المدير العام شو دونيو

الاجتمـاع المشــترك بين لجنتي البرنامج والمالية الكلمة الافتتاحية

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

20/05/2024

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

حضرات الزميلات والزملاء الكرام،

صباح الخير، 

يسرّني على الدوام أن أحظى بفرصة مخاطبة الاجتماع المشترك بين لجنتي البرنامج والمالية لكي أقدم لمحة عامة عن مستجدات عملنا خلال الأشهر الماضية التي تلت الجلسة الأخيرة. 

وبادئ ذي بدء، أودّ أن أبلغكم بأخبار سارة، وهي أنّ منظمة الأغذية والزراعة تتقلد اليوم جائزة الملك الحسن الثاني العالمية الكبرى للمياه في المؤتمر العالمي للمياه المنعقد في بالي، إندونيسيا. واسمحوا لي أن أتوجه بالشكر إلى لجنة التحكيم على تقديم هذه الجائزة اعترافًا منها بالمساهمات التي حققها عمل المنظمة في مجال المياه. 

ومع اختتام المؤتمر الإقليمي لأوروبا يوم الجمعة الماضي، نكون قد أكملنا دورة المؤتمرات الوزارية الإقليمية لفترة السنتين الحالية.

وقد كانت دورة مثمرة أفضت إلى توحيد الأولويات الإقليمية من أجل توجيه عمل المنظمة في المستقبل.

وكان كل مؤتمر متميزًا بحد ذاته، كما ينبغي له أن يكون، لكي يجسد الخصائص المميزة لكل إقليم، وهذا التميز بالذات هو الذي سيضمن وضع أهداف، وخطط عمل، وطرق تنفيذ، مصممة لكل سياق على حدة بغية ضمان تقديم الحلول التي تترك أكبر أثر على أرض الواقع. 

وفي أعقاب عملية إعادة الهيكلة في المقر الرئيسي وفي المكاتب الإقليمية والإقليمية الفرعية، بدأ استعراض المكاتب القطرية من خلال إجراء مناقشات في كل مؤتمر من المؤتمرات الوزارية الإقليمية.  

وقد طرحنا خمسة مبادئ شاملة توجه التعديل المقترح على حضور المنظمة على المستوى القطري، بالإضافة إلى أربعة نماذج قطرية لمواجهة التحديات المتمثلة في إنجاز عملنا في بيئة سريعة التطور. 

ونحن نتطلع إلى المضي قدمًا في هذا الاستعراض المهم من خلال عملية تدريجية ومفتوحة وشفافة. 

ونحن بحاجة إلى شبكة مكاتب قطرية مهنية وحديثة وفعالة تكون قادرة على تحقيق الأهداف بنجاح في ظل الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031 وقادرة على اكتساب مكانة استراتيجية في المناقشات التي تجريها الأمم المتحدة على المستوى القطري، وتراعي بشكل تام المساءلة والرقابة الداخلية والإدارة الجيدة بما يتماشى مع ولايات المنظمة.

ويسرّني أيضًا أن أطلعكم على تقرير تنفيذ البرنامج للفترة 2022-2023 الذي يستعرض فترة السنتين الأولى من التنفيذ في ظل الإطار الاستراتيجي. 

ويعرض هذا التقرير ما حققناه معًا في فترة السنتين التي اتسمت بصدمات وأزمات متعددة، بما في ذلك الصراعات العالمية وانعدام الأمن الغذائي غير المسبوق. 

وقد التزام المجتمع الدولي بتحويل النظم الزراعية والغذائية ورسّخ التزامه في جدول الأعمال العالمي ووصل الإنفاق العام على الزراعة إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.

لكن لا بدّ من بذل المزيد من الجهود.

فإنّ الفجوة في التمويل التي تحول دون تحقيق أهداف التنمية المستدامة تقدّر بأكثر من 4 تريليونات دولار أمريكي سنويًا - منها 600 مليار دولار أمريكي لصالح الأغذية والزراعة والتنوع البيولوجي.

