المدير العام شو دونيو

حفل منح ميدالية أغريكولا (Agricola) لمعالي السيد Abiy Ahmed Ali، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

بيان الدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

28/01/2024

معالي السيد Abiy Ahmed، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية

معالي السيد Prosper Bazombanza، نائب رئيس بوروندي

سعادة السيد Moussa Faki، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي

صديقي العزيز Gerd Muller، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

يسعدني أن أرحّب بكم في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة) هذا الصباح لحضور هذا الحفل التاريخي، الذي لا يخص إثيوبيا فحسب، بل أفريقيا أيضًا لأن الأمن الغذائي في أفريقيا هو من المسائل المدرجة في جدول الأعمال العالمي.

وأودّ، أوّلًا وقبل كل شيء، أن أهنّئ معالي رئيس الوزراء على قيادته والتزامه وتفانيه، ما أفضى إلى إحداث تغيير ثوري تاريخي كبير في النظم الزراعية والغذائية والتنمية الريفية.

كما أودّ أن أهنئه على مبادرة الإرث الأخضر. وإني لعلى ثقة من أن إثيوبيا لن تصبح، في غضون عشر سنوات، مزدهرة فحسب، بل ستصبح أيضًا خضراء وجميلة وستنعم بالسلام.

ويشرّفني أن أقدّم لمعالي السيد Abiy Ahmed Ali، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية، ميدالية أغريكولا المرموقة، وهي أرفع جائزة لمنظمة الأغذية والزراعة يمنحها المدير العام للمنظمة.

وبصفة أكثر تحديدًا، فإن معاليكم هو الشخصية الأولى التي أمنحها ميدالية أغريكولا منذ أن توليت مهام منصبي، وهي ميدالية تستحقونها بحق أنتم وقارتكم. وهي تعبير عن مشاعري الوديّة تجاه إثيوبيا وأفريقيا.

وإن المنظمة تمنح، منذ عام 1977، ميدالية أغريكولا لتكريم شخصيات عالمية بارزة لدورها الاستثنائي في بذل جهود متميّزة وناجحة في النهوض بقضية الأمن الغذائي العالمي والتخفيف من حدة الفقر وضمان التغذية والتنمية الريفية - وخاصة القضايا المعقدة المتعلقة بالتنمية الريفية.

ونحن بحاجة إلى التزام سياسي ثابت وتفانٍ قوي من أجل مساعدة الناس في المناطق الريفية،

وذلك دعمًا للولاية المنوطة بالمنظمة والمتمثلة في ضمان تحرير البشرية من الجوع على النحو المنصوص عليه في ديباجة دستور المنظمة.

ومنذ أن تولى معالي رئيس الوزراء مهام منصبه في عام 2018، استمر في بذل الجهود بلا كللٍ سعيًا إلى تحقيق رؤيته للأمن الغذائي والتغذية والتنمية الاقتصادية في إثيوبيا وخارجها، وذلك من خلال تحديد حلول مبتكرة لمعالجة هذه التحديات العالمية الحاسمة، وتنفيذها.

ويمكننا، من العرض المقدّم في بداية حدث اليوم، أن نستشف مدى روعة هذا الإنجاز بحق. فالمنظمة، باعتبارها منظمة فنية ومهنية، تهنّئكم وتقدّر الجهود التي بذلتموها، بالتعاون مع شعب إثيوبيا وجميع شركائكم، من أجل تحقيق هذه الرؤية وتحسين حياة شعبكم.

وقد شكّل التزامكم الشخصي بالبرنامج الناجح للقمح مقابل الاكتفاء الذاتي الغذائي في إثيوبيا مصدر إلهام في أفريقيا وفي جميع أنحاء العالم.

ولطالما أقول إنه يوجد لديكم في أفريقيا حلولكم الخاصة التي تستند إلى ظروفكم المحلية وحكمتكم. ولهذا السبب، من المهم مشاركة أفضل ممارساتكم مع إخوانكم وأخواتكم الأفارقة في المقام الأوّل حتى تتمكّنوا من التعلّم والنمو سويةً.

وفي فبراير 2023، صدّرت إثيوبيا أول شحنة من القمح إلى السوق الدولية – وهذا نموذج ناجح يجب أن تتّبعه بلدان أخرى حول العالم.

وعلاوة على ذلك، في عام 2019، مُنح معالي رئيس الوزراء جائزة نوبل للسلام لعمله في إنهاء حالة ما بعد الحرب التي دامت 20 عامًا بين إثيوبيا وإريتريا.

وهذا اعتراف سياسي مهم. وبالنسبة إلى المنظمة، باعتبارها منظمة فنية ومهنية، فإننا ننظر إلى الإنجازات الفنية الهادفة إلى تحقيق الأمن الغذائي بالاستناد إلى العلوم والابتكار والاستثمارات والسياسات التمكينية.

