المدير العام شو دونيو

إطلاق التوقعات الزراعية المشتركة بين منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي ومنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2020-2029

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

16/07/2020

إطلاق التوقعات الزراعية المشتركة بين منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي ومنظمة الأغذية والزراعة للفترة 2020-2029

الخميس، 16 يوليو/تموز 2020

 

ملاحظات الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

النسخة المعدّة للإلقاء

 

 

 

سعادة السيد Angel Gurría، المدير العام لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي

أصحاب المعالي والسعادة، حضرات السيدات والسادة،

1-          إنه لمن دواعي سروري أن أنضمّ إليكم اليوم لمناسبة إطلاق إصدار عام 2020 من تقريرنا المشترك عن التوقعات الزراعية.

2-          صديقي العزيز السيد Gurría، أود بداية أن أتوجه بالشكر إليكم وإلى الفرق العاملة في كل من منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وفي منظمة الأغذية والزراعة لتنظيمهما هذا الحدث بغرض تسليط الضوء على شراكتنا الناجحة.

3-          وهذه هي السنة السادسة عشرة والإصدار السادس عشر للتوقعات الزراعية المشتركة بين منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي ومنظمة الأغذية والزراعة.

4-          وهي لا تزال تشكل مثالاً جليًا عن كيفية تعاون المنظمات الدولية مع الأعضاء فيها لإصدار مطبوع مهني معقد يلبي احتياجات قواعدنا.

5-          وقد أدركت منظمتانا منذ وقت طويل أهمية البيانات والحاجة إلى معلومات عالية الجودة واستشرافية لتفعيل عملية صنع القرارات.

6-          وإنّ التوقعات الزراعية المشتركة بين المنظمتين هي بالفعل مرجع مشهود له عالميًا بالنسبة إلى اتجاهات السوق في الأجل المتوسط والقضايا الناشئة على صعيد النظم الغذائية والزراعية العالمية.

7-          وقد عملنا، إلى جانب معاونينا، على الجمع بين الإسقاطات التي ولّدتها النماذج مع الخبرة في مجالي السياسات والسلع الأساسية لكي يسترشد بها صانعو القرارات بالنسبة إلى الاتجاهات المرتقبة على مستويات الطلب والعرض والتجارة والأسعار في العالم، فضلاً عن توفير نظرة تحليلية ثاقبة في العوامل الكامنة وراءها.

8-          غير أنّ هذه التوقعات هي أكثر من مجرّد إسقاطات وتحليلات خاصة بالأسواق؛ بل إنها تلقي الضوء أيضًا على الأولويات الرئيسية للسياسات المعاصرة على غرار التقدم المحرز نحو نظم زراعية وغذائية أكثر استدامة، خاصة في ظلّ تغير المناخ والتحديات البيئية.

9-          وإنّ النتائج المسجلة هذا العام مشجّعة بهذا الاتجاه حيث أنها تشير إلى إمكانية أن تصبح الزراعة العالمية أكثر استدامة خلال العقد المقبل.

10-       وسيتعيّن زراعة مساحة أقل من الأراضي الجديدة خلال السنوات العشر المقبلة بفضل إمكانية توليد 95 في المائة من إنتاج المحاصيل الإضافية بفضل تحسين الإنتاجية.

11-       لكننا بحاجة إلى سياسات أفضل وإلى مزيد من الابتكار وإلى زيادة الاستثمارات والشمولية من أجل بناء قطاعات زراعية وغذائية ديناميكية ومنتجة وقادرة على الصمود، وهو ما نطمح إليه جميعًا.

12-       ويجدر بنا أيضًا بذل المزيد لمكافحة تغير المناخ. وتشير إسقاطات الإنتاج في التوقعات الزراعية إلى نمو انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 6 في المائة مقارنة بالمستوى الحالي. ومن المتوقع أن تستحوذ الثروة الحيوانية على 80 في المائة من هذه الزيادة.

13-       وينبغي تحقيق خفض إضافي في كثافة الكربون في الإنتاج الزراعي من خلال اعتماد التكنولوجيات التي تحدّ من الانبعاثات على نطاق واسع. ويوفر النموذج الوارد في التوقعات الزراعية وسيلة لاستكشاف سيناريوهات بديلة وتقييم مختلف الخيارات المتاحة أمام صانعي السياسات.

