المدير العام شو دونيو

الاجتماع المشترك بين الدورة الخامسة والثلاثين بعد المائة للجنة البرنامج والدورة الخامسة والتسعين بعد المائة للجنة المالية البيان الافتتاحي

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

13/03/2023

الاجتماع المشترك بين الدورة الخامسة والثلاثين بعد المائة للجنة البرنامج

والدورة الخامسة والتسعين بعد المائة للجنة المالية

البيان الافتتاحي

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

13مارس/آذار 2023

 

رئيستا لجنتي البرنامج والمالية،

السادة أعضاء لجنتي البرنامج والمالية،

السيدات والسادة،

الزملاء الأعزاء،

1-         يُسعدني أن أخاطب الاجتماع المشترك بين الدورة الخامسة والثلاثين بعد المائة للجنة البرنامج والدورة الخامسة والتسعين بعد المائة للجنة المالية.

2-         وأشكركم على دعمكم وتعاونكم خلال فترة السنتين الماضيتين بصفتكم أعضاء في لجنتي البرنامج والمالية.

3-         وأنا ملتزم تمامًا بمواصلة العمل معكم في السنوات القادمة - وهي سنوات هامة ستقرِّبنا أكثر أيضًا من الموعد النهائي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهو عام 2030.

4-         وسنواصل الاسترشاد بالإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031 الذي أقرّه المؤتمر الوزاري للمنظمة في عام 2021 نتيجة لجهودنا الجماعية والمستوى غير المسبوق من المشاورات.

5-         وهو إطار يعبّر بوضوح عن التزامنا المشترك بدعم تحوّل النظم الزراعية والغذائية في العالم وتحقيق الأفضليات الأربع - إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، دون ترك أي أحد خلف الركب.

6-         وقد سلّطت جائحة كوفيد-19 الضوء على الحاجة إلى تحويل نظمنا الزراعية والغذائية لضمان أن تصبح أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود.

7-         وعلينا الحرص على أن تكون أقل هشاشة وأفضل تجهيزًا لضمان توافر الأغذية وإمكانية الحصول عليها وقدرة الجميع على تحمل كلفتها عند التعرض للشدائد.

8-         وفي عام 2019، قمت بالفعل بتسليط الضوء على الحاجة إلى الإسراع بعملية تحديث الزراعة والحاجة الملحة لذلك.

9-         وذكرت حينها أن المنظمة بحاجة إلى تمكين الزراعة من التحوّل إلى زراعة رقمية.

10-      وتحقيقًا لهذه الغاية، أطلقت، ضمن جملة مشاريع أخرى، المنصة الدولية للأغذية والزراعة الرقمية،
ومبادرة 1 000 قرية رقمية، إلى جانب مبادرة المدن الخضراء - وجميعها قيد التنفيذ حاليًا وبدأت في تقديم الدعم اللازم، لا سيما للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والمزارعين الريفيين.

11-      وعلاوة على ذلك، تقوم المنصة الجغرافية المكانية التابعة لمبادرة العمل يدًا بيد الخاصة بالمنظمة والحائزة على جوائز بتوفير مؤشرات بشأن الأمن الغذائي وإحصاءات زراعية بهدف دعم المزيد من التدخلات الزراعية المحددة الأهداف،

12-      وهي بمثابة الأداة التمكينية الرئيسية لمبادرة العمل يدًا بيد التي أطلقتها المنظمة.

13-      وتعمل المنظمة حاليًا، من خلال هذا التوسع الرقمي، على تغيير حياة الناس بشكل ملموس وإحداث أثر تحويلي على النظم الزراعية والغذائية،

14-      بما في ذلك عن طريق دعم عملية صنع السياسات عبر توفير المعلومات العلمية القائمة على الأدلة اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة،

15-       ومن خلال ربط أصحاب المصلحة المعنيين عبر سلاسل القيمة، وتزويد المزارعين بالأدوات الرقمية التي يحتاجون إليها.

16-      وقد تعهدت بتحسين قدرة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة وتعبئة الاستثمارات المطلوبة.

17-      ولتحقيق ذلك، وكجزء من علمية إصلاحي للمنظمة، بدأت في تحويل مركز الاستثمار في المنظمة.

