المدير العام شو دونيو

منتدى وزراء الزراعة الثاني للصين وجماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

25/02/2021

كلمة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة السيّد شو دونيو

منتدى وزراء الزراعة الثاني للصين وجماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي

مكسيكو سيتي

(بالصيغة التي أدليت بها)

 

حضرتا الجهتين المضيفتين الموقرتين، دولتي المكسيك والصين،

حضرات المندوبين الموقرين،

حضرات السيدات والسادة،

1-          أتوجّه بالشكر إلى معالي الوزيرين المكسيكي والصيني لدعوتهما منظمة الأغذية والزراعة إلى المشاركة في منتدى وزراء الزراعة الثاني للصين وجماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي هذا.

2-          لقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى تفاقم التفاوتات المتزايدة في هذا الإقليم. وبسبب الجائحة، أدركنا إمكانية العودة إلى مؤشرات التسعينيات من القرن الماضي، حيث من الممكن أن تقع نكسة تعيدنا 20 عامًا إلى الوراء في مجال مكافحة الجوع.

3-          وأنا أنظر بعين التفاؤل الكبير إلى الأنشطة المتجددة لجماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وإلى التنسيق السياسي والحوارات والتعاون مع الأقاليم الأخرى في العالم.

4-          وقد أعربت الصين عن التزامها الراسخ بالتعاون من أجل نمو اقتصادي يركّز على الازدهار المشترك، وحماية البيئة ومبادئ خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

5-          وقد ذكّرنا الرئيس Xi Jinping عندما افتتح المنتدى الدولي بعنوان "حزام واحد وطريق واحد" بأنّ "التنمية هي المفتاح الأولي لحل المشاكل المختلفة. ولأجل تعزيز هذه المبادرة، من الضروري التركيز على المشكلة الأساسية المتمثلة في التنمية، وإطلاق العنان لإمكانات النمو في كل بلد، وجعل التكامل الاقتصادي والتنمية المترابطة حقيقةً واقعة، والتمكن من التمتع بالنتائج معًا" على حد قوله.

6-          والآن، يتعين علينا أن نهبّ إلى العمل. فنحن بحاجة إلى تحويل نظمنا الزراعية والغذائية من أجل توفير الأمن الغذائي وتغذية أفضل للجميع، بما يجعلها فعالة وشاملة ومستدامة اقتصاديًا، مع أثر إيجابي على المناخ والبيئة.

7-          ومنذ بداية هذه الجائحة، أصرت منظمة الأغذية والزراعة على ضرورة إبقاء مجال التجارة الدولية مفتوحًا وشغالًا؛ وأن يعمل الإنتاج الزراعي مع التجارة بانسجام للحؤول دون تحول الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية.

8-          وتشكل بلدان الجماعة ركنًا من أركان الأمن الغذائي العالمي إذ تنتج 13 في المائة من الأغذية على مستوى العالم، ولكنها تساهم بنحو 45 في المائة من صافي الصادرات الغذائية في العالم.

9-          وتظهر لنا البيانات أن الاستثمار في الزراعة في البلدان المنخفضة الدخل - ولا سيما على مستوى الزراعة الأسرية والنطاق الصغير - له أثر أكبر على صعيد الحد من الفقر مقارنة بالاستثمار في القطاعات الأخرى.

10-       فبوسع التجارة أن تحفز إنتاجية المزارعين ودخلهم. وهي تشجع مشاركة هؤلاء في الأسواق وفي سلاسل القيمة، وتساهم في زيادة الكفاءة في استخدام الموارد الطبيعية.

11-       ولكل بلد أو إقليم مزاياه الخاصة المستمدة من الظروف الطبيعية، التي تيسّر إنتاج محاصيل زراعية معينة تتمتع بقدرة تنافسية فريدة في السوق العالمية.

12-       وقد أشار المؤتمر الإقليمي لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي للمنظمة الذي عقد مؤخرًا إلى أربع قضايا ذات أهمية قصوى هي: الابتكار، والتجارة الدولية والأقاليمية، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، والتكيّف مع تغير المناخ.

13-       وقد أدّت جائحة كوفيد-19 إلى التعجيل بمستويات التحول الرقمي عبر القطاعات والأقاليم الجغرافية كافة، الأمر الذي كان ليستغرق سنوات طوال ليتحقق لولاها. وقد اختصرت الرقمنة المسافات بيننا جميعًا من خلال اقتصاد عالمي قائم على المشاركة.

