المدير العام شو دونيو

الاجتماع المشترك بين الدورة الثانية والثلاثين بعد المائة للجنة البرنامج والدورة الثامنة والثمانين بعد المائة للجنة المالية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

08/11/2021

الاجتماع المشترك بين الدورة الثانية والثلاثين بعد المائة للجنة البرنامج

والدورة الثامنة والثمانين بعد المائة للجنة المالية

الكلمة الافتتاحية

يلقيها

الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021

 

8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021

أصحاب السعادة، حضرات المندوبين الكرام،

حضرات الزملاء والأصدقاء الأعزاء،

 

1-         أشعر اليوم بتفاؤل حذر إزاء الفرص العديدة المتاحة لنا فيما ندخل في مرحلة التعافي والبلدان تخرج ببطء من الجائحة.

2-        وكما قلت لقادة مجموعة العشرين في نهاية الأسبوع الماضي، لديّ إيمان راسخ بأن التطورات الكبيرة يمكنها أن تحل المشاكل الكبيرة والتطورات الصغيرة لا تحل سوى المشاكل الصغيرة، فيما غياب التطور يؤدي إلى تراكم المشاكل!

3-         ومن هذا المنطلق، تواصل منظمة الأغذية والزراعة تقديم الدعم الكامل لما يبذله الأعضاء من جهود في سبيل إعادة البناء على نحو أفضل.

4-         ويجدر بنا العمل معًا على نحو أكثر فعالية وكفاءة من أجل إعادة منح التطورات الكبيرة مكانة رئيسية في مضيّنا قدمًا نحو الواقع الجديد.

5-         ومن خلال برنامج المنظمة للاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها، لا زلنا نواصل مد يدنا إلى شرائح واسعة من سكان المناطق الريفية وإعادة إطلاق الأنشطة الاقتصادية مع حرصنا على تقديم الدعم بطريقة منصفة وفعالة وفي الوقت المناسب.

6-         ولقد تحوّل تركيزنا الآن من الاستجابة السريعة إلى الجهود الرامية إلى إعادة البناء على نحو أفضل وأقوى لتحويل النظم الزراعية والغذائية.

7-         وتشمل هذه الجهود استخدام البيانات والتكنولوجيا الرقمية والابتكار لمساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة عبر ربط الحماية الاجتماعية بسبل العيش في المناطق الريفية، وتمكين المرأة، وتقديم المساعدة الإنسانية، وتعزيز الاستثمارات.

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

8-        لقد حققنا معًا إنجازات عديدة في الأشهر الستة الأخيرة. فاسمحوا لي أن أقدم لمحة عامة عنها وعن الأنشطة الرئيسية التي اضطلعنا بها منذ انعقاد الدورة الأخيرة للمجلس.

9-         لقد شهد الوضع القائم في ما يتعلق بجائحة كوفيد-19 تحسنًا مطردًا في إيطاليا إذ أدت حملة التلقيح إلى حصول غالبية السكان الإيطاليين على اللقاح، بما في ذلك 90 في المائة من موظفي المقر الرئيسي لمنظمة الأغذية والزراعة.

10-       وحتى الآن، لم يتجاوز الحضور في المكاتب نسبة 25 في المائة. وفي المرحلة التالية الممتدة حتى نهاية السنة، نسعى إلى زيادة العودة الطوعية إلى مكان العمل بنسبة تتراوح بين 30 و50 في المائة مع الاستمرار في الوقت نفسه في العمل عن بُعد في ظلّ تحوّل منظمة الأغذية والزراعة إلى منظمة رقمية.

11-       وقد أعدنا مؤخرًا فتح مباني المنظمة أمام الأعضاء في إطار عملية تدريجية ترمي إلى تيسير عملهم وحضورهم في المنظمة وفقًا لتدابير السلامة والتدابير الوقائية التي يتعيّن علينا جميعًا أن نتقيّد بها والتي تتوقف على تطوّر الوضع الوبائي.

12-      ولقد تم تكييف خطط العودة في جميع أنحاء العالم تكييفًا ديناميكيًا مع الوضع القائم محليًا وبما يتفق مع تدابير السلامة المعتمدة من جانب الحكومات الوطنية والتوجيهات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية والفرق القطرية التابعة للأمم المتحدة في إطار النهج المشترك لمنظومة الأمم المتحدة.

13-       وأصبح فريق إدارة الأزمات العالمية التابع لمنظمة الأغذية والزراعة راسخًا جيدًا كآلية فعالة لضمان بقاء الأقاليم على اطلاع على آخر التدابير المطبقة من جانب المقر الرئيسي من أجل تيسير تكييفها مع الظروف والأولويات المحلية.

14-       ويواصل طاقم التلقيح العالمي ضد كوفيد-19 الذي تشكل بموجب مبدأ منظمة الأغذية والزراعة الواحدة، ببذل الجهود للتلقيح ولقد بدأ التخطيط بالفعل لإعطاء الجرعة الثالثة من اللقاح في إيطاليا فيما الجولة الثانية من برنامج التلقيح ضد كوفيد-19 على نطاق منظومة الأمم المتحدة جارية في المكاتب الميدانية.

15-      وفي أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، كان جميع الموظفين في 37 مكتبًا قطريًا قد عادوا إلى العمل في مكاتبهم، بزيادة نسبتها 60 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020؛ ولا يزال الموظفون في 23 مكتبًا قطريًا فقط يعملون عن بُعد بشكل كامل مقارنة بنسبة 49 في المائة في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

16-      وبشكل عام، تم بذل مجهود كبير للبقاء والعمل مع تحقيق نتائج فعالة كما يتبيّن من أرقام برامجنا الميدانية.

17-       وبفضل فريق إدارة الأزمات، تمكّنا من تحقيق هذا التحوّل مع التركيز على القدرة على الصمود والقدرة على العمل في الظروف الصعبة.

