المدير العام شو دونيو

الكلمة الرئيسية للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في مؤتمر الشتاء لعام 2021:كيف يمكن بناء مجتمع متقدم بواسطة تنمية خضراء ومبتكرة وتنافسية ومستدامة النسخة التي تم إلقاؤها

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

21/01/2021

الكلمة الرئيسية للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة
للأمم المتحدة في مؤتمر الشتاء لعام
2021

21 يناير/كانون الثاني 2021

كيف يمكن بناء مجتمع متقدم بواسطة تنمية خضراء ومبتكرة وتنافسية ومستدامة

النسخة التي تم إلقاؤها

 

شكرًا السيد ميسّر الجلسة. يشرّفني عظيم الشرف قبول الدعوة المقدمة من حكومة النمسا.

حضرات السيدات والسادة،

الزميلات والزملاء الأعزاء،

أتمنى لكم سنة جديدة سعيدة!

1-            يسرّني أن أشارك في مؤتمر الشتاء لعام 2021 للمنتدى البيئي والاجتماعي وأود أن أعرب عن تقديري للمنظّمين على توجيه الدعوة لي.

2-            ولو كان بالإمكان، لكنت سأستمتع بالتأكيد بزيارة مدينة فيينا الجميلة والشهيرة لأستكشف تاريخها الثقافي الغني، ولكنت تعلّمت كذلك من تجاربكم المتعلقة بأفضل الممارسات في مجالي الزراعة والتنمية الريفية.

3-              وسيتمحور بياني اليوم حول الجانبين التاليين:

  • الجانب الأول هو التنمية الريفية والزراعية في النمسا وما يمكن أن تتعلمه البلدان الأخرى منكم، ولا سيما البلدان النامية غير الساحلية وتلك الواقعة في الأقاليم والمناطق الجبلية.
  • وأما الجانب الثاني فهو الدور الذي يؤديه الابتكار والتكنولوجيات الرقمية في قطاع الزراعة والأغذية، في الغد وفي المستقبل.

 

***

4-            هناك مثل صيني يقول إنه علينا التأمل في الماضي من أجل استلهام أفكار جديدة.

5-            ولهذا السبب، سأبدأ كلامي بالتأمل في العناصر التي ساهمت في تمهيد سبيل التنمية الريفية الرائع الذي تسلكه النمسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

6-            وأنا أؤمن إيمانًا راسخًا بأن السياسات المتينة والمتسقة هي أساس التنمية الزراعية والريفية.

7-            وتهدف سياسات النمسا إلى ضمان الحفاظ على زراعة مستدامة صالحة وسليمة اقتصاديًا وقائمة على المزارع.

8-            وقد اقترن ذلك بتشجيع ودعم اقتصاد ريفي متنوع يوفر فرص دخل ضمن المزرعة وخارجها.

9-            وأدى كذلك الحفاظ على المزارع الأسرية، والتوجه البيئي الواسع، ومواصلة تطوير القدرة التنافسية للزراعة، دورًا رئيسيًا في هذا الصدد.

10-         أما البنية التحتية فهي الشق الآخر من المعادلة – ولا يقتصر ذلك على الطرقات وخطوط السكك الحديدية.

11-         ونظرًا إلى الإرادة القوية والتوافق السياسي اللذين يدفعان النمسا نحو تهيئة ظروف معيشية متساوية في جميع مناطق البلاد، إضافة إلى الاستثمارات في السياحة، تجدر الإشارة إلى الطريقة التي تضمن من خلالها النمسا البنية التحتية التعليمية والاجتماعية والصحية في مناطقها الريفية، وهو ما ينتج عنه تنمية مزدهرة وثابتة.

12-         وبوصفي ابنًا فخورًا من أبناء المزارعين، أدرك تمامًا كيف تتغير الحياة عند توفير البنية التحتية المناسبة في القرى والبلدات.

13-         ويمكن للسياحة الريفية والسياحة الزراعية أن تؤديا دورًا مهمًا كوسيلتين للاحتفاء بالتراث الثقافي الريفي، وفتح الباب أمام مصادر دخل إضافية لسكان الريف.

