ما هي العوائق التي تحول دون تمكّن العلماء وأصحاب المعرفة من المساهمة في توجيه السياسات نحو أنظمة الأغذية الزراعية الأكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة، وما هي الفرص المتاحة أمامهم للقيام بذلك؟
إدراكًا للحاجة المُلحة للاستفادة من إمكانات العلوم والابتكار للتغلب على التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتشابكة التي تواجه أنظمة الأغذية الزراعية بطريقة منصفة وشاملة ومستدامة عالميًا، صممت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة أول استراتيجية للعلوم والابتكار (الاستراتيجية) من خلال عملية تشاورية وشاملة وشفافة. وهذه الاستراتيجية بمثابة أداة رئيسية لدعم تنفيذ الإطار الاستراتيجي للمنظمة للفترة 2022-2031، وبالتالي دعم خطة 2030 للتنمية المستدامة.
تنص الاستراتيجية على أن العمل الفني والإرشادات المعيارية لمنظمة الأغذية والزراعة يعتمدان على أكثر الأدلة المتاحة مصداقية وملاءمة ومشروعية، وستخضع الأدلة لعملية تقييم دقيقة وشفافة وحيادية. وترتكز هذه الاستراتيجية على سبعة مبادئ توجيهية، وثلاث ركائز تعزز كل منها الأخرى، وتحدد هذه الركائز أهم أولويات الاستراتيجية وتجمع نتائجها التسعة معًا، وهي: 1) تعزيز عملية صنع القرار القائمة على العلوم والأدلة؛ و2) دعم الابتكار والتكنولوجيا على المستويين الإقليمي والقطري؛ و3) تقديم خدمات أفضل للأعضاء من خلال تعزيز قدرات منظمة الأغذية والزراعة. وســيتم تحفيز الإجراءات المتخذة في إطار هذه الركائز الثلاث من خلال عاملي تمكين، وهما: الشراكات التحويلية، وتأمين مصادرة مبتكرة للموارد والتمويل.
أثبتت جهود التنمية المبذولة على مدى عقود في جميع أنحاء العالم أن النهج المحدودة والإصلاحات التكنولوجية السريعة لا تنجح، خاصةً على المدى الطويل. ويُمكن أن تكون العلوم والابتكارات من المحركات القوية لتحويل أنظمة الأغذية الزراعية والقضاء على الجوع وسوء التغذية، ولكن فقط عندما تكون مصحوبة ببيئة تمكينية مناسبة. وتشمل هذه العوامل التمكينية المؤسسات القوية، والحوكمة الرشيدة، والإرادة السياسية، والأطر التنظيمية التمكينية، والتدابير الفعالة لتعزيز المساواة بين الجهات الفاعلة في نظام الأغذية الزراعية. استجابةً لذلك، تؤكد الاستراتيجية على الحاجة إلى تضمين الإجراءات المتعلقة بالعلوم والابتكار في المبادئ التوجيهية، وهي أن تكون: قائمة على الحقوق ومتمحورة حول الإنســـان؛ ومتســـاوية بين الجنســــين؛ وقائمة على الأدلة؛ وموجهة نحو تلبية الاحتياجات؛ ومتســــقة مع الاســــتدامة؛ ومدركة للمخاطر؛ وقائمة على القيم الأخلاقية.
من الدروس الأخرى المدرجة في نطاق الاستراتيجية هو أن التخصصات الفردية لا تتمكن وحدها من مواجهة التحديات المنهجية بطريقة شاملة، وبالتالي تظهر دائمًا الحاجة إلى دعم علم الاستدامة، والعلوم المشتركة بين التخصصات والجامعة لها. وبالإضافة إلى اعترافها بالأهمية الكبيرة لدور العلوم، تقر الاستراتيجية كذلك بالمعرفة التي يمتلكها كل من الشعوب الأصلية وصغار المنتجين كمصدر مهم للابتكار في أنظمة الأغذية الزراعية.
السبب المنطقي وراء إجراء المشاورة
العلوم والأدلة من المقومات الضرورية لاتخاذ القرار السليم، لكنهما لا يوفران بالضرورة مسارًا فرديًا للعمل، فقد تكون النتائج العلمية محدودة بسبب عدم كفاية البيانات، وعدم التأكد من صحتها، وتناقض النتائج، إضافة إلى إمكانية الطعن في صحتها. وغالبًا ما تتأثر عملية صنع القرار بمجموعة متنوعة من الدوافع والحواجز الهيكلية والسلوكية، بالإضافة إلى تأثرها بأصحاب المصلحة ذوي القيم المتنوعة، والقوى غير المتوازنة.
