رصد غابات العالم

تسهم الغابات والأشجار إسهاماً حيوياً في حياة الأشخاص وفي كوكبنا، فهي تعزز مصادر المعيشة وتوفر الهواء النظيف وتحمي موارد التربة والمياه، فضلاً عن أنها تحفظ التنوع الحيوي وتستجيب لتغير المناخ. والغابات هي مصدر للألياف والغذاء والوقود لأكثر من مليار شخص. فهي موئل لجلّ التنوع الحيوي البري في العالم. إذ تقدم الكثير من المنتجات والخدمات التي تسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ناهيك عن الأهمية التي تحملها بصفة خاصة لمصادر المعيشة بالنسبة لمئات الملايين من سكان المناطق الريفية، بمن فيهم الكثير ممن يندرج ضمن الشريحة الأفقر في العالم.

أما رصد الموارد الحرجية فيشكل عاملاً جوهرياً يمكـّن من توفير أسس متينة لصناعة القرار القائم على الدليل والنهوض بالإدارة المستدامة للغابات.

تقييمات الموارد الحرجية في العالم

Global Forest Resources Assessment 2020

تتسم الغابات بإمكانية هائلة لدعم سبل التنمية المستدامة، حيث يكمن مفتاح تحقيق هذا الدعم في البيانات والأدلة الموثوقة. وهنالك حاجة إلى توافر بيانات دقيقة حول الموارد الحرجية بهدف رصد التقدم باتجاه تحقيق أهداف التنمية المستدامة. أضف إلى ذلك أن هذه البيانات مطلوبة أيضاً لرصد التقدم على مستوى "الأهداف العالمية للغابات" و"أهداف خطة الأمم المتحدة الاستراتيجية بشأن الغابات للفترة 2017-2030"، وإسهامات البلدان المحددة على المستوى الوطني وفق اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وكذلك على مستوى تحقيق أهداف التنوع الحيوي المتفق عليها عالمياً بما في ذلك إطار العمل العالمي القادم بشأن التنوع الحيوي للفترة ما بعد 2020.

استكملت منظمة الأغذية والزراعة أول تقييم للموارد الحرجية في العالم عام 1948. ومنذ تلك الآونة، ارتقى تقييم الموارد الحرجية في العالم إلى تقييم شامل للموارد الحرجية وحالتها وإدارتها واستخداماتها، ليغطي بذلك جميع العناصر المواضيعية للإدارة المستدامة للغابات (http://www.fao.org/forest-resources-assessment/2020/ar).

ويدرس تقييم الموارد الحرجية في العالم لعام 2020 - وهو الأحدث بين التقييمات - حالة أكثر من 60 متغيراً من المتغيرات المرتبطة بالغابات واتجاهاتها في 236 بلداً وإقليماً خلال الفترة الممتدة من 1990 إلى 2020. ويعرض التقييم رؤية شاملة حول الغابات في العالم والطرق التي تتغير وفقها الموارد الحرجية واستخداماتها.

إن تقييم الموارد الحرجية هو آلية لجمع البيانات حول اثنين من مؤشرات أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالغابات وإعداد التقارير بخصوص الهدف الخامس عشر من تلك الأهداف، ألا وهو "الحياة في البر".

يوظف تقييم الموارد الحرجية الاستشعار عن بعد منذ عام 1990 لاستكمال المعلومات التي تجمع من خلال عملية إعداد التقارير القطرية للتوصل إلى تقديرات إقليمية وعالمية مستقلة لمناطق الغابات والتغيرات التي تطرأ عليها. وتعمل منظمة الأغذية والزراعة بشكل وثيق مع كثير من البلدان النامية على تنمية القدرات في ميدان استخدام أحدث بيانات الاستشعار عن بعد ونتاجاته.

لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الرابط التالي: http://www.fao.org/forest-resources-assessment/ar/

حالة الغابات في العالم

SOFO 2020

تلتزم البلدان بتحقيق خطة التنمية المستدامة حتى عام 2030، بما في ذلك تحقيق 17 هدفاً للتنمية المستدامة كجانب من جهودها للتصدي إلى تحديات معقدة من قبيل القضاء على الفقر والقضاء على الجوع، والاستجابة لتغير المناخ، وبناء القدرة على التأقلم لدى المجتمعات وتحقيق نمو شمولي مع إدارة مستدامة للموارد الطبيعية للأرض. وفي مطبوعة "حالة الغابات في العالم" نصف السنوية، يتم تحليل أدوار الغابات والأشجار، والأدوار التي يلعبها الأشخاص المستخدمين لها والقائمين على إدارتها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتحقيق غيرها من التطلعات ذات الأهمية العالمية.