14-         وتشكل النمسا مثالًا جيدًا على أن تطوير البنية التحتية في المناطق الريفية تستقطب الاستثمارات في مجال السياحة، مما يؤدي إلى بناء اقتصاد الخدمات وبناء الصناعة في البلدات من أجل تهيئة فرص عمل لائقة للنساء والشباب في المناطق الريفية.

15-         وتتفاقم الصعاب في قطاع الزراعة في مناطق جبال الألب في النمسا، التي تتسم بقيمة عالية من حيث الطبيعة والمناظر الطبيعية.

16-         ولا تقتصر أهمية الحفاظ على الزراعة في المناطق الجبلية على إنتاج الأغذية وتوليد الدخل فحسب، بل تشمل كذلك الحفاظ على التراث الثقافي والتنوع البيولوجي وإدارة المناظر الطبيعية، وعلى وجه الخصوص الحفاظ على القدرة الجاذبة للسياحة.

17-         وما فتئت النمسا تشغل الصدارة في اتخاذ تدابير لدعم المزارعين في المناطق الجبلية حتى قبل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وتستفيد منذ انضمامها إليه من الفرص التي تتيحها السياسة الزراعية المشتركة للاتحاد الأوروبي، بما في ذلك دعم الزراعة العضوية والمؤشرات الجغرافية.

18-         ونتيجة لذلك، غالبًا ما يمزج المزارعون النمساويون اليوم بين الاستراتيجيات الخاصة بسبل المعيشة، ويجمعون بين فرص الدخل الموجودة ضمن المزرعة وخارجها.

19-         ويؤدي كذلك وجود مؤسسات ريفية قوية دورًا أساسيًا في التنمية الزراعية والريفية المستدامة.

20-         وتتميز النمسا بتاريخ عريق في ما يخص تنظيم جماعات الاهتمامات الزراعية. وفي ظلّ تعذّر تلبية الطلب على الأغذية الصحية العالية الجودة إلا من خلال التعاون الفعال، ينخرط المزارعون في نقابات تركز على مجموعات المنتجات المختلفة.

21-         وعلى سبيل المثال، تضمّ رابطة المزارعين في النمسا 000 236 من الأعضاء، وهم منظمين ضمن رابطات وطنية وإقليمية ومحلية للمزارعين.

22-         وتقوم هذه الشبكة الوطنية على أساس التعاون من الأسفل إلى الأعلى، وهو ما يجعل تدفق المعلومات وتبادل المعارف أكثر كفاءة. كما تُتاح أيضًا الخدمات الاستشارية على نطاق واسع لأعضاء مجموعات المزارعين.

23-         وعلاوة على ذلك، فإن الغابات تغطي أكثر من نصف مساحة النمسا وتتمتع البلاد بخبرة واسعة في الإدارة المستدامة للغابات.

24-         ومن الواضح أن النمسا قادرة على تقديم الكثير من حيث الخبرة وأفضل الممارسات والمعارف التقنية. وقد تكون بمثابة نموذج للبلدان الأخرى ذات المناظر الطبيعية المماثلة والتحديات المشابهة.

25-         وعن طريق مبادرة العمل يدًا بيد، ومنذ أن توليتُ منصب المدير العام للمنظمة، عملنا على توفير الإطار المثالي لمثل هذا التعاون والشراكة، وعلى وجه الخصوص لفائدة البلدان غير الساحلية والمناطق الجبلية.

26-         وتهدف مبادرة العمل يدًا بيد، التي تستند إلى الأدلة وتتولى البلدان قيادتها وتعود ملكيتها لها، إلى تسريع التحول الزراعي والتنمية الريفية المستدامة من أجل القضاء على الفقر (الهدف 1 من أهداف التنمية المستدامة) والقضاء على الجوع وجميع أشكال سوء التغذية (الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة).

27-         وبهذا، تساهم المبادرة في تحقيق جميع أهداف التنمية المستدامة الأخرى.

28-         وتعتمد المبادرة نهجًا متينًا للمواءمة يجمع بشكل استباقي البلدان المستهدَفة مع الجهات المانحة والقطاع الخاص والمؤسسات المالية الدولية والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، من أجل حشد وسائل التنفيذ التي تدعم الإجراءات المعجّلة.

