المدير العام شو دونيو

إصدار تقرير حالة الخدمات المناخية لعام 2020

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

13/10/2020

إصدار تقرير حالة الخدمات المناخية لعام 2020

الملاحظات الافتتاحية للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

13 أكتوبر/ تشرين الأول (الثلاثاء) 2020، الساعة 15:00 بتوقيت روما

النسخة المعدّة للإلقاء

 

 

السادة المندوبون الكرام،

حضرات السيدات والسادة،

1- أتوجّه بدايةً بالتهنئة إلى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وجميع من ساهم في إعداد تقرير حالة الخدمات المناخية لعام 2020 على هذه الرسالة التي جاءت في الوقت المناسب عن الثغرات والفرص لإنشاء نظم فعّالة عن المعلومات والإنذار المبكر بشأن المخاطر، لا سيما في ظل جائحة كوفيد-19 المستشرية حاليًا.

2- وإنّ إصدار هذا التقرير الهام بالتزامن مع اليوم الدولي للحدّ من مخاطر الكوارث يؤكد أهمية تعزيز حوكمة إدارة مخاطر الكوارث.

3- وقد أدّت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم أوجه ضعف المجتمعات الأكثر تعرضًا للمخاطر نتيجة الصدمات المناخية والمخاطر الطبيعية، بما يشمل المزارعين والرعاة وصيادي الأسماك وحراس الغابات. وهم الأشخاص نفسهم الذين يمكنهم الاستفادة بقدر أكبر من المعلومات المبكرة التي تنذر بالمخاطر للمساعدة في إنقاذ الأرواح وسبل العيش. 

4- ونحن نعلم أنّ بلدانًا كثيرة تفتقر إلى نظم الإنذار المبكر والقدرات في هذا المجال. 

5- وتشير تقديرات منظمة الأغذية والزراعة إلى أنّ قطاع الزراعة في البلدان النامية قد استحوذ بين عامي 2006 و2016 على نسبة بلغت 23 في المائة من إجمالي الأضرار والخسائر الناجمة عن الكوارث الطبيعية. وفي الوقت نفسه، تم تخصيص نسبة 3 في المائة فقط من مجموع المساعدات الإنمائية الرسمية المتصلة بالزراعة للوقاية من الكوارث والاستعداد لها

6- ولا تزال الاستثمارات في مجال الوقاية من الكوارث والاستعداد لها في قطاعي الزراعة والأغذية منخفضة للغاية. 

7- وكنت قد شغلتُ منصب نائب الحاكم والمنسق الرئيسي المسؤول عن الشؤون الزراعية والأرصاد الجوية والوقاية
من الكوارث في مقاطعة نينغشيا في الصين حيث تحدث الكوارث الطبيعية بكثرة. لذا فأنا أُدرك تمامًا أهمية نظم الإنذار المبكر بالنسبة إلى قطاع الزراعة وسبل العيش في الريف. 

8- ويعدّ التعاون المؤسسي الوثيق بين خدمات الأرصاد الجوية المائية ومراكز البحوث الزراعية أو مراكز الإرشاد الزراعي لتوفير الإرشادات بشأن الأرصاد الجوية في المجال الزراعي في الوقت المناسب على المستويين الوطني والمحلي عاملًا رئيسيًا للنجاح. 

9- ويمكن للإجراءات الاستباقية التي تدعمها نظم فعالة لتوفير البيانات عن الطقس والإنذار المبكر وإجراء تقييمات لمخاطر الكوارث أن تنقذ سبل عيش ملايين الأشخاص في حالات النزاعات والكوارث الطبيعية. 

10- وبالتالي، يمثل "الإنذار المبكر، للعمل المبكر" مبدأ توجيهيًا رئيسيًا تسترشد به إدارتي في منظمة الأغذية والزراعة للتعامل مع المخاطر المحتملة التي تهدد النظام الزراعي الغذائي العالمي، حتى قبل تفشي الجراد مؤخرًا وجائحة كوفيد-19. 

11- وتقوم منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع شركائنا الرئيسيين باختبار الإجراءات الاستباقية وتعزيزها وتوسيع نطاقها.

12- ويُحدث تعاوننا في الميدان فارقًا ملموسًا. 

13- ففي بنغلاديش، أدّى عملنا المشترك بهدف استباق تأثير الفيضانات في شهر يوليو/ تموز المنصرم، إلى تخصيص صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ للأموال بسرعة لم نشهدها من ذي قبل؛ ففي غضون أربع ساعات، حصلت الوكالات المنفّذة على تصريح لإنفاق الأموال، ما أدى إلى الحد من الأضرار بشكل كبير.

