المدير العام شو دونيو

يوم الأغذية العالمي لعام 2022 حفل الافتتاح

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

14/10/2022

يوم الأغذية العالمي لعام 2022

حفل الافتتاح

بيان

الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

14 أكتوبر/تشرين الثاني 2022

 

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

الزملاء والأصدقاء الأعزاء،

1-             إن يوم الأغذية العالمي لعام 2022 حدث غير مسبوق في التاريخ.

2-             أوّلًا، فنحن نتخبط في تحديات عديدة ومتداخلة نتيجة للكوارث الطبيعية وتلك التي من صنع الإنسان - بعضها يتكرّر حدوثه سنويًا وبعضها الآخر غير متوقع ولا يمكن التنبؤ به.

3-             ثانيًا: بعد مرور أكثر من عامين على تفشي جائحة عالمية، والاختلالات التي طالت سلاسل الإمدادات الدولية، والآن في ظلّ آثار الحرب الدائرة في أوكرانيا، أضحى الاقتصاد العالمي ضعيفًا.

4-             وأصبحت الفئات الأكثر ضعفًا على شفا المجاعة.

5-             إذ يتواصل ارتفاع عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع ليبلغ حاليًا 828 مليون شخص.

6-             ويعجز 3.1 مليار شخص حول العالم عن تحمّل كلفة نمط غذائي صحي، وارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد من 135 مليون شخص إلى 193 مليون شخص.

7-             وهذه الأرقام هي التأكيد المؤسف أن الكثير من الناس يتخلفون عن الركب!

8-             ثالثًا، يشكّل يوم الأغذية العالمي لهذا العام حدثًا غير مسبوق لأنه على الرغم من الظروف الرهيبة التي نواجهها، ثمة أيضًا آفاق تبشر بالخير وتبعث على الأمل!

9-             فهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها زيادة وتعزيزًا للإرادة السياسية بشأن الأمن الغذائي من جميع السياسيين والمجتمعات والشركاء الرئيسيين - من البلدان المتقدمة إلى البلدان النامية، ومن الدول الغنية إلى الفقيرة، على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية.

10-          وهناك زخم سياسي للقيام بالمزيد وبشكل أفضل – وذلك من أجل إعادة البناء على نحو أفضل وأقوى، يدًا بيد؛

11-          ولاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم ترك أي أحد خلف الركب.

12-          وهذا أمر غير مسبوق!

الأصدقاء الأعزاء،

13-          في خضم التحديات العديدة، شهدنا أيضًا اتخاذ إجراءات إيجابية تبعث في نفوسنا الأمل في يوم عالمي أفضل للأغذية العام المقبل وفي الأعوام المقبلة.

14-          ونشهد أيضًا اتخاذ إجراءات طارئة - على المديين القصير والطويل على السواء – من أجل ضمان استمرار توافر الأغذية، وإمكانية الحصول عليها، والقدرة على تحمل كلفتها، من خلال مبادرات وفرق مهام معنية بالاستجابة للأزمات،

15-          إضافة إلى إجراءات تكفل بقاء إمدادات الأغذية والأعلاف والأسمدة والوقود والزيوت النباتية، على سبيل الذكر لا الحصر، متاحة وعملها بسلاسة.

16-          وأنا سعيد جدًا لرؤية الموافقة على إنشاء نفاذة جديدة واقية من الصدمات الغذائية بعد أن تقدّمت المنظمة، إلى رئاسة مجموعة العشرين في أبريل/نيسان من هذا العام، بتوصية بإنشاء مرفق لتمويل الواردات الغذائية بهدف مساعدة البلدان التي لا حول لها ولا قوة - حوالي 62 بلدًا - على مواجهة نقص الأغذية وارتفاع فواتير الواردات.

17-          ونرى البلدان تتخذ خطوات ملموسة لإنتاج المزيد من الأغذية محليًا.

18-          وما فتئنا، في المنظمة، نؤدي دورًا أكبر في المحافل الدولية، مثل مجموعة العشرين ومجموعة الدول السبع وجلسات إحاطة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ولا سيما من خلال المذكرات الإعلامية، ومؤشر المنظمة الشهري لأسعار الأغذية، ونظام المعلومات المتعلقة بالأسواق الزراعية، وغيرها،

19-          وذلك بتوفير معلومات محدّثة وفي الوقت المناسب من أجل تعزيز شفافية أسواق الأغذية واستجابة السياسات للأمن الغذائي عن طريق التقييمات والتحليلات المهنية.

20-          وقد أصدرت المنظمة، منذ بداية عام 2022، 9 مذكرات إعلامية، و8 تحديثات لمؤشر أسعار الأغذية، و9 تقارير مواضيعية، و8 مقترحات سياساتية، وعقدت العديد من المشاورات غير الرسمية مع جميع الأعضاء والمجموعات الإقليمية والإقليمية الفرعية، التي كانت موضع تقدير كبير من قبل الجميع.