29-         وتُسند المبادة الأولوية للبلدان والأراضي الواقعة داخل البلدان التي يتركز فيها الفقر والجوع إلى أقصى حد، أو التي تكون فيها القدرات الوطنية محدودة للغاية.

30-         وتتيح مبادرة العمل يدًا بيد فرصة لتطوير حلول تلائم الأوضاع المحددة في البلدان المستفيدة.

31-         ويمكن أن تشمل الشراكة مع النمسا مجالات فنية مثل:

  • التنمية الزراعية والريفية المستدامة في المناطق الجبلية.
  • وتنويع الاقتصاد الريفي، داخل المزرعة وخارجها، مع التركيز على السياحة الريفية والسياحة الزراعية.
  • والإدارة المستدامة للغابات.
  • والخدمات الاستشارية الزراعية الفعالة.
  • وتوطيد التعاون بين المزارعين ومع شركات الأعمال الريفية الأخرى والجهات الفاعلة الرئيسية.
  • ودعم أصحاب الحيازات الصغيرة والمزارع الأسرية مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفاً.
  • وتوظيف الشباب وتمكين سكان الريف.

32-         وإني أتطلع إلى ترجمة ذلك إلى تعاون ملموس محدد النتائج. وأقدّر حق التقدير، وأثني على، تجربة الزراعة النمساوية والتنمية الريفية فيها خلال السبعين عامًا الماضية أو أكثر.

حضرات السيدات والسادة،

33-         انتقالًا إلى المستقبل، نحتاج اليوم إلى تقييم حالة الأغذية والزراعة في العالم.

34-         وهي حالة كانت حرجة للغاية بالفعل قبل تفشي الجائحة، إذ كان هناك في عام 2019 ما يقارب 690 مليون شخص يعانون من نقص التغذية في جميع أنحاء العالم. وإضافة إلى ذلك، كان هناك ثلاثة مليارات شخص عاجزين عن تحمل تكاليف نمط غذائي صحي.

35-         وتسببت جائحة كوفيد-19 بعد ذلك في أزمة ذات أبعاد لا مثيل لها في العصر الحديث.

36-         وقد كشفت الجائحة عن هشاشة نظمنا الزراعية والغذائية، وضعف سلاسل الإمدادات الغذائية لدينا، والطبيعة غير المستقرة للقوة العاملة الزراعية، والخط الرفيع الذي يفصل أسرًا كثيرة عن الفقر.

37-         وقد تدهورت سبل عيش الفئات الضعيفة في كثير من البلدان، بما في ذلك أصحاب الحيازات الصغيرة، والنساء والشباب في المناطق الريفية.

38-         وأعادت هذه الجائحة التأكيد على أهمية الإنتاج الغذائي المحلي والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية المحلية من أجل ضمان الأمن الغذائي للجميع. ويعني هذا أنه يتعين علينا استخدام جميع الأدوات الشاملة لتحقيق استدامة الأمن الغذائي. وعلينا أن نُبقي التجارة الدولية تجارة مفتوحة وفاعلة وحرة، وعلينا أيضًا تعزيز الإنتاج المحلي للسكان المحليين لأن المناطق المختلفة لها اختيارات وتفضيلات خاصة ومختلفة. وبالتالي، لا يوجد تناقض بين هذين الجانبين، وكما قالت صديقتي الوزيرة الألمانية [السيدة Julia Klöckner، الوزيرة الاتحادية للأغذية والزراعة وحماية المستهلك]، علينا الإبقاء على كل هذه العناصر مجتمعة ومتوازنة. ولدى مختلف البلدان والمناطق حلول مختلفة للحفاظ على إمدادات مستدامة للأمن الغذائي. وهذا ما تعلمناه من الجائحة.

39-         وقد أطلقت المنظمة برنامجًا شاملًا للاستجابة من جائحة كوفيد-19 والتعافي منها، وذلك من أجل اتخاذ إجراءات فورية متوسطة إلى طويلة الأجل تهدف إلى منع تحول الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية.

40-         ولم يجرِ تصميم هذا البرنامج الشامل من أجل مساعدة البلدان على التعافي فحسب، بل كذلك من أجل إعادة البناء على نحو أفضل وأقوى وأكثر اخضرارًا نحو تحويل النظم الزراعة والغذائية في العالم.