وعلى نحو ما ترون في التقرير، فقد ارتقت المنظمة إلى مستوى التحدي بصفتها منظمة رائدة مرموقة ومزودة للبيانات والمنصات والشبكات والمعارف والخبرات.

وقد عملنا مع شركائنا من أجل دعم الأعضاء لإحراز تقدم نحو تنفيذ خطة عام 2030 من خلال التحول إلى نظم زراعية وغذائية أكثر كفاءة وشمولًا واستدامة وقدرة على الصمود،

من أجل إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل، من دون ترك أي أحد خلف الركب - هذه هي الأفضليات الأربع - التي بات تحقيقها التزامًا عالميًا.

وكان الإطار الاستراتيجي بمثابة منارة يهتدى بها وقد ضمنت الاستراتيجيات المواضيعية ومجالات التأثير ذات القيمة المضافة وأطر البرمجة القطرية تركيز جهودنا بأسلوب منسق ومنسجم ومتواصل.

وقد سخّرنا خبرتنا في تقديم الخدمات وتوفير البيانات والمعلومات لتعزيز الشفافية في الأسواق وتحفيز الاستثمارات واقتراح خيارات على مستوى السياسات.

ومن خلال مبادرة "العمل يدًا بيد" ومبادرة "بلد واحد، منتج واحد ذو أولوية"، دعمنا الأعضاء المعنيين للاستفادة من الاستثمارات وتعزيز سلاسل القيمة على المستوى القطري. 

ويبيّن تقرير تنفيذ البرنامج أيضًا العمل الذي أنجزته المنظمة في مجال التغذية، موضحة للأعضاء كيف أنّ هذا الموضوع الفني الشامل يدعم "تغذية أفضل".  

ويتضمّن التقرير معلومات عن مؤشرات المخرجات ومؤشرات الأداء الرئيسية البالغ عددها 27 مؤشرًا والمتعلقة بعمل المنظمة بغية إطلاع الأعضاء على الجهود التي تبذلها المنظمة من أجل تمكين الجميع من اتباع أنماط غذائية صحية.

حضرات الزميلات والزملاء الكرام،

أنا واثق، الآن أكثر من أي وقت مضى، بأنّ تنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة لن يكون ممكنًا إلا إذا قمنا بتحويل النظم الزراعية والغذائية العالمية. 

وكانت رسالتي في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واضحة، وهي أنّ تحويل النظم الزراعية والغذائية سيوفر حلولًا للعديد من التحديات الرئيسية التي تواجه الناس وكوكب الأرض، بما في ذلك أزمة المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والجوع وسوء التغذية والفقر.

وبغية تنفيذ هذه الحلول، نحتاج إلى مزيد من التعاون العالمي من أجل وضع السياسات وتوسيع نطاق الابتكار وزيادة الاستثمارات وتحسين وصولنا إلى صغار المزارعين والمنتجين.

ومن دون زيادة الاستثمارات، قد نعجز عن تحقيق الأهداف التي وضعناها لأنفسنا وسنقوّض أهدافنا المتعلقة بالأمن الغذائي.

لكننا أحرزنا قدرًا جيدًا من التقدم.

فقد كان عام 2023 عام التميّز بالنسبة إلى مشاركة المنظمة مع مرفق البيئة العالمية - فالمنظمة هي الآن واحدة من الوكالات العالمية "الثلاث الكبرى" في مرفق البيئة العالمية.

ونحن ندعم 141 بلدًا، بما في ذلك أقل البلدان نموًا والدول الجزرية الصغيرة النامية، من أجل تمكينها من الحصول على التمويل من مرفق البيئة العالمية وتحويل نظمها الزراعية والغذائية.