18-      وبات مركز الاستثمار يقدم الآن بصورة فعالة مجموعة متكاملة من الحلول والابتكارات للاستثمار والتمويل،

19-      وذلك بهدف مضاعفة قدرة برامج الاستثمار من المستوى الحالي البالغ 9 مليارات دولار أمريكي سنويًا إلى 18 مليار دولار أمريكي.

20-      ودافعنا بقوة أيضًا عن وضع الاستثمار الزراعي في صميم الاستجابة الإنسانية لأزمة الأغذية العالمية.

الزملاء الأعزاء،

21-      لقد أدّت الإصلاحات الهيكلية التي قمت بتنفيذها على مدى السنوات الأربع الماضية إلى منظمة مرنة تضمن استجابة سريعة للتحديات.

22-      وتم على المستوى الداخلي اتخاذ عدد من الإجراءات التي تركّز على تحسين حوكمة المنظمة وتحديث أساليب عملنا ورفع معنويات الموظفين.

23-      وللقيام بذلك، توجب علينا تغيير نموذج أعمالنا بالاستناد إلى أساليب عمل ابتكارية.

24-      وشهدت السنوات الأربع الماضية إنجازات كبيرة في مجالي تحديث ورقمنة الطريقة التي نقوم بواسطتها بإدارة الموارد المخصصة للمنظمة ودعم الإنجاز الفعال والكفوء من خلال المشاريع.

25-      وجرى وضع برنامج التعاون التقني للمنظمة على مسار جديد يتسم بمزيد من الشفافية وينطوي على معايير وأساليب محدثة لتخصيص موارد البرنامج للأقاليم وداخلها.

26-      وأقوم أيضًا بتعزيز المكاتب الإقليمية والإقليمية الفرعية والقطرية لمساعدة المكاتب اللامركزية على زيادة الخدمات التي تقدمها للبلدان،

27-      ومن أجل ضمان عملنا بشكل أفضل يدًا بيد كمنظمة واحدة للأغذية والزراعة بهدف تقديم دعم متسق ومتماسك للأعضاء.

28-      وقد آن الأوان الآن لتعبئة القدرات كافة لدعم النتائج على المستوى القطري، بدءًا بالبلدان التي تحظى بالأولوية في إطار مبادرة العمل يدًا بيد.

الزملاء الأعزاء،

29-      إن تغيير نموذج أعمال المنظمة من أجل تحقيق قدر أكبر من الكفاءة والأثر يتوقف بشكل كبير على قدرات مواردنا البشرية وإمكاناتها.

30-      وخلال السنوات الأربع الماضية، ركزت على تنفيذ أفضل الممارسات التي تدعم فعالية البرامج والإدارة، وعلى وضع سياسات للموارد البشرية محورها الأشخاص.

31-      وبالتعاون مع فريق القيادة الرئيسي، التزمنا التزامًا كاملًا بالمساواة بين الجنسين، وبمكافحة جميع أشكال التحرش، والتحرش الجنسي، والتمييز، والاستغلال الجنسي وسوء استغلال السلطة.

32-      وتمشيًا مع التزامي بتعزيز المساءلة والنزاهة والشفافية في المنظمة، خصصت موارد إضافية لمكتب المفتش العام بهدف تعزيز القدرة على التعامل مع الشكاوى المتعلقة بسوء السلوك.

33-      وتمشيًا مع نتائج الدراسة الاستقصائية عن رضا الموظفين، عالجنا المجالات ذات الأولوية المثيرة للقلق بإجراءات ملموسة لتحسين الاتصالات الداخلية والتطوير المهني، وتنفيذ طرق جديدة للعمل.

34-      وساعدت التحسينات في البنية التحتية في المقر الرئيسي وفي المكاتب اللامركزية أيضًا على تعزيز تهيئة بيئة عمل مواتية وإيجابية.

35-      ولطالما اعتبرت النساء والشباب من ضمن أولوياتي.