رصد الغابات على المستوى الوطني

تقدم منظمة الأغذية والزراعة الدعم اللازم للبلدان الأعضاء على مستوى كافة الجوانب المتعلقة برصد الغابات (كإجراء جرد وطني للغابات، ونظم رصد الأراضي باستخدام السواتل، وإعداد التقارير ضمن اتفاق الأمم المتحدة الإطاري بشأن تغير المناخ) بهدف توفير معلومات موثوقة تساعد على رسم سياسة وطنية للغابات وتخطيط استخدامها وإدارتها المستدامة، ناهيك عن الإيفاء بالمتطلبات الدولية لإعداد التقارير. كذلك طورت المنظمة منصتي Open Foris (حلول مجانية ومفتوحة أمام الجميع للرصد البيئي) وSEPAL (نظام مراقبة الأرض والوصول إلى البيانات ومعالجتها وتحليلها لرصد الأراضي) وتقوم بصونهما لاستخدامهما في شتى جوانب رصد الغابات في أكثر من 160 بلداً، حيث تشتمل هذه العملية على دعم البلدان في المجالات التقنية المتعلقة بنظم رصد الغابات على المستوى الوطني ووضع معايير مجدية اقتصادياً وموثوقة، وإعداد التقارير وتنفيذ عمليات التحقق لصالح المبادرة المعززة لخفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها، وتطوير نظم رصد أراضي الخث، ووضع مؤشرات تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

معالم بارزة

إحصائيات منتجات الغابات

تقوم منظمة الأغذية والزراعة بجمع ونشر بيانات إحصائية سنوية تغطي إنتاج منتجات الغابات وتداولها التجاري منذ عام 1947. وفي عام 2018 غطت هذه الإحصائيات 59 نوعاً من منتجات الغابات مصنفة ضمن 24 مجموعة للمنتجات (كالأخشاب المستديرة، ونشارة الخشب، والألواح الخشبية، واللب، والورق) لـ 245 بلداً وإقليماً حول العالم. كما تشهد إحصائيات منتجات الغابات لدى المنظمة تطوراً مطرداً. ففي عام 2019 على سبيل المثال، صدرت أول مجموعة بيانات عالمية على الإطلاق حول جمع الأخشاب المستردّة بعد الاستهلاك وتداولها تجارياً، بما في ذلك الأخشاب الناتجة عن أعمال الإنشاءات والتغليف التي يمكن إعادة استخدامها. وتجمع المنظمة البيانات الإحصائية لمنتجات الغابات سنوياً من مراسلين وطنيين بالتعاون مع المنظمة الدولية للأخشاب المدارية والمكتب الإحصائي للاتحاد الأوروبي واللجنة الاقتصادية لأوروبا التابعة للأمم المتحدة. أما النتائج فتنشر في الكتاب السنوي لمنظمة الأغذية والزراعة عن المنتجات الحرجية، كما تنشر ضمن قاعدة البيانات الإحصائية الموضوعية في المنظمة (FOSTAT) التي تمثل قاعدة البيانات العالمية للمنظمة حول الأغذية والزراعة.

تستضيف منظمة الأغذية والزراعة بالتعاون مع شركاء عالميين ورشات عمل إقليمية لدعم خبراء الإحصاء في البلدان الأعضاء بما يمكنهم من تطوير نظم إحصائية وتحسين الأساليب المتبعة وتقديم معلومات دقيقة وجديدة. أضف إلى ذلك أن المنظمة تنشر وثائق لتحسين نوعية البيانات العالمية المتعلقة بمنتجات الغابات ورفع مستوى اتساقها، حيث يشتمل هذا العمل على مبادئ توجيهية لإدخال بيانات الوقود الخشبي في المسوحات المتواصلة، ومبادئ توجيهية لجمع البيانات حول منتجات الغابات، وملخصات حول عوامل تحويل منتجات الغابات المستخدمة لدى شتى البلدان الأعضاء.

المبادرة المعززة لخفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها

يندرج خفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها، إلى جانب الإدارة المستدامة للغابات وحفظ وتحسين مخزون الكربون في الغابات، والتي تعرف مجتمعة بـ "المبادرة المعززة لخفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها" ضمن الجهود الرئيسية العالمية الرامية إلى التخفيف من تغير المناخ. وتدعم منظمة الأغذية والزراعة العمليات التي تقوم بها البلدان النامية على مستوى هذه المبادرة وكذلك تدعم تحويل التزاماتها السياسية إلى عمل على أرض الواقع وفقاً لما جاء في الإسهامات المحددة على المستوى الوطني ضمن اتفاق باريس بشأن تغير المناخ.

وتساعد المنظمة البلدان على تحديد البيانات وجمع ما يتعلق منها بالأنشطة المطلوبة ذات الصلة باستخدام الأراضي وتغيير استخدام الأراضي، والحراجة وبالمبادرة المعززة لخفض الانبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها. على سبيل المثال، تُجمع البيانات المكانية المتعلقة بإزالة الغابات والتشجير وإعادة التشجير في العادة باستخدام الاستشعار عن بعد (السواتل)، مع رصد التغييرات باستخدام نظام رصد الأراضي بالسواتل.

شارك بهذه الصفحة