المدير العام شو دونيو

حفل توقيع مذكرة التفاهم بشأن الرؤية للمحاصيل والتربة المتكيفة (VACS) كلمة

للدكتور شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة

08/07/2024

عزيزي الدكتور Fowler،

الأعزاء أسمهان وLindiwe وBram،

عزيزي سعادة السفير Prescott،

الزميلات والزملاء الأعزاء،

أودّ، بادئ ذي بدء، تهنئة الدكتور Fowler على ترشيحه لجائزة الإنجاز مدى الحياة - الجائزة العالمية للغذاء - وأتطلّع إلى أن أكون حاضرًا شخصيًا عندما يتسلّم جائزته في حفل توزيع الجائزة العالمية للغذاء. وبفضل التزامكم الشخصي وبدعم من وزارة الزراعة الأمريكية، نغلق الفصل الأول ونفتتح الفصل الجديد للمضي قدمًا.

ويسعدني جدًا أن أكون هنا للتوقيع على مذكرة التفاهم هذه بين المنظمة والمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح بشأن الشراكة بين الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية/المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح (CIMMYT) ومنظمة الأغذية والزراعة، من أجل النهوض بالرؤية العالمية للمحاصيل والتربة المتكيفة (VACS).

وكما لا يخفى عليكم، فإن الرؤية العالمية للمحاصيل والتربة المتكيفة هي حركة عالمية تهدف إلى تعزيز إيجاد نظم زراعية وغذائية أكثر قدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ من خلال التركيز على أساسيات الأمن الغذائي والتغذية، أي: الأغذية المغذّية المتكيّفة مع تغير المناخ والتربة السليمة.

وتسعى هذه الرؤية، التي أطلقتها في البداية وزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأفريقي والمنظمة، إلى تعزيز الإنتاجية الزراعية والتغذية من خلال توسيع نطاق الحصول على أصناف متنوّعة من المحاصيل المغذية والمتكيفة مع تغير المناخ والمزروعة في تربة سليمة. 

كما توفر هذه الرؤية إطارًا استثماريًا موحدًا للشركاء من أجل النهوض بهذه الأهداف.  

وإن مشاركة المنظمة المباشرة في هذه الرؤية تدعم أهدافنا المنصوص عليها في الإطار الاستراتيجي للفترة 2022-2031، وتساهم بشكل مباشر في عملنا بشأن التغذية والسياسات وتغير المناخ والتربة.

كما توفر لأعضاء المنظمة والشركاء في التنمية، في أفريقيا وخارجها، طريقة مبتكرة لتعزيز تحويل النظم الزراعية والغذائية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ومن خلال توحيد جهودنا مع الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية والمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح ، نضم قدراتنا الجماعية لبناء زخم قوي ومنصة للنهوض بهذه الرؤية، وتحفيز العمل عبر مجموعة واسعة من الشركاء من القطاعين العام والخاص.

الزميلات والزملاء الأعزاء،

من الأهمية بمكان الاستثمار في توليد المعارف والحلول المبتكرة من خلال البحث والتطوير الزراعيين وخدمات الإرشاد، ووضع السياسات التمكينية المناسبة. وإلى جانب العلوم والتكنولوجيا والابتكار، تشكِّل هذه العناصر المحركات الرئيسية لنمو الإنتاجية، وهي ضرورية في الانتقال إلى مسار أكثر استدامة.

ولكن الاعتماد المفرط على عدد قليل من المحاصيل الأساسية يؤدي، في الوقت نفسه، إلى ضعف نُظمي، خاصة وأن أحوال الطقس القصوى وتدهور الأراضي يتسبّبان بشكل متزايد في سوء إنتاج المحاصيل وزيادة التعرّض للآفات والأمراض.  ويمكن إدارة هذا الاعتماد المفرط باستخدام المحاصيل الغذائية الأصلية والتقليدية - والتي نُشير إليها في إطار الرؤية باسم "المحاصيل الموفرة للفرص" في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

وتعاني هذه المحاصيل من الاستثمار غير الكافي في البحوث، وهو أمر ضروري لإنتاجها في سوق تجارية تنافسية. وهي محاصيل مغذّية للغاية وقادرة على التكيّف مع الظروف المحلية والطقس المتقلّب، وكثيرًا ما تزرعها النساء وتساهم في الأنماط الغذائية للأسر المعيشية والأمن الاقتصادي.

وفي إطار هذه الرؤية، يمكن لهذه "المحاصيل الموفرة للفرص" تسريع وتيرة جهود تربية النباتات لمجموعة مستهدفة، وتعزيز تطوير سلسلة القيمة لهذه المحاصيل والأغذية المغذّية المصنوعة منها، وتعزيز طلب المستهلكين على استهلاكها.

ومن شأن الجمع بين هذه الأنشطة أن يؤدي إلى أنماط غذائية أكثر تنوّعًا وملاءمة، وأن يساهم في تحسين التغذية والنتائج الصحية ذات الصلة للجميع.  

وإضافة إلى الجمع بين التكنولوجيا والابتكار والسياسات التمكينية و"المحاصيل الموفرة للفرص"، يجب علينا أيضًا أن نتذكر أن تربتنا ضرورية لنجاح الرؤية.

ونحن بحاجة إلى العمل على عكس اتجاه تدهور التربة وتآكلها من خلال زيادة الوصول إلى المعارف والمعلومات على جميع المستويات، من الحكومات الوطنية إلى المزارع والحقول.

وبغية تسريع وتيرة انتشار هذه المحاصيل وتوسيع نطاقها، يتعيّن علينا تمكين اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الأنواع التي ينبغي زراعتها، ومكان زراعتها، وممارسات إدارة التربة التي ينبغي تطبيقها. 

ويمكن أن يؤدي ذلك إلى التكيّف مع آثار أزمة المناخ، والحد من تدهور الأراضي من خلال زيادة الكفاءة والقدرة على الصمود في نظم المحاصيل الآن وفي المستقبل. 

الأصدقاء الأعزّاء،

إن هذه الرؤية تجمع بشكل فعال بين "الأفضليات الأربع" المنصوص عليها في الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031: إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل، وحياة أفضل - من دون ترك أي أحد خلف الركب.

فلنعمل معًا من أجل توفير أغذية جيدة للجميع، اليوم وغدًا.

وقبل أن أختتم كلمتي، أودّ أن أعرب مجدّدًا عن تقديري العميق للتعاون مع الولايات المتحدة - وهي عضو رئيسي في المنظمة - وكذلك مع الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية والمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح وجميع الشركاء المعنيين، وكذلك مع أفريقيا، من أجل أفريقيا وخارجها!

وشكرًا على حسن إصغائكم.