41-         وأظهرت الجائحة أيضًا أهمية الابتكار والتكنولوجيات الرقمية وقدرتها على ضمان القدرة على الصمود أمام أزمة كهذه في المستقبل.

42-         وعززت الجائحة أيضًا الاتجاه العالمي الموجود بالفعل نحو الابتكار والتحول الرقمي.

43-         وأدى بروز العصر الرقمي إلى إعادة تحديد الطرق التي نعمل ونتواصل ونختبر العالم من خلالها.

44-         فعلى المستوى الشخصي، أدلي ببيانات وأحضر فعاليات وأشارك في مناقشات حول العالم وبشكل يومي وأنا جالس في مكتبي.

45-         ومنذ بداية الجائحة، دعوتُ إلى تحويل الأزمة إلى فرصة لخوض غمار العالم الرقمي.

46-         وعلى مستوى المنظمة، أنجزنا الكثير من العمل حيث ندمج المزيد والمزيد من الأدوات الرقمية المبتكرة في عملنا.

47-         وعلى سبيل المثال، تستند مبادرة العمل يدًا بيد التي ذكرتها سابقًا إلى أحدث الأدوات، من قبيل ما يلي:

‌أ-    المنصة الجغرافية المكانية التابعة لمبادرة العمل يدًا بيد، وهي منصة لبيانات نظام المعلومات الجغرافية تدعم جميع أصحاب المصلحة ببينات غنية وقابلة للمشاركة (مثل المعلومات ذات الصلة بالإيكولوجيا الزراعية والمياه والأرض والتربة وانبعاثات غازات الدفيئة)، مع احترام بروتوكولات سرية البيانات.

‌ب-وهناك أداة أخرى هي مختبر البيانات من أجل الابتكار في مجال الإحصاءات الذي يجمع بين استخدام مصادر البيانات غير التقليدية، والبيانات الضخمة، وعلم البيانات وأساليب البحث عن النصوص لصنع القرارات وتقييم الأثر.

‌ج-  وفي شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وبالتعاون مع شركة Google، أطلقنا أداة البيانات الضخمة Earth Map المبتكرة المجانية والمفتوحة المصدر التي طوّرتها المنظمة. وتقدم هذه الأداة من خلال بضع نقرات على جهاز الحاسوب رؤى فعالة وسريعة وغير مكلفة ومقنعة من الناحية التحليلية، وهي رؤى مستمدة من الأقمار الاصطناعية وثروة المنظمة الكبيرة من البيانات ذات الأهمية الزراعية المتراكمة عبر العقود الماضية. وبهذا، فإن جمع المعلومات وتحليلها ومعالجتها وتبادلها هي طريقة جديدة للاقتصاد الرقمي. وإضافة إلى ذلك، فإن اقتصاد المشاركة الذي نشأ عالميًا من أمريكا الشمالية وشرق آسيا، يصل الآن إلى أوروبا وأفريقيا ومناطق أخرى مثل أمريكا اللاتينية. ويمكنكم بالتالي رؤية العالم الرقمي، فنحن الآن قرية صغيرة واحدة على هذا الكوكب. ولهذا، فإن الصحة واحدة والمصير واحد والمستقبل واحد.

48-         وعلى المستوى العالمي، يجب أن يكون الابتكار والتكنولوجيات الرقمية في قطاع الزراعة عنصرًا أساسيًا في إعادة البناء بشكل أفضل وأكثر اخضرارًا.

49-         وتتزايد احتياجات المزارعين من المعلومات لأنه يتعين عليهم اتخاذ قرارات أكثر تعقيدًا بشأن استخدام الأراضي واختيار المحاصيل والأسواق وغيرها من المجالات التي تؤثر على سبل عيش أسرهم ومجتمعاتهم. ولهذا السبب، ما فتئتُ أكرر منذ عشر سنوات إن الهواتف المحمولة هي متعة للأشخاص الذين يعيشون في المدن، لكنها أداة زراعية جديدة بالنسبة إلى المزارعين والشركات الزراعية وتجار المنتجات الزراعية حيث يمكنها أن توفر لكم معلومات عن البيئة والإنتاج والمعالجة والتسويق – كما أنها تغطي جميع خطوط الإنتاج وسلاسل الإمدادات والقيمة. وإضافة إلى ذلك، فإن الهواتف المحمولة تبني جسرًا للتواصل بين المنتجين والمستهلكين.