وقد تمكنا عبر هذه الشراكة من دعم البلدان للحصول على 1.76 مليار دولار أمريكي على شكل منح و12.8 مليارات دولار أمريكي على شكل تمويل مشترك.   

ومن خلال الصندوق الإطاري العالمي للتنوع البيولوجي التابع لمرفق البيئة العالمية، تساعد المنظمة الأعضاء على تحسين استخدام التنوع البيولوجي على نحو مستدام في النظم الزراعية والغذائية بما يتماشى مع استراتيجية المنظمة بشأن تعميم التنوع البيولوجي في القطاعات الزراعية.

ويتزايد اعتراف العالم بأهمية الأغذية المائية في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية والتخفيف من وطأة الفقر، وقد حددت المؤتمرات الوزارية الإقليمية التحول الأزرق الذي طرحته المنظمة باعتباره وسيلة لزيادة مساهمة مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية في الأغذية المغذية وسبل العيش القادرة على الصمود، بموازاة إدارة النظم الغذائية المائية بشكل مستدام وفعال.

وتسعى مبادرة Atoms4Food التي أطلقتها المنظمة بصورة مشتركة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى تزويد الأعضاء بحلول مصممة بما يتناسب مع احتياجاتهم من خلال تسخير التقنيات النووية لتعزيز الإنتاجية وإدارة الموارد الطبيعية والحد من الفاقد من الأغذية وضمان سلامة الأغذية وتحسين التغذية والتكيف مع تحديات أزمة المناخ.

وسيجري نشر خارطة طريق مبادرة Atoms4Food قريبًا وستوفر التوجيهات اللازمة لدعم الأعضاء بشكل أفضل.

وستقوم المنظمة خلال الأسبوع المقبل بتنظيم ندوة دولية بشأن سلامة الأغذية ومراقبتها في فيينا بالشراكة مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية.

وتحضيرًا لحوار روما بشأن المياه والحوار الرفيع المستوى حول الإطار العالمي بشأن ندرة المياه في الزراعة، المزمع عقدهما خلال منتدى الأغذية العالمي في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام، انعقد اجتماع تحضيري فني في نهاية أبريل/نيسان من أجل مناقشة نموذج الأعمال الجديد وطرق التشغيل.

وفي أبريل/نيسان، أطلقت المنظمة أيضًا مبادرة "خفض الحاجة إلى مضادات الميكروبات في المزارع من أجل تحويل مستدام للنظم الزراعية والغذائية" (RENOFARM). 

وترمي هذه المبادرة العشرية إلى دعم البلدان من أجل خفض الحاجة إلى مضادات الميكروبات في إنتاج الثروة الحيوانية وتربية الأحياء المائية والمحاصيل عن طريق اتباع نهج "صحة واحدة" الشامل الذي ينطوي على الدعم على مستوى السياسات، والمساعدات الفنية، وبناء القدرات، وتشاطر المعارف.

وتسير التحضيرات على قدم وساق من أجل تنظيم أول مؤتمر عالمي على الإطلاق بشأن الابتكار في صحة الحيوان والمراكز المرجعية واللقاحات، المزمع عقده في المقر الرئيسي للمنظمة في شهر سبتمبر/أيلول، من أجل مناقشة طرق تحسين صحة الحيوان في سبيل تحقيق التحول المستدام في نظم الثروة الحيوانية على المستوى القطري.

ونحن نحتفل اليوم - في 20 مايو/أيار - باليوم العالمي للنحل. 

وتستضيف المنظمة هذا العام، بالتعاون مع حكومة سلوفينيا، أول منتدى دولي على الإطلاق بشأن التربية المستدامة للنحل وتلقيح الأزهار في سلوفينيا. 