14-       ولا يقتصر الابتكار على التكنولوجيات الجديدة فحسب، وإنما يشمل أيضًا التمويل وإقامة الشبكات ونماذج الأعمال الجديدة لتسريع وتيرة عملية التحوّل. وفي هذا الصدد، تعمل منظمة الأغذية والزراعة على دعم بلداننا الأعضاء.

15-       ويعدّ المستثمرون من القطاع الخاص من الجهات الفاعلة الرئيسية لغرض تحقيق هذه الأهداف.

16-       وقد وافقنا مؤخرًا على استراتيجية جديدة للمنظمة لإشراك القطاع الخاص تمكننا من تعزيز شراكاتنا الاستراتيجية للعمل معًا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

17-       ويشكّل بناء نظم زراعية وغذائية خضراء وشاملة أحد أقوى السبل للتعافي من الأزمة الحالية، من خلال إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل.

18-       وقد باشرنا بتطبيق برنامج المنظمة للاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها.

19-       ورافقت المنظمة الجهود التي تبذلها جماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بدايةً ضمن تحليل للآثار من أجل تحديد الأدوات التنظيمية الفعالة في ما يتعلق باستدامة النظم الغذائية والأمن الغذائي في سياق كوفيد-19.

20-       وقد عاد هذا الدعم بالفائدة على 17 بلدًا (هي تحديدًا إكوادور، وبليز، وبوليفيا، والسلفادور، وغواتيمالا، وكولومبيا، وهندوراس، ونيكاراغوا، وباراغواي، وبيرو، وفنزويلا، والدول الجزرية الصغيرة التابعة لمنظمة دول شرق البحر الكاريبي).

21-       وبالإضافة إلى ذلك، قدّمنا الدعم من أجل عقد اجتماعين لوزراء الزراعة في النصف الغربي من الكرة الأرضية، حيث أمكن تحديد تدابير مبتكرة رئيسية في سياق الجائحة، وتبادل تلك التدابير.

22-       وسوف تساعدنا مبادرة العمل يدًا بيد على تحقيق هذه الغاية، بدءًا بالشرائح الأكثر ضعفًا.

23-      ويمثّل النهج المتعدد القطاعات الذي يركّز على الشراكات على الصعيد القطري جوهر مبادرة العمل يدًا بيد ويهدف إلى الحد من الفقر من خلال تعزيز الإمكانات الزراعية وكذلك الاستثمار في سلاسل القيمة المبتكرة والشاملة والمنتجة وخلق رأس المال البشري.

24-       ومن خلال هذه المبادرة، قمنا بتطوير المنصة الجغرافية المكانية، ومختبر البيانات للابتكار الإحصائي، وتطبيق Earth Map المصاحب الذي تم تطويره بالتعاون مع شركة غوغل والذي يزوّد الأعضاء ببيانات قيّمة في الوقت الحقيقي للمساعدة في دعم اعتماد قرارات استراتيجية.

25-       ويسرّني الإعلان أن المنظمة قد بلغت، بالعمل مع المكسيك التي تتولى الرئاسة المؤقتة لجماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، المرحلة النهائية من عملية الموافقة على برنامج إقليمي طموح لدعم تعافي النظم الغذائية في 12 بلدًا في الإقليم، بدعم من صندوق التعاون بين بلدان الجنوب المشترك بين المنظمة والصين.

26-       وبالنيابة عن منظمة الأغذية والزراعة، أود أن أغتنم هذه الفرصة لكي أعرب عن امتناني لحكومة الصين لما قدمته من دعم قوي إلى مشروع الاستجابة لجائحة كوفيد-19 والتعافي منها في بلدان جماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.

27-       وسيؤدي هذا المشروع، بالاستفادة من الخبرة المتقدمة التي اكتسبتها الصين في مجال الزراعة الرقمية، إلى النهوض بتبادل المعرفة والتبادلات في مجال التنمية.

28-       وعلاوة على ذلك، سيدعم هذا المشروع تصميم مرفق الزراعة الرقمية والتنمية الريفية المشترك بين جماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي والصين ومنظمة الأغذية والزراعة وإنشاءه في المكتب الإقليمي للمنظمة لأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وذلك بهدف إرساء الأساس الفني والمعرفي اللازم للنهوض بالحلول الرقمية في الإقليم.

29-       وستواصل المنظمة تقديم دعمها الكامل لتحويل النظم الزراعية والغذائية في بلدان جماعة دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي لكي نتغلّب معًا على الجوع والفقر.

وشكرًا على حسن إصغائكم.