المدير العام شو دونيو

المؤتمر عن هدف التنمية المستدامة رقم 16لعام 2023 الجلسة بشأن تعزيز المشاركة في صنع القرارات لتسريع العمل التحويلي: النظم الغذائية وتغير المناخ

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

31/05/2023

المؤتمر عن هدف التنمية المستدامة رقم 16لعام 2023

الجلسة بشأن تعزيز المشاركة في صنع القرارات لتسريع العمل التحويلي: النظم الغذائية وتغير المناخ

كلمة

الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

31مايو/أيار 2023

 

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

الزميلات والزملاء الأعزّاء،

 

1-            يسرني أن أكون هنا اليوم للمشاركة في هذه المناقشة الهامة.

 

2-            وفي وقت سابق من هذا الشهر، كان من دواعي سروري أن أتبادل الآراء مع زملائي خلال اجتماع رؤساء مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشأن الحاجة إلى وضع نهج شامل للترابط القائم بين الأغذية والطاقة والمناخ من خلال إعادة التركيز على أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالأمن الغذائي والأمن الصحي من أجل تحقيق السلام والازدهار، ومواصلة تسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة كافة.

 

3-            وكنت قد أوضحتُ ضرورة أن يتوفر ما يلي على المستوى القطري:

  • أولًا: أطر سياساتية وتنظيمية منسقة ومتكاملة مع التزامات سياسية قوية؛
  • ثانيًا: تعزيز الحوار بين أصحاب المصلحة المتعددين والعوامل المسرّعة لأهداف التنمية المستدامة؛
  • ثالثًا: العوامل المسرّعة المتعلقة بالتكنولوجيا والابتكار والبيانات والعناصر المكمّلة (الحوكمة ورأس المال البشري والمؤسسات) في جميع التدخلات البرامجية لتسريع التأثير مع تقليل المقايضات إلى حدّها الأدنى؛
  • رابعًا: تعزيز القدرات البشرية والمؤسسية لأصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص.

 

4-            وتدعم منظمة الأغذية والزراعة (المنظمة)، بوصفها وكالة متخصصة وفنية تابعة للأمم المتحدة، أعضاءها بشكل فاعل في جميع هذه المجالات الأربعة المذكورة. وعلى وجه الخصوص، ستتناول الخطة الجديدة بشأن السلام بشكل مشترك أهداف التنمية المستدامة 2 بشأن القضاء التام على الجوع، و13 بشأن العمل المناخي، و16 بشأن السلام والعدالة، وستسرّع العمل التحويلي للاستجابة للأزمات التي تؤثر على النظم الزراعية والغذائية فضلًا عن الآثار الناجمة عن أزمة المناخ.

 

5-            وإن الوضع مروّع: فهناك ما يصل إلى 828 مليون شخص يعانون من الجوع المزمن، و258 مليونًا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وكانت الزيادات الأخيرة والمأساوية مدفوعة بالصراعات والصدمات المناخية والأزمات الاقتصادية.

 

6-            ولا بدّ من اتخاذ إجراءات الآن. ويجب أن تصبح النظم الزراعية والغذائية أكثر كفاءةً وشمولًا وقدرةً على الصمود واستدامةً.

 

7-            وسيتطلب تحقيق هذا التحويل تركيزًا قويًا على المساواة بين الجنسين، وكذلك تطبيق نهج مشترك بين عدة ابعاد لمواجهة التحديات التي يواجهها الشباب، والشعوب الأصلية، والأشخاص الذين يعيشون في حالة من الفقر، والمهاجرون، والمجتمعات المحلية الرعوية، وغيرهم.

 

8-            وينبغي لنا تحويل النظم الزراعية والغذائية في العالم من أجل ضمان تحقيق الأفضليات الأربع أي إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

 

9-            وتحقيقًا لذلك، نحن نعمل على ثلاث مجموعات رئيسية من الإجراءات:

 

10-         أولًا، ينبغي تشجيع التمكين القانوني للفئات الأضعف، أي الأشخاص والمجتمعات المحلية الأكثر عرضة للتخلف عن الركب. فهذا هو مفتاح الحلّ للتوصل إلى حلول فعالة من أجل مواجهة التحديات الراهنة، وبناء مجتمع متناغم من خلال سيادة القانون. وفي هذا الصدد، فإن الحق في حيازة الأراضي أمر أساسي.

 

11-         ويبدأ "الحق في الغذاء" في العديد من المواقع بالحق في الإنتاج، وبالتالي في الحقوق الأساسية المتعلقة بالأراضي. وفي ما يتعلق بالمزارعين الفقراء، فإن الحصول على الأراضي وأمن الحيازة أصلان حيويان لضمان أمنهم الغذائي وسبل عيشهم، وهو أيضًا أمر حيوي للمجتمعات المحلية.