وانعقدت الدورة الثامنة عشرة لهيئة تدابير الصحة النباتية في منتصف أبريل/نيسان وعززت الارتقاء بجهود الرقمنة وتوسيع نطاق الاتفاقية الدولية لوقاية النباتات، من خلال نظام إصدار الشهادات الإلكترونية للصحة النباتية بغية تسهيل سير التجارة الدولية على نحو آمن وفعال، فضلًا عن تعزيز القدرات في مجال الصحة النباتية في أفريقيا بهدف الوقاية من الآفات عن طريق برنامج الصحة النباتية في أفريقيا.

ومبادرة الرؤية الخاصة بالمحاصيل والتربة المتكيفة (VACS)، التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأفريقي، هي مبادرة عالمية تهدف إلى تعزيز النظم الزراعية والغذائية المستدامة بشكل أكبر عن طريق المحاصيل المغذية المتكيفة مع المناخ والتربة السليمة من أجل تحسين الأمن الغذائي والتغذية. وسوف تستضيف المنظمة والجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية أمانة مشتركة بغية توفير كل ما يلزم من مساعدات فنية وتشغيلية ضرورية لعمل هذه المبادرة.

وضمن مجال الأولوية البرامجية المتعلق بشفافية الأسواق والتجارة الوارد في إطارنا الاستراتيجي، كثفت المنظمة أنشطتها في مجال معلومات الأسواق والإنذار المبكر، ووسّعت نطاق عملها في مجال الرصد لكي يشمل أسواق الأسمدة.

وانعقدت بنجاح الدورة الخامسة والعشرون للجماعة الحكومية الدولية المختصة بالشاي في فبراير/شباط، وشملت عدة جوانب تتعلّق بأسواق الشاي وتجارته. وسوف نحتفل غدًا، في 21 مايو/أيار، باليوم الدولي للشاي في روما.

واستضافت المنظمة أيضًا المؤتمر العالمي الرابع للمنتدى العالمي للموز في شهر مارس/آذار، في سياق جهودها المستمرة من أجل تعزيز الإنتاج والتجارة المستدامين عن طريق الشراكات المتعددة أصحاب المصلحة.

حضرات الزميلات والزملاء الكرام،

تواصل المنظمة إحراز تقدم مطّرد في حشد المساهمات الطوعية، وقد استمر اتجاهها الإيجابي في الربع الأول من عام 2024.

ورغم الانحسار العام في التمويل في جميع منظمات الأمم المتحدة خلال العام الفائت، جمعت المنظمة مبلغًا زاد عن ملياري (2) دولار أمريكي من المساهمات الطوعية. 

وكان هذا ثاني أعلى مستوى مسجل في تاريخ المنظمة ويقل بشكل طفيف عن الرقم القياسي المسجل في عام 2022.

ولن يكون بالإمكان سدّ الفجوات في التمويل التي تحول دون تحقيق أهداف التنمية المستدامة إلا عن طريق زيادة الاستثمارات المحدّدة الأهداف من جانب القطاع الخاص.

وقد صدر التقرير العالمي الجديد عن الأزمات الغذائية في أبريل/نيسان، وفدقّ ناقوس الخطر.

ففي عام 2023، كان أكثر من 282 مليون شخص موزعين على 59 بلدًا وإقليمًا يعانون من انعدام الأمن الغذائي بمستويات تراوحت بين حالة أزمة وحالة طوارئ وحالة كارثة (المراحل 3 و4 و5 حسب التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي).  

وكانت الدوافع الرئيسية هي الصراعات وأزمات المناخ والصدمات الاقتصادية.

وفي هذه الأزمات، يعتمد أكثر من ثلثي الأشخاص المتضررين على شكل من أشكال الزراعة لكسب عيشهم.

وقامت المنظمة في عام 2023 بتقديم الدعم الإنساني والهادف إلى بناء القدرة على الصمود لأكثر من 56 مليون شخص، عن طريق أمور منها توزيع مليوني (2) طنّ من البذور و170 000طنّ من الأسمدة. 

ونصبو بحلول نهاية هذا العام إلى الوصول إلى 80 مليون شخص من الفئات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي والضعيفة.

