المدير العام شو دونيو

اجتماع مجلس أمناء مركز Nizami Ganjaviالدولي "سبل القضاء على الجوع والفقر: رؤية من أجل عالم أفضل"

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

28/04/2022

اجتماع مجلس أمناء مركز Nizami Ganjaviالدولي

"سبل القضاء على الجوع والفقر: رؤية من أجل عالم أفضل"

كلمة الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

النسخة المعدّة للإلقاء

28أبريل/ نيسان 2022

 

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

1-             يسرّني أن أتوجه بهذه الكلمة أمام القادة الذين كرّسوا جهودهم، وما زالوا، من أجل بناء عالمٍ أفضل.

2-             إننا نجتمع اليوم لفهم كيف يمكننا القضاء على الجوع والفقر، ومعالجة مسألة الأمن الغذائي، والأمن الصحي والأمن الاجتماعي بطريقة شاملة.

3-             فنحن نعيش اليوم في زمن حافل بالصعاب.

4-             ونظمنا الزراعية والغذائية بحاجة إلى نقلة نوعية، ولا بدّ لنا من تحويلها.

5-             ولا يتعين علينا أن نوفر ما يكفي من الغذاء لـ 811 مليون شخص يعانون من الجوع اليوم فحسب، بل يجدر بنا أيضًا أن نفكر في ملياري (2) شخص إضافيين سيتعين علينا أن نوفر لهم الغذاء بحلول عام 2050.

6-             لقد انقضى الآن أكثر من عامين على جائحة كوفيد-19 التي ما زالت تؤثر سلبًا على حياتنا، وصحتنا، واقتصاداتنا الاجتماعية،

7-             والسكان الأشد فقرًا هم الأكثر عرضة لتأثيرات الجائحة، إذ أنهم الأكثر تضررًا من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود.

8-             فقد سجّلت أسعار الأغذية خلال الشهر الحالي، بحسب مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار الأغذية، ارتفاعًا قياسيًا جديدًا، حيث زادت بنسبة 12.6 في المائة مقارنةً بمستواها في شهر فبراير/ شباط، مع تسجيل ارتفاع كبير في أسعار الحبوب التي ازدادت بنسبة 17.1 في المائة، والزيوت النباتية بنسبة 23.2 في المائة.

9-             وعلى وجه الخصوص، سُجّل مؤخرًا ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والزيوت النباتية، ما انطوى على تكاليف باهظة على المستهلكين في العالم، لا سيما الأشدّ فقرًا من بينهم.

10-          وقد زادت الأوضاع سوءًا مع اندلاع الحرب في أوكرانيا.

11-          فمع ارتفاع أسعار الطاقة بموازاة ارتفاع أسعار الأغذية، تراجعت القدرة الشرائية بقدر أكبر لدى المستهلكين الضعفاء.

12-          ويأتي هذا العبء الإضافي في ظلّ الضغوط المترتبة بالفعل على ميزانيات الكثير من الحكومات والسكان نتيجة ارتفاع النفقات الصحية وتكاليف احتواء الجائحة.

13-          وعلاوة على ذلك، قد يؤدي ارتفاع أسعار الأسمدة الذي نشهده اليوم إلى انخفاض استخدام الأسمدة في الموسم المقبل وربما ما بعد ذلك، مع احتمال فعلي بحدوث تراجع في الإنتاجية الغذائية ما من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع إضافي في أسعار الأغذية.

14-          وقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع عدد ناقصي التغذية في عام 2022 وفي السنوات المقبلة.

حضرات السيدات والسادة،

15-          رغم التحديات الهائلة التي تهدد بالإطاحة بجهودنا من أجل القضاء على الجوع والفقر في العالم، فإنني لا أزال متفائلًا، ولو بحذر.

16-          فأنا ابن مزارع للأرزّ في قرية صينية، وُلدت في ستينيات القرن الماضي.

17-          وفي ذلك الوقت، كانت الصين تعاني من مجاعة على المستوى الوطني.

18-          وشعور الجوع محفور في ذاكرتي منذ طفولتي.

19-          وعندما كنت في الثانية عشرة من عمري، اطلعت للمرة الأولى على معلومات عن الأرزّ الهجين للبروفسور Yuan Longping.

20-          فأدركت عندها أنه يمكن للمشاكل أن تكون أيضًا دوافع للتقدم.

21-          واتضح لي أن التكنولوجيا الزراعية تحمل في ثناياها القدرة على إنتاج المزيد من الأغذية لجميع السكان.

22-          ولذلك قرّرت أن أكرّس نفسي عندما أكبر للزراعة والعمل من أجل المزارعين وتشجيع التنمية الريفية بجميع الوسائل المتاحة.

23-          فالتحرر من الجوع حق أساسي من حقوق الإنسان.

24-          وفي القرن الحادي والعشرين، لدينا جميع الظروف والمعارف والقدرات اللازمة للقضاء على الجوع.

25-          والنظم الزراعية والغذائية هي مفتاح الحل لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030،

26-          والزراعة هي الأداة الأشمل للقضاء على الفقر والجوع.

27-          وتتمثل رؤيتي اليوم، من موقعي كمدير عام لمنظمة الأغذية والزراعة، في عالم يتمتع بإنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب – أي الأفضليات الأربع.

28-          وتندرج هذه الأفضليات الأربع أيضًا في صلب الإطار الاستراتيجي للمنظمة للسنوات العشر المقبلة.

