المدير العام شو دونيو

مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023 حدث جانبي: الترابط بين الجفاف والهشاشة والتمويل: إدارة مخاطر الجفاف والتغلّب على ظروف الهشاشة

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

22/03/2023

مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023 

حدث جانبي:

الترابط بين الجفاف والهشاشة والتمويل: إدارة مخاطر الجفاف والتغلّب على ظروف الهشاشة

ملاحظات الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

22 مارس/ آذار 2023

 

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

 

تتزايد وتيرة حالات الجفاف وشدّتها، الأمر الذي يتسبب بخسائر وأضرار جسيمة.

وتمثّل الظواهر المناخية القصوى مشكلة عالمية تضرّ بسبل العيش وتزيد من انعدام الأمن الغذائي.

وتكون هذه المخاطر أعلى في السياقات الهشّة؛ إذ يمكن للظروف الكامنة وراء الفقر المدقع والجوع وانعدام المساواة والنزاعات أن تحوّل موجات الجفاف إلى كوارث.

ويتعيّن علينا أن ندعم المجتمعات المحلية الهشّة من أجل كسر هذه الحلقة المفرغة من المأساة الإنسانية، من خلال اتباع نهج استباقي للجفاف بدلًا من أن يقتصر على الاستجابة له.

لقد وضع الكثير من البلدان خططًا وطنية للإدارة المتكاملة للجفاف، وهذا تقدم مهم، ولكن لا بد من ترجمة الخطط والسياسات إلى أفعال.

ولا يزال نقص الموارد المالية الكافية والحسنة التوقيت والمبتكرة يشكل عائقًا رئيسيًا أمام إدارة الجفاف بصورة استباقية ومتكاملة. وقد لا تكون المصادر والآليات والأدوات المالية التقليدية كافية لدعم الاستثمارات من أجل الحد من مخاطر الجفاف وبناء القدرة على الصمود. ومن الضروري العمل بشكل واضح على تحديد آليات تمويل قادرة على الاستجابة للجفاف ومبتكرة باعتبارها عنصرًا في تمويل العمل المناخي برمّته.

وستواصل منظمة الأغذية والزراعة دعم البلدان لاستقطاب هذا التمويل الحاسم الأهمية للعمل المناخي، من أجل تنفيذ الابتكارات لتعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ عبر نطاق النُظم الزراعية والغذائية برمّتها، والوصول إلى الموارد المالية لمكافحة الجفاف والتقدّم نحو اتباع نُهج استباقية.

ومن خلال الآليات المالية العالمية، تدعم منظمة الأغذية والزراعة الخطط الوطنية لتعزيز القدرة على الصمود أمام الجفاف، في كابو فيردي وكوبا وبنما وأوزبكستان وفييت نام على سبيل المثال. ويطال هذا التعاون، وهو جزء من برنامج عالمي يموّله مرفق البيئة العالمية، 31 بلدًا من جميع الأقاليم.
 

ونحن بحاجة أيضًا إلى زيادة مشاركة القطاع الخاص، وإنّ الأدوات المالية المبتكرة تمهد الطريق لذلك. وتتوفر خيارات لبناء القدرة على الصمود والتمويل ضدّ المخاطر، حتى في البلدان التي تعاني منذ وقت طويل من قدرة محدودة للوصول إلى التمويل. ويتعين بلورة قاعدة معارف عالمية لضمان أن تُظهر قرارات الاستثمار الاحتياجات الحالية وتتوقع اتجاهاتها.

وللنهوض بالمعارف على المستوى العالمي، علينا تقييم التحديات والتجارب وتشاركها لتحديد ما يتعين القيام به من أجل تعزيز آليات التمويل الفعالة لمكافحة الجفاف. ولتحقيق هذا الهدف، تشجّع مبادرة منظمة الأغذية والزراعة "للبناء بشكل أفضل في المستقبل" على تعزيز رأس المال البشري الوطني - كما في مالي والنيجر- لغرض تدعيم القدرات في مجال إدارة الموارد الطبيعية في السياقات الهشّة.
 

وفي مواجهة تفاقم التأثيرات المناخية، تتسم الاستجابات الاستباقية للجفاف الممولة بشكل جيد بأهمية حاسمة. ولا بدّ لنا من العمل معًا لتعميم النهج الاستباقية في الاستراتيجيات الوطنية وتعزيز الحلول المالية المستدامة لضمان تنفيذها.

وتلتزم منظمة الأغذية والزراعة، في إطار مساهمتها في مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023 وخطة العمل من أجل المياه، بدعم الأعضاء بشكل كامل لبناء هذه النهج والحصول على التمويل اللازم.
 

ولن يكون بالإمكان القضاء على الفقر والجوع ما لم نستبق منحى موجات الجفاف.

فلنعمل معًا، كمجتمع عالمي واحد، بطريقة تتسم بالكفاءة والفعالية والاتساق لتكون إجراءاتنا أفعالًا وليس مجرّد ردود فعل!

فنتمكن بهذه الطريقة من حماية الأرواح وسبل العيش والأمن الغذائي والحدّ من خطر الهجرة القسرية الجماعية، فضلًا عن المساعدة في ضمان التنمية المستدامة وتحقيق الأفضليات الأربع من أجل إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أحد خلف الركب.

وشكرًا جزيلًا على حسن إصغائكم.