المدير العام شو دونيو

إطلاق مبادرة المدن الخضراء في الكاميرون الملاحظات الافتتاحية للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

21/04/2024

أصحاب المعالي والسعادة،

حضرات السيدات والسادة،

يسعدني أن أكون هنا للمشاركة في حدث إطلاق مبادرة المدن الخضراء في الكاميرون.

مع تزايد التوسع الحضري في عالمنا – حيث من المتوقع أن يعيش ثلثا سكان العالم في المدن بحلول عام 2050 - تواجه المناطق الحضرية تحديات كبرى.

وتتصدر البلديات توقعات المواطنين من أجل تحسين سُبل عيشهم ورفاههم، من خلال الوصول إلى الأغذية المغذّية والمياه الكافية والطاقة والسكن، بالتوازي أيضًا مع التصدي للتحديات المتعددة مثل تأثيرات أزمة المناخ وتدهور البيئة وإدارة النفايات وعدم المساواة في المناطق الحضرية، من بين أمور أخرى.

ولهذا السبب، أطلقت المنظمة مبادرة المدن الخضراء في عام 2020.

وتتوخّى هذه المبادرة إنشاء مدن نابضة بالحياة وقادرة على الصمود وشاملة تعمل فيها البنى التحتية الحضرية الخضراء على تحفيز القدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ، والتماسك الاجتماعي، والازدهار الاقتصادي. فهي توفّق بين المواطنين والطبيعة وتسدّ الفجوة بين المناطق الحضرية والريفية.

وتعزّز هذه المبادرة أيضًا التنمية المستدامة للمدن من خلال زيادة توافر السلع وخدمات النظم الإيكولوجية التي تتيحها الغابات والزراعة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، وإمكانية الحصول على هذه السلع والخدمات، ومن خلال توسيع نطاق الاقتصادات البيولوجية.

وعلى المستوى الإقليمي، واستجابةً للنمو غير المسبوق للمدن والسكان في أفريقيا، أطلقت المنظمة برنامج المدن الخضراء الإقليمي لأفريقيا للوصول إلى 300 مدينة بحلول عام 2030. وعلى المستوى العالمي، تشارك 100 مدينة حاليًا ونسعى إلى الوصول إلى 000 1 مدينة بحلول عام 2030.

ويسعدني اليوم أن أرحّب بالمدن السبع الأولى في الكاميرون التي انضمت إلى شبكة المدن الخضراء التابعة للمنظمة. ويعيش نصف سكان البلاد في العاصمة ياوندي وفي مدينة دوالا، وقد استفادت كلتاهما بالفعل من برامج المنظمة بشأن الاقتصاد الدائري والحدائق الحضرية التي عزّزت إدارة النفايات العضوية وإنتاج الأغذية وإمكانية الوصول إليها.

ومن خلال خطابات النوايا التي وقّعناها، تتطلّع المنظمة إلى دعم بلدياتكم بإجراءات مبتكرة على أرض الواقع تخلّف أثرًا يمكن تطويره وتوسيع نطاقه.

وأنا على ثقة من أنه يمكننا، بالعمل معًا، أن نجعلها أكثر خضرة وصحة واستدامة من خلال توسيع نطاق الغابات والزراعة في المناطق الحضرية، وتهيئة فرص عمل خضراء للشباب، من بين أمور أخرى.

ومن خلال هذه المبادرة، تعمل المنظمة على تسهيل التعاون بين المدن وإرساء الشراكات الشاملة، كما هو الحال مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية على سبيل المثال، كما ندعم تحليل البيانات الهامة وتبادل المعارف، فضلًا عن تعبئة الموارد مع الجهات المانحة والتنفيذ المشترك.

ولكننا بحاجة إلى العمل بشكل أكبر وأفضل مع جميع الشركاء من أجل ضمان زيادة المشاركة واستكشاف طرق لتحويل النظم الزراعية والغذائية الحضرية. ويتعين علينا أيضًا أن نضمن اتساق السياسات على المستويين الحضري والوطني وحشد الاستثمارات المطلوبة.

الزملاء الأعزاء وأبطال المدن الخضراء،

يُعدّ دعم الحكومات المحلية أمرًا أساسيًّا ولديكم دور حاسم تؤدونه في مدنكم. فسويةً، يمكننا التحرّك بشكل أسرع لبناء مدن أكثر خضرة في جميع أنحاء أفريقيا، من دون ترك أي أحد خلف الركب. ومعًا، يمكننا إعادة التفكير في مدننا وإعادة رسم معالمها.

وشكرًا على مشاركتكم، وأهلًا بكم في مبادرة المدن الخضراء التابعة للمنظمة!