وتعمل المنظمة في السودان، حيث يعاني نحو 18 مليون شخص من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. ونحن بحاجة إلى مزيد من التمويل لكي نضمن وصول قدر كافٍ من الحبوب والمدخلات الزراعية إلى المزارعين قبل حلول موسم الزراعة الرئيسي خلال الشهر المقبل.

وفي غزة، المجاعة وشيكة الوقوع.

وأصبحت أولويات المنظمة في الوقت الراهن تتمثل في توفير المدخلات الزراعية، بما فيها الزراعة والثروة الحيوانية وصيد الأسماك، وإجراء تقييم للأضرار والخسائر التي لحقت بقطاع الزراعة.

وفي هاييتي، يعاني أكثر من 4 ملايين شخص من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ونحن نعمل على توسيع نطاق دعمنا من أجل موسم الزراعة المقبل الذي سيبدأ في يونيو/حزيران – يوليو/تموز، بهدف تجنّب حدوث اختلالات في الموسم الزراعي الرئيسي.

ونحن نشهد أيضًا الاحتياجات المتزايدة الناجمة عن آثار ظاهرة النينيو وقمنا، بمشاركة الحكومات والشركاء، باتخاذ إجراءات استباقية في 19 بلدًا معرضًا للخطر.

حضرات الزميلات والزملاء الكرام،

لا تزال المنظمة ملتزمة بتعزيز العلوم والتكنولوجيا والابتكار على نطاق العالم بغية دعم عملية تحويل النظم الزراعية والغذائية وتحقيق الأفضليات الأربع. 

وقد عدتُ مؤخرًا من زيارة إلى جامعة Cornell في نيويورك، حيث التقيت بالإدارة العليا وبعدد من الأساتذة والطلاب الشغوفين لكي أطّلع على عملهم في مجموعة واسعة من المواضيع مثل تربية النباتات ومورثاتها، وعلم أمراض النبات، والحد من انبعاثات الميثان في الثروة الحيوانية، والإدارة المتكاملة للآفات.

وأعتزم مواصلة تعزيز هذه الروابط مع الأوساط الأكاديمية العالمية من أجل الترويج للحلول العلمية للقضاء على الجوع وعدم ترك أي أحد خلف الركب.

وتهدف "المنصة الفنية الإقليمية للزراعة الخضراء" التابعة للمنظمة إلى تسريع اعتماد الابتكارات العلمية والسياساتية والتكنولوجيّة بغية تخضير النظم الزراعية والغذائية مع التركيز على المستوى الإقليمي.

وقامت المنظمة بعد الاجتماع المشترك الأخير بمواصلة إبرام الشراكات مع منظومة الأمم المتحدة الأوسع نطاقًا.

وتقود المنظمة، بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، تحالفًا يضم شركاء الأمم المتحدة الذين يدعمون تحويل النظم الزراعية والغذائية.

وفي نهاية مايو/أيار، سأقوم بزيارة كيانات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في جنيف بهدف إبرام شراكات جديدة وإطلاق مبادرات قائمة على الذكاء الاصطناعي في مجال الزراعة.

وقد حققنا نتائج ملموسة على مدى الأشهر الماضية من خلال المشاركة الفاعلة في "برنامج الأمم المتحدة لتحسين الكفاءة"، وإنشاء إطار منقح "لنظام إدارة القدرة التنظيمية على الصمود"، وإطلاق إطار الصحة والسلامة المهنيتين. 

ويسعدني أن أبلغكم بأنّ جميع التوصيات الخمس الواردة في تقرير متابعة التقييم المشترك للتعاون بين وكالات الأمم المتحدة التي توجد مقارها في روما قد جرى تنفيذها بنجاح.

ومن الأهمية بمكان ضمان إرساء الروابط بين الخبرة العالمية التي تتمتع بها المنظمة والمنسقين المقيمين للأمم المتحدة والفرق القطرية التابعة للأمم المتحدة في جميع مراحل عمليات التحول الستّ في الأمم المتحدة.