18-       ولقد تم تكييف الأدوار والإجراءات والخطوط التوجيهية لتعزيز قدرة المنظمة على العمل بقدر أكبر من السرعة والمرونة.

19-      ولقد استمر التحوّل إلى مكان العمل الرقمي طيلة عام 2021، وتم اعتماد أساليب عمل مختلطة بموازاة التعاون الإلكتروني الوثيق، حيث عقد أكثر من 500 000 اجتماع إلكتروني وقرابة 2 000 ندوة إلكترونية في الأشهر العشرة الأولى من عام 2021.

20-       ولقد استثمرنا أيضًا في تجديد المباني الموجودة في جميع المقار وفي إجراء تقييم هيكلي لها.

21-       وفي المكاتب القطرية، شمل ذلك تكييف نظم مكيّفات الهواء والإضاءة مع معايير السلامة والأمان وزيادة اعتماد النظم التي تعمل على الطاقة الشمسية.

22-       وتشهد أعمال التجديد في المقر الرئيسي للمنظمة تقدمًا سريعًا لجعل بيئة العمل أكثر أمانًا وديناميكية. 

23-       ويسمح المدخل الرئيسي الجديد بتعزيز الهوية المؤسسية الجديدة للمنظمة.

24-       وهناك أعمال أخرى جارية بفضل الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة المضيفة، بما تشمل الواجهة الخارجية وأعمال التدعيم الهيكلي الرئيسية، وسيتم إنشاء غرف جديدة في الطابق الثامن بفضل دعم البلدان المانحة.

25-       ولقد أثبتت المنظمة قدرتها الهائلة على التكيّف مع المتطلبات الصعبة التي فرضتها جائحة كوفيد-19، حيث أنها حافظت على استمرارية عملها وحمت صحة موظفيها وسلامتهم ورفاههم.

26-       وسيتواصل تطبيق التدابير المتصلة بالأزمة لبعض الوقت غير أن هذه الأوقات العصيبة قد عززت أيضًا الابتكار والتحوّل الإيجابي اللذين سنمضي قدمًا بهما في الواقع الجديد الذي سنعيشه في عام 2022 وما بعد. 

27-       وبعد تأييد المجلس للإصلاحات الهيكلية في المقر الرئيسي، بدأ تطبيق التحوّل في الهياكل الإقليمية والإقليمية الفرعية أيضًا.

28-       وسوف نبني على إصلاحات المقر الرئيسي لضمان التآزر بينه وبين الأقاليم من أجل المساعدة على تعزيز العمل كمنظمة واحدة، وتشجيع التعاون، وكسر التقوقعات.

29-       ونحن نسعى إلى تعزيز قدرات المكاتب الإقليمية للمنظمة لكي تساهم في تطبيق الإطار الاستراتيجي للفترة 2022-2031 دعمًا لتحقيق خطة العام 2030. 

30-       وسيتم قياس نجاح الهياكل الإقليمية التي جرى إصلاحها من حيث تحسّن الملاءمة، والتوقيت، والكفاءة، والجودة الفنية، وفعالية الدعم المقدم للأعضاء عن طريق المكاتب القطرية. 

31-       وسيضمن إصلاح المكاتب الإقليمية وجود سمات مشتركة بين الأقاليم فضلًا عن خصائص فريدة بكل إقليم وذلك بالاستناد إلى المصالح المشتركة والميزات النسبية الإقليمية على السواء.

32-       وتقع المساءلة الرئيسية عن الأقاليم على عاتق الممثلين الإقليميين الذين يتولون مسؤولية قيادة التغيّرات لزيادة فعالية المنظمة وكفاءتها.

33-       ولقد بدأت الإصلاحات بالفعل من خلال اعتماد نهج برامجي ودمج الدعم المعياري والتقني والتشغيلي والاستثماري والسياساتي، وهناك تركيز جديد على وظائف من قبيل الاستشراف الاستراتيجي، والابتكار، والرقمنة، ومبادرة العمل يدًا بيد، التي تحظى بدعم فرق المهام الفنية.

34-       ولقد أجرت المنظمة للمرّة الأولى استعراضًا داخليًا شاملًا لنموذج العمل الخاص بالمكاتب القطرية. 

35-       وسيتطلّب نجاح الإصلاحات الهيكلية تفكيرًا معمقًا، وتنفيذًا تكتيكيًا، وطرق تنفيذ فعالة. 

36-       وسيشكل هذا التحوّل البارز في الهياكل الإقليمية والإقليمية الفرعية محور تركيزنا في عام 2022 وسيجري إطلاع الأعضاء بانتظام على التقدم المحرز في هذا المجال. 

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء، 

37-       تعدّ مدونـة السلوك الأخلاقي الأولى لمنظمـة الأغذية والزراعة التي صدرت في شهر مايو/أيار من هذا العام ثمرة مشاورات مستفيضة بين أصحاب المصلحة في المنظمة، بما في ذلك مع جهازي تمثيل الموظفين. 

38-       وتشكل المدونة نقطة مرجعية محورية لسياسات المنظمة ولوائحها ونظمها كافة وتهدف إلى تشجيع ثقافة مكان العمل الأخلاقي.

39-       كما أنها ستساعد الموظفين على فهم لوائح المنظمة والامتثال لها وعلى فعل الصواب حتى في حال عدم وجود قواعد محددة. 

40-       وتشكل المادة الأولى من النظام الأساسي لموظفي منظمة الأغذية والزراعة والفصل الأول من النظام الإداري لشؤون الموظفين اللذين يحددان واجبات الموظفين والتزاماتهم وامتيازاتهم، الركيزة التي تقوم عليها المدونة.

41-       وتستند المدونة إلى مبادئ الاستقلال، والوفاء، وعدم الانحياز، والنزاهة، والمساءلة، واحترام حقوق الإنسان.

42-       ولا يزال منع جميع أشكال التحرش والتحرش الجنسي والتمييز والاستغلال الجنسي وسوء استعمال السلطة ومكافحتها، الأولوية بالنسبة إلى المنظمة.