21-          وقدّمنا التوجيه والدعم الفني للمبادرات والاجتماعات الدولية، من مجموعة العشرين إلى مجموعة الدول السبع، ومن الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى الاتحاد الأفريقي، وإلى مجلس التعاون الاقتصادي لبلدان آسيا والمحيط الهادئ، والاتحاد الأوروبي، وجهات أخرى.

22-          وقد أظهرنا للعالم أن المنظمة هي مقدم خدمات موثوق به ومحايد ومهني لجميع الأعضاء، وهو ما أدّى إلى زيادة الثقة والاستثمار في المنظمة - ومكّننا من دعم الأعضاء بشكل أفضل.

23-          وعلى مدى الأشهر العشرة الماضية، أقرّ أعضاء المنظمة استراتيجيتين مواضيعيتين رئيسيتين سيجري تنفيذهما بروح من التآزر والاتساق، إحداهما للعلوم والابتكار والأخرى خاصة بتغيّر المناخ.

24-          وهذه تحوّلات جذرية ستحفّز تنفيذ الإطار الاستراتيجي للمنظمة على مدى العقد القادم.

25-          وفي الأسبوع المقبل، سيفتتح منتدى الأغذية العالمي أعماله رسميًا، مركّزًا على 3 مجالات رئيسية: الاستثمار الخاص بمبادرة العمل يدًا بيد؛ والشباب العالمي في الزراعة؛ والعلوم والابتكار.

26-          ويقوم مركز تنسيق متابعة قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية، الذي تستضيفه المنظمة نيابة عن منظومة الأمم المتحدة بالاشتراك مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي، بمساعدة البلدان على تنفيذ المسارات الوطنية وتولي زمامها وإقامة الشراكات بشأنها من أجل تحويل نظمها الزراعية والغذائية.

27-          وتشمل خطة عمل المنظمة للسنوات القادمة 20 مجالًا من مجالات الأولوية البرامجية في ظلّ التوجيه العام للأفضليات الأربع، مثل الإدارة المتكاملة للمياه من أجل الأمن الغذائي وتغير المناخ، ورسم خرائط للتربة، والترويج لمبادرة "بلد واحد منتج واحد ذو أولوية"، والزراعة الرقمية والأغذية، ومبادرة المدن الخضراء، على سبيل الذكر لا الحصر.

الأصدقاء الأعزاء،

28-          إن كل هذه الآفاق تبعث في نفسي شعورًا بالتفاؤل بأنّنا سنحتفل، العام المقبل، بيوم الأغذية العالمي في ظلّ سيناريو أكثر تفاؤلًا.

29-          ولكن علينا أن نتحرك الآن، وأن نقوم بالمزيد وبشكل أفضل! يدًا بيد!

30-          ولمواجهة الأزمة الغذائية العالمية التي تلوح في الأفق، نحتاج إلى تسخير قوة التضامن والزخم الجماعي من أجل بناء مستقبل أفضل يمكن فيه للجميع الحصول بانتظام على ما يكفي من الأغذية المغذّية.

31-          ويبلغ عددنا، نحن الذين نعيش على هذا الكوكب الصغير اليوم، 8 مليارات نسمة تقريبًا.

32-          ونحن جميعًا مترابطون من خلال مواردنا الطبيعية والاحتياجات الأساسية التي نتشاطرها والتحديات المعقدة التي نواجهها.

33-          وإذا أردنا إحراز تقدم، فلا يمكننا القيام بذلك إلّا سويةً.

34-          ويتعين علينا مضاعفة جهودنا من أجل تنفيذ خطة عام 2030 لفائدة الجميع وفي كل مكان.

35-          ويعتبر إحداث تحوّل في نظمنا الزراعية والغذائية أمرًا بالغ الأهمية إذا ما أردنا الوفاء بتعهدنا بعدم ترك أي أحد خلف الركب.

36-          والنظم الزراعية والغذائية الأكثر كفاءة وشمولًا وقدرة على الصمود واستدامة هي فقط التي يمكنها أن تساعد في حلّ المشاكل العالمية المترابطة،

37-          وتحقيق هدفنا المشترك المتمثل في الأفضليات الأربع: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل للجميع.

38-          وإن عدم ترك أي أحد خلف الركب يعني معالجة جميع هذه الأبعاد بطريقة شاملة وفي الوقت نفسه،

39-          إضافة إلى منح الشباب الفرص التي يحتاجون إليها، وإطلاق العنان لما يتمتعون به من روح إبداع.

40-          فالمستقبل في أيديهم، والكوكب وطنهم.