29-          ويعني إنتاج أفضل زيادة المداخيل الزراعية من خلال زيادة الغلال، وتعزيز إنتاجية العمالة، والاستخدام الأمثل للموارد، وزيادة فرص السوق للمنتجات الزراعية.

30-          ويتطلّب ذلك إدماج التكنولوجيا وتوسيع نطاق استخدامها في الزراعة وخفض الفواقد الغذائية.

31-          وتعني تغذية أفضل زيادة الإنتاجية الزراعية لإنتاج ما يكفي من الأغذية المأمونة والعالية الجودة من أجل نمو السكان وتنميتهم على نحو سليم؛ وتشمل أيضًا ضمان إنتاج يتسم بالكفاءة والاستدامة، إلى جانب الاستهلاك المتوازن ووقف هدر الأغذية على نحوٍ تام.

32-          وتعني بيئة أفضل تطوير الزراعة الدقيقة والدائرية وصولاً إلى الاستخدام الأمثل للمياه والأراضي ومبيدات الآفات والأسمدة؛ أيإنتاج كميات أكبر بموارد أقل وتأثيرات سلبية أقلّ على البيئة.

33-          علينا أن نطور الزراعة الخضراء والقادرة على الصمود أمام تغير المناخ، وأن نشجع الإدارة المستدامة للغابات والموارد البحرية لحماية التنوع البيولوجي، وأن نحافظ على المناظر الطبيعية الإيكولوجية.

34-          وتعني حياة أفضل للجميع مساعدة الضعفاء في العالم (الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نموًا والبلدان النامية غير الساحلية والمناطق التي تشهد نزاعات) من خلال مبادرة العمل يدًا بيد، وتعزيز التحول الريفي الشامل عن طريق النهوض بالاستثمارات وتيسير وصول الفقراء في الأرياف إلى الأصول والخدمات والتمويل والعمل اللائق وتحسين سبل العيش وفرص الأعمال.

35-          وعلينا أن نزيل القيود التي تواجهها المرأة للمشاركة في عملية التحول هذه والاستفادة منها على قدم المساواة، وعلينا أن نشجع تمكين الشباب – كما وعلينا أن نكفل عدم تخلف أحد عن الركب.

حضرات السيدات والسادة،

36-          يسعى الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، إلى دعم خطة عام 2030 من خلال التحول إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة.

37-          ولتحقيق هذا التحوّل، يجدر بنا اتباع نهج شامل للتقليل إلى أدنى حد ممكن من المقايضات باستخدام البيانات والعلوم والتكنولوجيات والابتكار والسياسات التمكينية.

38-          ونحن حاليًا بصدد وضع أول استراتيجية للمنظمة للعلوم والابتكار، لإعطاء الأولوية للعلوم والحلول المبتكرة والأدوات التكنولوجية، بما يتوافق تمامًا مع خطة عام 2030.

39-          وستضع الاستراتيجية العلوم والابتكار في صلب جميع أعمالنا خلال العقد المقبل.

40-          وتشكل المبادرات الرئيسية التي قامت بها المنظمة مؤخرًا أمثلة ملموسة أخرى على التزامنا بتعزيز الدور القيادي للمنظمة في مجال العلوم والابتكار بوصفهما دافعين لتحويل النظم الزراعية والغذائية.

41-          واسمحوا لي أن أشير إلى ثلاث مبادرات من بينها:

42-          مبادرة العمل يدًا بيد التي تستند إلى منصة البيانات الجغرافية المكانية وتحدد الفجوات في التحول الريفي وتوائم بين البلدان والشركاء بهدف تحقيق نتائج ملموسة.

43-          ومبادرة "بلدٌ واحد، منتجٌ واحد ذو أولوية" التي تساعد البلدان في تطوير سلاسل قيمة لمنتجاتها الزراعية الخاصة بطرق شاملة ومربحة ومستدامة بيئيًا.

44-          ومبادرة 000 1 قرية رقمية التي تضع الرقمنة في صلب التحول الريفي والازدهار من خلال تحويل القرى في مختلف أرجاء العالم إلى مراكز رقمية.

حضرات السيدات والسادة،

45-          إن رؤيتي والتزامي الراسخ متجذران في الشراكات التحويلية التي تأتي بحلول تغيّر قواعد اللعبة من أجل التصدّي للمجموعة المعقدة من التحديات في النظم الزراعية والغذائية سعيًا إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

46-          ولكننا غير قادرين على تحقيق ذلك بمفردنا، وعلينا أن نعمل بشكل جماعي نحو تحقيق هدفنا المشترك.

47-          فالتعاون والشراكات ضروريان لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات المتزايدة والمعقدة الماثلة أمام نظمنا الزراعية والغذائية.

48-          وتركز المنظمة، بالتعاون مع شركائنا، على تطوير وتقاسم المعارف والخبرات وتسخير التكنولوجيات والابتكارات الرئيسية،

49-          من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة المتمثلة في توفير الأغذية لسكان العالم، ورعاية كوكب الأرض، والنهوض بسبل العيش المنصفة وبناء نظم إيكولوجية قادرة على الصمود.

50-          دعونا إذًا نعمل معًا في سبيل القضاء على الجوع والفقر من أجل عالم أفضل.

51-          وشكرًا جزيلًا على حسن إصغائكم.