المدير العام شو دونيو

مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023 حدث جانبي: خرائط الطريق الوطنية للمياه المفضية إلى تنفيذ خطة عام 2030

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

22/03/2023

مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023

حدث جانبي:

خرائط الطريق الوطنية للمياه المفضية إلى تنفيذ خطة عام 2030

ملاحظات افتتاحية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

22 مارس/ آذار 2023

 

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

أرحّب بكم في هذا الحدث الجانبي المتعلق بخرائط الطريق الوطنية للمياه. فالمياه هي أحد أثمن الموارد في العالم، وهي أساسية للزراعة. إذ إنّ أكثر من 95 في المائة من الأغذية تنتج في البرّ، ويبدأ إنتاجها بالتربة والمياه. ولهذا السبب فالمياه هي الغذاء والغذاء هو المياه!

غير أنّ العالم يواجه تحديات بالغة تتعلق بالمياه. حيث تسبب أزمة المناخ تزايد وتيرة موجات الجفاف والفيضانات وشدتها، مما يلحق الضرر بالمزارعين والمحاصيل والثروة الحيوانية والأمن الغذائي والاقتصادات وسبل العيش.

ويعيش حاليًا 2.3 مليارات شخص في بلدان تعاني من الإجهاد المائي، ويقطن نحو 10 في المائة من مجمل سكان العالم في بلدان تعاني من إجهاد مائي شديد وحرج. وتلحق الأضرار بالنساء والفتيات جراء هذه الآثار بصورة غير متكافئة، مما يجعل المياه مسألة تتعلق بالمساواة.

وتستهلك الزراعة نسبة 72 في المائة من كميات سحب المياه العذبة على نطاق العالم، ويتزايد استهلاكها من أجل مواكبة الطلب الإضافي على الأغذية والألياف والأعلاف. ولا بدّ لنا من البدء في استخدام المياه على نحو مستدام ومنصف – حيث تكون الأولوية في الإجراءات مسندة إلى الزراعة.

وتشكّل خرائط الطريق الوطنية للمياه أداة مهمة لمعالجة التعقيدات المتزايدة بشأن المياه. إذ يمكن أن تساعد على إدراج المياه في استراتيجيات وسياسات التنمية المستدامة على المستوى الوطني وفي خطط الاستثمار المشتركة بين القطاعات. ومن شأن هذه الخرائط أن تساعد على القضاء على الجوع والفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إذا ما قامت البلدان بقيادة حوارات تشاركية واتخاذ إجراءات ملموسة.

وتدعم المنظمة البلدان الأعضاء من أجل إعداد خرائط الطريق الوطنية الخاصة بها لتعزيز التنسيق بين القطاعات بهدف إدارة الموارد المائية بصورة فعالة وناجعة ومتسقة، وربط خرائط الطريق بالخطط والاستراتيجيات الحالية والوصول إلى الموارد المالية اللازمة لإعداد خرائط الطريق وتنفيذها.

وفي هذا الصدد، يسرّني أن أعلن عن تعهد الصين تقديم مبلغ 1.5 ملايين دولار أمريكي من أجل دعم إعداد خرائط الطريق من خلال حساب الأمانة المشترك بين المنظمة والصين بشأن التعاون بين بلدان الجنوب.

بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المنظمة تدعم إعداد أدوات تزيد من إنتاجية المياه، ونحن ندعم المشاريع الميدانية المنفذة في جميع أرجاء العالم من أجل تحسين كفاءة استخدام المياه.

وتضطلع المنظمة أيضًا بمهام الأمانة للإطار العالمي بشأن ندرة المياه في الزراعة (الإطار العالمي)، وقد استضافت كابو فيردي الشهر الفائت المنتدى الدولي الثاني للإطار العالمي، مرسخةً بذلك قيادتها والتزامها وشراكتها مع المنظمة.

وقد انعقدت حلقة عمل إقليمية لأفريقيا بشأن خرائط الطريق الوطنية للمياه خلال شهر فبراير/ شباط في زمبابوي، قدمت خلالها البلدان الأفريقية توصيات واضحة بشأن كيفية معالجة مسألة المياه في الزراعة. ودعت إلى إنشاء آلية تمويل بغية التعامل مع الترابط القائم بين المياه والأغذية والطاقة وضمان وجود ميزانيات مخصصة للمياه المستخدمة في الزراعة.

ودعت حلقة العمل الإقليمية أيضًا إلى مراعاة ما يلي:

  • تحسين الوصول إلى البيانات والمعلومات، على جميع المستويات ولصالح جميع المستخدمين؛
  • وتنمية القدرات استنادًا إلى الملكية المحلية والمعارف المشتركة والشراكات؛
  • وتحويل الابتكار والتكنولوجيا؛
  • وتعزيز نظم المعارف لدى الشعوب الأصلية.

وإنّ المنظمة لا  تزال تصغي إلى نداءات أعضائها وهي ملتزمة بتلبيتها بصورة فعالة تتناسب مع احتياجاتها.

ونحن مطالبون في هذه الدورة من مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023 بإعداد برنامج عمل واضح بشأن المياه. ويجب أن تكون خرائط الطريق الوطنية للمياه جزءًا من ذلك البرنامج!

ويجدر بنا أن نوحّد جميع القطاعات عبر خارطة الطريق، بهدف التشارك في إيجاد حلول للمياه وتصميمها والتوعية بها. فنتمكن بذلك من المساعدة على تحويل نظمنا الزراعية والغذائية لكي تصبح أكثر كفاءة وأكثر شمولًا وأكثر استدامة وأكثر قدرة على الصمود، ونحقق هدفنا المشترك المتمثل في الأفضليات الأربع، أي إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع، من دون ترك أي أحد خلف الركب.

ويمكننا على هذا النحو المساعدة على صون المياه وصون كوكبنا، لما فيه صالح الناس وازدهارهم.

وشكرًا على حسن إصغائكم.