36-      وزادت لجنة شؤون الشباب في المنظمة من مشاركة الشباب بشكل فعال، داخليًا عن طريق العمل بنشاط على إقامة شبكات بين الموظفين الشباب ومن ينبض قلبهم بروح الشباب في المنظمة،

37-      وكذلك خارجيًا على المستوى العالمي عن طريق تأدية دور رئيسي في تحفيز الشباب على المشاركة بنشاط في تحويل نظمنا الزراعية والغذائية، من خلال تحديد حلول ابتكارية تتطلّع إلى المستقبل لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

38-      وقبل أربع سنوات عرضت "فكرتي" – في سياق الاحتفال بذكرى تأسيس المنظمة - لإنشاء منتدى عالمي للأغذية - والآن، بعد انقضاء أربع سنوات، أصبحت هذه الرؤية منصة ملموسة ومشتركة على مستوى العالم.

39-      وأضحى المنتدى شبكة عالمية دينامية ومنفتحة من الشركاء، يوجهها الشباب وتأخذ المنظمة بزمام قيادتها، وتقوم بتمكين الشباب في كل مكان للمساعدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإيجاد مستقبل أغذية أفضل للجميع.

40-      وفي عام 2022، تألف المنتدى من ثلاثة أجزاء، وهي: منتدى الشباب العالمي، ومنتدى المنظمة للعلوم والابتكار، ومنتدى الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد التابعة للمنظمة – يجمعها هدف مشترك يتمثل في النهوض بالإجراءات من أجل تحفيز تحويل النظم الزراعية والغذائية.

41-      وأتاح منتدى الاستثمار للمرة الأولى للأعضاء منصة لعرض فرصهم الاستثمارية على الشركاء وأصحاب المصلحة بقيمة إجمالية تبلغ 3 مليارات دولار أمريكي، بما يؤثر على 6 ملايين مستفيد مباشر و9 ملايين مستفيد غير مباشر.

42-      وتواصل لجنة شؤون المرأة في المنظمة، منذ إنشائها، إتاحة فضاءٍ هام لتبادل الأفكار والمناقشة والابتكار حول كيفية زيادة تمكين النساء، ومن خلالهن تمكين المنظمة بأسرها - والعمل على النهوض بالمساواة بين الجنسين في المنظمة والمساهمة في عالم تسوده المساواة بين الجنسين.

الزملاء الأعزاء،

43-      أسفرت جهود تعبئة الموارد التي بذلتها المنظمة في عام 2022 عن نتائج تجاوزت بشكل كبير أي مقياس سابق في تاريخ المنظمة – وهو ما يُعدّ تعبيرًا قويًا عن ثقة أعضائنا في عمل المنظمة.

44-      وفي عام 2022، تمكنت المنظمة من تعبئة أكثر من 2.1 مليار دولار أمريكي من المساهمات الطوعية، ما يمثّل زيادة قدرها 51 في المائة مقارنة بعام 2021 - الذي كان بحد ذاته عامًا قياسيًا - وزيادة قدرها 61 في المائة عن متوسط الخمس سنوات.

45-      وشهد عمل المنظمة في حالات الطوارئ وفي مجال القدرة على الصمود نموًا كبيرًا، سواء أكان ذلك من حيث القيمة المطلقة التي زادت من 608 ملايين دولار أمريكي إلى 1.162 مليار دولار أمريكي في عام 2022،

46-      أو كنسبة مئوية من إجمالي حافظة المنظمة، وذلك من 43 في المائة إلى 54 في المائة.

47-      وزاد تمويل المنظمة من الشركاء التقليديين في لجنة المساعدة الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي بنحو 300 مليون دولار أمريكي.

48-      وأدى تعاون المنظمة الوثيق مع المؤسسات المالية الدولية إلى توفير 24 في المائة من جميع المساهمات الطوعية، أي ما يعادل 514 مليون دولار أمريكي، إما بشكل مباشر أو من خلال ترتيبات ثلاثية مع الدول الأعضاء المتلقية في المنظمة.

49-      وظلّت الشراكات ضمن إطار "توحيد أداء الأمم المتحدة" قوية، حيث وفّرت 12 في المائة من جميع الموارد.

أعضاء لجنتي البرنامج والمالية الموقرون،

50-      في اقتراح برنامج العمل والميزانية للفترة 2025-2024 المعروض عليكم، نلتمس موارد لتغطية زيادات التكاليف - وذلك كي نتمكن من الحفاظ على نفس قوتنا الشرائية كما في الفترة 2022-2023.