14-       وهناك جانبان مبتكران إضافيان في توقعات هذا العام:

  • فإننا نفخر في تقديم الإحاطات الإقليمية الجديدة كجزء لا يتجزأ من مطبوعنا. وتتوجه هذه الإحاطات إلى المؤتمرات الإقليمية للمنظمة ويمكن الاسترشاد بها في القرارات المتعلقة بالسياسات على المستوى الإقليمي من منظار استشرافي.
  • ونوفر هذا العام أيضًا تغطية أوسع للسلع الأساسية بما يشمل منتجات إضافية تكتسي أهمية اقتصادية وتغذوية حاسمة خاصة بالنسبة إلى البلدان النامية.

15-       ومن الطبيعي أن تكون الإسقاطات الواردة في التوقعات غير مؤكدة كونها تمتد على فترة عشر سنوات من الآن وهي تستند إلى فرضيات بشأن الأوضاع الاقتصادية والسياسية.

16-       ولعلكم تعلمون أنّ تحليل الأسواق في الأجل المتوسط قد يكون عملية أصعب بكثير في أزمنة الأزمات كما هو الوضع عليه اليوم بسبب جائحة كوفيد-19.

17-       لكن، رغم كلّ الصعاب، شعرت منظمتانا إلى جانب الأطراف المتعاونة على المستويين الوطني والدولي أنه من الضروري المحافظة على التفاؤل والتطلّع على الدوام إلى أبعد من الأزمة الراهنة من أجل توجيه الأعضاء في المنظمتين إلى مسار التعافي المنشود.

18-       وهذا المطبوع المشترك يشكّل همزة الوصل بين تأثيرات الأزمة الحالية والاتجاهات والتطورات الأساسية التي تشهدها الأسواق العالمية للسلع الأساسية.

19-       ولكن من المؤسف، وإن لم يكن من غير المفاجئ، أنّ نتائج المحاكاة التي أجريناها لأثر كوفيد-19 تشير إلى أنّ خسارة المداخيل على نطاق واسع سوف تقوّض بشكل أكبر حالة الأمن الغذائي والتغذوي للفئات الأشد عوزا وضعفًا، أقلّه في الأجل المنظور.

20-       ومن الواضح ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات حاسمة بهذا الصدد.

21-       فاليوم أكثر من أي يوم مضى، يجب أن تكون الحلول المستندة إلى الطبيعة والعلم في صلب الجهود التي نبذلها للتخفيف من وطأة تأثيرات الجائحة ولإعادة بناء الزراعة على نحو أفضل.

22-       وستتاح للأعضاء عمليات التقييم الجارية للأزمة وخيارات التعافي البديلة من أجل الاسترشاد بها وضمان الاستجابة لها على النحو المناسب.

23-       ولقد سبق أن طبّقنا أدوات لدعم عمليات تحليل السياسات ولتقييم أثر كوفيد-19 على الأغذية والزراعة وسلاسل القيمة وأسعار المواد الغذائية والأمن الغذائي في مختلف أنحاء كوكبنا. وهي قد صممت من أجل فهم أثر الجائحة والتخفيف من وطأتها وحماية الأمن الغذائي للفئات الأضعف وسبل معيشتها.

24-       وقبل يومين من الآن، أطلقت منظمة الأغذية والزراعة خطتها الشاملة للاستجابة لجائحة كوفيد-19.

25-       وتشكل التدخلات والدعم الخاص بالتجارة على المستويين الإقليمي والقطري جزءًا هامًا من هذا البرنامج. وإني واثق من أنّ ما تضمّنه تقريرنا المشترك عن التوقعات الزراعية من تحليل وتقييم سيشكل أداة هامة لتحديد الاحتياجات وتصميم التدخلات المناسبة.

26-       وأود أن أنتهز هذه الفرصة لكي أؤكد على الضرورة الحاسمة لتوافر معلومات موثوقة في الوقت المناسب لتجنّب ردود الفعل الناجمة عن الهلع والتي لا تؤدي إلا إلى مزيد من تفاقم الأزمة.

27-       وإني على أتمّ الثقة من أنّ مطبوع هذا العالم للتوقعات الزراعية سيقدم مرة جديدة لصانعي القرارات تحليلاً شاملاً وقيّمًا واستشرافيًا لدعم عملية رسم السياسات بالاستناد إلى الأدلّة.

28-       وفي الختام، لا يسعني إلا أن أتوجه بالتهنئة إلى الفرق المعنية على عملها الممتاز رغم الظروف الصعبة.

29-       وشكرًا على حسن إصغائكم.