وتقوم المنظمة أيضًا بقيادة المبادرة العالمية العالية التأثير بشأن تحويل النظم الغذائية، بالتعاون مع الصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي والبنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.

وفي أعقاب الحدث الوزاري الرفيع المستوى بشأن الدول الجزرية الصغيرة النامية وأقل البلدان نموًا والبلدان النامية غير الساحلية الذي انعقد بنجاح في يونيو/حزيران من العام الماضي، قام كل من المؤتمرات الوزاريية الإقليمية بعقد جلسات ركزت على الأولويات الإقليمية من أجل تحويل النظم الزراعية والغذائية، على نحو ما حددته هذه المجموعات من البلدان.

وأكّد بعض الأعضاء على حاجتهم إلى دعم إضافي من المنظمة، عن طريق أمور منها المساعدة الفنية، وحشد الموارد، وتسهيل توسيع نطاق الاستثمارات، من أجل بناء القدرة على الصمود في وجه انعدام الأمن الغذائي وأزمة المناخ، وتمكين التمتع بأنماط غذائية صحية. 

وتعكف المنظمة على المشاركة بشكل فاعل في التحضيرات لعقد المؤتمر الدولي الرابع للدول الجزرية الصغيرة النامية ومؤتمر الأمم المتحدة الثالث للدول الجزرية الصغيرة النامية.

وفي مارس/آذار 2024، عقدت المنظمة وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة اجتماعًا لفريق خبراء في المقر الرئيسي للمنظمة من أجل التحضير للاستعراض الذي سيقوم به المنتدى السياسي الرفيع المستوى لعام 2024 للهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة، ولدوره في النهوض بالتنمية المستدامة في جميع مراحل خطة التنمية المستدامة لعام 2030.

وقد ضم الاجتماع خبراء من اختصاصات متعددة يعملون في مجال الهدف 2 من أهداف التنمية المستدامة، ما أسفر عن توجيه رسائل وتوصيات في مجال السياسات كانت بمثابة مدخلات في مداولات المنتدى السياسي الرفيع المستوى لعام 2024.

ويجري تنفيذ استراتيجية المنظمة للعلوم والابتكار على قدم وساق، بالتآزر مع الاستراتيجية المواضيعية الأخرى الخاصة بتغير المناخ، وترد تقارير الرصد الأولى لهاتين الاستراتيجيتين في تقرير تنفيذ البرامج المعروض عليكم للمناقشة.

وتماشيًا مع خطة العمل الخاصة باستراتيجية المنظمة للعلوم والابتكار، تعمل المنظمة على إعداد توجيهات لتعزيز التفاعل بين العلوم والسياسات على المستوى الوطني.

وتخضع عملية إعداد التوجيهات حاليًا لمشاورات إلكترونية واسعة النطاق ومن المتوقع الانتهاء منها في وقت قريب. 

وتعمل المنظمة أيضًا على إنشاء بوابة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار ستكون بمثابة مستودع شامل يضم مجموعة واسعة من البحوث العلمية والابتكارات التكنولوجية وأفضل الممارسات من مختلف المجالات.

وتمثل هذه البوابة منصة مركزية تتيح الوصول إلى أحدث المعلومات، لكي تمكّن أصحاب المصلحة من اتخاذ قرارات مستنيرة وإجراءات مؤثرة، كما أنها تهيئ بيئة مواتية للتعاون في مجال الابتكار. 

وتواصل "منظمة الأغذية والزراعة الرقمية" الحفاظ على مكانتها في طليعة التحول الرقمي، على المستوى الداخلي، باعتبارها محركًا مؤسسيًا لكفاءات المنظمة التي يرعاها "مكان العمل الرقمي"، وعلى المستوى الخارجي، من خلال توفير القدرات الرقمية من أجل التأثير عن طريق القدرات الفريدة التي تتمتع بها منصة المعلوماتية الزراعية التابعة للمنظمة، وتقديم المساعدة المباشرة للمزارعين من خلال حافظة الخدمات الرقمية لدى المنظمة.