14- وفي شرق أفريقيا، تواصل دائرة معلومات الجراد الصحراوي الاضطلاع بدور حاسم في الإنذار المبكر في إطار حالة التفشي الراهنة للجراد الصحراوي. وأدّت عمليات المراقبة والمكافحة التي قامت بها هذه الدائرة إلى تحقيق وفورات قدرها 1.7 ملايين طنّ من الحبوب في 10 بلدان - أي ما يكفي لإطعام 11.4 ملايين نسمة لمدة سنة واحدة وتجنّب أكثر من 512 مليون دولار أمريكي من الأضرار؛ وأنقذت أكثر من 000350 أسرة معيشية رعوية من فقدان سبل العيش وسوء الأوضاع المعيشية.

15- ونحن بحاجة إلى توافر نظم الإنذار الصحيحة ومعلومات آنية وبيانات ذكية بغرض الوقاية والاستعداد بشكل إيجابي، ليس فقط لمواجهة الصدمات في المستقبل، بل أيضًا لضمان اتخاذ قرارات قائمة على الأدلة من أجل التنمية الريفية والزراعية.

16- وتقدّم مبادرة منظمة الأغذية والزراعة للعمل يدًا بيد فرصةً حاسمة الأهمية للتعاون بين منظمتينا.

17- وقد أدمجت بالفعل مبادرة العمل يدًا بيد التي أطلقتها المنظمة ضمن المنصة الجغرافية المكانية ما يزيد عن مليون (1) طبقة جغرافية مكانية وآلاف السلاسل الإحصائية التي تحتوي على 000 4 سجل للبيانات الوصفية على المستويين العالمي والإقليمي تغطي جملة أمور من بينها المعلومات المتعلقة بالمناخ والتربة والأراضي والمياه.

18- وتستخدم مبادرة العمل يدًا بيد بالفعل مؤشرات مناخية خاصة بالقطاعات مثل إنتاجية المياه، والاختلالات
في المتساقطات، والإجهاد الزراعي، وتقاويم المحاصيل المتقدمة، وقد وضعت المنظمة العديد من بين هذه المؤشرات بالاشتراك مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية والخبراء في العالم. 

19- وتشمل حافظة خدمات التكنولوجيا الرقمية لمنظمة الأغذية والزراعة تقاويم المحاصيل لأكثر من 130 محصولًا
في 283 منطقة زراعية إيكولوجية في 44 بلدًا. 

20- ويقدم مختبر البيانات التابع للمنظمة توصيات بشأن الزراعة والحصاد خلال جائحة كوفيد-19 باستخدام تقاويم المحاصيل.

21- وتوفر شبكة المعلومات لعمليات ما بعد الحصاد المعلومات والمشورة للحد من الفاقد من الأغذية وإنتاج المزيد
من الأغذية المغذية، مع التخفيف من آثار تغير المناخ.

22- ويمكن للخدمات المناخية الرقمية، باستخدام البيانات الجغرافية المكانية، أن تزيد من قدرة المزارعين الأسريين
على الصمود عن طريق تزويدهم بمعلومات شبه آنية، والمشورة والقروض الائتمانية المتناهية الصغر، وخطط التأمين القائمة على المؤشرات.

23- وتستخدم منظمة الأغذية والزراعة، بدعم من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، قدرتها على توقّع تقلبات المناخ بغرض تحسين التوقعات بشأن الآفات النباتية مثل الجراد الصحراوي ودودة الحشد الخريفية، ومنع انتشارها، من خلال استخدام الاستشعار عن بُعد والتكنولوجيات المحمولة.

24- ويمثّل التعافي من جائحة كوفيد-19 فرصةً لبناء نظم أكثر استدامة وقدرة على الصمود، من خلال تركيز الاستثمارات، وتوفير البيانات الذكية بقدر أكبر، وسدّ الفجوة في مجال الإنذار المبكر.

25- وتتطلع منظمة الأغذية والزراعة إلى تعزيز تعاونها مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وسائر الشركاء لمساعدة المجتمعات المحلية الريفية في جميع أنحاء العالم على الاستعداد لمواجهة المخاطر والصدمات الطبيعية. 

26- فدعونا نحوّل الإنذار المبكر إلى عمل مبكر ونستفيد من قوة البيانات الضخمة من أجل تحقيق إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل.

 

وشكرًا جزيلًا على حسن إصغائكم.