51-      وأود أن أكون واضحًا. إننا لا نطلب الموارد من أجل نمو في الميزانية. ولا نطلب موارد إضافية للقيام بالمزيد من الأشياء العديدة التي نود فعلها، والتي تطلبون منا الاضطلاع بها.

52-      ولذلك، نواصل بذل كل ما في وسعنا في حدود الموارد المتوفرة لدينا -  عن طريق إعادة ترتيب الأولويات وإعادة تخصيص الموارد للاحتياجات الأشد إلحاحًا.

53-      وقد قمنا بذلك مجددًا في هذه الميزانية. ولكننا هذه المرة نلتمس موارد إضافية لتغطية زيادات التكاليف. لماذا؟

54-      لأننا الآن، وبعد مرور 12 عامًا من العمل بمستوى ميزانية اسمية ثابتة واستيعابنا لكل التكاليف المتزايدة خلال فترات السنتين المتعاقبة، وصلنا إلى مفترق طرق.

55-      وفي الفترة 2024-2025، كانت تقديرات زيادات التكاليف مرتفعة للغاية ومواردنا محدودة للغاية بشكل لا يسمح لنا بالاستمرار كما كنا نفعل سابقًا. وإن استيعاب زيادات التكاليف خلال الفترة 2024-2025 غير ممكن.

56-      وأنا أدعوكم إلى النظر بعناية شديدة في ما نطلبه.

57-      وإن غالبية الزيادات المطلوبة المرتبطة بالتكاليف تهدف إلى تغطية تكاليف الموظفين (44 مليون دولار أمريكي). ونحن جزء من النظام الموحد للأمم المتحدة في ما يتعلق بهذه التكاليف وليس لدينا أي هامش للمرونة. ويتقاضى موظفونا ما يستحقونه لقاء عملهم.

58-      وبالنسبة إلى السلع والخدمات، نلتمس زيادة بنسبة 2.7 في المائة (11.8 ملايين دولار أمريكي). وأطلب منكم النظر في هذه النسبة المئوية - 2.7 في المائة – على ضوء أرقام التضخم السائدة حول العالم.

59-      ومن الواضح أن هذا المبلغ لا يشكّل إلّا جزءًا بسيطًا مما يحتمل أن تكون عليه التكاليف المتزايدة الكاملة في إطار السلع والخدمات.

60-      وهو يعتبر رقمًا متواضعًا للغاية بالنظر، على سبيل المثال، إلى أننا نقدّر زيادة بقيمة 2 مليون دولار أمريكي بالنسبة إلى المرافق الخاصة بالمقر الرئيسي فقط في الفترة 2024-2025 مقارنة بمستويات ما قبل جائحة كوفيد-19.

61-      وإن الزيادة في السلع والخدمات التي نلتمسها منخفضة للغاية لأننا نواصل السعي لتحقيق الكفاءة والوفورات في كل ما نقوم به، مما يقلّل التكاليف عن طريق الكفاءة المحققة في الماضي والحاضر والمستقبل والنهج الابتكارية.

62-      ونحن نواصل القيام بذلك وسنستمر على هذا الشكل في الفترة 2024-2025. وقد قمنا بالفعل بتضمين متطلبات العثور على هذه الوفورات الإضافية في الميزانية.

63-      وأدعوكم إلى النظر بعناية في ما تحققه المنظمة لأعضائها، وفي الوجهة التي تحددونها لنا.

64-      وآمل أن يتفهم الأعضاء ويدعموا، من هذا المنطلق، اقتراح الميزانية للفترة 2024-2025، بما يشمل زيادتها المتواضعة من أجل السماح لنا بمواصلة عملنا على نحو ما قمنا به على مدى السنوات الماضية.

الزملاء الأعزاء،

65-      يظل تركيزنا منصبًا على القضاء التام على الجوع، كما أننا نطمح إلى تحقيق الأفضليات الأربع.

66-      وبقيت وفيًا لهذا الاعتقاد وحوّلت هذا التطلّع إلى نتائج محددة وملموسة وقابلة للقياس.

67-      ولكن علينا مواصلة السير على هذا الدرب معًا.