43-       وإني أعيد التأكيد، جنبًا إلى جنب مع فريق القيادة الرئيسي، على التزامنا القوي بسياسة عدم التسامح المطلق التي تتبناها المنظمة إزاء جميع أشكال سوء السلوك، وبتأمين بيئة مؤسسية يشعر فيها الموظفون بالأمان لرفع الصوت وحيث يمكنهم التعويل فيها على الاستجابة السريعة والعادلة.

44-       وتسعى المنظمة جاهدة إلى إحراز التقدم وإدخال التغييرات في ثقافتها لكي تركّز على تهيئة بيئة عمل جديدة تضع العنصر البشري في صميمها.

45-       وتحظى هذه العملية بدعم خطوط توجيهية تشمل خارطة طريق المنظمة التي تحدد الجهات التي يمكن أن يلجأ إليها الموظفون عند الحاجة، وبدعم الخطوط التوجيهية الجديدة لعمليات التحقيق التي جاءت نتيجة التزام المنظمة على مستوى الأمم المتحدة. 

46-       ونحن نعمل أيضًا على مواصلة رفع مستوى وعي جهات الاتصال في الميدان وعلى بناء قدراتها لضمان امتثال المنظمة على نطاق واسع. 

47-       إضافة إلى ذلك، وتماشيًا مع التوصية الصادرة عن لجنة الإشراف الاستشارية، فإنني بصدد إنشاء لجنة داخلية جديدة معنية بالسلوك في مكان العمل والحماية من الاستغلال والانتهاك الجنسيين لتحل محل فريق المهام الداخلي الحالي.

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

48-       يشكل التحالف من أجل الغذاء مبادرة مهمة ترتبط بالاستجابة لجائحة كوفيد-19، ولقد قدم هذا التحالف إسهامات ودعمًا فنيين لعملية التحضير لاجتماع وزراء الخارجية في بلدان مجموعة العشرين الذي عقد في يونيو/حزيران وأدى إلى صدور إعلان ماتيرا بشأن الأمن الغذائي والتغذية والنظم الغذائية. 

49-       وقد أقرّ هذا الإعلان بالتحالف من أجل الغذاء على أنه آلية تنسيق مرنة لتوفير القيادة السياسية من أجل حشد الدعم المالي والفني للبلدان التي هي في أمس الحاجة إليه، وذلك بموازاة مواصلة عمله على رفع مستوى الوعي بشأن الأمن الغذائي والتغذية والنظم الزراعية والغذائية المستدامة.

50-       ويوفر إعلان ماتيرا والإعلان النهائي لقادة مجموعة العشرين الذي اعتُمد في روما في نهاية الأسبوع الماضي، مسارًا واضحًا لوضع الأمن الغذائي في صلب المناقشات، وتسليط الضوء على نهج الصحة الواحدة، وتمكين النساء والشباب، وتكييف النظم الزراعية والغذائية مع أزمة المناخ، كما أنهما يُبرزان الحاجة إلى الاستثمارات التحفيزية.

51-       ولقد استجاب أكثر من 35 بلدًا من مختلف الأقاليم لنداء تقديم المقترحات الذي أطلقه التحالف من أجل الغذاء بغية مضافرة الجهود وبناء تحالفات بين أصحاب مصلحة متعددين بين البلدان ومع أصحاب المصلحة الذين لديهم اهتمام مشترك بمواجهة التحديات الملموسة على الأرض.

52-       ولقد تم تقييم المقترحات من خلال استعراض ملاءمتها وفعاليتها وأثرها واستدامتها، ويقوم حاليًا التحالف من أجل الغذاء بإعداد أول حافظة تضمّ 10 مقترحات مختارة لعرضها على الأعضاء.

53-       ويتيح التحالف من أجل الغذاء فرصة لمواصلة تعبئة البلدان في مجموعة العشرين وخارجها من أجل دعم الأشخاص الأشد ضعفًا وبناء الائتلافات الاستراتيجية حول مجالات العمل ذات الأولوية.

54-       وإني أشجّعكم على الانضمام إلى هذه المبادرة وتقديم دعمكم السياسي والمالي والفني لتلبية الاحتياجات الملموسة على الأرض.

55-       ولقد ولّد المؤتمر السابق لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية والقمة نفسها زخمًا كبيرًا للمضي قدمًا في تحويل النظم الزراعية والغذائية.

56-       وتكلل المؤتمر السابق للقمة الذي تم تنظيمه بالتعاون الوثيق مع حكومة إيطاليا، بنجاح كبير وشكل نقطة تلاقي حيث حضره شخصيًا أكثر من 500 مندوب، بما في ذلك 62 وزيرًا، من 108 بلدان وانضم إليه أكثر من 22 000 شخص من 183 بلدًا بصورة افتراضية.

57-      وقدمت المنظمة دعمًا فنيًا وتشغيليًا كبيرًا للمبعوث الخاص أثناء العملية المؤدية إلى المؤتمر السابق لقمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية وإلى القمة نفسها، وستؤدي المنظمة الآن دورًا قياديًا في تنسيق تنفيذ إجراءات متابعة القمة على الصعيد القطري.

58-       وستستضيف المنظمة مركز التنسيق لدعم المتابعة المتسقة للقمة وتيسير التنفيذ القطري للمسارات الوطنية مع التشجيع في الوقت نفسه على تشكيل مجموعة شاملة من الشركاء والجهات العلمية والجهات المعنية لضمان الدعم المتسق والمتوائم والمؤثر.

59-       وسيوفّر المركز أيضًا حيزًا للمشاركة النشطة للشباب والنساء والسكان الأصليين والقطاع الخاص.

60-       وستقوم مجموعة استشارية لأصحاب المصلحة بقيادة عملية تنظيم حدثين سنويين لرفع التقارير من أجل عرض التقدم الذي تحرزه البلدان والجهات المعنية في الوفاء بالتزاماتها.

