا للتو بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة يوم الجمعة الماضية من خلال عرض شريط فيديو رائع على جدران المقر الرئيسي والكولوسيوم. 

    3-         وهذه رسالة موجهة من المنظمة مفادها أننا نتشاطر هذا الاحتفال مع المواطنين في روما ومع الإيطاليين جميعًا ومع العالم بأسره. 

    4-         كما أنها عربون تقدير لأبطالنا للأغذية، نساء ورجالاً الذين لم يتوقفوا يومًا عن الإنتاج أو الزرع أو الحصاد أو الصيد أو النقل لإيصال الأغذية إلى مجتمعاتهم المحلية وإلى أبعد منها حتى - بما يساعد على نمو عالمنا وتغذيته واستدامته.  

    5-         وإنّ هذا الاحتفال متصل بشكل وثيق أيضًا بتقديرنا الخالص لما أبدته إيطاليا من سخاء والتزام لاستضافة المنظمة في قلب العاصمة روما. 

    6-         ومنذ أن أبحرت السفينتان "ساتورنيا" و"فولكانيا" من واشنطن في مطلع ربيع سنة 1951 وعلى متنهما 76موظفًا وأسرهم لتصبح إيطاليا موطنهم الجديد، أصبح موظفونا جزءًا من نسيج هذه العاصمة العالمية الحافلة بالتاريخ. 

    7-         ومعًا، يمكننا أن ننظر إلى الوراء بفخر إلى ما حققته المنظمة من إنجازات لإعادة إحياء الزراعة المعدومة والمساعدة في إعادة بناء عالم دمرته الحرب العالمية الثانية. 

    8-         وخلال العقود الأخيرة، ازداد إنتاج المزارع بأضعاف وتم تجنّب المجاعات وجرى إنقاذ مئات الملايين من براثن الجوع والفقر. 

    9-         فأصبحت المنظمة مركزًا للمعرفة والخبرة من خلال حرصها على تشاطر القواعد والمعايير والتكنولوجيات الجديدة والعلوم في مختلف أنحاء العالم لما فيه خير البشرية جمعاء. 

 10-         وأصبحنا شريكًا موثوقًا به ومنتدى حياديًا محترمًا للأعضاء حيث يجتمعون لبحث مختلف جوانب الزراعة ومصايد الأسماك والحراجة وغيرها الكثير من المجالات. 

***

 11-         خلال العام الفائت، خاضت المنظمة عملية تحول جذرية وإصلاحات كبرى أفضت إلى ثقافة مؤسسية قائمة على الابتكار من حيث شراكاتنا وطريقة تفكيرنا وأسلوب عملنا. 

 12-         فقمنا بتبسيط هيكل المنظمة لجعلها تتسم بقدر أكبر من الحداثة والمرونة والكفاءة بما يمكّنها من تقديم الدعم للأعضاء على نحو أفضل من أجل تحقيق إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل. 

 13-         وإننا نعمل جاهدين حاليًا من أجل بناء منظمة رقمية وتعزيز خدماتنا الرقمية التي نوفرها للأعضاء لكن بموازاة استخدام أفضل ما يكون من تكنولوجيات رقمية إلى عالم الأغذية والزراعة من خلال المنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية. 

 14-         لكن، رغم كل من تحقق من تقدم، لم ننجز عملنا بعد ولا تزال تحديات هائلة ماثلة أمامنا. 

 15-         فعلى مستوى العالم، كان لا يزال نحو 690 مليون نسمة يعانون نقص التغذية في عام 2019 حتى قبل تفشي جائحة كوفيد-19. ويعجز ثلاثة مليارات عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي. 

 16-         وكي لا نترك أحدهم خلف الركب، نركز بالدرجة الأولى على البلدان والمناطق الأشد تأثرًا من حيث مستويات الجوع والفقر. 

 17-         لذا أطلقنا مبادرة العمل يدًا بيد التي ترمي إلى تسريع عجلة التحول الزراعي والتنمية الريفية المستدامة استنادًا إلى بيانات ومعلومات عن البلدان الأفقر. 

 18-         وتعتمد هذه المبادرة على أحدث التكنولوجيات على غرار المنصة الجغرافية المكانية الخاصة بمبادرة العمل يدًا بيد التي توفر معلومات أساسية لصنع القرارات ومختبر البيانات للابتكار في مجال الإحصاءات والذي يجمع بين مصادر البيانات غير التقليدية والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وعلم البيانات من أجل صنع القرارات وتقييم الأثر. 