68-      وإن الأفضليات الأربع تشكّل الأسس التي يقوم عليها إطارنا الاستراتيجي للفترة 2022-2031 وستوجّه عملنا خلال العقد القادم.

69-      وهي تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المترابطة للنظم الزراعية والغذائية،

70-      وتغطي أيضًا مجالات الأولوية البرامجية العشرين، مما يضمن الاتساق في عمل المنظمة من المستوى القطري إلى المستوى العالمي.

71-      ولمواصلة تعزيز الأفضليات الأربع، تم تحديد مجالات تأثير ذات قيمة مضافة تندرج تحت كل من "الأفضليات" بهدف اتخاذ إجراءات مركّزة تؤدي إلى تسريع النتائج والأثر، وزيادة الاستثمار خلال فترة السنتين.

72-      وفي إطار "إنتاج أفضل"، وضعنا، ضمن جملة أمور أخرى، مبادرة "بلد واحد، منتج واحد ذو أولوية" لإنشاء نظم إنتاج وطنية منتجة وقادرة على الصمود عن طريق زيادة قدرة الحكومات المحلية على التنسيق من أجل الترويج لتنمية زراعية أفضل وأكثر استدامة.

73-      وفي سياق "إنتاج أفضل"، وضعنا أيضًا في عام 2021 خارطة طريق للتحوّل الأزرق من أجل التكثيف والتوسع المستدامين لتربية الأحياء المائية، لا سيما في الأقاليم التي تعاني من العجز الغذائي، بهدف تنمية القطاع الفرعي بنسبة تتراوح بين 30 و40 في المائة بحلول نهاية العقد.

74-      ونحن نسعى، من خلال ضمان تغذية أفضل، إلى جعل كلفة الأنماط الغذائية الصحية في متناول الجميع.

75-      وتدعم المنظمة الأعضاء في تصميم وتنفيذ استراتيجيات لإصلاح سياسات الدعم الغذائي والزراعي التي تزيد من توافر الأغذية المغذية وتقلّل من كلفتها.

76-      وشمل تعهدي بضمان بيئة أفضل، ضمن أمور أخرى، معالجة الإدارة المتكاملة لموارد المياه (بما في ذلك ندرة المياه والفيضانات) لأغراض الزراعة،

77-      وذلك عن طريق الترويج لتعزيز الاستثمار والسياسات والحوكمة وأفضل الممارسات من أجل زيادة إنتاجية المياه على نحو مستدام.

78-      وتوفر المنظمة أيضًا المعرفة والخبرة الفنية بشأن التكيف مع تغيّر المناخ والتخفيف من حدته، بما في ذلك دعم الوصول المباشر وغير المباشر إلى التمويل والاستثمار.

79-      وتهدف استراتيجية المنظمة الجديدة الخاصة بتغيّر المناخ إلى إيجاد نظم زراعية وغذائية قادرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ وذات مستوى منخفض من الانبعاثات، وتسعى في الوقت ذاته إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

80-      وتتضمن رؤيتي زيادة طموحة في التمويل والاستثمار الخاصين بالمناخ تقدّر بما مجموعه 300 مليون دولار أمريكي سنويًا من أجل دعم إجراءات التكيف مع تغيّر المناخ والتخفيف من آثاره في نظم الإنتاج.

81-      وتشكّل مبادرة العمل يدًا بيد الأساس لحياة أفضل للجميع، دون ترك أي أحد خلف الركب.

82-      وبعد انقضاء أربع سنوات تقريبًا، بات يشارك في المبادرة 60 بلدًا، وذلك بهدف مساعدة الأعضاء الأكثر حرمانًا على الحد من الفقر، والقضاء على الجوع وسوء التغذية، والحد من أوجه انعدم المساواة ضمن البلدان وفي ما بينها.

83-      وإن "حياة أفضل للجميع" تضع مفهوم "عدم ترك أي أحد خلف الركب" في صميم برنامج عمل المنظمة من خلال ما يلي:

  • أولًا: تعزيز السياسات والمؤسسات لإدماج فقراء الريف وبناء قدرتهم على الصمود؛
  • ثانيًا: زيادة تمكين النساء والرجال والشباب الريفيين؛
  • ثالثًا: توسيع نطاق الاستثمارات الوطنية والدولية التي توفر سبل عيش أكثر شمولًا وقدرة على الصمود واستدامة.