61-       ومن موقعي كمدير عام للمنظمة، وافقتُ على استضافة مركز التنسيق انطلاقًا من اعتقادي بأنه يتعيّن على منظمة الأغذية والزراعة أن تقود هذه العملية باعتبارها المنظمة المكلّفة بدعم التنمية المستدامة لقطاعي الإنتاج الزراعي والغذائي. 

62-       وعلاوة على ذلك، فإن الدعم الذي سيطلبه الأعضاء لتحويل نظمهم الزراعية والغذائية يتسق تمامًا مع إطارنا الاستراتيجي الجديد. 

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

63-       لا يزال الجراد الصحراوي يمثل أولوية. ولقد تمت معالجة حوالي 2.2 مليون هكتار من الأراضي في منطقة القرن الأفريقي الكبرى واليمن منذ يناير/كانون الثاني 2020. 

64-       وتمكّن حوالي 40 مليون شخص من تفادي انعدام الأمن الغذائي وأزمة معيشية بفضل الجهود الجماعية التي بذلتها المنظمة والحكومات والدعم المالي الذي بلغت قيمته 243 مليون دولار أمريكي والذي قدّمه أكثر من 29 شريكًا مختلفًا في المجالين الإنساني والإنمائي. 

65-       ورغم تحسّن حالة الجراد الصحراوي بشكل ملحوظ منذ بداية الفورة، إلا أنه من المتوقع حدوث تكاثر في المناطق التي هطلت فيها الأمطار في شهر أكتوبر/تشرين الأول، كما يتوقع هطول المزيد من الأمطار خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني في بعض أجزاء شرق أثيوبيا وشمال الصومال وسواحل اليمن.

66-       وفي حين أنه من المرجح استمرار الفورة حتى مطلع عام 2022 على الأقل، من الضروري أن تبقى آليات المراقبة والاستجابة قائمة.

67-       وستواصل المنظمة رصد حالة الجراد الصحراوي العالمية عن كثب من خلال دائرة معلومات الجراد الصحراوي العالمية التابعة لها.

68-       ولقد تم دمج أكثر من اثني عشر نوعًا جديدًا من التكنولوجيا في هذه الدائرة وفي البرامج الوطنية الخاصة بالجراد من أجل تحسين الرصد والإنذار المبكر والاستجابة.

69-       وتواصل دودة الحشد الخريفية انتشارها في آسيا والمحيط الهادئ والشرق الأدنى.

70-       وتفيد التقارير بأن هذه الآفة باتت موجودة الآن في أكثر من 75 بلدًا خارج الأمريكيتين حيث ورد التقرير الأخير من جزر سليمان.

71-       وتشير تقديرات مستقلة إلى أن الخسائر في الغلات الناجمة عن انتشار دودة الحشد الخريفية في أفريقيا تبلغ حوالي 9.4 مليارات دولار أمريكي في السنة - وهذه الخسائر هي الأكبر بين جميع الأنواع الغريبة الغازية الموجودة في القارة.

72-       ويتم تنفيذ العمل العالمي لمكافحة دودة الحشد الخريفية في 8 مناطق جغرافية تتواجد فيها الآفة الآن، مع وجود بلد نموذجي واحد في كل منطقة جغرافية و54 بلدًا في مختلف المناطق جرى توسيع نطاق العمل فيها.

73-       ولقد شهد عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد والذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية الطارئة، زيادة مطردة خلال السنوات الخمس الأخيرة بسبب الجائحة، والنزاعات، والأحوال الجوية القصوى، والأمراض، وحالات الطوارئ الإنسانية الأخرى.

74-       وفي عام 2020، ارتفع هذا العدد بشكل حاد إلى 155 مليون شخص وبات يبلغ الآن 161 مليون شخص.

75-       ومما يثير القلق بشكل خاص تفاقم نطاق وشدّة أكثر أشكال انعدام الأمن الغذائي حدّة. 

76-       وفي عام 2021، كان هناك حوالي 41 مليون شخص في 43 بلدًا في المرحلة الرابعة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي التي يعانون فيها من مستويات الطوارئ لانعدام الأمن الغذائي الحاد، الأمر الذي ينطوي على زيادة في معدل الوفيات وخسارة لا رجعة فيها في سبل العيش. 

77-       وترافقت هذه الزيادة في معدلات الجوع مع نمو مطرد في تمويل الاستجابة الإنسانية للأمن الغذائي، ما يساعد على تلبية الاحتياجات الفورية وإبقاء الأشخاص على قيد الحياة ولكن من دون أن تترتب عن ذلك آثار إيجابية طويلة الأجل. 

78-       ويجدر بنا معالجة الأسباب الرئيسية الكامنة وراء استمرار ارتفاع مستويات الجوع الحاد من خلال بذل جهود متضافرة أكثر للانخراط على امتداد الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام. 

79-       ومن خلال الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية التي تشارك منظمة الأغذية والزراعة في قيادتها، نؤدي دورًا قياديًا في مجالات التحليل المشترك ووضع البرامج والسياسات من أجل الوقاية من الأزمات الغذائية والتصدي لها.

80-       ويمكن لاتباع نهج الترابط هذا أن يسفر عن أفضل النتائج في ما يتعلّق بالأمن الغذائي، مع قيام المساعدة الإنسانية بمعالجة ارتفاع مستويات الجوع والدعم الإنمائي بالتصدي للدوافع الكامنة وراءه. 

81-       ويتيح قطاع الإنتاج الزراعي والغذائي نقطة دخول مثالية لنهج الترابط بما أنه المصدر الرئيسي لسبل عيش غالبية الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. 

82-       ويتمتع هذا القطاع أيضًا بقدرة ملحوظة على الصمود في سياقات النزاعات ويميل إلى التعافي بسرعة عندما يعود الاستقرار وتطبّق السياسات والاستثمارات الملائمة.