50-         ولم يعد الحصول على المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب وبالشكل الصحيح مجرد ترف، بل أصبح ضرورة. ويشمل ذلك الإنذار المبكر بأحوال الطقس والخدمات الاستشارية الزراعية. وأعتقد أنكم تملكون في النمسا أساسًا جيدًا من أجل تقديم الخدمات الاستشارية الأساسية. ولهذا، إذا قمتم بالتحول بشكل سريع من نموذج الأعمال التقليدي إلى النموذج الرقمي، فستحصلون على خدمتكم الجديدة ذات القيمة المضافة.

51-         ولهذا السبب، أؤمن إيمانًا راسخًا بأن الهواتف المحمولة هي الأداة الزراعية الأهم، لا من أجل الزراعة بنفسها فحسب، بل أيضًا من أجل سلسلة القيمة بأكملها، إضافة إلى أنها تخلق صلة مباشرة. ويمكن أن يكون ذلك اليوم، وفي المستقبل، شكلًا جديدًا لنموذج تجاري في ما بين المستهلكين وبين الشركات والمستهلكين.

52-         وتتسم فرص الاتصال المعززة التي توفرها رقمنة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات بأهمية خاصة بالنسبة إلى الزراعة الأسرية.

53-         كما أنها تمكّن المنتجين والمستهلكين من أن يكونوا جزءًا من نظم زراعية وغذائية أكثر استدامة، وتؤثر بشكل مباشر على طرق الزراعة والاستهلاك.

54-         وباستخدام نهج التسويق الافتراضية المناسبة، يمكن للمزارعين أن يكونوا على اتصال وثيق بالمستهلكين، ويستفيدوا من منصات التجارة الإلكترونية. ويمكن كذلك نقل قيمة حماية البيئة إلى حقل المزارع من أجل تحسين طرق الزراعة.

55-         وأعلم أن الوزيرة السيدة Köstinger قد عرضت قبل أيام قليلة فقط النسخة الأحدث من أطلس النطاق العريض في النمسا الذي يُظهر حالة التغطية الوطنية بشبكة الجيل الخامس (5G) والإنترنت العالي السرعة. وفي اعتقادي أن نجاحكم في ذلك سيجعلكم تحتلون مركز الصدارة في أوروبا. وهذه هي فرصتكم التاريخية كدولة متقدمة غير ساحلية. وسيكون بلدكم بطلًا جديدًا آخر بالنسبة إلى هذه الفئات من الدول على هذا الكوكب. وأشيد حقًا بتسريع العمل وتجميع الخبرات الجديدة التي يمكنكم مشاركتها مع العالم من خلال المنظمة. فالمنظمة هي منصتكم الكبرى للتفاعل مع الأعضاء الآخرين على مستوى العالم.

56-         وإن إدارة الحافظة الرقمية والزراعة من قبل الوزارة نفسها في النمسا أمر ينطوي على إمكانية تآزرية للابتكار والتحول الرقمي في النظم الزراعية والغذائية.

57-         ويعدّ وضع استراتيجية رقمية لضمان حصول جميع المواطنين على توصيلية مناسبة حتى في المناطق الريفية والنائية أمرًا بالغ الأهمية.

58-         كما أن إدراج الإلمام بالتكنولوجيا الرقمية في نظام التعليم يتسم كذلك بأهمية كبيرة من أجل المستقبل.

59-         وتعترف المنظمة من خلال مبادرة 000 1 قرية رقمية بقوة هذا المستقبل. والعدد 000 1 هو مجرد شعار ليس إلا. إذ أعتقد أننا نحتاج في عالمنا إلى ملايين القرى أو البلدات الصغيرة الرقمية.

