استعادة سبل عيش المزارعين بعد الفيضانات المدمرة في صربيا

الفاو تقدم حزم مساعدة زراعية للمزارعين المتضررين بالكارثة في صربيا .

نقاط رئيسية

بعد فترة وجيزة من تعرض صربيا لفيضانات مدمرة في مايو/أيار 2014، أعلنت حكومة جمهورية صربيا حالة الطوارئ: تم إجلاء نحو 000 32 شخص من منازلهم؛ وتضررت المدارس، والمرافق الصحية، والأراضي الزراعية. والزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد الريفي في صربيا، بالإضافة إلى كونها مصدرا هاما من مصادر الدخل بالنسبة لغالبية السكان الريفيين. وقدرت الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي بحوالي 228 مليون يورو. وفي استجابة للفيضانات المدمرة، دخلت المنظمة في شراكة مع الاتحاد الأوروبي، وحكومة جمهورية صربيا، وغيرها من الشركاء المنفذين لإطلاق برنامج مساعدات الاتحاد الأوروبي للإغاثة من الفيضانات. ويهدف البرنامج الممول من الاتحاد الأوروبي، والذي تبلغ قيمته 92 مليون يورو، إلى تقديم مساعدات واسعة النطاق لإغاثة المتضررين من الفيضانات في صربيا. وحتى الآن، قدمت المنظمة، التي خصصت مبلغ 9.5 مليون يورو لإنعاش الإنتاج الزراعي، الدعم لما مجموعه حوالي 500 34 أسرة زراعية متضررة من الفيضانات في 993 مجتمعا محليا في 41 بلدية في صربيا عن طريق حزم مساعدات. ونتيجة لذلك، استطاعت الأسر استعادة أنشطتها الزراعية وإعادة بناء سبل عيشها. 

تشكلت حزم مساعدات المنظمة للأسر الزراعية المتضررة بالفيضانات من بذور المحاصيل، وشتلات وقصب أشجار الفاكهة، والأسمدة، والمواشي والأعلاف الحيوانية، والمعدات الزراعية، وخلايا النحل، بالإضافة إلى بناء الدفيئات الزراعية، وتنظيم الحد من مخاطر الكوارث وتغير المناخ في حلقات عمل زراعية.  

ويقول أحد المستفيدين ويدعى جوفان بيتروفيتش: "إن تبرع الاتحاد الأوروبي يعني الكثير لجميع المزارعين في المنطقة، بغض النظر عن نوع الدعم وحزمة المساعدة التي تلقوها".

في خريف وشتاء عامي 2014 و2015، حصلت منظمة الأغذية والزراعة وسلمت شتلات وقصب الفاكهة إلى حوالي 000 2 مزرعة في 30 بلدية صربية. وتم غرس أكثر من مليونين من شتلات وقصب الخوخ، والكرز، والكرز الحامض،  وتوت العليق، والتوت الأسود، في بساتين مزارعين مختارة في جميع أنحاء البلاد، بقيمة إجمالية قدرها 1.2 مليون يورو.

أسرة بيتروفيتش - واحدة من الأسر العديدة المستفيدة 
زودت المنظمة منتجي الفاكهة في بلدية ساباك بأكثر من 000 450 من أنواع قصب توت العليق المعتمدة ذات الجودة العالية، بما في ذلك التولامين، والميكر، والبولكا.

وأسرة بيتروفيتش هي واحدة من 254 أسرة مستفيدة في البلدية تقدمت بطلبات للحصول على حزمة مساعدات من قصب توت العليق بعد أن غمرت مياه الفيضانات 11 هكتارا من أراضيهم في برنجافور، وهي بلدة قرب بلدية ساباك. وقد قامت الأسرة – جوفان، وزوجته جوردانا، وولداهما ميلان وإيفان - بزراعة توت العليق لسنوات.

ونتيجة للأضرار التي سببتها الفيضانات، جفت ممتلكاتهم من قصب توت العليق أو دمرت تماما. وتربي الأسرة الأبقار والخنازير، وتزرع الذرة، وفول الصويا، والقمح، والبرسيم. إلا أن حقل توت العليق الذي يغطي مساحة نصف هكتار قد أصبح مصدرا هاما للدخل. وبعد تقديم طلب للدعم، سلمت المنظمة 800 1 من قصب توت العليق التولامين المعتمد ذي الجودة العالية إلى الأسرة في خريف عام 2014.