83-       وكانت منظمة الأغذية والزراعة، اعترافًا منها بأهمية الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام، وكالة الأمم المتحدة الأولى التي تجري تقييمًا لعملها في هذا المجال مع "تقييم مساهمة منظمة الأغذية والزراعة في الترابط القائم بين العمل الإنساني والتنمية والسلام للفترة 2014-2020" الذي تم استكماله خلال الفصل الثاني من عام 2021. 

84-       وتمت استشارة أكثر من 600 زميل على نطاق المنظمة لإعداد استجابة الإدارة وتم قبول جميع التوصيات المدرجة في التقييم. 

85-       واعترفت قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية بالأهمية الحاسمة التي يتمتع بها نهج الترابط في تحويل النظم الزراعية والغذائية، ويركّز أحد الائتلافات التي تشكلت بعد القمة تركيزًا خاصًا على الترابط بين العمل الإنساني والتنمية لإدامة السلام وتؤدي الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية دور الأمانة الخاصة به.

86-       وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول، شاركتُ في اجتماع رؤساء اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات الذي يعقد مرّتين في السنة والذي حدد الترابط بين العمل الإنساني والتنمية والسلام كأولوية استراتيجية في فترة السنتين القادمة مع الإقرار بالحاجة إلى الانخراط على نحو أفضل مع الجهات الفاعلة المعنية بالتنمية للحد من الاحتياجات الإنسانية في الأجل الطويل.

87-       ولا تزال المنظمة عضوًا ناشطًا في مجموعة النتائج المعنية بالتعاون الإنمائي والإنساني التابعة للجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات. 

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

88-     في سبتمبر/أيلول، أطلقنا بنجاح التنمية الخضراء للمنتجات الزراعية الخاصة: مبادرة "بلدٌ واحد، منتجٌ واحد ذو أولوية".

89-     وتركّز هذه المبادرة على الأولويات القطرية والإقليمية للأعضاء، وترمي إلى تعزيز سلاسل القيمة كاملةً (الإنتاج، والتخزين، والخدمات اللوجستية، والتجهيز والتسويق) الخاصة بمنتج متخصص - يمكن أن يتمّ ترويجه في الأسواق الإقليمية والدولية.

90-     وتماشيًا مع استراتيجية المنظمة لإشراك القطاع الخاص، أطلقنا بوّابة CONNECT – وهي "محطة واحدة" تربط بين شراكات القطاع الخاص لتحويل النظم الزراعية والغذائية. 

91-     وقد أنشأتُ "لجنة المشاركة والشراكات" الداخلية الجديدة على مستوى القيادة الرئيسية، لضمان تلافي أي مخاطر أو التخفيف منها إلى الحد الأدنى على سمعة المنظمة أو المخاطر المالية الخاصة بها، من خلال إدارة ملائمة للمخاطر.

92-     ومن المهم أن تكون المنظمة مدركةً للمخاطر، وليس أن تعزف عنها.

93-     وسوف يُعرض إطار العناية الواجبة لتقييم المخاطر وإدارتها، فضلاً عن اختصاصات المجموعة الاستشارية غير الرسمية للقطاع الخاص، على لجنة البرنامج للنظر فيها مع إمكانية ضمّها كملاحق بالاستراتيجية.

94-     ومنذ انعقاد الدورة الأخيرة للجنة البرنامج، ازدادت الاقتراحات المقدّمة من المكاتب الميدانية للمنظمة بشأن إشراك القطاع الخاص مع جهات فاعلة وقطاعات مختلفة، بما يعكس التزام المنظمة بمعالجة توصياتكم من أجل وضع حافظة تتسم بقدر أكبر من التنوع والتوازن. 

95-     وتنخرط المنظمة أكثر فأكثر في العمل مع الشباب، من خلال حملاتنا العالمية وأنشطتنا في مجال التوعية، بما في ذلك منتدى الأغذية العالمي الذي يقوده الشباب بقيادة لجنة شؤون الشباب في المنظمة، ويوم الأغذية العالمي للشباب.

96-     وعملت المنظمة مؤخرًا مع الحكومة الإيطالية على إطلاق المسار التثقيفي في الحديقة الخضراء لمجموعة العشرين في حديقةAppia Antica  في روما، بهدف تحفيز الشباب على اتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

97-     وقد أصبحت لجنة شؤون المرأة في المنظمة منصةً هامة لتبادل الأفكار والتدابير، ومناقشتها وعرضها من أجل تمكين النساء - ومن خلالهن لتمكين المنظمة. 

98-     وتلفت لجنة شؤون المرأة الاهتمام إلى العمل الذي يقوم به فريق المنظمة المعني بالمساواة بين الجنسين، وتدعم هذا العمل، بصورة خاصة من خلال تعميم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع أنشطة المنظمة، من أجل تحقيق استراتيجية بشأن المساواة بين الجنسين على نطاق منظومة الأمم المتحدة ككلّ.

99-     وفي إطار أنشطة المنظمة الرئيسية في مجال التوعية والتواصل، أكّد يوم الأغذية العالمي لعام 2021 دوره الحاسم في الترويج لرؤية المنظمة والعمل على المستوى العالمي، وعزّز الدعوة إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية، فضلاً عن دور المنظمة بوصفها وكالة الأمم المتحدة الرائدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

100-   وفي سبتمبر/أيلول، عرضتُ على اجتماع وزراء الزراعة في بلدان مجموعة العشرين رسالةً وصلتني من السيد Thomas Pesquet، السفير الجديد للنوايا الحسنة لدى المنظمة ورائد الفضاء في الوكالة الأوروبية، من المحطة الفضائية الدولية.

101-   وقد تحدّث فيها عن أهمية تحويل النظم الزراعية والغذائية لصالح أجيال المستقبل، وكان قد اصطحب معه علم المنظمة - وأعتقد أنها المرة الأولى التي يسافر فيها علم المنظمة في رحلة إلى الفضاء!