41-          وإني أتطلّع بشوق إلى المشاركة في حوار مع الشباب والاستماع إلى أفكارهم خلال حدث يوم الأغذية العالمي للشباب في وقت لاحق اليوم.

42-          وستضمن مشاركة الشباب النشطة وحماسهم أن يكون "عدم ترك أي أحد خلف الركب" في طليعة أفكارهم وأفعالهم، وفي عقولهم وقلوبهم.

الأصدقاء الأعزاء،

43-          تنتج المزارع الصغيرة النطاق أكثر من ثلث أغذية العالم.

44-          وهي الأسس التي تقوم عليها نظمنا الزراعية والغذائية، لكنها كثيرًا ما تُستبعد من الفرص.

45-          وإذا كنا ملتزمين بحقّ بعدم ترك أي أحد خلف الركب، يتعيّن علينا إحداث تحوّل في نظمنا الزراعية والغذائية الحالية من أجل توفير فرص متساوية لجميع المنتجين ومساعدة أصحاب الحيازات الصغيرة على الوصول إلى أسواق جديدة.

46-          ويجب علينا أن نستثمر في التحوّل الريفي،

47-          وفي البنية التحتية والتدريب والحوافز والبيانات والابتكار والتكنولوجيا.

48-          ويتعين على الحكومات أن تدمج تعهدها المتمثل في "عدم ترك أي أحد خلف الركب" في استراتيجياتها، وسياساتها وميزانياتها وخدماتها وشراكاتها التمكينية على المستوى الوطني من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

49-          ونحن بحاجة إلى زيادة الاستثمارات في الزراعة،

50-          فالزراعة من أكثر حلقات الوصل فعالية من حيث التكلفة بين العمل الإنساني والتنمية والسلام!

51-          ولذلك، يجب على المؤسسات المالية الدولية أن تدعم حصول البلدان النامية على الموارد المالية لكي تتمكّن من الاستمرار في توفير شبكات أمان اجتماعي قوية، والاستثمار في المناطق الريفية، وتقوية نظمها الزراعية والغذائية.

52-          ويمكن للقطاع الخاص أن يصبح شريكًا رئيسيًا في التنمية، بما في ذلك من خلال إنشاء أسواق شاملة حقًا ونماذج أعمال مبتكرة.

53-          ولا يمكن لأي منظمة أو حكومة أو مؤسسة أو جهة شريكة القضاء على الجوع والفقر بمفردها.

54-          ولا يمكن تحقيق هدفي التنمية المستدامة 1 و2 بمعزل عن غيرهما!

الأصدقاء الأعزاء،

55-          يُعد يوم الأغذية العالمي لهذا العام حدثًا غير مسبوق لأننا نحتفي للمرة الأولى بالزملاء والشركاء الذين يعملون بلا كلل لإحداث فارق في حياة الناس.

56-          وقد أطلقنا هذا العام جوائز منظمة الأغذية والزراعة في حلّتها الجديدة للإقرار بالتقدم المحرز في إحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

57-          وخلال يوم الأغذية العالمي هذا، سنحتفي بأول فائز على الإطلاق بجائزة المنظمة للإنجاز التي تقدّر الإنجازات المهنية في مختلف قطاعات النظم الزراعية والغذائية.

58-          وقد أثبت الفائزون بجوائز المنظمة، من خلال ما حققوه من إنجازات، أننا نمتلك الأدوات والمعارف وأفضل الممارسات، والقدرة على إحداث تغيير إيجابي.

59-          وإن إنجازاتهم تشكّل مصدر إلهام للعمل وتشجّع على توثيق أواصر التعاون من أجل إحداث تحوّل في النظم الزراعية والغذائية، وضمان ألّا نترك أي أحد خلف الركب.

60-          ويتعين علينا العمل بشغف وتعاطف.

61-          ويتعين علينا تقدير الأغذية التي نتناولها والأشخاص الذين ينتجونها.

62-          ويتعين علينا السعي إلى القضاء التام على المهدر من الأغذية وتقليل الفاقد منها بشكل كبير، والعناية بمواردنا الطبيعية، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

63-          وإن الإجراءات الصغيرة تحدِث فارقًا كبيرًا، فقطرة واحدة من الماء تعكس سطوع أشعة الشمس.

64-          واسمحوا لي أن أختتم بياني بإعادة التأكيد على التزام المنظمة القوي بمواصلة العمل مع جميع الشركاء وأصحاب المصلحة من أجل بناء حقبة جديدة من الأمل في مستقبل أفضل للجميع في كل مكان.

65-          ودعونا نضمن أن يتذكر التاريخ يوم الأغذية العالمي لعام 2022 كبداية غير مسبوقة!

66-          وشكرًا على حسن إصغائكم.