وقد أنتجت أسرة بيتروفيتش ستة أطنان من توت العليق التولامين، المعروف بغلته الكبيرة وطعمه الحلو، والمزروع على مساحة 50 فدانا من الأراضي. ويقول والد الأسرة جوفان بيتروفيتش إنه راض جدا: "نوعية قصب توت العليق التي تلقيناها كانت جيدة جدا، كما كانت غلتنا. ولما كان هذا هو الحصاد الأول، أتوقع غلات أفضل ونتائج ذات جودة أعلى في المواسم التالية. أنا ممتن لجميع الذين ساعدوا في استعادة إنتاج توت العليق لدينا بعد الفيضانات."  

التدريب من أجل المستقبل
من أجل التعلم من دروس الماضي والاستعداد للمستقبل وللمساعدة على تطوير البرنامج الوطني لإدارة مخاطر الكوارث، نظمت منظمة الفاو حلقات عمل تدريبية حول الحد من مخاطر الكوارث وإدارتها. وقد عمل نحو 30 مشاركا، من بينهم مهنيين من وزارة الزراعة وحماية البيئة في صربيا، والمدير المساعد بالوكالة لمكتب إعادة الإعمار والإغاثة من الفيضانات، وخبراء منظمة الأغذية والزراعة، على تحديد الأنشطة ذات الأولوية للحد من مخاطر الكوارث وإدارتها في القطاع الزراعي.  

وتقول أولغا بوتو، مسؤولة تغير المناخ مع مكتب المنظمة الإقليمي لأوروبا وآسيا الوسطى، "تمثل حلقة العمل هذه الحاجة إلى التحول إلى تدابير بناء القدرة على الصمود المتعلقة بالزراعة. والآن وبعد أن مرت الصدمة الأولى للفيضانات، يتطلع الجميع نحو المستقبل وهم ملتزمون حقا بالوقاية، والتخفيف من الآثار، والتأهب. ونحن نعلم أن كل دولار ينفق على الوقاية والتأهب يوفر ثلاثة إلى خمسة دولارات تنفق على الاستجابة لحالات الطوارئ".

في خريف عام 2016 انطلقت سلسلة جديدة من الدورات التدريبية على التكيف مع تغير المناخ في صربيا الشرقية. وسيتم في 42 دورة تدريبية تدريب مزارعين من سبع بلديات على كيفية تكييف إنتاج محاصيل الحبوب والأعلاف، والفاكهة، والخضروات، والإنتاج الحيواني بشكل أفضل، والاستخدام الأفضل لآلاتهم الزراعية وتحسين ممارسات إدارة مزارعهم، وعلى أن يكونوا أكثر استعدادا وقدرة على الصمود في وجه التأثيرات السلبية لتغير المناخ على الزراعة.

حول برنامج مساعدات الاتحاد الأوروبي للإغاثة من الفيضانات
في استجابة للفيضانات المدمرة التي حدثت في مايو/أيار 2014، قام مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، في شراكة مع منظمة الأغذية والزراعة، والمنظمتين الألمانيتين HELP وABS، والمجلس الدانمركي للاجئين، والوكالة النمساوية للتنمية، والبنك الدولي، وحكومة صربيا، بتنفيذ برنامج مساعدات الاتحاد الأوروبي للإغاثة من الفيضانات.

يقدم الاتحاد الأوروبي حاليا أكبر مساعدة للإغاثة من الفيضانات في صربيا بقيمة 92 مليون يورو بموجب وثيقة المساعدة قبل الانضمام لعامي 2012 و2014. ويتم استخدام الأموال لبناء منازل جديدة، وإعادة تأهيل المباني العامة والبنية الأساسية، والمنازل والطرق الخاصة، فضلا عن الانتعاش الاقتصادي والزراعي للبلديات الأكثر تضررا من الفيضانات.

شارك بهذه الصفحة