84-      وفي هذا السياق، تتمتع المنظمة بميزة نسبية فريدة في إشراك أصحاب المصلحة من خلال الترابط القائم بين العمل الإنساني والتنمية والسلام من أجل ضمان أن تعطي السياسات والبرامج والاستثمارات الأولوية للإدماج والقدرة على الصمود.

الزملاء الأعزاء،

85-      تؤدي العلوم والابتكار دورًا حاسمًا في إيجاد حلول للتحديات المناخية التي تواجهنا اليوم – وهذا هو سبب تنفيذنا للاستراتيجية المواضيعية الجديدة للعلوم والابتكار بروح من التآزر مع الاستراتيجية الجديدة الخاصة بتغيّر المناخ.

86-      ولدي، كعالِم، اعتقاد راسخ بأن أساس العلم هو القدرة على التكيف مع التغيير.

87-      وقد استند طموحي منذ البداية إلى الإيمان بأن التفكير بصورة جديدة سيقودنا في رحلة مختلفة.

88-      وكفلت رؤيتي لمنظمة الأغذية والزراعة الرقمية الجديدة استباقنا لمنحى الأحداث على مدى السنوات الأربع الماضية، وضمان استمرارية العمل والكفاءة والشفافية والنمو المستمر.

89-      والتزمت منذ أربع سنوات بإعادة المنظمة إلى المسار الصحيح للاعتراف بها كمركز للتميز بالنسبة إلى المعرفة المهنية والفنية المتخصصة والخبرة والمعلومات والبيانات.

90-      ومن دواعي فخري أن أؤكد أن هذا الهدف قد تحقق.

91-      وأعاد التدفق القوي للمنتجات المعرفية الفنية المنظمة لتشغل موقعها على الصعيد العالمي، بما يتماشى مع الولاية المنوطة بها، ما جعلها شريكًا موثوقًا به ومهنيًا في جدول أعمال التحوّل العالمي.

92-      وتزايد بروز المنظمة وسمعتها على الساحة الدولية على مدى السنوات الأربع الماضية على الرغم من التحديات العالمية والقيود المفروضة على السفر،

93-      حيث تزايد الطلب على خبرة المنظمة ومنتجاتها المعرفية وأدواتها وتوصياتها في مجال السياسات على المستوى الدولي، بما في ذلك عبر منظومة الأمم المتحدة بأسرها.

94-      ويعمل مركز تنسيق متابعة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية بنجاح وفعالية في دعم التنفيذ الوطني.

95-      وستعزز عملية التقييم لعام 2023 التي ستجري هنا في المقر الرئيسي للمنظمة في نهاية شهر يوليو/تموز مشاركة المنظمة في هذه العملية.

96-      وتواصل المنظمة مشاركتها في عمليات مجموعة العشرين ومجموعة الدول السبع، ونحن نعمل بالفعل بنشاط مع الرئاستين المعنيتين للمجموعتين لعامي 2023 و2024.

97-      ولا يمكن تحقيق رؤيتي للمنظمة من دون شركاء ومن دون موظفينا المتميزين.

98-      وقد استفادت المنظمة على مدى السنوات الأربع الماضية بشكل فعّال من نقاط قوة الشركاء من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية، وذلك بالنظر إلى أن جسامة التحديات العالمية الحالية تتطلب اتخاذ إجراءات جماعية على نطاق واسع وعلى المستويات كافة.

99-      وفي هذا الصدد، تُعدّ الشراكات مع القطاع الخاص من الأولويات الهامة.

100-   وقد عززنا مشاركتنا من خلال مشاركة متعددة أصحاب المصلحة أدت إلى إيجاد حلول ابتكارية ملموسة تعود ملكيتها إلى البلدان التي تقوم بقيادتها وتنتج عنها آثار قابلة للقياس.

101-   ومع بلوغنا منتصف الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا تزال هناك فجوة تمويل كبيرة يتعين علينا سدها لتحقيق المقاصد المنشودة،

102-   ولا يمكن سد هذه الفجوة إلّا من خلال زيادة الاستثمارات من القطاع الخاص.

103-   وشكّل تعزيز وتحفيز التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي تعهدًا هامًا التزمت به في عام 2019.