وقد شغل رئيس الوزراء كذلك منصب وزير العلوم والتكنولوجيا سابقًا، وبهذا جمع بين العناصر الثلاثة اللازمة من أجل تحقيق الأمور على أرض الواقع: الإرادة السياسية؛ والقدرة الفنية؛ والعلوم والتكنولوجيا.

وإن السلام شرط أساسي لتحقيق الأمن الغذائي، وهو عنصر حاسم بالنسبة إلى سُبل عيش العديد من الإثيوبيين الذين يعتمدون على الزراعة.

والسبب في ذلك أنه عند الانتقال من فئة بلدان الشريحة الدنيا من الدخل المتوسط إلى بلدان الدخل المتوسط أو بلدان الشريحة العليا من الدخل المتوسط، فإن عمليات تحويل النظم الزراعية والغذائية والتصنيع والتحديث هي النُهج الوحيدة الأكثر فعالية من حيث التكلفة، وذلك بناءً على فهمي للسنوات الخمس والأربعين الماضية في الصين.

ويعتمد الانتقال من 000 3 دولار أمريكي للفرد الواحد إلى 000 8 دولار أمريكي للفرد الواحد على تحويل النظم الزراعية والغذائية والتنمية الريفية والصناعات كثيفة اليد العاملة.

واليوم، نودّ أيضًا أن نشيد بتركيز معاليه على تحويل النظم الزراعية والغذائية في إثيوبيا من أجل تحسين التغذية بفضل وضع رؤية المسار الوطني 2030: تحويل النظم الغذائية الإثيوبية"، بدعم من فريق مهام مشترك بين الوزارات معني بالنظم الغذائية من أجل توسيع نطاق تحويل النظم الزراعية والغذائية الوطنية.  

وقد قمت بزيارتين لإثيوبيا على مدى السنوات الخمس الماضية وشهدت شخصيًا التغيير الحاصل: من البنية التحتية إلى الصناعات الزراعية، وفي إنتاج القمح؛ إضافة إلى تحسين البنية التحتية ونظم الري والتسويق والتكنولوجيات الخاصة بالبذور. وهذا أمر مثير للإعجاب حقًا.

ويؤدي معاليه كذلك دورًا حاسمًا في التزام إثيوبيا بالاقتصاد الأخضر بفضل قيادته الشخصية المتمثلة في مبادرة الإرث الأخضر، التي تهدف إلى زرع 25 مليار شتلة في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يتماشى إلى حد كبير مع مبادرة المنظمة للمدن الخضراء التي أطلقتها خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2020.

ونحن بحاجة إلى أن يتولى الأعضاء زمام الأمور والقيادة لدعم وتنفيذ مبادرة المدن الخضراء - التي تمثل مدن المستقبل في أفريقيا وسائر البلدان النامية. ونحن بحاجة إلى دمج النظم الزراعية والغذائية مع التوسّع الحضري.

وإنني أقدّر الدور الرائد لمعاليكم في هذا الصدد. ولا يدرك الكثير من الناس ما فعلتموه لتحقيق هذه الرؤية الطويلة المدى – فزرع شجرة يستغرق 10 أعوام أو 100 عام!

وهذا أمر له وقع كبير على نفسي حقًا، لأنه عندما كنت مسؤولًا محليًا في الصين منذ حوالي 20 عامًا، بدأنا في تصميم منتزه حرجي. واليوم، بعد مرور 18 عامًا، بات الناس يستفيدون منه، ولكنهم لم يكونوا يدركون ذلك عندما بدأنا بزرع الشتلات!

لقد كان استثمارًا طويلًا جدًا، ولكن الناس أضحوا الآن يستفيدون من مبادرة المدن الخضراء، والحديقة الخضراء، والمنتزه الحرجي.

وأستطيع أن أرى بالفعل مستقبل مبادرة الإرث الأخضر التي ستجعل إثيوبيا بلدًا أخضر وجذّابًا.

ولهذا، فإنه يشرفني، بصفتي المدير العام للمنظمة، دعوة معالي السيد Abiy Ahmed Ali، رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية، إلى الانضمام إليّ على المنصة لتسلّم ميدالية أغريكولا التي تمنحها المنظمة.

وهذه الميدالية هي تقدير لمساهمته والتزامه بتحقيق رفاه جميع الناس، ودعمه الثابت للولاية الأساسية المنوطة بالمنظمة والمتمثّلة في تحقيق الأمن الغذائي العالمي والسعي إلى بلوغ أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

فدعونا ننتج المزيد بقدر أقلّ من الموارد!

ودعونا نفعل المزيد بصورة أفضل من أجل الناس والكوكب.

معالي رئيس الوزراء، أدعوكم الآن إلى الانضمام إليّ هنا على المنصة.