 

12-         وإذا كانت الحيازة أساسًا للاستدامة، فيجب أن تكون نظم الحوكمة والإدارة الشاملة للأراضي مكونات رئيسية لاستراتيجيات الحماية الاجتماعية، وبناء القدرة على الصمود في مواجهة مواطن الضعف والصدمات وحالات الإجهاد.

 

13-         ثانيًا، نحن بحاجة إلى الاستباق والتطلع إلى المستقبل. ويجدر بنا أيضًا ضمان أن نسير على الطريق الصحيح، وأن نصل في الوقت المحدد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع مراعاة المقايضات وأوجه التآزر بشكل صحيح من أجل ضمان عدم خلق فائزين وخاسرين مما قد يؤخر العملية، لا بل وقد يؤدي إلى خلق صراعات جديدة.

 

14-         وفي إطار هذا المسار، تشكل البيانات والتحليلات عاملي توجيه، وتركز المنظمة على وضع حلول جديدة والاستثمار فيها للمساعدة في توجيه الأعضاء.

 

15-         انطلاقًا من منصة المعلومات الجغرافية المكانية الحديثة الحائزة على جائزة، ووصولًا إلى مطبوعتنا القادمة المتعلقة بخارطة الطريق بشأن تحقيق الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة (مع احترام الحدّ البالغ 1.5 درجات مئوية).

 

16-         فالتحليلات تساعدنا على فهم المشاكل وتصميم الحلول، ولكنّ التحليلات الأهمّ تذكرنا بالأشخاص والمجتمعات المحلية التي يتم تجاهل أصواتها وهم الأكثر تأثرًا بالصدمات الحالية أو بالتغيّرات المستقبلية.

 

17-         وثالثًا، نحن بحاجة إلى حوكمة فعالة وشاملة يكون محورها الإنسان. ونحن أيضًا بحاجة إلى الجمع بين أصحاب المصلحة المعنيين كافة واعتماد مشاركة مبتكرة لصنع القرارات من أجل إحداث التغيّرات المطلوبة عبر المنظومة.

 

18-         ويجب علينا تمكين جميع الجهات الفاعلة في مجال التغيير، وخاصة الجديدة منها.

 

19-         وإن مبدأ "عدم ترك أي أحد خلف الركب" لا يتعلق فقط بالنتيجة، وإنما بالعملية أيضًا.

 

20-         وإن تحويل النظم الزراعية الغذائية العالمية هو جهد جماعي يبذله المنتجون والمستهلكون والتجار والممولون، من بين آخرين كثيرين. ويتعلق الأمر بتغيير طريقتنا في الأكل، والزراعة، والتجهيز، والتمويل. ويشمل ذلك الحكومات وشركات الأعمال ومنظمات المجتمع المدني والأشخاص. ويتعلق الأمر أيضًا بعمليات مشتركة للإنشاء والملكية والتنفيذ انطلاقًا من رؤية مشتركة.

 

21-         وتحقيقًا لهذه الحوكمة الأفضل والمحسّنة، نحن بحاجة إلى هيكل مبتكر. ولهذا السبب، أنشأت المنظمة منتدى الأغذية العالمي الذي يُعقد سنويًا في منتصف شهر أكتوبر/تشرين الأول منذ عام 2021. ولقد ساهمنا في تمكين الشباب والنساء في مجالي العلوم والابتكار، فضلًا عن استقطاب الاستثمارات في المناطق الريفية التي تواجه العديد من التحديات.

 

22-         وتُيسّر مبادرة "العمل يدًا بيد" التي أطلقتها المنظمة الجمع بين المعرفة وفرص الاستثمار بطريقة شاملة.

 

23-         وقام منتدى العلوم والابتكار ومجموعة العلماء الشباب في منتدى الأغذية العالمي بتمكين الحركة التي يقودها الشباب من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية وتسريع الإجراءات المناخية.

 

24-         ومع ذلك، فإن إجراءات المنظمة أوسع نطاقًا بكثير وتمتد لتشمل جهات أخرى أيضًا: نحن ندعم المشاريع والبرامج المصممة لتوفير المهارات الفنية والقيادية لشباب العالم، وتعزيز مناصرة منظمات المجتمع المدني التي تقودها النساء.

 

25-         ومع أننا نشهد أوقاتًا عصيبة، إلا أنني واثق من قدرتنا على تحويل النظم الزراعية الغذائية إذا استخدمنا المجموعة الصحيحة من التحليلات والمؤسسات.

 

26-         فالثقة تولّد الأمل، والأمل يولّد السلام. وهكذا سنتمكن من تحقيق الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة!

 

27-         وشكرًا على حسن إصغائكم.