104-   ومنذ ذلك الحين، عملت على ضمان تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب والتعاون الثلاثي وتعميمه عبر المنظمة،

105-   والآن، وفي مضينا قدمًا، علينا زيادة مستوى طموح البرنامج، بزيادة التركيز على التبادلات على مستوى عملية صنع السياسات.

106-   وما زلت ملتزمًا بإقامة تعاون فعال بين الوكالات التي توجد مقارها في روما، وهو أمر بالغ الأهمية من أجل الاستجابة بشكل استراتيجي وملموس للتحديات العالمية التي تؤثر على كمية ونوعية الأغذية المتاحة التي يمكن لجميع الأشخاص، ولا سيما الفئات الأكثر ضعفًا، الحصول عليها بأسعار معقولة.

107-   ومع زميليّ وصديقيّ المحترمين، السيد Alvaro Lario، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، والمديرة التنفيذية الجديدة لبرنامج الأغذية العالمي، السيدة Cindy McCain، أتطلّع إلى تعاون أقوى يتسم بقدر أكبر من الفعالية والكفاءة والاتساق،

108-   بالاستفادة من فرادى ميزاتنا النسبية لخدمة من هم في أمسّ الحاجة إلينا.

109-   وأودّ أن أنوّه أيضًا بالعلاقات الممتازة مع المدير التنفيذي المنتهية ولايته، صديقي السيد David Beasley، وأن أتمنى له كل النجاح والتوفيق وهو يفتح فصلًا جديدًا للبشرية في مساعيه المستقبلية.

110-   ولا تزال المنظمة ملتزمة ومنخرطة تمامًا في نهج "صحة واحدة"، وفي العمل المشترك في إطار "التعاون الرباعي لنهج صحة واحدة" وخطة عمله المشتركة،

111-   وذلك بهدف تحسين تكامل وتنسيق عملنا الجماعي عبر القطاعات البشرية والحيوانية والنباتية والزراعية والبيئية.

112-   وبالإضافة إلى ذلك، نشارك بنشاط في منصة الشراكة المتعددة أصحاب المصلحة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات التي تجمع أصحاب المصلحة معًا للمساعدة في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.

الزملاء الأعزاء،

113-   أصبحت المنظمة اليوم منظمة جديدة أكثر كفاءة وديناميكية وابتكارًا وفعالية.

114-   ونحن نقوم بتسريع وتيرة الإنجاز.

115-   وبات يُعترف بالمنظمة الآن على المستوى العالمي كشريك مهني وموثوق به لجميع أصحاب المصلحة الذين يعملون على القضاء على الفقر والجوع وسوء التغذية.

116-   وأضحى موظفو المنظمة وأعضاؤها يخضعون للمزيد من المساءلة ومحط ثقة أكبر.

117-   ويتسم توجهنا الاستراتيجي المستقبلي بأنه ابتكاري وشفاف وشامل وقابل للتنفيذ.

118-   وستستمر العلوم والابتكار في توجيه نهج المنظمة الساعي إلى القضاء على الجوع والانتقال إلى نظم زراعية وغذائية عالمية.

119-   وتؤدي الأغذية والزراعة دورًا محوريًا في تنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة،

120-   وتُعتبر الزراعة الأداة الأكثر شمولًا وفعالية من حيث التكلفة للقضاء على الفقر والجوع.

121-   وأعتقد أن التحدي الكبير الذي سيعترض سبيل المنظمة على مدى السنوات المقبلة يتمثل في صياغة سردية عالمية ووضع استراتيجيات قطرية مصممة خصيصًا يمكن للمنظمة أن تقدم من خلالها كل ما تتمتع به من خبرات مهنية وفنية،

122-   من أجل توفير حلول لكيفية الحيلولة دون وقوع هذه الصدمات الهائلة التي تتعرض لها سبل كسب العيش والأمن الغذائي بصورة فعالة، ومعالجتها وربطها بالاستثمارات في تحويل النظم الزراعية والغذائية على المدى الطويل.

123-   وأنا أتطلّع إلى مناقشاتكم هذا الأسبوع وتوصياتكم التي سينظر فيها المجلس.

124-   وشكرًا لكم على حسن إصغائكم.