102-   كما أن تعدّد اللغات واللغات المستخدمة في الحملات الدولية تزداد بشكل مطّرد، بما يضمن إيصال رسائل المنظمة إلى جمهور أكبر ضمن منطقة جغرافية واسعة.

103-   وقد وصل يوم الأغذية العالمي عام 2021 إلى الناس في أكثر من 40 لغة، في حين تمّت الإفادة عن السنة الدولية للصحة النباتية بـ33 لغة.

104-   وفي ظل تزايد انعدام الأمن الغذائي العالمي، تقوم المنظمة مع وكالات شقيقة أخرى في الأمم المتحدة بتوطيد أواصر تعاونها على المستويات العالمية والإقليمية والقطرية. 

105-   ويجب أن نحافظ معًا على الالتزام بإعادة تنظيم منظومة الأمم المتحدة الإنمائية وبتوسيع نطاق عملنا في السياقات الإنسانية، بما في ذلك من خلال توفير البيانات والأدلّة بصورة مشتركة، والتنسيق، والدعوة والتدخلات على أرض الواقع مع مجموعة الأمن الغذائي.

106-   ويساهم برنامج التعاون التقني للمنظمة أيضًا في تحقيق مقاصد أهداف التنمية المستدامة على المستوى القطري، وذلك بما يتواءم تمامًا مع منظومة الأمم المتحدة الإنمائية المعاد تنظيمها ومع إطارنا الاستراتيجي.

107-   وكانت الدعوة المشتركة من جانب الوكالات التي توجد مقارها في روما أساسية في جعل الأمن الغذائي أولويةً في إطار الاستجابة العالمية لجائحة كوفيد-19.

108-   وتشاركت الوكالات التي توجد مقارها في روما في إجراء عمليات تقييم لأثر جائحة كوفيد-19 من أجل معالجة آثارها الاجتماعية والاقتصادية في العديد من البلدان. 

109-   ونتبادل منتجات رئيسية مشتركة متصلة بالبيانات، مثل التقرير عن حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم، والتقرير العالمي عن الأزمات الغذائية والتقارير بشأن البؤر الساخنة للجوع.

110-   ومن خلال فرقة عمل الأمين العام للأمم المتحدة الرفيعة المستوى المعنية بمكافحة المجاعة، التي يشكل كل من منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي عضوين رئيسيين فيها، دعونا أيضًا بصورة مشتركة إلى جمع الموارد واتخاذ التدابير السياسية لتلافي انعدام الأمن الغذائي الكارثي والاستجابة له.

حضرات الزميلات والزملاء الأعزاء،

111-   نعرض عليكم اليوم التعديلات على برنامج العمل والميزانية للفترة 2022-2023.

112-   أولاً، أودّ أن أشكر الأعضاء على مشاركتهم طيلة العملية التفاعلية والشفافة لوضع الإطار الاستراتيجي للفترة 2022-2031.

113-   وقد أفضت روح التعاون والمشاركة الناشطة إلى إطار قوي وملائم للغرض المنشود، سوف يدعم الأعضاء بصورة كفؤة وفعالة وبطريقة متسقة.

114-   كذلك، نعبّر عن تقديرنا للقرارات المتخذة ونتّبع التوجيهات التي قدمتها الدورة الثانية والأربعون لمؤتمر المنظمة الذي انعقد في يونيو/حزيران من هذا العام حول الإطار الاستراتيجي، والخطة المتوسطة الأجل للفترة 2022-2025 وبرنامج العمل والميزانية للفترة 2022-2023.

115-   وتماشيًا مع النصوص الأساسية للمنظمة، باتت أمامكم الآن التعديلات على برنامج العمل والميزانية للفترة
2022-2023، الذي يشكل الوثيقة النهائية في هذه السلسلة قبل الانتقال إلى مرحلة التنفيذ في يناير/كانون الثاني 2022.

116-   وسوف تناقشون هذه الوثيقة بمزيد من التفصيل لاحقًا، إنما اسمحوا لي أن أقدّم لكم بعض النقاط البارزة فيها. 

117-   أقرّ المؤتمر الإطار الاستراتيجي للمنظمة مع السردية الاستراتيجية الخاصة به لدعم تنفيذ خطة عام 2030 عن طريق تحويل النظم الزراعية والغذائية لجعلها أكثر كفاءة وشمولاً وقدرة على الصمود واستدامةً.

118-   وصادق المؤتمر أيضًا على مخصصات الميزانية لفترة السنتين 2022-2023 بقيمة 1 005.6 ملايين دولار أمريكي، وقدّم التوجيهات بشأن جوهر الاقتراحات، كما تناولتها التعديلات الموجودة أمامكم اليوم.

119-   وفي هذا الخصوص، استعرضت المنظمة عددًا من مجالات الأولوية البرامجية وتوزيع مخصصات الميزانية بين الفضائل الأربع لضمان توازنٍ أفضل بين الركائز الثلاثة للتنمية المستدامة - الاقتصادية والبيئية والاجتماعية.

120-   وقد أوردنا وصفًا أكثر تفصيلاً لكيفية مواءمة إطار النتائج مع إعادة تنظيم منظومة الأمم المتحدة الإنمائية وأطر البرمجة القطرية للمنظمة.

121-    كذلك، ألقى المؤتمر الضوء على ضرورة التصدّي لأزمة المناخ والتنوّع البيولوجي، وضمان أن تشمل العلوم والابتكار جميع مجالات عمل المنظمة. 

122-   وفي هذا الخصوص، يسرّني الإشارة إلى استراتيجيتين مواضيعيتين جديدتين يتم إعدادهما حاليًا: الاستراتيجية بشأن تغيّر المناخ والاستراتيجية بشأن العلوم والابتكار.