60-         ونعمل على تحديد 000 1 قرية وبلدة صغيرة في جميع أنحاء العالم يمكنها أن تتقدم عبر مختلف مراحل التحول الرقمي الحقيقي – أي من شبه العزلة الرقمية إلى الاتصال، وإلى التحول إلى جهة فاعلة رقمية على مستوى البلدة وبشكل مستقل.

61-         وستنفذ المنظمة هذا الجهد بالتعاون مع شركتي مايكروسوفت وIBM ومؤسسة Foundation Bill & Melinda Gates وغيرها من المنصات، ومنصات التجارة الإلكترونية، وأصحاب المصلحة.

62-         وأدعو النمسا إلى الانضمام إلى هذه المبادرة وترشيح بضعة قرى، فهو أمر ذو أهمية حاسمة بالنسبة إليكم وإلى أوروبا بأسرها. ولذلك، أقول دائمًا، إنكم بلد صغير من حيث عدد السكان ومساحة الأرض، ولكن بإمكانكم تأدية دور كبير في تحويل النظم الزراعية والغذائية والتنمية الريفية في أوروبا والعالم.

حضرات السيدات والسادة،

63-         إن اتباع نهج متسق ومتكامل تجاه التنمية الريفية يعدّ أمرًا حاسمًا أيضًا من أجل تحقيق خطة عام 2030 لأهداف التنمية المستدامة نظرًا إلى وجود تفاوت كبير في العالم بين الأغنياء والفقراء، وبين المناطق الحضرية والريفية، وبالطبع بين الجنسين. وبالتالي، علينا اتخاذ إجراءات ملموسة لتقليص نطاق عدم المساواة. وتُعتبر النمسا، وتجربتها، وحتى دروسها، قيّمة للغاية بالنسبة إلى بقية العالم، ولا سيما البلدان غير الساحلية، كما أنها خير مثال على اقتصاد زراعي أخضر وشامل ومستدام وتنافسي.

64-         والتحديات العالمية التي نواجهها تتطلب تعاونًا وتضامنًا دوليين.

65-         ويحتاج العالم إلى حلول جريئة وتحويلية ومستدامة تتسم بالتكامل والإنصاف والشمولية.

66-         ونحن بحاجة إلى تسخير إمكانات الابتكار والتكنولوجيات الرقمية، وتبادل المعارف والخبرات وأفضل الممارسات، لما في ذلك من فائدة للبشرية جمعاء.

67-         وستواصل المنظمة العمل يدًا بيد مع جميع الشركاء من أجل توسيع نطاق الابتكار ونشر التكنولوجيات الواعدة من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل. وليس الهدف من ذلك تحسين سبل العيش فحسب، بل كذلك تحقيق حياة أفضل، ونوعية حياة أفضل، بغض النظر عما إذا كان الشخص مزارعًا أو مقيمًا في المدينة، أو غنيًا أو فقيرًا. فنحن بحاجة إلى حياة أفضل.

68-         ونتطلع إلى توطيد التعاون مع النمسا في المستقبل، إذ لديكم الكثير من الخبرة والقيم التي تم تجاهلها، بصراحة، من قبل الأعضاء الكبار الآخرين في أوروبا أو حتى في العالم. وسأكون سفيركم المتطوع للترويج لخبرتكم وأفضل ما لديكم من ممارسات في مجالات الزراعة والبيئة والتنمية الريفية. وهذا ليس من أجلي وأجل المنظمة فحسب، كما أسلفت، بل من أجل البشر والبشرية والأشخاص الذين نقدم إليهم هذه الخدمة.

69-         وأتمنى لكم تتمة ناجحة لهذا المؤتمر الهام.

70-         وأتمنى أن تجربوا تغيير وتحويل النظم الزراعية والغذائية والتنمية الريفية باستخدام نهجكم المنفتح والمبتكر. وحافظوا على التنمية الريفية من أجل تراثكم الثقافي والجودة العالية للأغذية والبيئة التي يمكننا الحفاظ عليها لفائدة الأجيال القادمة. وأتوجه إليكم جميعًا بالشكر على إتاحة هذه الفرصة لي لكي أشارك أفكاري وتطلعاتي معكم.

71-         وشكرًا جزيلاً على حسن إصغائكم. وأعطي الكلمة إلى ميسّر الجلسة.