وقد قمت بتقديم الدعم لمكتب التقييم في المنظمة الذي أجرى 25 تقييمًا بين نوفمبر/تشرين الثاني 2023 ومايو/أيار 2024.

وبغية بناء القدرات وتعزيز استخدام النتائج في عملية صنع القرار، جرى استحداث وظيفة "مسؤول تقييم إقليمي" من أجل عرض النتائج على المستويين القطري والإقليمي.

ويتمثل أحد العناصر الرئيسية لاستراتيجية التقييم الجديدة في التركيز على قياس الأثر الناجم عن أنشطة المنظمة، ويشمل ذلك إجراء عمليات تقييم للعمل المتعلق بالهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة (الحياة تحت الماء)؛ والمساعدات النقدية والقسائم التي تقدمها المنظمة؛ ومجال الأولوية البرامجية المتمثل في الحد من الفاقد والمهدر من الأغذية. 

وهذا التقييم الأخير هو أول تقييم شامل لحافظة الفاقد والمهدر من الأغذية في المنظمة، وأول تقييم يجرى لأحد مجالات الأولوية البرامجية العشرين في الإطار الاستراتيجي الحالي.

حضرات الزميلات والزملاء الكرام،

يواصل فريق القيادة الرئيسي القوي دعمه لي.

وإنّ الهيكل التنظيمي المتجدد الذي أرسيتُه في فترة السنتين الأولى من ولايتي كمدير عام قد أعطى ثماره: فقد أصبحت فرقنا متمكنة ضمن هيكل انسيابي أكثر بوجود خطّي الإبلاغ (ألف) و(باء)، وأصبحت مكاتبنا اللامركزية أقوى، ونحن الآن بصدد تعزيز شبكة مكاتبنا القطرية.

لقد أنجزنا الكثير من العمل! وترجمنا أقوالنا إلى أفعال!

وزاد التمويل الذي نقدمه بنسبة تربو على 30 في المائة مقارنة مع فترة السنتين السابقة.

وحظي عملنا بالتقدير. فشركاؤنا يرغبون في مواصلة العمل معنا، وشهدت مواردنا المالية ارتفاعًا لم تعرفه من قبل حيث وصلت إلى 4.2 مليار دولار أمريكي - وهو رقم قياسي تاريخي جديد!

وأعرب عن بالغ تقديري لخدمات الاستشارة الخارجية مثل وحدة التفتيش المشتركة التي أجرت استعراض الإدارة والتنظيم في المنظمة، وغيرها. 

وقدمت وحدة التفتيش المشتركة تقريرًا غنيًا بالمعلومات المفيدة، وقد أتى في الوقت المناسب مع بدء ولايتي الثانية.  

ويعرض التقرير عمومًا صورة إيجابية عن حالة الإدارة والتنظيم في المنظمة ويقدم اقتراحات مفيدة لكي ننظر فيها بهدف مواصلة التحسين.

وأعطينا ردودنا على التوصيات الأربع الموجهة إلى الإدارة؛ أما بالنسبة إلى التوصيات الست الأخرى، فقد عرضنا بعض الأفكار من أجل مساعدة المجلس في مداولاته المزمع عقدها في يونيو/حزيران. 

ويسرّني أن أعلن أنّ المنظمة قد أطلقت للتوّ سياستها المحدّثة والمعززة بشأن الحماية من الاستغلال والانتهاك الجنسيين، ورسالتها واضحة جدًا: المنظمة لا تتسامح مطلقًا مع الاستغلال والانتهاك الجنسيين.