123-   وتمنح هاتان الاستراتيجيتان الأولوية للعلوم والحلول المبتكرة والعمليات الشاملة، بالتوافق التام مع خطة التنمية لعام 2030، وسوف تشكلان أداتين رئيسيتين لتنفيذ الإطار الاستراتيجي الجديد خلال العقد المقبل.

124-   وسوف تحرص المنظمة على قيام إطار مساءلة قوي، حيث تتواءم الاستراتيجيتان المواضيعيتان مع الخطة المتوسطة الأجل وبرنامج العمل والميزانية، والصلات بمؤشرات الأداء الرئيسية، وبالغايات والمؤشرات ذات الصلة الخاصة بأهداف التنمية المستدامة.

125-   وتماشيًا مع خارطة الطريق الخاصة بكل استراتيجية، سوف نتشاور مع الأعضاء من خلال لجنة البرنامج، والمجلس والمؤتمرات الإقليمية، ومن خلال المشاورات غير الرسمية، والحوارات الإقليمية والخبراء الخارجيين.

126-   وسوف تُقدّم المسودات النهائية إلى المجلس في يونيو/حزيران 2022 للنظر فيها.

127-   إضافةً إلى ذلك، سوف تتواءم الاستراتيجيتان المواضيعيتان بشكل كامل مع الاستراتيجيات المواضيعية الأخرى للمنظمة بشأن مشاركة القطاع الخاص، وتعميم التنوع البيولوجي عبر القطاعات الزراعية والمسؤولية البيئية للمنظمة.

128-   وللمساعدة في المضي قدمًا في استراتيجية العلوم والابتكار، ولدعم تنفيذ العلوم الابتكار في الميدان، يتم تحويل موارد إضافية بقيمة 1.2 مليون دولار أمريكي إلى هذا المجال من دون أي كلفة على الإطلاق في برنامج العمل والميزانية المراجع للفترة 2022-2023.

129-   ولطالما شكّل الابتكار مكوّنًا رئيسيًا في رؤيتي الخاصة بالمنظمة.

130-   بالفعل، نحن بحاجة إلى العلوم والابتكار لتحقيق أهدافنا المشتركة، أي تحويل النظم الزراعية والغذائية لتغذية الشعوب، ورعاية كوكب الأرض، والنهوض بسبل العيش المنصفة وبناء نظم إيكولوجية قادرة على الصمود. 

131-   ولهذا السبب، يشكل مجال العلوم والابتكار العمود الفقري في إطارنا الاستراتيجي حيث يتمتع بأهمية مشتركة بين القطاعات في برنامج عمل المنظمة، إذ تستند عليه العوامل المسرّعة الأربعة وتندمج في مجالات الأولوية البرامجية العشرين.

132-   وستكون استراتيجية العلوم والابتكار شاملة، وستغطي جميع الاختصاصات العلمية وأنواع الابتكار ذات الصلة، بما في ذلك تلك المنبثقة عن معارف الشعوب الأصلية والمعارف المحلية.

133-   وسوف توفّر إطارًا لتعزيز قدرات المنظمة من أجل دعم البلدان في تسخير العلوم والابتكار، كما ستدعم تحوّل المنظمة إلى نموذج للأعمال أكثر تطلّعًا إلى المستقبل.  

134-   ويمثل المجال الخاص "بنظم زراعية وغذائية مكيّفة مع تغيّر المناخ وتخفف من حدة آثاره" أحد مجالات الأولوية البرامجية العشرين للمنظمة.

135-   وتحت المظلّة الشاملة للفضائل الأربع، سوف تكون الاستراتيجية المواضيعية الجديدة للمنظمة بشأن تغيّر المناخ ملائمة للغرض، حيث تتضمن رزمةً من الحلول المبتكرة والتغييرية من أجل التصدّي لأزمة المناخ ودعم تحويل النظم الزراعية والغذائية.

136-   ونظرًا إلى الحاجة الملحة إلى العمل في مجال المناخ، من المهم أن تتعدّى الاستراتيجية ممارسة العمل كالمعتاد للمساعدة في بلوغ الأهداف الخاصة بالمناخ، وبخاصة الأهداف الواردة في اتفاقية باريس وأهداف التنمية المستدامة.

137-   ولتنفيذ الاستراتيجية الجديدة، سوف تتضمّن خطة عمل خمسيّة مجموعةً من التدابير، وإطارًا للنتائج ومصفوفة تقييم وتقارير عن نتائجها، وسوف تتضمن خطةً لتعبئة الموارد من أجل تفعيل الاستراتيجية الجديدة.

حضرات الزميلات والزملاء الأعزّاء،

138-   بالنسبة إلى عام 2021، أعطت مبادرة المدن الخضراء للمنظمة الأولوية لإقليم أفريقيا، وفي يونيو/حزيران من هذا العام، أطلقنا برنامج العمل الإقليمي للمدن الخضراء في أفريقيا، وقّعت خلاله ست مدن أفريقية على خطابات نوايا خلال حفل خاص.

139-   وترتبط مبادرة المدن الخضراء ارتباطًا وثيقًا بمبادرات وبرامج أخرى للمنظمة، مثل مبادرة العمل يدًا بيد، وخطة عمل المنظمة حول الغذاء في المناطق الحضرية والبرنامج الخاص بغابات المراكز الحضرية، وخطة العمل العالمية بلد واحد، منتج واحد ذو أولوية".

140-   وفي ما يتعلّق بمبادرة العمل يدًا بيد، يسرّني الإعلان أن 45 بلدًا قد طلب حتى الآن الدعم لوضع برامجه الوطنية.

141-   وفي كل من هذه البلدان، وفي عدد من البلدان الأخرى، يستفيد أعضاء المنظمة من البيانات والأدوات والمنصّات التي وُضعت في إطار المبادرة من أجل تحديد الفرص الرئيسية المتاحة أمام توسيع نطاق الاستثمارات التحفيزية. 

142-   وبهدف وضع النهج الخاصة بها إزاء التنمية الشاملة والمستدامة للنظم الزراعية والغذائية والتحوّل الريفي.