تركز إحدى النتائج التسعة للاستراتيجية (النتيجة رقم (2) في إطار الركيزة الأولى) على تعزيز التفاعلات بين العلوم والسياسات المتعلقة بأنظمة الأغذية الزراعية[1]، إذ تشير الاستراتيجية إلى أن منظمة الأغذية والزراعة ستعزز مساهمتها في التفاعلات بين العلوم والسياسات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية لدعم الحوار المنظم بين العلماء وصانعي السياسات وغيرهم من أصحاب المصلحة المعنيين، سعيًا وراء دعم عمليات وضع السياسات الشاملة القائمة على العلوم لتحقيق مزيد من الترابط في السياسات، والملكية المشتركة، والعمل الجماعي. تتمثل القيمة المضافة لمساهمة منظمة الأغذية والزراعة في التركيز على المستويين الوطني والإقليمي بالإضافة إلى المستوى العالمي، والاستفادة منها في معالجة القضايا ذات الصلة بأنظمة الأغذية الزراعية، مع الوضع في الاعتبار المعلومات والتحليلات المناسبة المستقاة من التفاعلات الحالية بين العلوم والسياسات، مثل الفريق فريق الخبراء الرفيع المستوى المعني بالأمن الغذائي والتغذية، والفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ، والمنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في مجال التنوع البيولوجي وخدمات النظم الإيكولوجية، وكذا في تمكين الحوار المستمر والفعال من خلال الهيكل المؤسسي الذي توفره الأجهزة الرئاسية في منظمة الأغذية والزراعة.
لا يزال دمج العلوم والأدلة في عمليات صنع القرارات المتعلقة بأنظمة الأغذية الزراعية يمثل تحديًا كبيرًا، فلأسباب متنوعة، قد لا يقوم صانعو السياسات بإبلاغ العلماء وأصحاب المعرفة الآخرين باحتياجاتهم، بينما قد لا يشارك العلماء وأصحاب المعرفة الآخرين بنشاط في عملية صنع السياسات، بل وربما تظهر العديد من العقبات التي قد تعرقل هذه المشاركة.
على ضوء ما سبق، يقوم مكتب رئيس العلماء في المنظمة بتنظيم هذه المشاورة الإلكترونية لمواصلة تحديد وفهم العوائق التي تمنع العلماء وأصحاب المعرفة الآخرين (الذين يكتسبون معارفهم من الأنظمة المعرفية الأخرى، مثل المعرفة الخاصة بالشعوب الأصلية، وصغار المنتجين، وما إلى ذلك) من المساهمة في توجيه السياسات نحو أنظمة أغذية زراعية أكثر كفاءة وشمولية ومرونة واستدامة، والفرص المتاحة أمامهم للقيام بذلك.
أسئلة تسترشد بها هذه المشاورة
Participants are invited to respond to, and provide examples of, all or some of the following discussion questions (relevant to their experience).
1 |
Analyze the complexities and practical problems associated with science-policy interactions |
|
|
2 |
Knowledge production to inform policies |
|
|
3 |
Translating knowledge to inform policy-making processes |
|
|
4 |
تقييم الأدلة |
|
|
5 |
أمثلة |
|
يُرجى مشاركة أي أمثلة عن كيفية مساهمة العلوم والأدلة والمعرفة المكتسبة من عملك أو عمل المنظمة التي تعمل بها أو جامعتك في عملية صنع القرار. |
نرحب بالتعليقات بجميع لغات الأمم المتحدة الست (الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية والعربية والصينية).
سيقوم مكتب رئيس العلماء في منظمة الأغذية والزراعة بتجميع وتحليل المساهمات التي قدمتها من خلال المشاورة المقامة عبر الإنترنت، للاستفادة من النتائج في إثراء العمل على وضع إرشادات لتعزيز التفاعلات بين العلوم والسياسات، وكذلك في عمليات وضع السياسات القائمة على العلوم والأدلة لأنظمة الأغذية الزراعية، مما يُسهم في ضمان اتخاذ قرارات فعالة متعلقة بالسياسات تستند إلى العلوم والأدلة الكافية وذات الصلة والمصداقية. وستُتاح أنشطة المساهمات الواردة على الصفحة الخاصة بهذه المشاورة على شبكة الإنترنت ليطلع عليها الجمهور.
إننا نتطلع إلى تلقي إسهاماتك القيمة وإلى الاستفادة من خبراتك.
الدكتورة بريت ليدر، المستشار الفني في مكتب رئيس العلماء، منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة
[1] The Strategy defines the term “science-policy interface” as a mechanism for establishing structured dialogue among scientists, policy-makers and other relevant stakeholders in order to support inclusive science-based policy-making. Such interactions are characterized by appropriateness, legitimacy, transparency, inclusiveness, and continuous and effective dialogue through an appropriate institutional structure.
- أقرأ 91 المساهمات
Hello,
I am Principal Scientist (Agricultural Extension), working with Indian Council of Agricultural Research.
I consider this discussion interesting, important and exciting because it gives an opportunity to scientists to speak up, who often feel that there is a disconnect between work they are doing and policies being framed, decision being made. Work goes on in laboratories, often have no relevance to field applications due to poor linkages between research systems & consumers.
Looking forward to hearing experiences coming form diverse situations from across the world!
Happy & exciting discussion!
Mahesh Chander
- Previous page
- …
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
تم إغلاق هذا النشاط الآن. لمزيد من المعلومات، يُرجى التواصل معنا على : [email protected] .