وقد حققنا إنجازات كبيرة في تنفيذ الاستراتيجية البيئية للمنظمة للفترة 2020-2030، ما ساهم في الحد من البصمة البيئية لمكاتب المنظمة في جميع أنحاء العالم. 

وبذلنا جهودًا خاصة للبدء في مشروع تجريبي على مدى الأشهر الماضية بشأن قياس المهدر من الأغذية في مقاصف المقر الرئيسي. 

وبصفتنا منظمة معرفية، فإنّ كل موظف يمثل جزءًا لا يتجزأ من ولاية المنظمة، ونحن نواصل التركيز على ضمان التميز في تعيين الموظفين.

وقد شهدنا خلال العام الماضي انخفاضًا في عدد المناصب الشاغرة في صفوف ممثلي المنظمة وفي الإدارة العليا، وحرصنا على شغل المناصب القيادية الرئيسية في المنظمة.

وقمت أيضًا في نهاية العام الماضي بعقد مؤتمر العمل العالمي الأول لممثلي المنظمة بهدف وضع خطة عمل ملموسة تكفل تعزيز شبكة المكاتب اللامركزية وقدراتها من أجل تنفيذ برنامج عمل المنظمة واستراتيجياتها المواضيعية بشكل فعال، مع التركيز على التنفيذ على المستوى القطري.

والتحضيرات جارية لمؤتمر العمل العالمي الثاني المزمع انعقاده في بانكوك في أواخر هذا العام.

وعلى خلفية هذا المؤتمر الناجح، يجري حاليًا إعداد نموذج متكامل لإدارة المهارات في المكاتب القطرية التابعة للمنظمة وإنشاء أكاديمية القيادة لممثلي منظمة الأغذية والزراعة، بهدف زيادة دعم ممثلي المنظمة في تأدية أدوارهم بفعالية.

وإنّ النساء والشباب يمثلون أولوية بالنسبة إليّ، ومن شأن إنشاء مكتب الشباب وشؤون المرأة الجديد - وهو الأول من نوعه في منظومة الأمم المتحدة - أن يمضي قدمًا بعمل لجنة شؤون الشباب ولجنة شؤون المرأة في المنظمة ويزيد من إضفاء الطابع المؤسسي عليه.

ولا يزال العمل جاريًا في الوقت الحالي من أجل إنشاء المكتب الجديد وتشغيله.

وقد جرى في الآونة الأخيرة إطلاق خطة عمل جديدة للتنوع والإنصاف والشمول بهدف تعزيز جميع أشكال التنوع في المنظمة، بما في ذلك التوزيع الجغرافي العادل والتوازن بين الجنسين ومشاركة مختلف الثقافات والأجيال واللغات والأشخاص ذوي الإعاقة.

وإني أعلن بفخر أنه في عام 2023، حققت المنظمة أهداف الأمم المتحدة للتكافؤ بين الجنسين لأول مرة، في صفوف الموظفين في الفئات المهنية 1-5 على مستوى العالم.  

وفي الوقت نفسه، يستمر اتساع شبكة المهارات الشابة لدينا من خلال برامجنا "للمهارات الشابة".

وإنّ الاجتماعات المفتوحة لجميع موظفي المنظمة التي باتت حاليًا ممارسة معمولًا بها سنويًا، والتي انعقد آخرها في فبراير/شباط 2024، تتيح منصة رئيسية لجميع موظفينا في جميع أرجاء المنظمة للالتقاء معًا مناقشة المسائل التي تعنيهم معي مباشرة ومع فريق القيادة الرئيسي المعاوِن لي.

وتعتمد نهضة المنظمة على موظفينا، وأمامنا مسار نكمله، ولا بدّ لنا من أن نمضي قدمًا بصفتنا "منظمة واحدة".

وإني على أتمّ الاستعداد لمواصلة العمل معكم لكي ننتقل بالمنظمة إلى مرحلة التعافي والإصلاح وإعادة البناء والنهضة.

وشكرًا لكم على حسن إصغائكم.