 19-         كان هذا كله قبل كوفيد-19، هذه الجائحة التي أفضت إلى أزمة كبرى لا مثيل لها في تاريخنا الحديث.

 20-         أزمة كشفت النقاب عن هشاشة نظمنا الزراعية والغذائية وضعف سلاسل إمداداتنا الغذائية وعدم ثبات القوة العاملة الزراعية والخط الرفيع الذي يفصل العديد من الأسر عن الفقر. 

 21-         ويفيد آخر تقييم أجريناه بأنّ الجائحة قد تدفع بنحو 132 مليون شخص إضافي إلى صفوف ناقصي التغذية في العالم في سنة 2020.

 22-         لذا بدأنا التوعية منذ أن تفشت الجائحة لكي يكون القادة وصانعو القرارات على دراية تامة بخطر تحول الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية. 

 23-         وقمنا لذلك بإعداد برنامج شامل للاستجابة لكوفيد-19 والتعافي منها. 

 24-         وهو برنامج يسعى إلى التخفيف من وطأة التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية الفورية بموازاة تعزيز قدرة النظم الغذائية وسبل العيش على التعافي والصمود في الأجل البعيد - تماشيًا مع نهج الأمم المتحدة إزاء "البناء من أجل التحويل" وسعيًا إلى تنفيذ أهداف خطة التنمية المستدامة لعام 2030. 

 25-         وإني أرحّب أشدّ ترحيب بما تبذله إيطاليا من جهود لدعم إطلاق برنامج الاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها ومبادرة العمل يدًا بيد من خلال التحالف من أجل الغذاء. 

 26-         وفي شهر يوليو/تموز، عقدنا مشاورة مع أكثر من 150 من ممثلي الأعضاء في المنظمة. ويسرني أن ألاحظ أنّ نحو 40 بلدًا قد أبدت اهتمامها في أن تكون شريكًا فاعلاً في التحالف من أجل الغذاء. 

 27-         وإنّ عملنا المشترك في إطار هذا التحالف ماضٍ قدمًا. ونحن ننظر إليه على اعتباره آلية بين أصحاب مصلحة متعددين وقطاعات عديدة لحشد الموارد والخبرات والابتكار اللازم للاستجابة، ليس لجائحة كوفيد-19 فحسب، وإنما أيضًا ولعله الأهمّ لإنجاز عملية التحول المنشودة في النظم الزراعية والغذائية. 

 28-         وهذا التحالف، من خلال تشجيع الحوار وتبادل المعارف والخبرات بين البلدان والعمل معًا على خطط عمل موجهة نحو إيجاد الحلول، سوف يوسّع نطاق شراكتنا المشتركة وقاعدة الدعوة لإحداث أثر أطول أجلاً. 

 29-         ونحن الآن بصدد التحضير لإطلاق التحالف من أجل الغذاء في مطلع شهر نوفمبر/تشرين الثاني خلال حدث رفيع المستوى وإننا نتطلع إلى تشجيعكم ودعمكم المستمرين. 

 30-         فإنجاز إجراءات ملموسة يتطلب منا جميعًا العمل بشكل متضافر من أجل التصدي لتأثيرات الجائحة وإحداث عملية التحول اللازمة في النظم الزراعية والغذائية. 

سعادة السادة النواب الكرام،

 31-         يقرّ إعلان خطة عام 2030 بـ"الدور الأساسي الذي تضطلع به البرلمانات الوطنية من خلال سن التشريعات واعتماد الميزانيات ودورها في كفالة المساءلة عن فعالية تنفيذ التزاماتها". 

 32-         وأنتم، بصفتكم أعضاء في البرلمان، في موقع مميزّ يخولكم تشجيع السياسات والتشريعات التي تضع الإنسان في صلبها واعتماد هذه السياسات والتشريعات بما يكفل عدم ترك أحد خلف الركب. 

 33-         وإنّ المنظمة تفخر بأن تكون شريككم في هذه الرسالة النبيلة من أجل استئصال الجوع والقضاء على الفقر وبناء عالم من الوئام والتضامن. 

GRAZIE - شكرًا جزيلاً على إصغائكم.