143-   ومن خلال مشاورات مكثّفة مع الحكومات، وأصحاب المصلحة، والجهات المانحة والشركاء في التنمية الناشطين أصلاً في البلاد، تطبّق المنظمة تحليلات متطورة لتحديد الفرص المتاحة من أجل استخدام تحوّل النظم الزراعية والغذائية كقوة دافعة لاستئصال الفقر، والحدّ من سوء التغذية وخفض أوجه اللامساواة داخل الدول وبينها.

144-   وعلاوةً على ذلك، في البلدان الخمسة والعشرين التي تستفيد من دعم مبادرة العمل يدًا بيد، سوف نبدأ قريبًا العمل مع الحكومات لتحديد الشركاء المحتملين القادرين على المساعدة في تخطّي القيود، والحدّ من أوجه الضعف وإطلاق العنان للفرص المتاحة. 

145-   ونعمل مع الصندوق الأخضر للمناخ لاستكشاف إمكانية إعداد برامج متعددة البلدان، وعالمية وإقليمية فرعية للدول الجزرية الصغيرة النامية وبلدان الساحل الناطقة باللغة الفرنسية - وهي تشارك جميعها الآن في مبادرة العمل يداً بيد.

146-   وفي البلدان المشاركة في مبادرة العمل يدًا بيد، ينصبّ تركيزنا على الفئات الأشد فقرًا، وعلى صغار المنتجين، والعمال الريفيين، ومقدّمي الخدمات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

147.    وأودّ أن أثني أيضًا على تصميم الأعضاء على إحراز تقدّم على صعيد المنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية وصولاً إلى بدء العمل بها.

148-   وتعمل المنظمة حاليًا على تحديد المكوّنات التشغيلية لهذه المنصة:

149-   أولاً، مكوّن المجموعة الاستشارية: وهي مجموعة رئيسية من المنظمات الدولية، تشمل منظمة الأغذية والزراعة والصندوق الدولي للتنمية الزراعية والبنك الدولي، من بين منظمات أخرى، للعمل على رسم ملامح المجموعة التي ستضطلع بالعمل الفني في المنصة.

150-   ثانيًا، مكوّن المنتدى الإلكتروني المتعدد أصحاب المصلحة: لقد باشرنا بوضع خريطة أوّلية لأصحاب المصلحة المتعددين للمشاركة في المنتدى الإلكتروني، وهو الجزء الأكثر شمولاً في المبادرة.

151-   وثالثاً، سوف نبدأ قريبًا بالتواصل مع المجموعات الإقليمية للمنظمة لتحديد المرشّحين من بين كبار الموظفين الحكوميين والخبراء الفنيين للمشاركة في مكوّن مجموعة الممثلين الحكوميين الدوليين التي سوف تشكّل الآلية الرئيسية في المنصة.

152-   ويسرّني أيضًا الإعلان بأن مبادرة 1 000 قرية رقمية ماضية على نحو جيد في مختلف أنحاء العالم.

153-   ففي أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، تغطي المبادرة 122 قرية في 13 بلدًا.

154-   وفي آسيا والمحيط الهادئ، سوف تكون مبادرة  1 000قرية رقمية في 17 بلدًا (بما في ذلك 4 من الدول الجزرية الصغيرة النامية) جزءًا من قائمة الحصر التي ستعدّ مع نهاية عام 2021.

155-   أمّا في أفريقيا، فقد انضمّت 7 بلدان إلى مبادرة القرى الرقمية، كما ترد 23 قرية رقمية محتملة على قائمة الانضمام.

156-   وفي الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، ترمي مبادرة القرى الرقمية إلى إطلاق استراتيجيات الزراعة الإلكترونية في ثلاثة بلدان في الإقليم، من خلال تحسين الخدمات الرقمية المقدمة لثلاثين قرية. 

157-   وعُرضت مبادرة القرى الرقمية أيضًا خلال منتدى الابتكار المتعلق بالنظم الزراعية والغذائية في معرض دبي لعام 2020.

158-   وفي أوروبا وآسيا الوسطى، ترتبط مبادرة القرى الرقمية ارتباطًا وثيقًا بمبادرة "القرى الذكية من أجل أوروبا خضراء وقادرة على الصمود" التي روّجت لها سلوفينيا لدى توليها رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي.

159-   وقد أُطلقت حافظة القرى الرقمية، التي تضمّنت مئات المنتجات الرقمية، ومنتجات النظام الإيكولوجي والسلع العامة الرقمية، دعمًا لمبادرة القرى الرقمية.

160-   وتساهم المنظمة بشكل فاعل أيضًا في خارطة الطريق للتعاون الرقمي التي وضعها الأمين العام للأمم المتحدة عبر مناصرة السلع الرقمية العامة.

 

حضرة الزملاء والأصدقاء الأعزّاء،

161-   إنني أتطلّع إلى مداولات لجنة البرنامج ولجنة المالية والاجتماع المشترك، وإلى التوصيات التي ستُرفع إلى المجلس.

162-   إننا نعيش أوقاتًا حرجة.

163-   حيث نشهد تلاقي عوامل من شأنها، في حال تم تجاهلها، أن تمنعنا من القضاء على الجوع وسوء التغذية بجميع أشكاله في العالم.

164-   وفي مطلع هذا العام، أعلنتُ أن عام 2021 سوف يكون عام استمرار الكفاءة وزيادة الفعالية.

165-   دعونا إذًا نواصل العمل معًا، بمزيد من الكفاءة والفعالية، وبمستوى أكبر من الاتساق.

166-   هيّا بنا إلى العمل، ولتكن أهدافنا طموحة وملموسة - فقد حان الوقت لنا لأن نتحرّك الآن!

167-   دعونا نحقّق الفضائل الأربع – أي إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب!

168-   وشكرًا جزيلاً على حسن إصغائكم.