المدير العام شو دونيو

حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2020

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

13/07/2020

ملاحظات الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم لعام 2020
تحويل النظم الغذائية لتأمين أنماط غذائية صحية ميسورة الكلفة

إطلاق التقرير على هامش المنتدى السياسي الرفيع المستوى

 نيويورك، 13 يوليو/تموز 2020

 

 

أصحاب المعالي والسعادة،
سعادة السادة رؤساء الوكالات الشريكة،
سعادة الممثلين الدائمين،
حضرات السيدات والسادة،

1-          يسرّني، نيابة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) وبالتعاون مع المنظمات الشريكة، أن أعرض عليكم إصدار عام 2020 من تقرير حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم.

2-          وهذه هي المرة الرابعة التي نتعاون فيها معًا لإصدار هذا التقرير الذي يؤكد مجددًا التزامنا بالعمل المشترك من أجل التغلب على تحديات تحرير العالم من براثن الجوع وانعدام الأمن الغذائي وجميع أشكال سوء التغذية.

3-          وهذه هي المرة الثانية أيضًا التي يتم فيها إطلاق التقرير على هامش مناقشات المنتدى السياسي الرفيع المستوى.

4-          ويكتسي موضوع هذا العام للتقرير عن تحويل النظم الغذائية لتأمين أنماط غذائية صحية ميسورة الكلفة أهمية خاصة لصلته بموضوع المنتدى لهذا العام أي "العمل المعجّل والمسارات الكفيلة بالتغيير: تنفيذ عقد العمل والإنجاز من أجل التنمية المستدامة".

***

5-          لقد مضت خمسة أعوام منذ أن التزم العالم ببلوغ هدف القضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية بجميع أشكاله.

6-          ولم يبقَ أمامنا سوى عشر سنوات لإثبات أنّ التزاماتنا وإجراءاتنا شجاعة بما فيه الكفاية.

7-          ويفيد هذا التقرير بشكل واضح أننا اليوم لسنا على المسار المطلوب للقضاء على الجوع وانعدام الأمن الغذائي وجميع أشكال سوء التغذية بحلول عام 2030. وسيتعيّن علينا مضاعفة جهودنا نظرًا إلى التحديات الناشئة عن كوفيد-19.

8-          وتشكل هذه الجائحة تهديدًا محدقًا بالأمن الغذائي والتغذية. وهذه إحدى الرسائل الأساسية لإحاطة المدير العام عن سياسات "أثر جائحة كوفيد-19 على الأمن الغذائي والتغذية".

حضرات السيدات والسادة،

9-          يذكّرنا هذا التقرير بضرورة أن تكون جهودنا أكثر شَجاعة.

10-       فخلال السنوات الخمس الماضية، انضمّ 60 مليون شخص إلى صفوف ناقصي التغذية؛ وفي عام 2019 وحده، أضيف 10 ملايين شخص إلى صفوف الجياع. وهذا أمر غير مقبول!

11-       أما على المستوى العالمي، فلا يزال عبء سوء التغذية بجميع أشكاله يشكل تحديًا، فيما العالم ليس على المسار المطلوب لتحقيق الغايات الموضوعة لعامي 2025 و2030.

12-       وفي بعض المجالات، على غرار الوزن الزائد والسمنة لدى البالغين، فإننا نسير حتى في الاتجاه الخاطئ في الأقاليم كافة.

13-       وفي حين أنّ الأثر الكامل لكوفيد-19 على الأمن الغذائي لم تتجلَّ معالمه بعد، من المتوقع أنّ ينضمّ عدد يتراوح بين 83 و132 مليون شخص إضافي إلى حلقة الجوع هذا العام، كما من المتوقع أن يتدهور كذلك الوضع التغذوي للشرائح السكانية الأضعف.

حضرات السيدات والسادة،

14-       رغم كلّ هذه التحديات، نحن نعلم تمامًا أين يجدر بنا التحرك وكيف!

15-       وتعاني الشعوب في جميع الأقاليم من الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية لعدم قدرتها على تحمّل كلفة الأنماط الغذائية الصحية، لا سيّما الفقراء.

16-       وعلى وجه التحديد، يعجز أكثر من 3 مليارات نسمة في العالم عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحي وهو أمر مخيّب للآمال على اعتبار أنّ العالم ينتج ما يكفي من غذاء لإطعام الشعوب كافة.

17-       فكلفة النمط الغذائي الصحي قد تبلغ خمسة أضعاف كلفة الأنماط الغذائية التي تكتفي بتلبية الاحتياجات الغذائية من الطاقة من خلال الأغذية الأساسية من النشويات.

18-       ويجدر بنا الحرص على أن تكون كلفة الأنماط الغذائية الصحية ميسورة للجميع!

19-       وتدفعنا أهداف التنمية المستدامة في الوقت عينه إلى التفكير "بصورة مختلفة" لنرى كيف يمكن لجهودنا في سبيل بلوغ هدف واحد أن تمكّننا من إحراز تقدم باتجاه سائر الأهداف الأخرى.

20-       وإنّ خياراتنا الغذائية لا تحمينا من الأمراض غير المعدية وهي تساهم في كلفة تدهور البيئة.

21-       ويشير التقرير إلى أنّ التحول إلى أنماط غذائية صحية مستدامة من الناحية البيئية يمكنها أن تساهم بصورة كبيرة في خفض التكاليف على الصحة وتلك المتصلة بتغير المناخ بحلول سنة 2030.

22-       ولن يساعد هذا التحول على القضاء على انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية (الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة) فحسب، بل سيولّد أيضًا أوجه تآزر هامة لضمان حياة مفعمة بالصحة (الهدف 3 من أهداف التنمية المستدامة) واتخاذ إجراءات فورية لمكافحة تغير المناخ (الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة).

حضرات السيدات والسادة،

23-       لن تصبح هذه المكاسب المحتملة بالنسبة إلى الشعوب وكوكبنا واقعًا ملموسًا ما لم نكفل انخفاض كلفة الأغذية المغذية.

24-       وكلنا يعلم أنّ العوامل الكامنة وراء رفع كلفة الأغذية المغذية موزّعة على نطاق النظام الغذائي برمّته.

25-       لذا لا بد لنا من تحويل نظمنا الغذائية للحد من كلفة الأغذية المغذية وضمان حصول الجميع في مختلف أنحاء العالم على نمط غذائي صحي.

26-       فعلى المستوى العالمي، أنا واثق من أنّ التوصيات الخاصة بالسياسات المنبثقة عن هذا التقرير سوف تساهم في إعداد جدول أعمال مؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية في عام 2021.

27-       أما على المستوى القطري، فيتعين على الحكومات أن تتحركّ فورًا مع مراعاة سياقاتها المحددة على اعتبار أنه ما من حلّ واحد مناسب لجميع الحالات لإحداث التحوّل المنشود.

28-       وإنّ منظمة الأغذية والزراعة وشركاءها في هذا التقرير والأمم المتحدة ككلّ هنا لمساعدتها على اتخاذ الإجراءات المطلوبة.

29-       وشكرًا جزيلاً على حسن إصغائكم.